جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 06-08-2015
• نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالا للكاتب ديفد إغنيشاس قال فيه إن الولايات المتحدة وحلفاءها بدأوا بوضع إستراتيجية جديدة لمواجهة تنظيم الدولة في سوريا، وذلك بعد خطوات متعثرة لسنوات، وأضاف الكاتب أن الإستراتيجية الأميركية الجديدة بعد انضمام أنقرة للتحالف تقتضي التنسيق والعمل جنبا إلى جنب بين الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا في تشكيلة نادرة، ولكن الخشية تكمن في احتمال قيام إيران بتخريب هذا التوجه العالمي الجديد الساعي لوضع لحد للحرب التي تعصف بسوريا منذ أكثر من أربع سنوات، وأوضح أن التغيّر الأكبر في هذه الإستراتيجية يتمثل في اتفاق واشنطن وأنقرة على خطة لإقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية، وذلك بحماية غالبيتها من القوات التركية، وبالتالي قطع خطوط الإمداد المؤدية إلى مدينة الرقة "عاصمة تنظيم الدولة" وبحيث تقوم المقاتلات التركية والأميركية بقصف مسلحي التنظيم انطلاقا من قواعد عسكرية في تركيا، وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة حذرت نظام بشار الأسد من أنها ستقوم بصد أي هجوم يستهدف أي قوات تتجمع لمواجهة تنظيم الدولة، وأضاف أن هذا التطور لا يمثل فرض حظر طيران بشكل رسمي، ولكنه سيكون كذلك في حال حاولت مقاتلات الأسد القيام بالقصف، وأضاف الكاتب أن هناك برنامجا سريا لتدريب مقاتلين من المعارضة السورية تديره وكالة المخابرات الأميركية (سي آي أي) ودائرة المخابرات الأردنية، وأن هؤلاء المقاتلين يسيطرون بشكل متزايد على مناطق جنوبي دمشق، وأوضح أن الجبهة الجنوبية في سوريا تسمح للمقاتلات الأردنية بقصف مواقع لتنظيم الدولة في شمال شرقي سوريا، وأن هذه الجبهة ستتحرك لتأمين حماية العاصمة دمشق في حال سقوط نظام الأسد، وختم الكاتب بالقول إن إدارة الرئيس باراك أوباما تأمل في أن يؤدي الضغط العسكري الجديد في سوريا إلى تسوية سياسية قد يكون من شأنها تغيير "النظام السوري" بالكامل، وإن الاهتمام الروسي السعودي المشترك يوحي ببعض الأمل بتحقق هذا المسار الدبلوماسي.
• أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى اختلافات في وجهات النظر بين كبار المسؤولين الاستخباريين الأميركيين المعنيين بمكافحة الإرهاب، وأولئك المعنيين بتطبيق القوانين في البلاد، من حيث أي تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية يشكل الخطر الأكبر على الولايات المتحدة نفسها، ويرى بعض المسؤولين الأميركيين أن تنظيم الدولة يشكل خطرا أكبر على الغرب والعالم من تنظيم القاعدة، وذلك بسبب حملته غير المسبوقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يبعث من خلالها رسائل معقدة، كي يلهم أتباعه لتنفيذ هجمات في أنحاء الولايات المتحدة، لكن عددا من مسؤولي الاستخبارات ومكافحة الإرهاب الأميركيين حذروا في المقابل من أن تنظيم القاعدة في اليمن وسوريا يستغل الاضطرابات في هذين البلدين للتخطيط لهجمات أخطر تستهدف عددا أكبر، بما في ذلك إسقاط طائرات تقل مئات الركاب، وفي معرض سرد الاختلافات الأخرى بين التنظيمين، أشارت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة يسيطر على مناطق شاسعة، ويقدم خدمات اجتماعية، وأن لديه بنية تحتية، وأنه يمتلك تمويلا يصل إلى قرابة مليار دولار سنويا، وذلك من عائدات البترول والضرائب الأخرى، وأنه تمدد بعد العراق وسوريا إلى مناطق أخرى مثل ليبيا وأفغانستان وشبه جزيرة سيناء في مصر، وأضافت أن تنظيم الدولة يركز على كمية الأهداف بينما يركز تنظيم القاعدة على نوعيتها، واختتمت بأن تنظيم القاعدة حاول أن يكون منظمة عالمية لكنه فشل في ذلك، في مقابل نجاح تنظيم الدولة في هذا المسعى. وعليه، فإن الأخير يعد أكثر خطرا، خاصة أنه يصعب معرفة أتباعه أو مؤيديه، وبالتالي فإنه يشكل تهديدا أكبر.
• صحيفة الديلي تليغراف البريطانية نشرت موضوعا عن التطورات الأخيرة في الملف السوري تحت عنوان "القاعدة تتفاخر بهزيمة مقاتلي أمريكا في سوريا"، وتقول الجريدة إنه منذ دخول أول دفعات المقاتلين بعد تدريبهم في برنامج وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إلى سوريا واجهوا عدة هجمات مكثفة انتهت بهزيمتهم بشكل كلي في شمال سوريا، وتضيف الجريدة أن مقاتلي "الفرقة 30" كما أطلق عليها البنتاغون عانوا من هجمات شرسة من قبل تنظيم جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا، وتؤكد أن عشرات من مقاتلي "الفرقة 30" تعرضوا للقتل والإصابة والأسر خلال عدة هجمات مؤخرا ثم في النهاية اضطر من تبقى منهم للانسحاب من معسكر الفرقة ومركز قيادتها في مدينة أعزاز شمال سوريا إلى داخل مناطق السيطرة الكردية، وتعتبر الجريدة أن هذه التطورات تمثل إهانة للسياسة الأمريكية والبريطانية في سوريا خاصة بعدما تفاخر عدد من مقاتلي "جبهة النصرة" بانتصاراتهم على "الفرقة 30"، وتشير الجريدة إلى حساب أحد مقاتلي "جبهة النصرة" المفترضين على أحد مواقع التواصل الاجتماعي تحت مسمى "أبو محمد" حيث نشر عدة تغريدات وصور قال فيها إن: مقاتلة عبيد أمريكا أحلى حتى من مقاتلة النصيرية، في إشارة لأنصار "النظام السوري"، ويؤكد "أبو محمد" أن هذه هي أخر محاولة للسياسة الاستعمارية الأمريكية للتأثير على الثورة الإسلامية السورية، وتختم الجريدة بانتقاد السياسة التركية مشيرة إلى أن تركيا تركز في غاراتها الأخيرة على قواعد حزب العمال الكردستاني بينما حلفائه في سوريا يقاتلون تنظيم "الدولة الإسلامية" بدعم جوي غربي.
• كشفت صحيفة سلايت الفرنسية الغموض الذي يلف العقل المدبر لعمليات "حزب الله" اللبناني في سوريا، وذلك من خلال تقرير قدمت فيه معلومات عن هذا الرجل الخطير المطلوب لدى العدالة الدولية، وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي أعده الصحفي فاني أرلنديس، إن هذا الرجل يسمى إلياس صعب، ويسمى أحيانا سامي عيسى، وفي رواية أخرى مصطفى أمين بدر الدين، وقد أجمعت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله، ووزارة الخزانة الأمريكية، على أن هذا الرجل يقوم الآن بإدارة العمليات العسكرية لـ"حزب الله" ضد فصائل المعارضة السورية، وذكرت الصحيفة أن مصطفى بدر الدين من مواليد الضاحية الجنوبية لبيروت معقل "حزب الله" اللبناني، مشيرة إلى أنه عندما كان في سن الـ14 اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية، ليلتحق بحركة فتح قبل أن ينفصل عنها لينضم لمليشيا تابعة لحركة أمل الشيعية، وهي المليشيا التي كونت فيما بعد نواة ما بات يعرف بتنظيم "حزب الله" اللبناني، وكشفت الصحيفة عن أن بدر الدين، الذي يوصف بأنه زير نساء، وصاحب سهرات ماجنة، لا يبدو مضطربا أو خائفا، فهو يواصل تحركاته وزياراته للبنان بانتظام، رغم أنه صدرت في حقه مذكرة توقيف من قبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان منذ 30 حزيران/ يونيو 2011، وقد حضر في كانون الثاني/ يناير الماضي جنازة قريبه جهاد مغنية، الذي قتلته طائرة بدون طيار إسرائيلية في مرتفعات الجولان السورية، في غارة كان بدر الدين هو المستهدف الرئيسي منها، غير أنه غير مخططاته في آخر لحظة، لينجو من موت محقق.
• صحيفة الشرق الأوسط نشرت مقالا كتبه عثمان ميرغني تحت عنوان "سياسة المتناقضات في سوريا والعراق"، الكاتب لفت إلى أن الاستراتيجية الأميركية في سوريا والعراق باتت مدعاة للحيرة والقلق، مبينا أن واشنطن تجمع بين المتناقضات في ما تقوم به على الساحتين، ولا أحد يعرف بالتحديد ما ستنتهي إليه هذه الاستراتيجية، وانعكاساتها على مستقبل المنطقة، وأشار الكاتب إلى أن هناك من اتهم واشنطن بأنها في تركيزها على هدف دحر "داعش" لم تعد متحمسة لسقوط "النظام السوري" في الوقت الراهن، على أساس أن الحركات المتطرفة أو الإرهابية هي التي ستتحرك لملء الفراغ الذي سيحدث، خصوصًا في ظل ضعف وتشتت المعارضة المعتدلة، وأوضح أن هناك عامل آخر يقلق واشنطن وهو أنه خلافًا لما يحدث في العراق، فإن أحداث سوريا تجري قريبًا من إسرائيل، وأي فوضى مسلحة ستكون لها انعكاسات ومخاطر أمنية كبيرة، ورأى الكاتب أن سياسة التناقضات الأميركية في سوريا جعلتها تقبل أخيرا مطالب تركيا في إنشاء منطقة آمنة أو بالأحرى عازلة على الحدود السورية، منوها إلى أن المشكلة تكمن في أن واشنطن تريدها منطقة خالية من "داعش"، بينما تركيا تريدها حاجزًا أمام تمدد الطموحات الكردية وأي تفكير في بروز كيان كردي جديد على حدودها، وخلص الكاتب إلى أن سياسة الجمع بين المتناقضات قد تحقق لواشنطن بعض المكاسب الآنية في الحرب على "داعش"، لكنها بالتأكيد لن تحقق الاستقرار المطلوب، بل تصب المزيد من الزيت على نار الخلافات والصراعات والحروب، وهي البيئة التي تتغذى منها حركات التطرف والإرهاب.
• في صحيفة الحياة اللندنية نقرأ مقالا لعبد الوهاب بدرخان تحت عنوان "نحو إغراق الأزمة السوريّة في محاربة الإرهاب"، الكاتب رأى أنه إذا لم يكن ستيفان دي ميستورا جزءاً من المشكلة في سورية، فقد يكون في صدد أن يصبح كذلك، موضحا أن دي ميستورا يحاول التوجّه إلى إلغاء صيغة جنيف (هيئة حكم انتقالي) مع تأكيده تكراراً العمل من خلالها، وعذره أن الولايات المتحدة وروسيا متوافقتان على أمر واحد: بقاء نظام بشار الأسد، وبين الكاتب أن ما قدّمه دي ميستورا كان اقتراحات لإغراق الأزمة في التفاصيل، وإغراق صيغة جنيف في "مجموعات عمل" من دون تحديد هدف الانتقال السياسي، ولفت إلى أن ديمستورا حرص على مخاطبة كل طرف بما يودّ أن يسمعه، لكن هذا لم يمنعه من تعزيز فكرتين: بقاء النظام (أي الأسد) ومحاربة الإرهاب (استجابةً لرواية الأسد)، مبرزا أن منهجية الشيء ونقيضه جعلته يقول إن محاربة "داعش" تتطلّب تغييراً سياسياً في سورية، وأشار الكاتب إلى أنه قد صدرت إشارتان من طهران يوم لقاءات الدوحة، لكنهما لا تحملان أي مغزى تغييري، وبين أن الإشارة الأولى، هي الإعلان عن مبادرة "معدّلة" لحل الأزمة السورية، وأكد أنه لا يتوقّع من هذه المبادرة سوى التذاكي في تزكية فكرة الأسد عن "المناطق الأهمّ" أو "دولة الساحل" كصيغة وحيدة ضامنة لمصالح إيران في سورية، وبالنسبة للإشارة الأخرى فتتمثل بمقال للوزير ظريف نشرته صحف عربية، وفيه يقترح إقامة "مجمّع للحوار الإقليمي" بهدف تسوية الخلافات سلمياً، وشدد الكاتب على أن ثمة كذبة يجري ترويجها حالياً، وهي إشراك إيران في ضرب الإرهاب وحلّ أزمات المنطقة، وختم متسائلا: فهل ألغى الاتفاق النووي حقيقة أنها صانعة هذا الإرهاب وتلك الأزمات؟
• صحيفة العربي الجديد نشرت مقالا لبرهان غليون تحت عنوان "حاجة سورية إلى مبادرة دولية حقيقية"، الكاتب أشار إلى أن العالم كان ينتظر من المبعوث الجديد، ستيفان دي ميستورا، الذي جاء بعد فشل مبعوثين سابقين، وكلاهما دبلوماسيان من الطراز الرفيع، أن يستفيد من الدرس، ويبدأ من حيث انتهيا، أي بتذليل العقبة الرئيسية التي عطلت مفاوضات الحل السياسي السوري، وهي رفض نظام الأسد الحديث في أي تغيير، وإصراره على كسب الوقت، مدعوماً بحلفائه الإقليميين والدوليين، للوصول إلى الحسم العسكري، وسحق الثورة والمعارضة، ورأى الكاتب أنه لم يكن أمام دي ميستورا إلا طريقين لتجنب مصير سابقيه: فإما إقناع طهران أو موسكو الكافلتين لحرب الأسد، بالتعاون الجدي لإكراه الأسد على التفاوض، وهو ما لم يحصل، أو تكريس الوقت والاستفادة من المشاورات الموسعة مع الأطراف السورية وغير السورية، لبناء تصور أفضل عن طبيعة هذه الهيئة ومهامها، وتقديم اقتراح للأمين العام بآلية تشكيلها، قبل عرضه على مجلس الأمن ووضع جميع الدول أمام مسؤولياتها في مواجهة تفاقم الأزمة الإنسانية، ولفت الكاتب إلى أن ديمستورا لم يختر أياً من هذين الطريقين، وقرر أن يعيد الكرة إلى ملعب السوريين أنفسهم، ويطلب منهم التفاهم على تفسير بيان جنيف، قبل البدء في أي مفاوضات رسمية، وشبه الكاتب من يطلب من السوريين أن يتوصلوا إلى تفاهم واتفاق في ظروف تجاذبات القوى الإقليمية واستثماراتها الهائلة في الحرب السورية كمن يطلب من غرقى في بحر متلاطم الأمواج أن يتقاربوا ويتعانقوا، مبرزا أنه لو أيد مجلس الأمن هذه الخطة الجديدة وتبناها، لما كان لذلك سوى معنى واحد، هو تأكيد إصرار المجتمع الدولي على التهرب من مسؤولياته، وترك السوريين ينشوون بنار حقد الآخرين وحروبهم، بعد أن دمر بلادهم حقد حكامهم.
• أشارت صحيفة الشرق السعودية إلى أن واشنطن لطالما رددت عبارة "الأسد فقد شرعيته" طوال الأربع سنوات ونيف من انتفاضة الشعب السوري ضد الأسد، لكن دون أن تحرك ساكناً من أجل مساعدة السوريين في إسقاط طاغيتهم الذي استخدم كل الأسلحة في قتل السوريين، ورأت الصحيفة أن المشروع الأمريكي بتدريب وتسليح ما يسمى بالمعارضة المعتدلة الذي تحدثت واشنطن عنه لسنوات لم يكن سوى بضع عشرات من الأشخاص من أجل قتال "داعش" في حين أن من يقاتل "داعش" فعلياً منذ أكثر منذ سنتين لم يتدربوا ولم يتسلحوا من قبل الدولة العظمى، مبرزة أن واشنطن التي لم تنأَ بنفسها عن الصراع في سوريا، بإغماض عينيها عن كل جرائم الأسد التي راح ضحيتها مئات الآلاف من القتلى اليوم تتحرك لحماية من دربتهم لقتال "داعش".
• أكدت صحيفة الشرق القطرية، في افتتاحيتها، أن المشهد السياسي في المنطقة العربية مقبل على تحولات جذرية على إثر ما صدر من نتائج إيجابية وبناءة عن لقاء القمة الدبلوماسي الهام والمؤثر، الذي شهدته الدوحة الاثنين، بحضور وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، وأشارت الصحيفة إلى التطورات الأخيرة المتلاحقة بدءا من توقيع الاتفاق النووي بين طهران ومجموعة (5 +1)، مرورا بما أثمرته عمليتا "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" في اليمن من قلب لموازين الحوثيين وحلفائهم، وما صدر من نتائج يجب الاستفادة منها وفهم رسالتها، ومن جهة أخرى، سجلت الصحيفة أن مبادرة الحل السياسي للأزمة السورية، التي تداولتها وسائل الإعلام بالتزامن مع إعلان نتائج لقاء القمة السياسية في الدوحة، وما أعقبها من تواجد لـ"وزير الخارجية السوري" وليد المعلم في طهران، مع وجود نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قد تكون فرصة لإعلان مبادرة جديدة لحل سياسي في هذا البلد.