جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 06-06-2015
• نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالا تحليليا للكاتب ديفد إغنيشاس أشار فيه إلى أن نظام بشار الأسد على حافة الانهيار، وأن النظام يواجه ضغوطا لم يشهدها منذ الحرب التي تعصف بالبلاد قبل أكثر من أربع سنوات، وأوضح الكاتب أن الضغوط الجديدة تطرح بعض الخيارات القاسية أمام كل من الولايات المتحدة وروسيا وإيران والدول المجاورة لسوريا، وخاصة بعد أن بدأت دفة الحرب تميل إلى صالح الثوار في شمال وجنوب سوريا، وأضاف أن مسؤولين أميركيين يرون أن الأسد يواجه ضغوطا متزايدة، يتمثل بعضها في التحالف القوي الجديد للثوار تحت مسمى "جيش الفتح"، الذي يحظى بدعم من كل من تركيا والسعودية وقطر، وأشار الكاتب إلى أن محللين استخباريين أميركيين يقولون إن الأسد يواجه خيارات صعبة مع تزايد خسائره المتلاحقة في ساحات المعارك، وإن بعض أنصاره بدأوا باتخاذ الاحتياطات اللازمة، وأوضح أن روسيا أخلت بعض العاملين من مدينة اللاذقية التي تعتبر معقل الأسد في شمال غرب سوريا، وأن بعض أعضاء الدائرة الضيقة للأسد يسعون للحصول على تأشيرات للسفر إلى الخارج أو يتخذون احتياطاتهم لاحتمالات سقوط النظام، كما تحدث الكاتب عن أن روسيا وإيران قد تتبنيان مفاوضات لانتقال السلطة في سوريا بعيدا عن النظام الحالي، وذلك في ظل الضغوط المتزايدة على الأسد من الجماعات الجهادية الخطيرة، وأشار الكاتب إلى تصريحات زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني في برنامج بلا حدود الذي بثته قناة الجزيرة قبل أيام، وإلى تحقيق تنظيم الدولة مكاسب في كل من العراق وسوريا الشهر الماضي، وأضاف الكاتب أن خبراء إستراتيجيين في الشرق الأوسط يرون ضرورة التعامل مع أهون الشرين المتمثل في جبهة النصرة والفصائل الجهادية الأخرى لوقف تقدم تنظيم الدولة، ولفت إلى أن محللين آخرين يرون أن الضربة القاضية الوحيدة لـ"النظام السوري" تتمثل في تدخل عسكري تركي بدعم من القوت الجوية الأميركية، كما أشار إلى أن الولايات المتحدة لم تبن قوة معتدلة يمكن الوثوق بها لتحكم سوريا في مرحلة ما بعد الأسد.
• في صحيفة الإندبندنت البريطانية يكتب روبرت فيسك عن مدينة تدمر، لا عن الخطر الذي يتهدد الآثار بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليها، بل عن ما حل بالبشر، سكانها، وعن الرعب الذي خلفه مسلحو تنظيم الدولة، يرسم فيسك لوحة دامية من المدينة على لسان مهندس نفط يدعى أحمد كان يعمل في منشأة تكرير النفط والغاز في تدمر، لكنه كان محظوظا لأنه كان يشارك في دورة تدريبة في جامعة دمشق حين دخل مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية المدينة، وهكذا بقي على قيد الحياة مثل 25 آخرين من زملائه كانوا يعملون في المنشأة في ذلك الوقت، أما بقية العاملين، وهم 25، الذين كانوا في إجازة داخل المدينة فقد قتلوا جميعا، وبقي أحمد على اتصال مع عائلته في تدمر في البداية، حين كانت خطوط الهاتف ما زالت تعمل، وقال له أخوه إن الجثث ملقاة في الشوارع، بعضها مقطوعة الرؤوس، وإن مسلحي التنظيم حظروا دفن القتلى أو إزالة جثامينهم من على الطرقات قبل مرور ثلاثة أيام، وأخبره أخوه عن ثلاث ممرضات قتلهن مسلحو "داعش"، وقيل أنهم قطعوا رؤوسهن، لكن البعض يقول إنهم أطلقوا عليهن النار، ربما لأنهن كن يساعدن الجيش، أما عائلة الجنرال دعاس، زوجته الصيدلية البالغة الأربعين من عمرها، وابنه البالغ الثانية عشرة فقد قتلوا إلى جانبه حينما انفجر لغم تحت السيارة التي كانت تقلهم أثناء مغادرتهم المدينة، ويروي الكاتب قصة عامل آخر من شركة تكرير النفط، كان في تدمر حين اجتاحها مسلحو "داعش"، وبالرغم من أنه تمكن وعائلته من مغادرة المدينة إلا أنه يرفض إعطاء اسمه، الخوف من "داعش" ما زال يسيطر عليه، يقول إن الجميع كان يتوقع أن تسوء الأمور إذا دخلت "داعش" المدينة، وهذا ما حصل، فقد قطعت الكهرباء لمدة يومين ثم أعادها المسلحون، ويقول هذا الشخص الذي لم يفصح عن اسمه إنهم بقوا أسبوعا بعد احتلال "داعش" للمدينة ثم غادروها، ولم تمنعهم "داعش" من المغادرة.
• نشرت صحيفة تايمز البريطانية أن مقاتلي تنظيم الدولة في مدينتي الرمادي العراقية وتدمر السورية بدأوا يمزجون عنفهم التقليدي بحملة مكثفة لكسب قلوب وعقول السكان، ففي الرمادي قاموا بتمييز بيوت رجال القبائل السنية الذين قاتلوا في صفوف الحكومة العراقية وصادروا ممتلكاتهم وشركاتهم، وفي تدمر استخدموا مكبرات الصوت لمطالبة السكان بتسليم أي جندي سوري متخف، كما أنهم سارعوا لتسمية أنفسهم محافظين وليسوا فاتحين، وشرعوا في تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، وأطلقوا على أنفسهم محرري الشعب السني من الأنظمة الشيعية القمعية، وذكرت الصحيفة أنهم تحركوا بسرعة في المدينتين لتوزيع الطعام وإعادة توصيل خدمات الماء والكهرباء التي قطعها عنهم النظام، وفي الرمادي أعادوا فتح مبنى بلدية المدينة المغلق وطالبوا بتقدم موظفين جددا بدلا من موظفي النظام السابقين، وفي تدمر وعد قائد التنظيم في المدينة بأن أي شخص بحاجة لمساعدة طبية سيوفَرُ له ممر آمن إلى مستشفى التنظيم في مدينة الرقة، كما وعد بعدم تدمير آثار المدينة فورا، وفي المقابل دمر أبرز المباني الأخرى مثل سجن تدمر الذي كان النظام يستخدمه لتعذيب المعارضين السياسيين، وأشارت الصحيفة إلى أن تقرب التنظيم إلى السكان في الرمادي له أهميته الخاصة حيث تلوح معركة مع القوات العراقية والمليشيات الشيعية التي تسعى لاستعادة المدينة.
• في مقاله بصحيفة القدس العربي والذي جاء تحت عنوان "سوريا لكل السوريين… وإلا"، اعتبر فيصل القاسم أن سوريا وغيرها من البلدان قد وصلت إلى ما وصلت إليه من انهيار ودمار بسبب غياب العدل، واستئثار جماعة أو جماعات معينة بثروات البلاد وإدارتها وتسيير أمورها، مشيرا إلى أن المشاركة السياسية قد انعدمت تماماً بسبب احتكار النظام لكل مقاليد السلطة، فاختفت النقابات والجمعيات والاتحادات وكل مظاهر المجتمع المدني الذي يردف عادة الحكومات، ويدعمها، ويخلق نوعاً من التوازن الاجتماعي والسياسي في البلاد، وبعد أن لفت إلى أن الكارثة السورية غير مسبوقة في العصر الحديث، كما وصفتها الأمم المتحدة نفسها، أكد القاسم أن من شأن السوريين أن يعيدوا بناء بلدهم وتضميد جراحهم، مهما كانت غائرة ولو بعد حين، بشرط أن تكون الدولة السورية القادمة دولة لكل أبنائها دون أي استثناء، وإلا عدنا إلى النقطة التي أوصلتنا إلى الكارثة مرة أخرى، مشددا على أن كل من يحاول إقصاء الآخرين على أساس اجتماعي أو ديني أو طائفي أو عرقي أو مذهبي سيواجه نفس المصير الذي واجهه نظام الأسد، وأدى إلى دمار البلاد وتهجير العباد، ورأى القاسم أن الحل الأمثل في سوريا المستقبل، يكمن في صناعة مواطن سوري انتماؤه الوحيد للوطن، وليس لفئة أو طائفة أو جماعة أو جيش، منوها إلى أنه عندما تصبح البلاد لكل أهلها، لن يتقاتل أهلها، ولن يقتلوا بعضهم البعض على الهوية الدينية أو الاجتماعية أو الطائفية القذرة، بل سينهضون ببلدهم عندما يعلمون أن لكل واحد منهم أسهماً في الوطن.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا كتب بقلم طارق الحميد بعنوان "المرتزقة العراقيون والإيرانيون في دمشق"، تطرق فيه إلى ما تشهده الأراضي السورية من عمليات جلب للآلاف من المقاتلين المرتزقة من العراق وأفغانستان وإيران للدفاع عن المجرم بشار الأسد، ولفت الحميد إلى أن الأسد، ومن يقف خلفه من إيران وأتباعها، قد أدركوا أن المعركة الآن ليست معركة الدفاع عن حكم الأسد لكل سوريا، بل هي معركة الحفاظ على دمشق، ورأس الأسد نفسه، خصوصا وأن هناك معلومات استخباراتية لدولة مجاورة لسوريا تقول، إن معركة دمشق وحمص ليست بالبعيدة، ورأى أن الاستعانة بهؤلاء المرتزقة تعني بالطبع أيضا فشل "حزب الله" الذي بات يفاخر باسترجاع أراض لبنانية من المقاتلين السوريين بدلا من تحقيق انتصارات بالأراضي السورية، وهو ما يعتبره الحميد فشلا للإيرانيين تحديدا، ولكل الدعاية الفجة التي يقوم بها الجنرال الإيراني قاسم سليماني، مبرزا أن الاستعانة بالمرتزقة العراقيين والأفغان والإيرانيين هي دليل تورط إيراني واضح بسوريا، وتأجيج للصراع المذهبي بالمنطقة، حيث لا فرق بين "داعش" وإيران الآن بتأجيج الطائفية، كما أكد الحميد أن جلب المرتزقة هذا يظهر حجم القلق الإيراني على وضع الأسد الآن، خصوصا وأن إيران تعي أن سقوط الأسد هو سقوط لمشروعها ككل بالمنطقة، ودعا إلى عدم إيقاف دعم المقاتلين السوريين المعتدلين، مع ضرورة الاستعداد الآن لمرحلة ما بعد الأسد، لأن المؤكد هو أن هناك معركة قادمة لا محالة بعد سقوطه، مشددا على أن الأهم الآن هو الإجهاز على الأسد، والمشروع الإيراني برمته، وتحديدا في سوريا، وليس أي مكان آخر.
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا لمحمد برهومة تحت عنوان "«النصرة»... اعتدال غير كافٍ!"، أشار فيه إلى أنه قد سبقت مقابلة قناة «الجزيرة» لزعيم «جبهة النصرة»، أبو محمد الجولاني، تسريبات إعلامية بأن الأخير سيعلن عبر المقابلة انفكاك جبهته عن تنظيم «القاعدة» الإرهابي، وهو ما لم يفعله الجولاني، الذي، على العكس من ذلك، أقرّ بكل وضوح خضوع جبهته لتعليمات أيمن الظواهري وتوجيهاته، ولفت الكاتب إلى أن الذين نظروا إلى حديث الجولاني بعيون «القاعدة» وقرأوه بفكرها، قالوا إنّ الرجل قدّم «جُرعة!!» كبيرة من الاعتدال والتعديل والتجاوز في فكر «القاعدة» الذي ينتسب إليه، موضحا أن ذلك ظهر عبر مجالين أساسيين، أولهما رسالته «التطمينية» إلى الدول الغربية بأن «جبهة النصرة» لن تتخذ من سورية منطلقاً لمهاجمة تلك الدول، وأنها تتجه قُدماً نحو تعزيز طابعها المحلي السوري، ويضيف الكاتب أن المجال الثاني الذي يراه المروّجون لاعتدال النصرة وقطعها مع «القاعدة»، هو تجاوز الجولاني لفكرة أساسية في أدبيات السلفية الجهادية، وهي «العدو البعيد» الذي تعتبره «القاعدة» أولوية أولى في سياستها ومنهجها وأيديولوجيّتها، منوها إلى أن الجولاني في مقابلته قال بكل وضوح، إن جبهة النصرة مهمتها في الشام إسقاط النظام ورموزه وحلفائه، أي أولويتها «العدو القريب» وليس كما تقول «القاعدة» عن أولوية مقاتلة أميركا والغرب، واعتبر الكاتب أنه أياً كانت المسوَّغات والتخريجات التي تريد إقناعنا بأن الجولاني وجبهته «مختلفان» أو «معتدلان»، فإنها لا تبدو للناس العاديين، الذين يؤمنون بالإنسان وحريته، تضيف أيّ مسحة اعتدال، إلا إذا قارنا بين السمّ والعلقم، مبرزا أن الفرصة تبدو متاحة للنصرة، قبل الذهاب إلى مؤتمر الرياض المقبل للمعارضة السورية، لإعلان واضح لا التباس فيه عن عدم وجود أي علاقات لها، لا تنظيمية ولا غير تنظيمية، لا بـ «القاعدة» ولا بأي من التنظيمات المتطرفة والإرهابية الأخرى.
• نطالع في صحيفة المستقبل اللبنانية مقالا لأسعد حيدر تحت عنوان "الخطة «ب» الأسدية إنشاء «دولة علوية»"، اعتبر فيه أن القلق من تقسيم سوريا حقيقي، وأشار إلى أن قيام "دولة علوية" تمتد من كسب إلى دمشق فالقصير، بدأت ترسم حدودها بالدماء، وفي مواجهتها دولة تضم السُنَّة بقيادة "النصرة" و"داعش"، وثانية من الأكراد، ولفت الكاتب إلى أن انخراط "الدولة الخامنئية" أصبح رسمياً في الحرب في سوريا، فقد انتهى زمن المستشارين الذين قُتل منهم ستة جنرالات رسمياً، والآن انتشر آلاف من "الباسدار" من "الحرس الثوري" في القتال، مبرزا أنّ النظام الخامنئي قرّر أن يحرق كل مراكبه لإنقاذ النظام الأسدي، خصوصاً أنّ المفاوضات ستبدأ رسمياً حول الوضع الإقليمي مع الولايات المتحدة الأميركية بعد أقل من شهر، ونوه الكاتب إلى أنه لم يعد السؤال في باريس بين دول التحالف، هل يسقط الأسد، وإنّما كيف ومتى يجب إسقاطه؟ مبينا أنّ فرنسا وتركيا والسعودية متحالفون ومتضامنون بتسريع سقوط الأسد، لأنّ استمراره يقوّي «داعش» ويضع سوريا تحت «سكين» التقسيم كما يخطط الأسد الذي أصبح مشروع الدويلة هو الخطة "ب" لمواجهة الهزيمة، وأكد الكاتب أن أحد أهداف التصعيد العسكري للمعارضة المدعومة من "الترويكا" السعودية التركية الفرنسية وضع واشنطن أمام الأمر الواقع، وأوضح أن سحب روسيل لعائلات خبرائها يؤكد شعور موسكو بأنّ الخطر أصبح كبيراً ويلامس مصالحها، خصوصاً بعد أن وضع الأسد نفسه تحت إمرة طهران والجنرال قاسم سليماني.
• أبرزت صحيفة الشرق السعودية، أن المعيار الرئيس للحكم على اعتدال هذا الفصيل السوري المعارض من ذاك هو القبول بحكم مدني في مرحلة ما بعد بشار الأسد؛ يحتوي كافة مكونات المجتمع ولا يقصي أحداً لاعتبارات مذهبية أو عرقية أو سياسية، وقالت: إن سوريا لكل أبنائها .. شعارٌ رفعه ملايين السوريين مع انطلاق ثورتهم ضد الأسد قبل 4 سنوات، لكن إصرار النظام على البقاء ولو على جثث المدنيين؛ مكَّن المتطرفين من تسيُّد المشهد المناهض له عسكرياً، وبذلك تراجعت الشعارات الجامعة المعبِّرة عن طبيعة مشروع التغيير في هذا البلد، وشددت على أن سوريا المستقبل ينبغي أن تكون لكل المكونات دون إقصاء إلا من تورطوا في الدم على مدى 4 سنوات.