جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 05-10-2015
• كتبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية افتتاحية حول التصعيد الذي وصفته بالخطير في سوريا جراء التدخل الروسي العسكري هناك، وقالت إن هذا التدخل ينذر بتجاوز الصراع الدموي في الشرق الأوسط، ويضع روسيا في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، ومن شأنه أيضا تعقيد الوضع الفوضوي أصلا لميدان الحرب، ومن المؤكد أنه سيصعّب التوصل لتسوية سياسية، وأضافت أن الهدف الرئيسي لتدخل بوتين في سوريا هو إنقاذ بشار الأسد الذي ضعفت قبضته على السلطة حيث لم تخسر قواته أراضي لصالح تنظيم الدول الإسلامية فحسب، بل لصالح المعارضة السورية المسلحة التي تعارض تنظيم الدولة أيضا، وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أُخذ على حين غرة بالتدخل الروسي "الجريء" وإلى أن الإدارة الأميركية ليس لديها إستراتيجية حقيقية وواضحة في سوريا، كما أشارت إلى أن هذا التدخل سيكلف الاقتصاد الروسي المنهك أصلا جراء التدخل في أوكرانيا والمقاطعة الغربية.
• تساءلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: كيف وصلنا إلى هذه الفوضى في سوريا؟ وقالت بافتتاحيتها إن الأميركيين والأوروبيين يرون الآن نتائج ترددهم وعدم تدخلهم العسكري في سوريا والشرق الأوسط، وأضافت أن من بين هذه النتائج ما تمثل في تعرض البلاد للدمار وفي مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين من سكانها، وأشارت واشنطن بوست إلى أن نتائج أخرى تمثلت في فرار مئات الآلاف من اللاجئين إلى أوروبا ومحاصرتهم القارة، في وقت هي ليست جاهزة فيها للتعامل مع هذه الأعداد الهائلة من اللاجئين، والتي لم تر مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية، وأما أبرز نتائج التردد الغربي للتدخل بسوريا، فتقول الصحيفة إنه تتمثل في كشف ضعف الإستراتيجية الأميركية إزاء الحرب الكارثية الأمر الذي جعل المناخ مواتيا للتدخل العسكري الروسي، وفي بدء المقاتلات الروسية شن غاراتها داخل الأراضي السورية، وأضافت الصحيفة أن بوتين لا يعتزم تدمير تنظيم الدولة، ولكنه يتدخل بسوريا من أجل إنقاذ الدكتاتور السوري، وحماية القاعدة البحرية الروسية على ساحل البحر المتوسط، ولكنه لن يفلح في مسعاه لأن السُنة بالمنطقة سيرون في تنظيم الدولة ملاذا لهم، مما يزيد من التطرف ويقلل من فرص الحل السلمي في البلاد، وقالت الصحيفة إنه يمكن لأوباما محاولة إنقاذ سوريا إذا سعى لإقامة منطقة عازلة وقام بتدمير أسطول الأسد من المروحيات التي يستخدمها لاقتراف جرائم الحرب من خلال قصفه المدنيين بالبراميل المتفجرة.
في تحليل لصحيفة الديلي تلغراف البريطانية لـ تشارلز كروثانر، قال الكاتب فيه إن الموقف الأميركي إزاء الأزمة السورية يبعث على القهر، فهذه روسيا بدأت تأخذ زمام المبادرة في سوريا والشرق الأوسط، بل وبدأت تكشف عن مدى الضعف الذي يعانيه الغرب والولايات المتحدة، وأوضح الكاتب أن بوتين تمكن من استغلال ضعف الإدارة الأميركية، وبالتالي توجيه إهانة للولايات المتحدة من خلال تدخله العسكري المباشر في سوريا، وذلك في أعقاب الترحيب الأميركي بعودة القوات الروسية إلى الشرق الأوسط بدعوى المساعدة في مواجهة تنظيم الدولة، وقال أيضا إن هدف روسيا في سوريا ليس لمواجهة تنظيم الدولة، حيث إن موسكو أرسلت العديد من الأسلحة المتطورة وأسراب المقاتلات التي تستخدم في القصف الجوي الجوي، وطائرات من طراز "إس أي22" لمواجهة بطاريات المضادات الجوية، ولكن تنظيم الدولة لا يمتلك قوات جوية ولا طائرات، فلماذا ترسل موسكو بهذه الترسانة المتطورة إلى المنطقة؟ كما انتقد الكاتب سياسة أوباما تجاه التدخل الروسي في سوريا، وقال إن أوباما لم يكن راضيا عن التعزيزات العسكرية الروسية في البداية وإنه سبق أعلن عن أن مصيرها الفشل لكنه سرعان ما بدل رأيه في أعقاب لقائه بوتين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسرعان ما أعلن عن ترحيبه بالدور الروسي لمواجهة تنظيم الدولة، الأمر الذي أسهم في إخراج بوتين من عزلته الدولية بشأن الأزمة الأوكرانية.
• نطالع في صحيفة الأوبزرفر البريطانية مقال رأي لوائل العجي بعنوان "يجب على العالم أن يعلم أن الاختيار ليس فقط بين الأسد أو تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا"، وقال كاتب المقال إنه يبدو من الواضح أن الهدف المباشر من الضربات الروسية هو إضعاف قوات المعارضة المعتدلة، وليس تنظيم "الدولة الإسلامية"، ونقل العجي تصريحات للعقيد عبد الجبار العكيدي، المسؤول السابق عن عمليات الجيش السوري الحر في حلب قوله إن الروس يريدون أن يقتلونا، كي يثبتوا للغرب أنه ليس في سوريا، إلا بشار الأسد أو تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأوضح كاتب المقال أن أحد السوريين العلويين قال له إنهم يفضلون الروس، فتصرفاتهم وأخلاقهم وطريقة معيشتهم قريبة منا، مضيفاً أن الإيرانيين يحتقروننا ولا يحترموا عقيدتنا بالقدر الكافي، وأشار الكاتب إلى أن العديد من السوريين فقدوا الثقة بالأمم المتحدة، إذ يشعرون أن المجتمع الدولي تخلى عنهم من أجل آلة القتل البربرية من لنظام الأسد وتنظيم "الدولة الإسلامية"، وأوضح أنه من واجب المجتمع الدولي أن يكثف جهوده من أجل التوصل إلى إنهاء الصراع في سوريا.
• نقلت صحيفة الصاندي تلغراف البريطانية عن مقاتلين سوريين قولهم إن التدخل الروسي في البلاد يدفع أعدادا كبيرة من المسلحين إلى أحضان تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية الأخرى، وتقول كاتبة التقرير لويزا لافلاك إن جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة، التي نجت من محاولات دمجها مع تنظيمات أكبر، تعد اليوم من أقوى التنظيمات السورية، ويشير التقرير إلى أن جبهة النصرة صورت التدخل الروسي بأنه غزو، واستعادت هي والجماعات الأخرى الحرب الطويلة التي خاضها الاتحاد السوفييتي السابق في أفغانستان، التي انتهت بهزيمته، وهي الحرب التي أدت إلى ظهور تنظيم القاعدة، وتفيد الصحيفة بأنه في مقابلات مع مقاتلين تابعين لجيش الفتح، وهو تحالف من جماعات سورية مقاتلة، منها جبهة النصرة وأحرار الشام، وصفوا الغضب في داخل صفوف جماعاتهم، وكيف استهدف الطيران الروسي مواقعهم ودمرها وقتل مدنيين، وتذكر الصحيفة أن عبدالله المحيسني من جبهة النصرة وعد بمصير للروس في سوريا مشابه للذي واجهوه في أفغانستان، ففي شريط فيديو وضع على الإنترنت يوم الخميس، قال فيه: إن روسيا هي البلد الذي قص جناحاه في أفغانستان، واليوم دخلوا سوريا، وستصبح مقبرة للغزاة، وتختم الصاندي تلغراف تقريرها بالإشارة إلى ما كتبه أحد أعضاء جبهة النصرة على حسابه على "تويتر" قائلا إن التنظيم سيستفيد من التدخل الروسي، وأضاف: كلما استمر الصمت على تحالف الخنازير الروس وإيران والنظام النصيري، شاهدت أعدادا جديدة انضمت للنصرة.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا لسلمان الدوسري تحت عنوان "مواجهة روسيا بمناطق آمنة"، الكاتب اعتبر أن روسيا بتدخلها العسكري في سوريا قد عقدت المشهد تماًما أكثر من كل تعقيداته السابقة، ورأى أن مواجهة هذا التدخل الذي صّب المزيد من الزيت على النار، يجب أن لا يعّقد المشهد أكثر مما هو عليه، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار أن الساحة السورية أصبحت قنبلة موقوتة، وبين الكاتب أن الحل الوحيد لمواجهة التصعيد الروسي، يكمن في التحرك نحو إنشاء مناطق آمنة خالية من القصف في المناطق المحررة أصلاً، تحمي السوريين من إرهاب نظام بشار الأسد من جهة، وإرهاب "داعش" من جهة أخرى، وفي نفس الوقت توقف موجات الهجرة التي ستزداد بفعل التدخل الروسي الإيراني، موضحا أن هذه المناطق ستكون على الأقل حلاً مؤقًتا يحمي السوريين من ضربات روسية محتملة في ظل الاختلاف الدولي البائس بشأن تعريف المنظمات الإرهابية على الأرض في سوريا، كما ستمكن هذه المناطق الآمنة، كما يرى الكاتب، من عودة 7 ملايين لاجئ ومهاجر سوري، وستوفر فعلاً البيئة الآمنة للسوريين على الأرض.
• نطالع في صحيفة العربي الجديد مقالا كتبه خورشيد دلي تحت عنوان "في مآلات التدخل الروسي"، الكاتب أبرز في مقاله أن انخراط روسيا في العمليات الحربية في سورية هو تعبير عن استراتيجيتها تجاه الأزمة السورية، معتبرا أن وصف الكنيسة الروسية هذا التدخل بالحرب المقدسة يكشف عن المكنون الحقيقي لقرار موسكو وسياستها تجاه سورية، والشرق الأوسط عموماً، حيث تعتبر أنها المستهدفة الأولى من صعود الحركات الإسلامية المتطرفة في المنطقة، لأسباب وحساسيات تاريخية وجغرافية وسياسية واجتماعية، ورأى الكاتب أن التدخل العسكري الروسي نقل الأزمة السورية إلى مرحلة جديدة، مبينا أن نتائج هذا التدخل تتوقف على جملة من العوامل، منها كيفية تعاطي القوى الإقليمية المطالبة بإسقاط النظام مع هذا التدخل، وكيفية تعاطي المعارضة المسلحة على الأرض مع الوجود العسكري الروسي وانخراطه في العمليات الحربية، والأهم موقف واشنطن، وكيف ستقابل الخطوة الروسية.
• نقلت صحيفة المستقبل اللبنانية عن مصادر استخباراتية عراقية تأكيدها تصاعد المؤشرات على احتمال قيام واشنطن بشن عملية عسكرية من نوع ما ضد نظام بشار الأسد لإرباك خطط روسيا في سوريا، ولفتت إلى أن قادة عسكريين أميركيين أبلغوا دائرة ضيقة من قيادات عسكرية عراقية تحوز على ثقتهم، بأن احتمالات قيام الولايات المتحدة بشن عملية عسكرية ضد نظام الأسد أمر وارد، واحتمالاته تتزايد في المرحلة المقبلة، وأشارت المصادر إلى أن القيادة العسكرية الأميركية سواء في بغداد أو واشنطن، تتابع عن كثب ما يجري على الساحة السورية، واحتمالات انتقاله إلى الساحة العراقية، كما يعكف المستشارون الأميركيون في بغداد، على تحليل المعلومات الواردة إليهم من الروس لتقييمها وبيان مدى تطابقها مع المعلومات الاستخباراتية الموجودة بحوزتهم عن وضع تنظيم "داعش" في سوريا، وأوضحت أن واشنطن ترى أنه من المحتمل أن تواجه موسكو صعوبة في تبرير ما يجري في سوريا للمواطن الروسي بعد أن ذهب الموقف الرسمي بعيداً إلى درجة كبيرة، مؤكدة أن الولايات المتحدة تدرك جيدا أن أي ضربة عسكرية أميركية محدودة أو غير محدودة لـ"النظام السوري"، ستؤثر على صورة بوتين كزعيم قومي روسي يدافع عن مصالح روسيا العليا، وهي صورة ترسخت كذلك لدى أوساط حلفاء المحور الروسي في المنطقة، ووفقا لمصادر الصحيفة فإن القادة العسكريين الأميركيين في العراق أكدوا أن الولايات المتحدة تراجع بعمق، خيارات التعامل مع الدخول الروسي إلى سوريا، ولا تستبعد أي احتمالات على الرغم من عدم افصاح الإدارة الأمريكية عما ستقوم به مستقبلا.
• أكدت صحيفة الراية القطرية في افتتاحيتها أنه من المهم أن يدرك المجتمع الدولي أن النزاع متشعب الأطراف بسوريا قد دخل منعطفا جديدا مع تدخل روسيا العسكري وشنها ضربات جوية مساندة لـ"النظام السوري" الذي فقد سيطرته على ثلثي مساحة البلاد، مبرزة أن المطلوب ليس إدانة هذا التدخل وإنما الضغط على موسكو لوقف ضرباتها التي لم تفرق بين "داعش" والمعارضة، وأضافت الصحيفة أن المطلوب من روسيا، إذا كانت جادة في المساهمة بحل الأزمة السورية، الاعتراف أولا بوجوب تغيير النظام السوري بعدما قتل مئات الآلاف وما زال إلى اليوم وعدم الإصرار على بقائه كشريك في مواجهة الإرهاب باعتبار أن نظام دمشق هو الحاضن الأساسي للجماعات الإرهابية وأنه السبب المباشر في تفشي الإرهاب.