جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 05-06-2015
• قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن معارضين لبشار الأسد اتهموا نظامه باتباع أسلوب العقاب الجماعي ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة عن طريق قصفها بمواد كيميائية، واستشهدت الصحيفة بتقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية التي قالت إن نظام الأسد ربما يكون استخدم غاز الكلور في مناطق من محافظة إدلب في ثلاث غارات جوية على الأقل خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، بعد أن سقطت تلك المناطق بأيدي المعارضة المسلحة، ووصفت الصحيفة فصائل المعارضة المسلحة -التي انتزعت مناطق بإدلب من سيطرة النظام- بأنها قوية وتمكنت من تكبيد قوات النظام خسائر موجعة في مناطق بشرقي وشمالي البلاد، وأوضحت الصحيفة أن المنظمات الحقوقية تتهم النظام باستخدام مواد كيميائية معبأة في براميل متفجرة تلقى من الجو، وهي عادة إما براميل تستخدم لنقل الزيوت أو أسطوانات غاز طبخ معدلة وتملأ بمواد كيميائية سامة مثل غاز الكلور، وتلقى على المناطق المأهولة بالسكان وقد أصابت في مناسبات سابقة حتى المستشفيات والأسواق، مما أدى لمقتل آلاف السوريين.
• قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تحليل إخباري إن تنظيم الدولة يعمل على تنصيب نفسه كحارس ومدافع عن المسلمين السنة بالعراق وسوريا الذين يشعرون بأنهم محاصرون بسلطة سياسية شيعية تستهدفهم، وأعطى التحليل -الذي كتبته آن بارنارد وتيم آرانغو- مثالا على ذلك التوجه بقيام التنظيم بتفجير سجن تدمر السيء الصيت الذي طالما استخدمه "النظام السوري" للتعذيب والتنكيل بمعارضيه السياسيين، ولكن من جهة أخرى، فإن التنظيم يعتمد أسلوب الرد العنيف القاسي تجاه أي مجموعة سنية منافسة في مناطقه، ويرى التحليل أن هذه السياسة التي تمزج بين دور الولاية ورعاية المناطق السنية والرد العنيف على أي جماعة منافسة قد ساهمت في تمدد التنظيم ونجاحه واستمرار قبضته على كثير من المناطق في سوريا والعراق، ومن هذا المنطلق يبرز رأي يقول أن على إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تفكر في إضفاء شق سياسي على إستراتيجيتها في محاربة التنظيم خاصة وأن النجاحات التي حققها أتت رغم أربعة آلاف غارة جوية على مواقعه ومقتل حوالي عشرة آلاف من عناصره طبقا لمصادر التحالف، ويستعرض التحليل أسباب قوة تنظيم الدولة في مناطق شرقي سوريا وغربي العراق وهي مناطق عربية سنية خالصة، ففي العراق لا تزال الولايات المتحدة تحاول إقناع العرب السنة بالقتال إلى جانب الحكومة المركزية الشيعية المدعومة من إيران راعية التيار السياسي الشيعي في المنطقة ضد التنظيم، أما في سوريا فإن بشار الأسد لا يزال على رأس السلطة ويقاتل معارضيه بدعم من إيران و"حزب الله" اللبناني الشيعي، ويقول التحليل إن العرب السنة في العراق وسوريا يفضلون التعايش مع تنظيم الدولة بدلا من انكشاف ظهرهم وفقدانهم لمن يرعى مطالبهم ومصالحهم الوطنية، ورغم أن معظم العرب السنة في العراق وسوريا لا يؤيدون التشدد الذي ينتهجه تنظيم الدولة فإن قسما منهم بدأ يميل لما يقوله التنظيم عن حماية العرب السنة من اضطهاد الحكومات الشيعية.
• نطالع في صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً لسوماس ميلين بعنوان "الآن تنكشف الحقيقة: كيف ساهمت الولايات المتحدة في بزوغ نجم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق"، وقال كاتب المقال إن الحزب الطائفي الإرهابي لن يهزم من قبل نفس القوى التي ساهمت في تكوينه، وأضاف أن حملة الحرب على الإرهاب التي بدأها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش منذ 14 عاماً والتي بدا أنها لن تنته، بدأ الحبل يلتف حول عنقها، وأشار كاتب المقال إلى أن محكمة بريطانية اضطرت إلى إيقاف محاكمة رجل سويدي يدعى بيرلهين غيلدو بتهمة ممارسة الإرهاب في سوريا، بعد الكشف عن أن المخابرات البريطانية كانت تمول نفس الجماعة المعارضة التي ينتمي إليها، وأوضح أن تداعيات هذا التمويل واضح بصورة كافية، فبعد مرور عام على الثورة السورية، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يدعموا ويسلحوا المعارضة التي تترأسها مجموعات إسلامية متشددة فقط بل كانوا مستعدين لدعم تنظيم الدولة من أجل إضعاف سوريا، وأردف أن هذا لا يعني بالضرورة أن الولايات المتحدة هي من أسست تنظيم "الدولة الإسلامية"، مع أن بعضاً من حلفائها الخليجيين لعبوا دوراً في ذلك.
• ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن تقارير سرية وصلت إسرائيل في الآونة الاخيرة تفيد بأن "حزب الله" يعيش حالة ضغط كبيرة عقب المناورة التي بدأها الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي وانتهت الخميس، واعتبرت التقارير أن الخسائر المتتالية التي تكبدها "حزب الله" جراء تدخله في سوريا جعلته في وضع أكثر هشاشة من أي وقت مضى، ونقلت الصحيفة عن مسؤول وصفته بالكبير في هيئة الأركان قوله إن "الجيش السوري" يوجد في الوضع الأصعب منذ بدء الحرب، وأن "حزب الله" زاد حجم قواته في سوريا بين ستة وسبعة آلاف رجل، ووفق الصحيفة فإن التقديرات تشير إلى أكثر من مئة ألف صاروخ لا تزال موجهة نحو إسرائيل، وعليه فإن الجيش تدرب على شلّ أكبر قدر ممكن من مراكز ثقل المنظمة ومهاجمة الصواريخ البعيدة المدى في مواقع التخزين بدل التفرغ لاعتراضها، وسيرافق ذلك دعوة لإخلاء قرى تجنبا لسقوط آلاف القتلى، وعن شكل الحرب القادمة رغم التشديد على عدم الرغبة فيها، قال مصدر الصحيفة إن العمل سيتركز على دفع حزب الله إلى اليأس من استخدام السلاح وفي أسرع وقت ممكن.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لحسين عبد العزيز بعنوان "اجتماع القاهرة لزيادة انقسام المعارضة السورية"، اعتبر فيه أن اجتماع «القاهرة 2» يأتي بعد أيام ليزيد انقسام المعارضة السورية عبر البحث عن قطب سياسي خارج المنظومة الإقليمية الداعمة التي يعبر عنها الائتلاف الوطني، وخارج المنظومة الروسية ـ الكازاخية التي تعبر عنها "الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير" وبعض القوى المحسوبة على النظام، ولذلك، يقول الكاتب إن القاهرة استبعدت مكونات رئيسية في الائتلاف محسوبة على الخط التركي ـ القطري في وقت استبعدت أيضا "الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير" التي تضم حزب "الإرادة الشعبية" برئاسة قدري جميل والحزب السوري القومي الاجتماعي المحسوبين على موسكو ودمشق، وأشار الكاتب إلى أن القاهرة تقدم نفسها على أنها طرف محايد يسعى إلى بلورة رؤية موضوعية قابلة للتنفيذ في سورية، لكن واقع الحال هو غير ذلك تماماً، مبينا أن القاهرة تقف إلى جانب النظام أكثر مما تقف إلى جانب المعارضة وتحاول تعويم "النظام السوري" أو إعادة إنتاجه عبر توأمة النظام ونوع من المعارضة تسمي نفسها المعارضة الوطنية السورية، وهو توصيف لا يخلو من دلالة، ورأى الكاتب أن هذه الرؤية المصرية هي أقرب إلى الموقف الإيراني منه إلى الموقف الخليجي عامة والسعودي ـ القطري خاصة، حيث تطالب القاهرة بحل سياسي خارج مخرجات إسقاط النظام على الطريقة الليبية أو الطريقة اليمنية، وتتبنى رأياً يتماهى مع الموقف الإيراني ـ الروسي، يتمحور حول إيجاد تسوية سياسية يكون الأسد شريكاً فيها.
• صحيفة العرب اللندنية نشرت مقالا لخير الله خير الله تحت عنوان "إيران والخطة البديلة في سوريا…"، أشار فيه إلى أن إيران تبذل، حاليا، محاولة أخيرة لإنقاذ النظام، فهي تفعل ذلك عبر الأخبار التي تنشرها هنا وهناك عبر أبواق معروفة تروّج لحشود في منطقة قريبة من إدلب تستهدف استعادة المحافظة التي انسحب منها الجنود السوريون من دون مقاومة تذكر، ولفت الكاتب إلى أن لحظة الحقيقة التي يفرضها ما يدور على الأرض تقترب، وهذا يعني أن لا مجال لإنقاذ "النظام السوري" في حال كان مطلوبا أن يبقى هذا النظام على رأس سوريا كلّها، موضحا انه بالإمكان إنقاذ النظام في حال تبيّن أن في الإمكان سيطرة إيران، عن طريق ميليشياتها، على جزء من الأراضي السورية، بما في ذلك القسم الأكبر من الساحل، وهذا ما يفسّر إلى حد كبير ذلك الإصرار على التخلّص من بلدة عرسال اللبنانية التي تشكّل حاجزا يحول دون ربط الدولة العلوية المفترضة بأراض يسيطر عليها "حزب الله" في منطقة البقاع اللبنانية، وأكد الكاتب أن إيران ستخسر سوريا عاجلا أم آجلا، فمن الصعب بل لا مجال لتنفيذ الخطة البديلة أي خطة الدولة العلوية التي تمتلك ممرّا إلى البقاع اللبناني حيث "حزب الله"، معتبرا أن كلّ ما تستطيع إيران عمله هو التمسّك بالأسد بغية المساهمة في تفتيت سوريا أكثر مما هي مفتّتة، ورأى الكاتب أن هناك خدمة وحيدة تستطيع إيران تقديمها لسوريا والسوريين ولبنان واللبنانيين، وهي أن تأخذ في الاعتبار أن سوريا للسوريين وأن لبنان للبنانيين، وأن "النظام السوري" لا علاقة له بالشعب السوري، أمّا بالنسبة إلى لبنان، فإنّ "حزب الله" ليس الممثل الشرعي للبلد.
• تحت عنوان "إسرائيل بين حزب الله وجيش الإسلام" كتبت رندة حيدر مقالها في صحيفة النهار اللبنانية، ولفتت الكاتبة إلى أنه من بين جبهات القتال الأربع المفتوحة اليوم في سوريا تعد الجبهة الأهم بالنسبة إلى إسرائيل الجبهة الجنوبية التي تشمل المنطقة الواقعة بين دمشق ومدينة درعا في الجنوب، ومدينة السويداء في الشرق والقنيطرة في الغرب، حيث يسيطر "جيش الإسلام" على الجزء الأكبر منها وهو المؤلف من جبهة النصرة والجيش السوري الحر والجبهة الإسلامية وتنظيمات أخرى، ونوهت الكاتبة إلى أن إسرائيل تدرك اليوم بصورة واضحة وجلية أن الوضع على الحدود الإسرائيلية - السورية في الهضبة لن يعود إلى ما كان قبل اندلاع الحرب الأهلية السورية، وأن نظام بشار الأسد بات اليوم أكثر تبعية لإيران و"حزب الله"، وإذا انتصر محور الأسد على خصومه فإن هذا سيعني عملياً ارتباط جبهة الجولان بجبهة جنوب لبنان وتغير المشهد بصورة كاملة، ورأت الكاتبة أن إسرائيل اليوم أمام واقعين: فإما إيجاد سبيل للتعايش مع واقع انتشار التنظيمات الإسلامية وقوى المعارضة السورية الإسلامية في المنطقة المحاذية للحدود إذا نجحت هذه القوى في فرض سيطرتها على كامل الهضبة، أو مواجهة انتشار مقاتلي "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني على جبهة الجولان السورية إذا نجح محور إيران – الأسد - "حزب الله" في حسم المعركة هناك لمصلحته، وخلصت الكاتبة إلى أن إسرائيل في السنة الخامسة للحرب السورية لم تعد قادرة على مواصلة ادعاء التمسك بعدم تدخلها في ما يجري، لأن أي طرف يحسم المعركة سيشكل تهديداً جدياً لها.
• كتبت صحيفة عكاظ السعودية عن الرئيس الإيراني حسن روحاني ، مبرزة أن روحاني لا يعلم أو أنه لا يريد أن يعلم أن النظام الأسدي القميء يعيش مرحلة سكرات الموت بعد الضربات الساحقة التي تلقاها من المعارضة السورية على الأرض، وتابعت قائلة: إنه عندما يقول روحاني إن طهران ستقف إلى النهاية مع "النظام السوري"، فإن روحاني لا يقود سورية إلى نفق مظلم مهترئ فحسب، بل يقود بلاده وشعبه أيضا إلي الهاوية الحتمية؛ لأن سقوط النظام الأسدي الهمجي الوشيك يعني حتما سقوط النظام الطائفي الإرهابي في إيران الذي دمر العراق وسورية ولبنان واليمن عبر تدخلاته السافرة في شؤون هذه البلاد العربية، ونبهت الصحيفة إلى أن التدخلات الإيرانية في سورية والعراق، حقيقة واقعة سترتد على ملالي إيران، ونرى بشائرها في سورية واليمن، خصوصا أن بشار انساق طوعا وبمحض إرادته وراء الأجندة الإيرانية الطائفية ودمر بلده وقتل شعبه وأصبح وحيدا يغرد خارج السرب العربي ويصطف مع إيران.
• اعتبرت صحيفة الشرق السعودية، أن ما يحدث في سوريا من مواجهات ومعارك وتطورات عسكرية، لا تدع مجالاً للشك أن هذا البلد دخل مرحلة جديدة من الصراع العسكري، بل ربما يمكن القول إن سوريا دخلت في النفق المجهول، مع تعدد القوى التي تنخرط في القتال، وبشكل خاص إيران وميليشيات العراق و"داعش"، و"حزب الله" اللبناني الذي بات أحد الشركاء الأساسيين في الصراع السوري، في ظل تجاهل دولي واضح تجاه هذه التدخلات، وقالت الصحيفة إن تصريحات المسؤولين الإيرانيين ومن أعلى المستويات تؤكد من جديد أنهم ماضون في دفاعهم عن نظام الأسد حتى النهاية، دون أن تحرك هذه التصريحات وهذا الانخراط في العمل العسكري بشكل مباشر أي ردود فعل دولية، وبشكل خاص من واشنطن والعواصم الأوروبية، وخلصت الصحيفة إلى أن الصراع في سوريا بات أكثر وضوحاً فالنظام وإيران وميليشياتها وتنظيم "داعش" يقاتلون في صف واحد ضد السوريين، وهذا ما حذر من نتائجه رئيس الائتلاف السوري بقوله إن عصابات البغدادي وعصابات إيران ومرتزقتها تسعى لتمزيق البلاد، وهو ما يؤسس ويهدد بحرب إقليمية تهز المنطقة بكاملها.