جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 05-04-2015
• نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالا للكاتب مايكل موريل، حذر فيه من المشاريع الخفية لإيران، ومن طموحاتها المتمثلة في الهيمنة على دول المنطقة وإنشاء الإمبراطورية الفارسية، وقال الكاتب إن مما يثير الاهتمام بالشؤون الدولية هو أن تقوم الدول والجهات الفاعلة في بعض الأحيان بالإفصاح عن نواياها، دون الحاجة للتجسس أو للتحركات الدبلوماسية، وإن العالم شهد شيئا من هذه الصراحة مؤخرا، وأوضح أنه قبل أسابيع فقط من توصل إيران والقوى العالمية لاتفاق مبدئي بشأن النووي الإيراني، تحدث علي يونسي أحد كبار مستشاري الرئيس الإيراني حسن روحاني عن أن إيران تطمح لأن تصبح قوة إقليمية مهيمنة، مشيرا إلى إعادة تأسيس الإمبراطورية الفارسية، وأضاف الكاتب أن هذه التصريحات لا تمثل وجهة نظر فرد واحد، وإنما هي مشتركة على نطاق واسع بين النخب الإيرانية، وأنها ليست جديدة، ولكنها تمتد إلى عقود ماضية، وأن لها جذورا عميقة في المجتمع الإيراني والثقافة الفارسية، وأشار إلى أن هذه الإستراتيجية الإيرانية لا تتوافق مع مصالح الولايات المتحدة، وأن إيران تدرك ذلك جيدا، وأضاف أن التزامها بصفقة الاتفاق المبدئي سيعمل على رفع العقوبات، وعلى حصول طهران على المزيد من الموارد لتحقيق إستراتيجيتها الكبرى التي سبق أن وضحها يونسي، وقال الكاتب إنه من المهم دائما أن يكون للولايات المتحدة وحلفائها سياسة واضحة لمواجهة هذه الإستراتيجية الإيرانية واحتوائها، وأضاف أن الوقت الراهن يعتبر الأكثر أهمية للتصدي للطموحات الإيرانية.
• في صحيفة الإندبندنت البريطانية يطرح روبرت فيسك سؤالا هو هل يمكن أن تصبح إيران القوية شرطي الولايات المتحدة في الخليج؟، ويقول فيسك إن إيران ستبرز كقوة في الشرق الأوسط بموافقتها على الحد من طموحها النووي، مضيفا أنه على الرغم من أن الحرس الثوري الإيراني قد يحاول عرقلة الاتفاق، أو أن تقوم اسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن الاتفاق المبدئي الذي عقدته إيران يمكن أن يجعلها قوة عظمى في المنطقة كما كانت أيام الشاه، ويشير الكاتب إلى أن تلك الصداقة الناشئة بين واشنطن وطهران هي التي تغضب السعوديين الذين يخشون أن تهدد الأوضاع الجديدة تحالفهم المتميز مع واشنطن، ويقول الكاتب إنه إذا التزمت إيران بتعهداتها يمكن أن يتبدل انعدام الثقة بينها وبين الولايات المتحدة، وسيكون هذا تحولا سياسيا هائلا في الشرق الأوسط. فيمكن لإيران أن تصبح – مع مرور الوقت – شرطي الولايات المتحدة في الخليج كما كانت تحت حكم الشاه، ويصف الكاتب هذا التحول بالزلزال في الشرق الأوسط، وبالنسبة لسوريا يلفت الكاتب إلى أن الاتفاق يمثل نبأ ساراً لبشار الأسد، وربما أعتقد الكثيرون من العرب أن بشار يمكن الآن أن يبقى في السلطة عمرا طويلا مثل أبيه حافظ الأسد، ويستطرد الكاتب قائلا إن إيران ربما تفرض على بشار الأسد وقفا لإطلاق النار، وإذا حدث هذا فربما يكون اتفاق لوزان مفتاحا مهما في مستقبل بلد عانى أشد المآسي العربية في العصر الحديث.
• تحت عنوان "كي لا تقع إدلب تحت سيطرة التطرف!"، اعتبر فايز سارة في صحيفة الشرق الأوسط أن عملية تحرير إدلب في شمال سوريا وبصرى الشام في الجنوب، تطرح السؤال عن مآل المنطقتين، وعن ماهية القوى التي ستحكمهما، وتتحكم بأهلها في المستقبل، موضحا أن هذه الأسئلة لا تشغل بال السوريين فقط لأنها تتعلق بحياتهم ومستقبل بلدهم، بل تشغل بال المحيط الإقليمي والدولي وكل المهتمين والمتصلين بالقضية السورية نتيجة احتمال سيطرة المتطرفين الإرهابيين على المنطقتين أو واحدة منهما، أو احتمال السير في اتجاه آخر، وهو إقامة سيطرة سلطة مدنية في المنطقتين أو في واحدة منهما، ورأى الكاتب أن احتمال سيطرة المتطرفين الإرهابيين في أي من المناطق التي تم طرد قوات النظام منها مؤخرا، أمر وارد، لكنه يظل في باب الاحتمالات الأكبر في إدلب وجوارها مقارنة بما هو عليه الحال في بصرى الشام وجوارها لأسباب مختلفة ومتعددة، تتعلق بطبيعة تلك المناطق، ووضع القوى العسكرية، وطبيعة الصلات القائمة بين تلك المناطق وجوارها الجغرافي والسياسي، مبينا أن إدلب ومحيطها، يسود نفس ذو طبيعة متدينة، وتنتشر فيها قوى إسلامية، وتجاورها مناطق ينتشر فيها تنظيم "داعش"، إضافة إلى تمركز القوة الرئيسية لـ"جبهة النصرة" في المنطقة، التي تعتبر مع "داعش" أشد قوى التطرف والإرهاب، ومعهما نظام الأسد وعصاباته، واعتبر الكاتب أن سيطرة التطرف والإرهاب على إدلب ومحيطها سوف يؤدي إلى خروج كل القوى المسلحة المعتدلة من ساحة الصراع في سوريا، منوها إلى أن هذا الاحتمال سيغلق الباب أمام أي مساعدة دولية سياسية أو عسكرية وربما إغاثية للسوريين، حيث إن سيطرة المتطرفين والإرهابيين في المنطقة سيدفعهم إلى ذهاب عملي نحو تصفية ما تبقى من القوى المعتدلة، بما في ذلك المجموعات الصغيرة والأفراد، ومصادرة فرص الحراك الشعبي والمدني على نحو ما حدث في مناطق سيطرة "داعش".
• "هل تتكرر «عاصفة الحزم» سورياً؟" بهذا السؤال عنون أكرم البني مقاله في صحيفة الحياة اللندنية، أشار فيه إلى أن ثمة فوارق نوعية بين الحالتين اليمنية والسورية، وإذ وفرت للأولى فرصة تقدم دور عسكري رادع للتمدد الحوثي المدعوم إيرانياً، فإنها تعيق في الحالة الثانية إمكانية تبلور هذه الفرصة، ولفت الكاتب إلى أن موقع سورية يختلف في الحسابات الإستراتيجية الإيرانية عن الموقع اليمني، موضحا أن إيران لن تتخلى عن الحلقة السورية في سلسلة نفوذها المشرقي، ولو أكرهت على خوض حرب إقليمية من أجل ذلك، لأنها تدرك أن خسارتها هناك ستفضي إلى انهيار ما راكمته طيلة عقود، وهو تحذير تكرر على لسان غير مسؤول إيراني بأن سقوط دمشق يعني سقوط طهران، ولفت الكاتب إلى أن الوزن المتنامي لتنظيم "داعش" في الصراع السوري وحضور تحالف دولي من أجل دحره، يضعف تلقائياً مطلب توجيه كل البنادق إلى صدر النظام، بدليل تبدل موقف بعض الدول الأوروبية وأميركا من دعوتها لإسقاطه، بينما لا تحظى القاعدة في اليمن بوزن مقلق وخطير، ورأى الكاتب أن ثمة عوامل تتعلق بالوضع التركي ذاته وحسابات الربح والخسارة وقدرته على قيادة تحالف يشابه "عاصفة الحزم"، منها أن سلطة أردوغان المنتخبة تخشى أن تنزلق إلى سلوك طائش يفقدها شعبيتها أمام خصوم يتحينون الفرصة للنيل منها، خصوصاً أن أحد عناصر استمرار قاعدتها الانتخابية هو سياسة «صفر مشاكل» التي نجحت في تحييد الداخل التركي وحمايته من التأثيرات الإقليمية، ومنها أن الضرر الناجم عن استمرار الصراع السوري ليس بذي أهمية كبيرة على الدولة التركية، مقارنة بما قد تتعرض له الدول الخليجية من أضرار عميقة نتيجة التطورات في اليمن، وأوضح الكاتب أن لدى تركيا فرصة كبيرة كي تخوض في الغمار السوري عبر وكلاء ليسوا ضعفاء ويمكنهم عند الضرورة، التأثير في توازنات القوى، مذكرا بما حصل في مدينة كسب عندما مكنت حكومة أنقرة المعارضة هناك، وما يحصل اليوم في مدينة إدلب من خلال الدعم العاجل الذي قدمته للجماعات المسلحة.
• كتبت صحيفة الغد الأردنية، في مقال بعنوان "ما الذي يجري على حدودنا"، أن التطورات الأخيرة على الحدود الأردنية السورية حملت تحديا جديدا للأردن، يضاف إلى حزمة ثقيلة من التحديات التي أفرزتها الأزمة السورية، مشيرة إلى أن سقوط معبر (نصيب) على الجانب السوري من الحدود بيد عناصر (جبهة النصرة)، دفع بالسلطات هنا إلى إغلاق معبر جابر من الجانب الأردني، وهو الشريان الوحيد لتنقل الأشخاص والبضائع بين البلدين، وقالت الصحيفة إن عناصر (النصرة) أصبحوا على حدودنا، ويمسكون بالطرف المقابل من المعبر، ولكن مصادر في الجيش السوري الحر صرحت أمس أن المعبر نقطة استراتيجية لن يتم التفريط بها، معتبرة أن ما حدث على معبر (نصيب) كان محصلة طبيعية لتطورات المواجهة العسكرية على الأرض السورية، ولا صلة له إطلاقا بالأردن، ورأت الغد أن ردود الفعل الرسمية على هذه التطورات كانت شحيحة ومقتضبة، ولا تكفي للإحاطة بالأحداث الجارية، مؤكدة أنه يتعين على الحكومة أن تشرح موقفها على نحو أكثر تفصيلا ووضوحا، وأن تجيب عن الأسئلة التي تطرحها التطورات.
• قالت جريدة الدستور الأردنية، في مقال بعنوان "الكوليسترول السوري وشريان الأردن"، إنه بسقوط معبر (نصيب) السوري بأيدي قوات المعارضة السورية المسلحة يكون الشريان الأردني على البحر المتوسط قد أصيب بالانسداد تماما بفعل الكوليسترول الثورجي المتصاعد في الشقيقة سوريا، بشكل بات يضغط على شرايين دول الجوار، وكأن "النظام السوري" يحاول إدخال الجوار في معركته ولكن دفاعا عن مصالحه الداخلية، واستطردت الصحيفة أن التطور على معبر (نصيب) السوري أو حدود (جابر) الأردنية، جاء متزامنا مع اتهامات سورية للأردن بأنه خلف سقوط إدلب بيد المعارضة ومناوشات العصابة الداعشية في مخيم اليرموك، مما يفتح المجال للقول إن السقوط المباغت ضربة سورية للأردن أكثر منها نجاح لقوات المعارضة السورية.