جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 05-03-2015
• يقول الكاتب أوين جونز في مقالة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، إن وصف تنظيم الدولة بالشر الأكبر يخدم التنظيم والغرب معا، فهو يمنح التنظيم الفرصة لقتل أعدائه مستخدما كل أنواع الوحشية التي لا يمكن لبشر تخيلها، ويحلل في الوقت ذاته الغرب من المسؤولية، ويشير جونز إلى محمد موازي، المعروف بـ"الجهادي جون"، المرتبط بأشرطة القتل التي بثها التنظيم لرهائنه الغربيين، ويقول جونز إن موازي وصل من ناحية الشهرة إلى منزلة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وربما فرح الطالب السابق في جامعة ويستمنستر بأنه أصبح رمز الشر وأيقونة الوحشية والسمعة السيئة، التي قوبلت بالتبجيل من أتباع تنظيم الدولة، ويجد الكاتب أن خطر الجهاديين مبالغ فيه، فهو ليس مثل الخطر الذي تمثله البراميل المتفجرة، فالأخيرة تنشر الرعب، وهي مصدر لرعب ووحشية لا مثيل لهما، فهي متفجرات تحتوي عادة على مواد حادة وشظايا تعمل على توسيع المذبحة، ويتم رميها من المروحيات من ارتفاع عال يجعل من دقة الضربة مستحيلا، ويقول: إنه يتم استخدامها من نظام بشار الأسد (حليفنا الفعلي)، دعونا نتوقف عن التظاهر بغير ذلك، واستخدمتها الحكومة العراقية حتى وقت قريب، وقتلت البراميل المتفجرة في عام واحد 6 آلاف مدني سوري، ثلثهم تقريبا من الأطفال والنساء، ويستدرك جونز بأن نظام الأسد لا يتباهى بوحشيته، ولا يقوم بإنتاج أفلام فيديو بمؤثرات هوليوودية، تعتمد على الإيقاع البطيء واللقطات القريبة والموسيقى الموحشة وبدرجة عالية من الجودة، بل يتبنى "النظام السوري" النبرة ذاتها التي يستخدمها الغرب، مثلما فعل الأمريكيون عندما استخدموا الفسفور الأبيض الذي يحرق بشرة الإنسان في الفلوجة، حيث قالوا: إننا نعتذر للضحايا المدنيين، فهو قتل غير مقصود، فنحن لا نستهدف المدنيين مثلما يستهدفهم أعداؤنا.
قالت صحيفة "دنياي اقتصاد" الإيرانية، إن المملكة العربية السعودية أصبحت محورا أساسيا ومركزا للمفاوضات بين الدول الإقليمية في المنطقة، وإن زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ثم زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وبعدها زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كلها تشير إلى وجود توجه سعودي جديد في بناء تحالف عربي تركي في المنطقة، وقالت الصحيفة متحدثة عن أهداف زيارة أردوغان إلى الرياض، إن السعودية ستقوم بعمل مشترك بجانب تركيا في الأشهر القادمة ضد نظام بشار الأسد في سوريا، وبهذا يحاول كلا البلدين تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة من خلال إضعاف إيران في سوريا، مشيرة إلى أن الخلافات الإيرانية التركية بخصوص الملف السوري ما زالت قائمة ولم تحل بعد، وتابعت الصحيفة بأن الجمهورية الإيرانية أثبتت وجودها ونفوذها في المنطقة، من خلال انتشارها في لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن، ولا يمكن لأي دولة أن تتجاهل إيران ودورها الإقليمي في المنطقة. وتساءلت: هل يستطيع أردوغان أن يتخلى عن عقدة الإخوان في مصر، ويتحالف مع السعودية لمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة؟، ورأت الصحيفة الإيرانية أن نجاح التحالف السعودي التركي سوف يقوي من شوكة المحور السني في المنطقة، بعدما استطاعت إيران أن تبني مشروعها العابر للحدود والممتد من طهران إلى صنعاء وحتى سواحل البحر المتوسط، لافتة إلى أن الخبراء الإيرانيون أبدوا تخوفهم من التحاق بعض الدول الإقليمية بهذا التحالف بعد الزيارات المتكررة لقيادات دول المنطقة إلى السعودية ولقائهم بالملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
• في صحيفة القدس العربي تطرق أيمن خالد إلى القلق الأمريكي من مستقبل التحولات السياسية المقبلة في تركيا، التي تتجه إلى الاستغناء الكلي عن الحليف الأمريكي، وربما حلف الأطلسي، ورأى الكاتب أن الأمور تسير باتجاه نقل القاعدة الجوية إنجرليك إلى الأراضي السورية، معتبرا أن وجود القاعدة بحد ذاته داخل تركيا لا يخدم الأمريكان البتة، خصوصا أن مجمل التحولات تؤكد أن حروبهم في المنطقة طويلة، ولذلك فالبديل يجب أن يكون مناسبا وبشكل أفضل على المدى البعيد، وأشار الكاتب إلى هذا يعكس قلق الأمريكان ورفضهم خلال الفترة الماضية المقترحات التركية بخصوص منطقة عازلة، وكأن الامريكان كانوا ينتظرون نضوج كثير من المسائل بغية الوصول إلى هذا الإعلان، الذي تحت سقفه ستقيم أمريكا قاعدتها الجديدة في سوريا، مبينا أن الجغرافية الشمالية تبقى هي المهمة للأمريكان، لذلك سنشهد تحولات قريبة، وبروز عشرات الآلاف في الشمال السوري، هدفهم قتال "تنظيم الدولة"، وهذا يعني بالضبط أن الأمريكان يقومون بتنفيذ أجندة خاصة، تبدأ من تدريب المعارضة إلى الإعلان عن منطقة عازلة يسيطرون عليها، أو الإعلان عن منطقة حظر جوي، وتكون عمليا خطوات نقل القاعدة تجري على الأرض، ورأى الكاتب أن الحرب الأولى في سوريا ستكون بين القوة الإيرانية ومعها "حزب الله" في الجنوب السوري والغوطة، وسيعمل الأمريكان على دعم المعارضة هناك بما يضمن لهم استنزاف إيران أطول فترة ممكنة، وبما يضمن أيضا صمت المعارضة هناك عن تفاصيل المشهد السوري بعمومه، أما المعركة الثانية فهي كما يقول الكاتب، استنزاف دول الخليج وإشراكهم في نشر جيوشهم في صحراء الأردن، لأن حماية الأردن هي نقطة المعادلة التي تعني المساس بأمن اسرائيل، وهذا الاستنزاف كفيل بأن يوجه أنظار الأمة بأكملها إلى الانغماس بمزيد من الصراعات الداخلية، وأخيرا المعركة الثالثة وهي استنزاف الأكراد ومن تبقى من المعارضة السورية، في القــتال ضد "تنظـــيم الدولة"، موضحا أنها معركة تجري الاستعدادات لها بشكل كبير، وبخطط كبيرة يهدف الأمريكان منها إلى إبعاد هذا التنظيم إلى عمق الصحراء، لتخفيف مخاطره.
• تحت عنوان "التفاهم السعودي – التركي أساس أي توازن إقليمي"، اعتبر عبد الباسط سيدا في صحيفة الحياة اللندنية أن تركيا من موقعها العَلماني، وبحكومتها الإسلامية، وبفعل إمكانياتها الميدانية والمادية، ومحاذاتها لساحات المعارك، وتفاعلها المستمر مع المتغيرات الجارية في كل من العراق وسورية، تستطيع أن تفعل الكثير، لكن فعلها لن يكون مقبولاً وفاعلاً كما ينبغي من دون دعم سعودي، موضحا أن هذا الدعم سيوفر لها الغطاء العربي والرمزية الإسلامية، الأمر الذي سيجنّبها الكثير من المشكلات على المستويين الإقليمي والداخلي، وحتى الدولي، ورأى الكاتب أن التفاهم التركي السعودي، بخاصة في ظل القيادة السعودية الجديدة وتفكيرها الواعد، أمر لا استغناء عنه، والتعاون بينهما لتجاوز العقدة المصرية من المسائل الحيوية الضرورية، منوها إلى أن العمل المشترك بينهما مهم إلى الحد الأقصى، على أن يعتمد استراتيجية شاملة متكاملة بأبعادها السياسية والعسكرية والتنموية والتربوية، استراتيجيةً ترتكز على مبدأ التعاون والتنسيق مع القوى الإقليمية الفرعية مثل الأردن وقطر والإمارات وإقليم كردستان العراق، وشدد الكاتب على أن كل ذلك سيساهم في الحد من تصاعد وتيرة التشنّج المذهبي في المنطقة، وسيكون رسالة قوية لإيران مفادها: بأن سياسة التدخلات عبر قوى ومنظمات متعددة الأسماء وحيدة المضمون لم تعد مجدية، وخلص إلى أنه في ذلك انقاذ للمنطقة ولإيران نفسها، وضمانة لحقوق الجميع من دون استثناء.
• نقلت صحيفة العرب القطرية عن مصادر لم تسمها أن قادة جبهة النصرة في سوريا يدرسون قطع ارتباطهم بتنظيم القاعدة لتكوين كيان جديد لمحاولة الإطاحة بالأسد، موضحة أن ذلك قد يحول جبهة النصرة من فصيل مسلح أصابه الضعف إلى قوة قادرة على التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" في وقت يتعرض فيه لضغوط من غارات القصف الجوي ومن تقدم القوات الكردية وقوات الجيش العراقي، ولفتت مصادر الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن جبهة النصرة لا تنتظر قرارا نهائيا بهذا الخصوص من مجلس الشورى الخاص بها إلا أنها لا تضيع وقتا، فقد انقلبت على جماعات صغيرة غير جهادية واستولت على أراضيها وأرغمتها على التخلي عن السلاح في محاولة لتدعيم نفوذها في شمال سوريا وتمهيد السبيل للكيان الجديد، ونسبت الصحيفة إلى "مزمجر الشام" وهو شخصية جهادية بارزة على صلة وثيقة بجماعات إسلامية من بينها جبهة النصرة في سوريا قوله إن الكيان الجديد سيرى النور قريبا وسيضم جبهة النصرة وجيش المجاهدين والأنصار وكتائب صغيرة أخرى، وأضاف أنه سيتم التخلي عن اسم النصرة، وستنفصل الجبهة عن القاعدة، لكن ليس كل أمراء النصرة موافقين ولهذا السبب تأجل الإعلان، وسيكون من أهداف الكيان الجديد محاربة تنظيم الدولة الإسلامية المنافس الرئيسي لجبهة النصرة في سوريا.
• نقلت صحيفة عكاظ السعودية عن القيادي في الجيش السوري الحر العميد إبراهيم الجباوي، أن هناك بعض التقدم لميليشيا الحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" في مثلث الموت (محور: درعا-ريف دمشق-القنيطرة) بيد أنه قال إنه تم استرداد تلك المناطق لاحقا وهي بقبضة الثوار الآن وليس كما يشاع انها تحت سيطرة كاملة لـ"حزب الله"، وتابع العميد الجباوي لـ"عكاظ" أن الثوار يتسلحون بعقيدة مقاومة احتلال ولا يملكون من العتاد والأسلحة إلا ما هو قليل مقارنة مع ما يمتلكه "حزب الله" والباسيج الإيراني ومع ذلك نرى أن الثوار استطاعوا أن يوقعوا في صفوف تلك الميليشيات خسائر جسيمة في الأرواح والعتاد وما الحديث عن قتلى إيرانيين إلا أكبر دليل على عزيمة الثوار وصدق معركتهم، ووفقا للصحيفة، أضاف العميد الجباوي أن الجيش الإيراني و"حزب الله" يحاولان من وقت لآخر شن هجوم مباغت أو مباشر باتجاه بعض المحاور لكن الثوار على أتم الاستعداد لصد أي هجوم، وهم يعتمدون الآلية المستحدثة والمرسومة مسبقا للخطط العسكرية التي تأتي وفق الظروف الطارئة وتفعل دائما حسب الزمان والمكان ونوعية الهجوم، وأوضح أنه لا يمكننا الحديث إلا عن مرحلة استنزاف قادمة طويلة للجيش الإيراني وميليشيا "حزب الله"، وهذا يعتمد على حجم الخسائر التي يتكبدها الجيش الغازي، مؤكدا أن مثلث الموت هو مثلث برمودا وحوران أرض لا يدنسها أي محتل أو غاز مجوسي فارسي، وسيشهد العالم أن المثلث سيصبح مقبرة لهؤلاء الغزاة.