جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 05-02-2015
• كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الإمارات العربية المتحدة علَّقت غاراتها الجوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ ديسمبر/كانون الثاني الماضي خوفاً على سلامة طياريها بعد أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة وقتله حرقا، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن الإمارات تطالب وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بتحسين جهود البحث والإنقاذ بما في ذلك استخدام طائرات "أوسبري في 22" في شمال العراق قرب ساحات القتال بدلاً من الكويت حيث مركز عمليات البحث والإنقاذ، وأشارت الصحيفة إلى أن طياري الإمارات لن ينضموا إلى الحملة ضد تنظيم الدولة ما لم يتم نشر طائرات أوسبري -التي تقلع وتهبط مثل المروحيات وتحلق كالطائرات- في شمال العراق، وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين في الإدارة الأميركية إن الإمارات أبلغت القيادة المركزية الأميركية أنها ستوقف طلعاتها الحربية عقب أسر الملازم أول طيار معاذ الكساسبة بعد تحطم طائرته قرب مدينة الرقة السورية، وقال مسؤول عسكري أميركي إن مسلحي تنظيم الدولة قبضوا على الكساسبة في غضون دقائق معدودة، مضيفا أنه لم يكن أمامنا من وقت للتدخل، غير أن الإماراتيين تساءلوا عما إذا كان بإمكان فرق الإنقاذ الوصول للكساسبة حتى وإن كان لديها مزيد من الوقت، وقالت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤول كبير في الإدارة، إن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان سأل السفيرة الأميركية الجديدة بربارا ليف عن أسباب عدم نشر الولايات المتحدة إمكانيات مناسبة في شمال العراق من أجل إنقاذ الطيارين الذين تسقط طائراتهم.
• نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية تحذيرا لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) من أن الإرهاب والتهديدات الإلكترونية والعسكرية تشكل أكبر تحد لأميركا، وجاء في التحذير الذي أطلقه كبير مسؤولي الاستخبارات بالبنتاغون، أن النشاط العسكري الروسي في أوجه منذ الحرب الباردة، وأن الهجمات على أنظمة الحواسيب الأميركية من قبل بعض الدول في تزايد، وأن تنظيم الدولة يتوسع في المناطق المضطربة بشمال أفريقيا، وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التحذيرات جاءت على خلفية نشر شريط الفيديو الذي أظهر قيام تنظيم الدولة بحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا وبعد يوم من اقتراح للرئيس الأميركي باراك أوباما بإلغاء تقليص الإنفاق العسكري للمساعدة في المعركة ضد المتطرفين الإسلاميين الذين يسيطرون على أجزاء من العراق وسوريا.
• نطالع في صحيفة التايمز البريطانية تحليلا لمراسل الشؤون الدبلوماسية روجير بويز بعنوان "هذا هو عصر الارهاب بقيادة غوغائية"، وقال بويز إن تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي اشتهر بإهانة الأفراد في العلن وبذبح الرهائن الأجانب، اثبت للعالم الآن بقتله الوحشي للضابط الأردني معاذ الكساسبة حرقاً أنه ليس قوة قتالية نظامية بل قوة غوغائية بلا قيادة، وأضاف بويز أن التنظيم أراد إرسال رسالة إلى العالم من خلال عملية قتل الكساسبة الوحشية يؤكد فيها أن دولة الخلافة ثورة لا يمكن السيطرة عليها، مشيراً إلى وجود أهداف استراتيجية في أغلبية عمليات ذبح الأجانب، وأوضح أن تنظيم الدولة جند العديد من الأشخاص داخل وخارج المخيمات المكتظة، مشيراً إلى أن النصر الذي يمكن أن يحققه هذا التنظيم هو تجييش الشعب الأردني ضد حكومته، ولعل هذا ما دفع بالملك الأردني عبد الله إلى قطع زيارته لواشنطن والعودة إلى بلاده، وختم بالقول إن تنظيم "الدولة الإسلامية" أصبح أقل من منظمة تنفذ عمليات إجرامية مدروسة.
• نقرأ في صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً لإيان بلاك بعنوان "جريمة قتل معاذ الكساسبة قد تضعف دعم الأردنيين لدور بلادهم في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية"، وقال بلاك إن الجريمة الوحشية التي نفذت بحق الطيار الأردني معاذ الكساسبة سيكون لها تأثير كبير على الأردن، وعلى مشاركته مع قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي يحارب تنظيم "الدولة الإسلامية" وذلك على المدى الطويل، وأضاف كاتب المقال أن الحكومة الأردنية ومواطنيها أصيبوا بذهول لدى مشاهدتهم الطريقة الوحشية التي قتل بها الكساسبة موضحاً أن قتله سيقلق الملك الأردني عبد الله الثاني لأنه سيضعف دعم مواطنيه في مشاركة بلادهم في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأشار بلاك إلى أن هذا كان بلا شك رغبة مسلحي التنظيم، والذين لطالما وصفوا الملك الأردني الهاشمي بأنه "طاغية الأردن"، وكتب بلاك أن عدد الأردنيين المعارضين لدور بلادهم في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في ازدياد، وحتى قبل الكشف عن جريمة قتل الكساسبة الصادمة لهم، وأردف بلاك أن الأردن هي موطن أبو مصعب الزرقاوي، مؤسس تنظيم القاعدة في العراق، كما أن عدد المنضمين إلى صفوف تنظيم الدولة من الأردنيين يبلغ ألفين أردني، مما يجعلها ثالث أكبر دولة عربية يشارك أبنائها في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" بعد السعودية وتونس.
• يزيد الصايغ في صحيفة الحياة اللندنية كتب تحت عنوان "الانخراط في السياسة على طريقة الأسد" إن بشار الأسد "يمارس السياسة"، موضحا أنه قد سمح بمشاركة وفد رسمي في محادثات مع مجموعة من الشخصيات المعارضة التي تفتقر غالباً إلى الصفة التمثيلية في موسكو في أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي، حيث وصف ذلك في مقابلة حظيت بدعاية كبيرة مع مجلة "فورين أفيرز" الأميركية في 20 كانون الثاني، بأنه تحضير لعقد مؤتمر للتفاوض على حلّ سياسي للصراع، كما أكّد الأسد استعداد سورية للمشاركة في اقتراح المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا لـ "تجميد القتال في حلب"، موضحاً أنه ينتظر قيام فريق دي ميستورا بتقديم خطة مفصّلة أو جدول زمني للمناقشة، ولفت الكاتب إلى أن حسابات النظام تبدو بسيطة، فهو يرى أنه هو الشريك المجدي الوحيد للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في شمال شرق سورية، وأعرب عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة ستتخلى عن الجهود الرامية إلى إسقاط الأسد، من دون الاعتراف بشرعيته أو استئناف الاتصالات السياسية المباشرة معه، وخلص الكاتب إلى أن اقتناع النظام بأنه سيجبر الولايات المتحدة، من خلال التصلّب في موقفه، على قبول شروطه وجعل حلفائها في المنطقة يحذون حذوها، يمثّل مقامرة شديدة الخطورة، منوها إلى أن النظام سوف يبقى، ولكن ذلك سيكون في سورية التي تشلّها باستمرار الخسائر الفادحة في القوة العاملة والبنية التحتية والصناعة والفرص الاقتصادية، وتخضع لعقوبات دائمة.
نطالع في صحيفة العرب الصادرة من لندن مقالا لخير الله خير الله بعنوان "وماذا عن حاضنة داعش في سوريا والعراق"، تطرق فيه إلى الجريمة التي ارتكبها تنظيم "داعش" بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا، معتبرا أن هذه الجريمة كشفت كم أنّ الأردن على حقّ في أن يكون شريكا في الحرب على الإرهاب، كما كشفت إلى أيّ حدّ كان عبدالله الثاني على حقّ عندما اعتبر في حديثه الطويل، قبل شهرين، أنّ على المسلمين المبادرة إلى مواجهة الواقع الأليم الذي من سماته وجود تنظيم مثل "داعش" يسمح لنفسه بارتكاب أبشع الجرائم في حقّ المسلمين والإسلام أوّلا، وأشار الكاتب إلى أن الأردن ليس سوى ضحية من ضحايا الإرهاب في منطقة وجدت فيها منذ فترة طويلة أنظمة مثل "النظام السوري"، الذي يعد من الأنظمة التي تعتبر المنظمات المتطرفة أداة من الأدوات التي تستخدمها في ابتزاز العرب والمجتمع الدولي، ورأى الكاتب أنه يُفترض في جريمة "داعش" في حقّ الطيار معاذ الكساسبة، وقبلها ذبح الرهينتين اليابانيتين والصحافيين الأميركيين ومواطن بريطاني جاء لمساعدة الشعب السوري، جعل الإدارة الأميركية تدرك أمورا محدّدة، وأوضح أنه في مقدمة هذه الأمور أن إطالة الحرب الداخلية في سوريا، واستمرار الاحتقان الطائفي الذي تشجّع عليه إيران في العراق، يفرضان الوصول إلى خلاصة مفيدة، فحواها أنّ الحرب على الإرهاب ذات وجوه عدّة، أهم هذه الوجوه الحاضنة التي يستفيد منها "داعش" في سوريا والعراق، هل من رغبة حقيقية في طرح الأسئلة الحقيقية من نوع لماذا هناك حاضنة للإرهاب في سوريا والعراق، وخلص الكاتب إلى أن القضاء على الحاضنة يختصر كثيرا الطريق إلى القضاء على إرهاب "داعش"، بدل العمل على إطالة عمر هذا التنظيم خدمة لأهداف من بينها تفتيت سوريا، على يد النظام القائم.
• اعتبرت صحيفة القدس العربي أن حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا كان لحظة تاريخية كاشفة، وحدثا مشهديا مروعا، مشيرة إلى أن الأردن يواجه اختبارا قاسيا كدولة في مواجهة التحدي الذي فرض عليه، خاصة حين تعهد بأن الرد لن يقتصر على التنظيم الإرهابي بل على من يساعدونه أيضا، ورأت الصحيفة أنه إذا صحت الأنباء حول قرار الإمارات الانسحاب من شن الغارات على التنظيم، فلا شك أنها خطوة في الاتجاه الخطأ وفي الوقت الخطأ، إذ تمثل مكافأة للتنظيم، لافتة إلى أن السلطات الأردنية تبقى مطالبة بتقديم مزيد من التوضيحات بشأن امتلاكها ما تقول إنها معلومات مؤكدة بأن معاذ قتل قبل أكثر من شهر: فلماذا لم تعلنها في حينه، ولماذا لم تتخذ اجراءات للرد على قتله طوال هذه الفترة؟ أم انها محاولة للتغطية على التأخير في فتح باب التفاوض؟، كما اعتبرت الصحيفة أنه من الانصاف التشديد على أن الرد على هذه الجريمة النكراء لا يجب أن يأتي من الأردن فقط، بل يجب أن يكون ردا عربيا وإنسانيا بالمعنى الأشمل للكلمة.
• قالت صحيفة الراية القطرية في افتتاحيتها بعنوان "الأسد جوهر الأزمة السورية"، إن على الجميع أن يدرك أن جوهر المشكلة في سوريا هو نظام الأسد الإجرامي، الذي أهلك النسل وقتل العباد ودمر البلاد وأن ظهور التنظيمات الإرهابية على أرض سوريا، سببها هذا النظام المتطرف، واعتبرت الصحيفة أن رفض ممارسات وجرائم نظام الأسد لا تعني أبدا أن الناس في المنطقة تتعاطف مع تنظيم "داعش"، مشددة على أنه يجب عدم تحويل الأنظار عن السبب الحقيقي للوضع في سوريا، فبعد أربع سنوات من قتل وتعذيب وتهجير السوريين لا يمكن أن نقول إنه بإمكان نظام الأسد أن يكون حليفا في محاربة المجموعات الإرهابية، لذلك يجب أن نعمل على حل الأزمة في سوريا لمحاصرة هذه التنظيمات حتى لا تستقطب الشباب المحبط من الأزمة في سوريا لتنفيذ جرائمها.