جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 04-03-2015
• قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا يرثى لها، وتعاني من ضربة جديدة مع حل حركة حزم، التي أدى تفككها واندماجها مع حركة أخرى إلى إثارة تساؤلات جادة حول استراتيجية واشنطن والحد من خياراتها المستقبلية، حيث أعلنت حركة حزم؛ وهي الجماعة "المعارضة المعتدلة" التي كانت مفضلة لدى الولايات المتحدة عن حل نفسها بعد معارك ضارية مع جبهة النصرة الأسبوع الماضي، معللة ذلك بأنها تريد تجنب إراقة المزيد من الدماء، وحركة حزم هي واحدة من عشرات "الجماعات السورية المعارضة" التي تلقت التدريب والصواريخ المضادة للدبابات من أمريكا، في حين ما تزال جماعات أخرى تتلقى الدعم الأمريكي بشكل غير ظاهر مثل جماعة فرسان الحق التابعة للجيش السوري الحر، وفقاً للصحيفة، وتضيف الصحيفة أنه من وجهة نظر واشنطن، فإن توقيت انهيار حركة حزم واندماجها مع "الجبهة الشامية" سيء للغاية، حيث حدث بالتزامن مع بدء برنامج التدريب الذي طال انتظاره والذي ترعاه الولايات المتحدة للمعارضين المعتدلين في تركيا، ويهدف إلى تدريب وتجهيز قوة جديدة كجزء من خطة أوسع لتطوير القوات البرية المطلوبة لهزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي يجري حالياً استهدافه فقط من الجو في سوريا، وتشير الصحيفة إلى أن أمريكا قد تتخلى عن دعم "الجماعات المتمردة" ممن توصف بالمعتدلة في الشمال السوري الذي تهيمن عليه حالياً جبهة النصرة وأحرار الشام، الأمر الذي يجعل إدراة أوباما تشعر بالقلق من كثرة الانتقادات؛ لأن ذلك يجعل الولايات المتحدة أمام خيارات محدودة أكثر من أي وقت مضى.
• تناولت صحيفة الديلي تلغراف موضوع "جون الجهادي"، ونشرت مقالاً لروبرت تيت بعنوان "لماذا بقيت والدة جون الجهادي صامتة؟"، وقال كاتب المقال إن والدة جون الجهادي، صرخت "هذا ابني" عندما سمعت صوته خلال بث أول تسجيل فيديو لعملية ذبح قام بها تحت راية تنظيم "الدولة الاسلامية" بحسب مصدر مقرب من المحققين الكويتيين، مضيفاً أن والدته لم تبلغ عنه، وأشار تيت إلى أن والدة "جون الجهادي" أو محمد الموازي وتدعى غنية الموازي تعرفت على صوت ابنها الذي ظهر ملثماً خلال ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي في آب /اغسطس الماضي، موضحاً أن والد محمد الموازي تأكد من أن ابنه هو القاتل الملثم بعدما شاهد الفيديو مرة ثانية بحسب ما صرح به لمحققين في السلطات الكويتية، وأكد كاتب المقال أنه لا يوجد أي دليل يثبت أن والدي الموازي توجها إلى الشرطة أو الأجهزة الأمنية المختصة لإعلامهم بهوية القاتل الملثم في تنظيم "الدولة الإسلامية"، مشيراً إلى أن المسؤولين البريطانيين بدأوا يشكون بأن محمد الموازي هو الرجل المطلوب الأول عالمياً في أيلول /سبتمبر، وأوضح أن عائلة الموازي تختبئ حالياً في الكويت بعدما غادرت بريطانيا، كما أنها تخضع لتحقيقات من قبل السلطات الكويتية، ويعتقد أن العائلة كانت قد تقدمت بطلب لجوء سياسي في بريطانيا في تسعينيات القرن الماضي بسبب اتهامها بتأييدها للرئيس العراقي السابق صدام حسين، ووصف مقربون من عائلة الموازي أن والده كان منهاراً وغاضباً مما حصل لابنه وأنه كان ينتظر خبر مقتله بصورة يومية، ويؤكد جاسم الموازي (والد محمد الموازي) بأنه لم ير ابنه منذ عام 2013 أي قبل أن يسافر إلى تركيا، موضحاً أنه أخبرهم بأنه ينوي العيش في سوريا من أجل المساعدة في توزيع المعونات والمساعدات.
• تحت عنوان "داعش تختبر العلاقة بين الأكراد والعرب"، أشار عمار ديوب في صحيفة العرب الصادرة من لندن إلى انعدام الثقة بين الأكراد والعرب بعد أن عمّق نظام الأسد الخلاف بين الطرفين، موضحا أن الأكراد لا يثقون بإمكانية إنصافهم مجددا ويتساءلون عن الضامن لتحقيق ذلك، والعرب لا يأمنون لطموحات الأكراد سيما أنهم لا يناضلون من أجل حقوقهم داخل سوريا كأقلية قومية، بل يعتبرون أنفسهم قومية مساوية للعربية ويطالبون بتغييرات دستورية وسياسية واسعة دون التوقف عن إطلاق المواقف السياسية اليومية والتي تشير إلى عمق العلاقة إما مع أكراد تركيا أو أكراد العراق، واعتبر الكاتب أن الأكراد والعرب والأشوريون في سوريا أمام معادلة محددة، إما الإقرار بالهوية القومية وحينها سيكون الاعتراف بقومية عربية كبرى وقوميات صغرى وبالتالي ستتأسس الدولة القادمة وفق هذا الاعتبار، وإما الانطلاق من المواطنة وحينها سيكون الاعتراف بأن كافة المواطنين متساوون أمام الدستور مع وجود مناطق لها طبيعة قومية تتمتع بحقوق سياسية خاصة شريطة ألا يتعارض ذلك مع الحكومة المركزية، وبين أنه في سوريا تختبر قوى قومية وجهادية العلاقة بين القوميات، وتستفيد أميركا وإيران الوالجة في سوريا والعراق من ذلك؛ لافتا إلى أن القوميتان تفشلان في التغلب على هذا الاختبار والبحث عن المشتركات فهل يمكن تجاوز كل ذلك؟.
• نطالع في صحيفة الحياة اللندنية مقالا لرندة تقي الدين تحت عنوان "مخاوف من صفقة أميركية - إيرانية"، رأى فيه أن أولوية أوباما اليوم هي التوصل إلى اتفاق مع إيران كما حصل مع كوبا لكي يترك أوباما أثراً في سياسته الخارجية أنه حقق عودة التطبيع مع إيران، وبعد أن اعتبر أن هذا وحده سيكون بمثابة مكافأة لإيران، أشار الكاتب إلى أن الإدارة الأميركية ليس في إمكانها حالياً أن تغيّر سياسة إيران في المنطقة لأن أوباما ليس مهتماً لا بالوضع في سورية ولا في لبنان وهو لا يوافق على تسليم أمن العراق وحربه ضد "داعش" لإيران، وربما لاحقاً قد يرى أنه إذا تم التطبيع مع إيران قد يكون أفضل للأميركيين أن تخوض إيران الحرب في سورية ضد "داعش" أي أن يسلّم ايضاً سورية لإيران، موضحا أن ذاك ما يحدث حالياً على الأرض في سورية حيث القوات الإيرانية و"حزب الله" تخوض حرب انقاذ النظام كما أن محاربة "داعش" أصبحت أولوية أميركية، وشدد الكاتب على أن التطبيع الأميركي - الإيراني المحتمل قد يغيّر الكثير من الاوضاع في الشرق الاوسط، منوها إلى أن هناك مخاوف حقيقية من أن يتحول هذا الاتفاق إذا تم فعلاً إلى صفقة أميركية - إيرانية تمثل وضعاً جديداً في الشرق الأوسط يتركه باراك حسين أوباما المعروف بميوله لإيران وثقافة الفرس، وانهى الكاتب مقاله قائلا: إن المطلوب ألا يكون التطبيع الأميركي - الإيراني مقابل الموافقة على عودة التوسع الفارسي إلى المنطقة العربية.
• كتبت صحيفة الخليج الإماراتية، في افتتاحيتها، أن لا التحالف الدولي القائم الذي تقوده الولايات المتحدة قادر لوحده على هزيمة تنظيم "داعش" وكل "الدواعش" الآخرين، ولا المؤتمرات التي عقدت في واشنطن وعواصم غربية أخرى أدت إلى نتيجة حاسمة ووضع استراتيجية عالمية لمحاربة الإرهاب، وشددت الصحيفة على أن الإرهاب لن يهزم من خلال المواجهة المنفردة، لأنه قادر على التسرب والإفلات وعبور الحدود، ولأنه يستند إلى فكر وتنظيم خارج عن المألوف، موضحة أن ذلك يفرض ضرورة عمل جماعي يتجاوز الأطر المعروفة من خلال استراتيجية مركبة عسكرية وفكرية وثقافية ودينية، وهذه لن يستطيع القيام بها إلا العرب مجتمعين، ومع الأسف فإن ذلك لم يتحقق حتى الآن، ويبدو أنه لن يتحقق قياسا بالمواقف المعلنة من الإرهاب وخطره.