جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 03-09-2015
• أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) وقيادة القوات الخاصة الأمريكية تنفذان سويا عمليات عسكرية جراحية ضد "الدولة الإسلامية" في سوريا منفصلة عن الحملة الجوية التي يشنها ضد التنظيم الجهادي تحالف دولي تقوده واشنطن، وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين كبار لم تسمهم أن العمليات التي تشنها السي آي ايه والقوات الخاصة هدفها تصفية قياديين في التنظيم الجهادي، مشيرة إلى أن واحدة من هذه العمليات نجحت الأسبوع الماضي في القضاء على جنيد حسين، الجهادي البريطاني الذي كان ينشر الدعاية الجهادية عبر شبكات التواصل الاجتماعي والذي قتل في ضربة عسكرية قرب الرقة في شمال سوريا، وبحسب المسؤولين انفسهم فإن حفنة من هذه الضربات تم تنفيذها حتى اليوم، وبحسب الواشنطن بوست فإن مركز مكافحة الإرهاب التابع للسي آي ايه وقيادة العمليات الخاصة المشتركة هما الأداتان المفضلتان لدى إدارة أوباما في مكافحة التنظيمات الجهادية، وذكرت الصحيفة بأن توزيع المهام هذا- الذي يترك لعسكريي قيادة العمليات الخاصة المشتركة مهمة إدارة الضربات- يتفق والهدف الذي تسعى إدارة أوباما إلى تحقيقه إلا وهو جعل السي آي ايه تعيد تركيز جهودها على الأنشطة الاستخبارية بدلا من انخراطها في أنشطة شبه عسكرية مثل عمليات التصفيات التي تنفذها بواسطة طائرات بدون طيار.
• تقول صحيفة الغارديان البريطانية في افتتاحيتها إن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تحولت إلى بطلة في عيون المهاجرين؛ نظرا لموقفها الجريء الداعم لهم، وتشير الافتتاحية إلى أن المستشارة اتخذت المبادرة من أجل السماح للاجئين العالقين في المجر بالدخول إلى بلادها، والتقدم بحق اللجوء، واعتبرت أن كل لاجئ سوري له الحق في التقدم للجوء، وتذكر الصحيفة أن المهاجرين قد تسابقوا لكيل المديح لها، بل وأطلقت عائلة غانيّة اسمها على وليدتها الجديدة البالغة من العمر الآن سبعة أشهر، وتبين الافتتاحية أن هناك صفحات "فيسبوك" مخصصة لها تحت عنوان "ماما ميركل، أم المنبوذين"، ويتداول السوريون صورة لها على وسائل التواصل الاجتماعي وتحتها كلمة "منحبك" أو "الأم الرحيمة"، وتورد الصحيفة أن بعض التغريدات تحمل هاشتاغ "ميركل الحبشية"، في إشارة إلى الحاكم الحبشي النجاشي الذي أعطى الأمان للمسلمين الفارين من اضطهاد قريش في مكة، وسمح لهم بالعيش في مملكته في أكسوم، بالإضافة إلى صور تمت معالجتها على برنامج "فوتوشوب"، فيها محاولة لمقارنة رحمة المستشارة الألمانية بقساوة الحكام العرب، وتفيد الافتتاحية بأن سوريا ومنذ بداية الحرب الأهلية حظيت بتعاطف من ألمانيا؛ لأنها الدولة الأوروبية الوحيدة التي منحت السوريين وضع لجوء مريحا، واستقبلت ألمانيا خلال عام أكثر من 296710 لاجئين، مستدركة بأن التعاطف والدعم الذي حظيت به ميركل جاء بعد استخدام المستشارة مبدأ السيادة في ميثاق دبلن للهجرة، وسمح للاجئين السوريين بالتقدم بطلب لجوء، بدلا من ترحيلهم إلى البلد الأوروبي الأول الذي دخلوا منه إلى أوروبا، وتنقل الصحيفة عن منذر، الذي وصل إلى ألمانيا، قوله: إن ميركل هي امرأة محترمة، وتؤمن بالقيم الإنسانية، وهي (أم السوريين)، كما قال هاشم السوقي، وهو سوري آخر تقدم بطلب اللجوء في السويد: نعد ميركل أفضل من أي زعيم في العالم، وهي حامية الأطفال السوريين من الجحيم والتطرف، والسوريون كلهم يحبون ميركل وشجاعتها، وتختم الغارديان افتتاحيتها بالإشارة إلى أن ميركل قد تعرضت إلى انتقادات من اليمين واليسار داخل ألمانيا؛ بسبب موقفها من المهاجرين، واتهمها المتظاهرون من اليمين المتطرف بخيانة الشعب.
• قالت صحيفة الشرق الأوسط إن المعارك السورية المشتركة ضد أهداف لتنظيم "داعش" في مناطق تمركزه حول بلدة مارع في ريف حلب الشمالي انطلقت ليلة أول من أمس، بعد اتفاق بين قادة الفصائل المعارضة في المنطقة، ومشاركة من «الفرقة30» المدعومة أميركًيا، التي سوت خلافاتها مع جبهة النصرة بموجب وساطات قادتها فعاليات وقادة الفصائل العسكرية المعارضة في حلب، ونقلت الشرق الأوسط عن القيادي العسكري المعارض العقيد عبد الجبار العكيدي القول إن التنسيق بات ضرورة ملحة بين كل الفصائل الفاعلة على الأرض، واستثنى منه النصرة التي تعد الفرع السوري لتنظيم «القاعدة»، مؤكًدا أن الجبهة لا تشارك في العمليات.
• نطالع في صحيفة المستقبل اللبنانية مقالا لربى كبارة بعنوان "تحركات دي ميستورا لملء الوقت الضائع"، الكاتبة سلطت الضوء على التحركات المكثفة التي يجريها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بين ممثلي النظام والمعارضة والدول المؤثرة سعيا لبلورة ملامح صورة حل سياسي للمعضلة السورية وذلك في غياب أي مؤشرات توحي باحتمال نجاحه في تحقيق أهدافه، ونوهت الكاتبة إلى أن المبعوث الدولي قد حط بالأمس في دمشق للتشاور مع مسؤوليها، بعد اجتماعه في بيروت بمساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان، والذي اعقب لقاءاته مع ممثلين للمعارضة السورية تزامنت هي الأخرى مع اجتماعات بفصائل أخرى معارضة تشهدها موسكو، واعتبرت أن كل هذا الحراك يبقى في إطار تقطيع الوقت والزمن الضائع بانتظار أن تبدأ المعطيات الإقليمية بالتبلور بعد أن يعبر الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب محطة الكونغرس الأميركي، مبرزة أن طهران ستبقى ممسكة بقوة بكل أوراقها بانتظار هذه "المحطة الحاسمة".
• أعادت صحيفة الشرق السعودية إلى الأذهان أنه قبل أكثر من أربع سنوات اعتبرت معظم العواصم الغربية أن بشار الأسد فقد شرعيته وعليه الرحيل، والسبب كان آنذاك استخدامه العنف ضد المتظاهرين، الذين طالبوا بإصلاحات سياسية ودستورية، لكن الأسد ارتكب أفظع الجرائم طيلة هذه السنوات فيما لا تزال تكرر هذه العواصم الكلام نفسه، وكأنهم يسقطون كل ما ارتكب من جرائم، فيما تتمسك به طهران وموسكو بشكل استثنائي وشاذ، وأوضحت الصحيفة أن التمسك بالأسد وتجاوز جرائمه يعني أن هاتين العاصمتين تريدان تدمير سوريا حتى آخر حجر فيها، وتشريد ما تبقى من شعبها، فكيف إذا كانت هاتان العاصمتان تقدمان له كل أنواع الدعم ليستمر بالقتل والتدمير والتهجير في جرائم تجاوزت حروب الإبادة، التي حدثت في أمريكا وإفريقيا بالقرون الماضية، وأشارت إلى أن أي حل في سوريا يجب أن يمر عبر محاكمة كل المجرمين وليس مكافأتهم وتأمين ملجأ آمن لهم، بل يجب إحالتهم إلى المحاكم لينالوا جزاءهم عن كل الجرائم التي ارتكبوها في سوريا طيلة الخمس سنوات.