جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 02-10-2015
• في تحليل كتبه إيان بلاك محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة الغارديان البريطانية، قال الكاتب إن التدخل العسكري الروسي في سوريا يمكن أن يبدل قواعد اللعبة في البلاد التي تعاني حربا دموية كارثية منذ سنوات، وأضاف أن روسيا عملت منذ أسابيع على تهيئة الظروف المناسبة لاغتنام الفرصة لتولي زمام المبادرة في سوريا والمنطقة، وذلك كي تبدأ بشكل فوري من حيث ترددت الولايات المتحدة والدول الأخرى ومن حيث فشل العالم في معالجة الأزمة السورية الكارثية وفي مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وأشارت الصحيفة في تقرير منفصل إلى أن الولايات المتحدة بدأت تحسب حساباتها إزاء خسائرها المحتملة في حال اضطرت للتدخل في سوريا، وإزاء كيفية التعامل مع الأوضاع التي تزداد تعقيدا في سوريا في مرحلة ما بعد الأسد، وأضافت الصحيفة في تحليل كتبه سبنسر آكرمان أن التدخل العسكري الروسي العدواني في سوريا وضع استراتيجية أوباما والولايات المتحدة على مفترق طرق في واحد من أكثر الصراعات المدمرة في العالم، وأوضح أن التصعيد العسكري الروسي في الشرق الأوسط يأتي في لحظة تواجه فيها الاستراتيجية الأميركية في سوريا والمنطقة فشلا ذريعا وانهيارا كبيرا. وتساءل: هل سيترك الرئيس أوباما المتردد الرئيس بوتين يلتهم سوريا؟
• نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالا تتحدث فيه عن تدخل روسيا العسكري في سوريا وشروعها في شن غارات جوية على مواقع للمسلحين، وترى الإندبندنت أن بدء الغارات الجوية الروسية في سوريا سيؤدي إلى تحول في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد، وأن الولايات المتحدة وروسيا لم تعودا على هامش هذا النزاع وإنما في قلبه، وتضيف الصحيفة أن دعم روسيا العسكري للقوات الحكومية في سوريا يعني أنها لن تنهزم أمام تنظيم "الدولة الإسلامية"، والجماعات الأخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة، ولكن ذلك لا يعني، حسب الإندبندنت، أن بشار الأسد سيبقى في السلطة، بل إن الجيش السوري سيبقى عكس الجيش العراقي الذي تبدد عام 2003 عندما سقط نظام الرئيس صدام حسين، ومعه الدولة العراقية، وتوضح الصحيفة أن الغارات الجوية الروسية سيكون لها مفعول ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" على الميدان لأنها تعمل بالتنسيق مع قوات برية، عكس الغارات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وسوريا، فالغارات التي تقودها الأمريكية لم تمنع تنظيم "الدولة الإسلامية" من السيطرة على الرمادي في العراق، ولا على مدينة تدمر في سوريا، وتختم الصحيفة مقالها بأن روسيا استغلت الأزمة السورية لتعزز مكانتها كقوة يمكنها مواجهة الولايات المتحدة، ولكنها لا ينبغي أن تخسر الحرب في وسوريا وإلا فقدت هذه المكانة الدولية.
• نشرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية تحليليا يتناول تبعات قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتدخل العسكري في سوريا، وتصف ديلي تلغراف بوتين بأنه رئيس يتميز بالصرامة في اتخاذ القرار، رغم جميع ما يعاب عليه في جوانب أخرى من شخصيته ومواقفه، فهو لم يتردد في نشر قواته في سوريا وفي شن غارات جوية من أجل الوصول إلى أهدافه الاستراتيجية، ومنها ضمان بقاء الرئيس السوري، بشار الأسد، في السلطة، ولكن ديلي تلغراف ترى أن قرارات بوتين ستجلب له المزيد من المتاعب، لأن الولايات المتحدة سوف تجدد العقوبات مع الاتحاد الأوروبي على موسكو، وهذا سيفاقم الوضع الاقتصادي في البلاد، ونقلت الصحيفة عن خبراء في الشأن الروسي يعتقدون أن تدخل روسيا عسكريا في سوريا تعترض عليه أغلب الشعب الروسي، وأنه سيجلب لموسكو المزيد من المشاكل، وسيوسع دائرة أعداء روسيا في الداخل والخارج، وسيعيد هذا التدخل، حسب الخبراء، إلى الأذهان التدخل الروسي في أفغانستان وما ترتب عنه من خسائر في الأرواح والمال، كما أن مواجهة المتشددين الإسلاميين ليست مثل النزاع في أوكرانيا.
• نشرت صحيفة لوموند الفرنسية، تقريرا حول الصعوبات التي تواجهها قوات الثورة السورية، بسبب تغير منحى السياسة الخارجية الأمريكية، اعتبرت فيه أن الولايات المتحدة تهتم بمصالحها أولا، دون اكتراث لنتائج القرارات التي تتخذها، وأفادت الصحيفة بأن انتعاش الثورة السورية لم يستمر سوى لسنة واحدة، حيث تمكنت من تسجيل سلسلة من الانتصارات أثارت قلق النظام الحاكم خلال فصل الربيع الماضي، ثم تكبدت خسائر جسيمة بعد اضطرارها لإيقاف الهجمات التي كان من المعتزم القيام بها في مدينتي حلب ودرعا، وتأجيل الهجمات المقررة ضد منطقة السهل الساحلي، معقل الطائفة العلوية التي تنتمي لها عائلة الأسد، ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي قوله إن الولايات المتحدة لديها تأثير كبير على ألوية حلب، منذ أن حرمهم تنظيم الدولة من عائدات النفط، وتوقفت التبرعات العربية، مشيرا إلى أن الأمريكيين استغلوا الشقاق الكبير بين فصائل المعارضة، وتمكنوا بذلك من إحباط الهجمات على المناطق الغربية لمدينة حلب، وذلك بطريقة غير مباشرة، وأضافت أن المعارضين يؤكدون أن النظام الحاكم يقوم بتنسيق جهوده مع تنظيم الدولة من أجل حماية مصالحه، بعد أن قامت قوات التنظيم المسلح بمهاجمة الثوار بينما كانوا بصدد تحضير هجوم على حلب، الأمر الذي اضطرهم إلى إرسال تعزيزات إضافية، وتكبد خسائر كارثية، ونقلت الصحيفة عن العقيد في الجيش السوري الحر، عبدالجبار العكيدي، قوله إنهم "قدموا للتحالف الغربي ضد تنظيم الدولة؛ معلومات دقيقة عن أماكن المقاتلين، بشرط أن تتم مهاجمتهم مباشرة، وقد كانت هنالك بعض الضربات ولكن دون فاعلية تذكر، مقارنة بما حدث في مدينة كوباني الكردية، وأضافت أن العقيد العكيدي يحذر من أن تدفق القوات الروسية بصفة كبيرة؛ يهدد بتزايد تدفق الجهاديين وأن إطالة عمر نظام الأسد؛ لا يمكن أن يؤدي إلا إلى كارثة لسوريا وروسيا، على حد سواء.
• في صحيفة الحياة اللندنية يتساءل الياس حرفوش في عنوان مقاله: "هل يدفع بوتين ثمن تدخله في سورية؟"، ورأى الكاتب أن الحرب السورية تدخل مرحلة جديدة قد تكون حاسمة مع التدخل العسكري الروسي، مبرزا أن هذه الحرب أصبحت الآن حرباً كونية بكل ما لهذه الكلمة من معنى، فكل جنود العالم ومقاتليه وإرهابيه موجودون على أرض سورية، والآن صارت مقاتلات الدول الكبرى تتجول في أجوائها، وتقصف ما تختاره وما يناسبها من مواقع، وأوضح الكاتب أن سورية تحولت إلى ساحة للصراعات الدولية ولتصفية الحسابات بين القوى الكبرى، نتيجة انهيار الدولة السورية ومؤسساتها، واستخفاف العالم بها، وأشار إلى أن فلاديمير بوتين وجد أن الساحة السورية هي المكان الأفضل لتلقين أوباما درساً في الطريقة التي يجب أن تقاد بها دولة كبرى، لافتا إلى أن بوتين حاول أن يضع تدخله في سورية في إطار الحرب على الإرهاب، ودعا العالم إلى المشاركة في هذه الحرب، غير أن فضح أهدافه عندما دعا الجميع، في خطابه أمام الأمم المتحدة، إلى دعم الأسد في قيادة الحرب على الإرهاب، وشدد الكاتب على أن تدخّل بوتين في سورية محفوف بالأخطار على بلد يواجه أزمة اقتصادية صعبة ومعارضة للتدخلات الخارجية وتحاصره عقوبات غربية قاسية، وشبه ما يقوم به بوتين في سورية اليوم بما قام به زعيم آخر من عصر الاتحاد السوفياتي اسمه ليونيد بريجنيف، حيث دفع بريجنيف قواته ودباباته إلى أفغانستان لإنقاذ نظام بابراك كارمال ومحاربة الإرهابيين قبل أن يصلوا إلى بلاده، مبينا أن ما أنجبه ذلك التدخل أصبح جزءاً من تاريخ الاتحاد السوفياتي إذ إنه ساهم في انهياره.
• وصفت صحيفة الشرق القطرية التحركات الروسية تحت عنوان: "مناورة روسية لإنقاذ الأسد"، بأنها مراوغة مكشوفة واستهلاك للوقت للدفاع عن الأسد المحاصر في دمشق، ومحاولة لاسترداد بعض ما حققته المعارضة من انتصارات، واصفةً الأحوال في سوريا بأنها تخطت معايير الكارثة الإنسانية لتكون أكبر مأساة تشهدها المنطقة العربية بعد نكبة فلسطين، واعتبرت الصحيفة أن الثورة السورية في مفترق طرق، فمن جهة روسيا وإيران تتآمران، وفي الجهة الأخرى أمريكا والقوى الغربية تتهرب من المسؤولية الأخلاقية والإنسانية، بينما العرب في معظمهم مصدومون من الموقف الدولي والبقية منهم متآمرون مع عصابات بشار ضد أي تجربة ديمقراطية في العالم العربي، سوى ديمقراطية الدماء، وخلصت الصحيفة إلى أن الضحية في النهاية هو الشعب السوري، الذي يتعرض لحرب إبادة ممنهجة على أيدي عسكر البعث الممانعين لأي حياة كريمة.
• كتبت صحيفة الوطن القطرية في افتتاحيتها أن دخول روسيا- هكذا- ميدانيا، وبهذه الصورة السافرة في الأزمة السورية، لم يجيء بتفويض أممي، وإنما بدعوة من بشار الأسد، الذي كانت تقول عنه أمريكا إن أيامه قد أصبحت معدودة، وأنه يجب أن يرحل، ولم تقرن أقوالها بفعل على الارض، واستطردت الصحيفة قائلة إن روسيا لو كانت صادقة مع نفسها، إذ هي تحارب الآن الإرهاب، لكانت قد وقفت مع الأحرار في كل مكان، ضد إرهاب الدولة البشارية، ولما كانت قد اتخذت من مواقف (فيتو العار) في مجلس الأمن أكثر من مرة، مواقف تطلق بالتالي يد النظام الفظائعي، ليرتكب المزيد من الفظائع.
• قالت صحيفة الدستور الأردنية إن الأردن، الذي تردد في تبني فكرة البحث عن مناطق آمنة توافقية في سورية كحل ناجع لأزمة اللجوء السوري، كان، إلى جانب لبنان، واحدا من المقاصد الأولى لطوفان اللاجئين، منبهة إلى ما يواجهه الأردن من خطر الترك وحيدا في التعامل مع هذا الملف في ظل تراجع الاهتمام الدولي بدعمه ودعم اللاجئين المقيمين على أرضه، واعتبر كاتب المقال بهذا الخصوص أن إعادة طرح فكرة المناطق الآمنة التوافقية في سورية، وفي هذا الظرف الإقليمي - الدولي المتغير يبدو أمرا ذا قيمة سياسية عالية، وأن من حق الأردن أن يبادر إلى إطلاق مبادرة بهذا الشأن، وإن لم يكن على نحو جماعي وبالاشتراك مع دول جوار سورية، فلا أقل من أن نفعل ذلك منفردين، ولحسابنا الخاص.
• في مقال بعنوان "كولسات نيويورك.. ماذا عن سورية؟"، كتبت صحيفة الغد الأردنية أن دبلوماسيين عربا في نيويورك ينظرون إلى التحرك الروسي الأخير في سورية بوصفه مؤشرا على ضعف نظام بشار الأسد، وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس كل من شارك في كولسات (كواليس) نيويورك الحالية يرى بصيص أمل في سورية، مضيفة أن لدى البعض قناعة بأن واشنطن نفضت يدها من الملف السوري تقريبا، وغير مستعدة لخطوات جريئة على غرار خطوات الرئيس الروسي، وأن كل ما يمكن أن تسعى إليه واشنطن هو احتواء الصراع داخل سورية لأطول فترة ممكنة، وإضعاف قدرة "داعش" على تهديد دول الجوار والغرب.