جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 01-10-2015
• تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الخلافات بين موسكو وواشنطن بشأن الحرب الكارثية التي تعصف بسوريا منذ نحو خمس سنوات، وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن لدى الزعيمين بوتين وأوباما اختلافات جوهرية عميقة بما يتعلق بالأزمة السورية المتفاقمة، وإن هذا الاختلاف ظهر جليا على العلن في تصريحاتهما وخطابهما أمام الجمعية العامة، وأوضحت أن التعزيزات العسكرية الروسية المتزايدة في سوريا قد تتسبب في صراع روسي أميركي بشأن النفوذ في سوريا التي تمزقها الحرب الدامية، وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، وكذلك بشأن النفوذ بمنطقة الشرق الأوسط برمتها على النطاق الأوسع، وأضافت الصحيفة أن الصراع بين موسكو وواشنطن يتمحور حول مصير بشار الأسد، ففي حين يصف أوباما الأسد بأنه قاتل أطفال، فإن بوتين يراه البديل الأفضل لأي خيارات أخرى للخروج من الأزمة السورية، وأن الرئيس الروسي يدعو بالمقابل لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وبقية "المتطرفين" الإسلاميين.
• نشرت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية مقالا تتحدث فيه التحركات العسكرية والدبلوماسية التي يقودها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن الأزمة السورية، وتقول الفايننشال تايمز إن بوتين يستغل الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية، فالدول الغربية تطالب منذ أربعة أعوام بتغيير النظام في سوريا، ولكنها لم تفعل شيئا في هذا الاتجاه، وتضيف الصحيفة أن إحجام الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عن التدخل العسكري عندما استعملت قوات الأسد السلاح الكيمياوي، تحديا للخطوط الحمراء التي وضعها، جعل "النظام السوري" يجترئ، وأحبط معنويات المعارضة، كما أن جهود الولايات المتحدة لتدريب وتسليح المعارضة السورية المعتدلة أثبتت فشلها الذريع، وهذا لا يعني، حسب الفايننشال تايمز، أن روسيا وإيران على حق عندما يقولان إن ما قامت به الولايات المتحدة عمل غير قانوني ضد حكومة شرعية في سوريا، فالحكومة السورية فقدت شرعيتها، حسب الصحيفة، منذ زمن طويل، ولكن الغرب فشل في إيجاد معارضة قوية يتعامل معها.
• نشرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية مقالا عن المنافسة بين الولايات المتحدة وروسيا على النفوذ في الشرق الأوسط، وترى الديلي تلغراف أن حكم الرئيس، باراك أوباما، هو الذي تسبب في تراجع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتقول الصحيفة إن أوباما منذ مجيئه إلى السلطة وهو يتحدث عن إعادة صياغة علاقة واشنطن بالدول العربية، بداية من خطابه في القاهرة عام 2009، عندما دعا إلى "بداية جديدة" بين الغرب والحكومات الإسلامية، وتضيف أن أوباما كرس جل وقته لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، وأغفل قضايا أخرى أساسية في المنطقة، إذ تأخر في التعامل مع الأزمة السورية ومع الخطر الذي يمثله تنظيم "الدولة الإسلامية"، ومن هنا دخل الرئيس الورسي فلاديمير بوتين ليملأ الفراغ، فنشر قواته العسكرية في السواحل السورية، ليعزز بها نفوذه في المنطقة، وترى الديلي تلغراف أنه من حق أوباما اليوم أن يعبر عن رأيه بوجوب رحيل بشار الأسد عن السلطة، ولكنه لا يملك الإمكانيات لتحقيق ذلك، ولكن بوتين ضمن للأسد البقاء في السلطة بنشر قواته في سوريا، فضلا عن أن الرئيس الروسي يتلقى دعم إيران التي وقعت الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة منذ شهور قليلة.
• نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريرا لتوم بارفيت وويل بافيا، حول تكثيف الوجود العسكري الروسي في سوريا، قالا فيه إن روسيا أرسلت ستة من أكثر طائراتها المقاتلة تطورا إلى سوريا؛ وذلك لترجيح كفة الحرب لصالح الأسد، وتقول التايمز إنه بعد أن قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يجب تنحية الأسد في اجتماع ساده البرود في نيويورك، شوهد عدد من طائرات "إس يو-34 فولباكس" في قاعدة اللاذقية الجوية، ويرجح التقرير أن تكون الطائرات الست قد طارت من فوق بحر قزوين ثم إيران ثم العراق حتى وصلت إلى سوريا، وينقل الكاتبان عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن روسيا على استعداد للانضمام إلى الحرب الجوية ضد تنظيم الدولة، ولكن ليس تحت قيادة واحدة، وأضاف لافروف: اقترحنا على الولايات المتحدة وحلف أمريكا أن يساعدونا بالاتفاق على عمليات، والمساعدة في تنسيق الضربات التي ينوون القيام بها، وأنشطة القوات البرية، ويكشف التقرير عن أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أشار إلى أنه رغم الحديث عن التعاون، إلا أن أمريكا وروسيا لا تزالان بعيدتين البعد كله عن بعضهما في السياسة تجاه سوريا، وتختم التايمز تقريرها بالإشارة إلى أن كاميرون قال لشبكة "سي بي إس" الأمريكية: إن ما قالته أمريكا وما أتفق معه شخصيا، هو أننا بحاجة إلى عملية انتقالية، ولكن الواضح أنه بعد تلك الفترة لا يمكن للأسد أن يبقى زعيما لسوريا، وأضاف أنه على أوروبا وأمريكا تحتاجان إلى إقناع بوتين والإيرانيين بأن سوريا جديدة بزعيم آخر لن تكون بالضرورة ضد مصالحهم.
• نشرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية، تقريرا حول الأوضاع الأمنية في إدلب السورية، قالت فيه إن المدينة الواقعة في شمال غرب البلاد تعيش حالة هدوء نسبي منذ نجاح تحالف فصائل الثورة في دحر قوات النظام من المدينة، وقالت ليبراسيون إنه ما إن تم تحرير إدلب من يد النظام، حتى بدأ هذا الأخير بإسقاط البراميل المتفجرة، مستدركة بالقول إن الوضع الأمني أصبح أفضل من قبل، ونقلت عن أحد الناشطين القاطنين بإدلب، في محادثة معه جرت عبر الهاتف، قوله إن "الكهرباء والماء متوفران في المدينة، بفضل المولدات الكهربائية، والمخازن مليئة بالغلال والخضروات، وجمعيات الإغاثة تقوم بجهود كبيرة، ونقلت الصحيفة عن حسام زيدان قوله، إن من الصعب أن تعرف توجهات جبهة النصرة، حيث حاولت في عديد المرات أن تفرض نفسها في محافظة إدلب، ثم تناقص وجود عناصرها؛ حتى أصبحنا لا نكاد نلحظ وجودهم بيننا، وأكدت أن تراجع حضور جبهة النصرة جاء نتيجة سيطرة حركة أحرار الشام على المنطقة، حيث تقدم هذه الحركة نفسها كمتحدث باسم السنة أمام الجهات الدولية، ولا تتردد في طلب الدعم من الغرب، وتتلقى أحرار الشام الدعم من تركيا وقطر، كما أن مقاتليها هم المسؤولون عن توزيع الأسلحة والذخيرة على الجماعات المقاتلة الأخرى، ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي موجود بتركيا، قوله إن أحرار الشام يتمتعون بالمصداقية في مقابل المجموعات الإسلامية الأخرى، ذلك أن قياداتها متعلمون ومثقفون، ولديهم خبرات في قيادة المدن، لكن لا توجد ضمانات بأن هذا الوضع سيستمر.
• تحت عنوان "{الجهاد} الروسي" كتب مشاري الذايدي مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، الكاتب اعتبر أن دخول روسيا على الساحة السورية، بهذه العنجهية، والصلافة، وبهذا الهدف المحدد والذي يتمثل بـ"محاربة داعش وكل الجماعات الإسلامية بالتحالف مع نظام الأسد", هو أمر يثير الريبة، مبرزا أن إدارة أوباما التي تقول إنه لا مكان للأسد في مستقبل سوريا، وإن الأسد جزء من المشكلة وليس من الحل، لا تفعل شيئًا على الأرض لتحقيق هذا الأمر، سوى الخطب والخطابات، وسلط الكاتب الضوء على تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، التي قال فيه إنه ما من حل سياسي في سوريا دون السنّة، وإن بوتين يعرّض نفسه لخطر التحول إلى هدف لـ"الجهاديين"، وشدد على الروس ومعهم كل من يؤيد طرحهم، سيعرفون أن حصر المعركة في سوريا بمواجهة "داعش"، وفي السكة القضاء على كل خصوم الأسد، سيعرف هؤلاء كلهم أنهم هم من يفجر الحروب الدينية، وحينها سيقولون كيف حدث هذا؟ وكيف نعالجه؟، وخلص الكاتب إلى أن بداية الحل في سوريا، هي القضاء على نظام الأسد، الذي هو جوهر الشر، ومغناطيس الفتنة، مهما حاول الروس تعويمه.
• نطالع في صحيفة النهار اللبنانية مقالا لراجح الخوري بعنوان "بوتين يحشد لدعم الدولة العلوية؟"، الكاتب أشار إلى أن التدخل العسكري الروسي في سوريا وضع السوريين أمام خيار قاتل فإما الديكتاتورية وإما الإرهاب، مبرزا أنه عندما يعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ليس في سوريا معارضة بل هناك نظام الأسد والإرهاب الذي يقاتله، فذلك يعني أنه يضع السوريين مباشرة أمام الخيار بين ديكتاتورية النظام وإرهاب "داعش"، وأكد الكاتب أن بوتين لن ينزل إلى الأرض في سوريا لأنه لا يريد أفغانستان سورية، ورأى أنه إذا كان يعتبر أن المعركة تحتاج إلى تحالف دولي لمواجهة الإرهابيين الذين يشبهون النازية فعلاً، ويعرف جيداً أن عقدة واحدة تعرقل قيام هذا التحالف هي تمسكه بالأسد، فهل نصدق أنه يريد حلاً أم أنه يحشد في طرطوس لحماية الدولة العلوية.
• قالت جريدة الغد الأردنية، في مقال بعنوان "الأثر بعيد المدى للاجئين السوريين" بقلم مروان المعشر(وزير سابق)، إن الأعداد الكبيرة للاجئين السوريين في الأردن تستنزف الموارد المائية، وتنهك البنية التحتية في المملكة، وأن استمرار تركيز الجهود على الإغاثة، دون التنمية، قد يؤدي إلى نتائج وخيمة على الأردن، أمنيا واقتصاديا، وأضافت أن عدم السماح للسوريين بالعمل رسميا يؤدي إلى الشعور بالحرمان، ويغذي التطرف داخل مجتمعات تعيش بيننا، لن يعود أفرادها إلى سورية في وقت قريب، موضحة أن تركيز الجهود نحو التنمية، سيساعد في استغلال الطاقات السورية داخل المجتمع الأردني، بما يعود بالنفع على الاقتصاد الأردني.
• قالت صحيفة الشرق السعودية في كلمتها إن فلاديمير بوتين بات شريكاً إستراتيجياً لبشار الأسد طالما عمَّد شراكته أمس بدم أطفال ونساء وشباب سوريا، الذي أراقته الطائرات الروسية في مدن وبلدات من شمال سوريا إلى وسطها وغربها، وأوضحت الصحيفة أن عشرات القتلى سقطوا، والعشرات وربما المئات أصيبوا، ودمرت طائرات موسكو عشرات المنازل السكنية، وتساءلت: هل يريد بوتين إثبات قدرته في القضاء على الثورة السورية بعدما عجزت إيران وميليشياتها عن ذلك؟ ليثبت أنه قائد لدولة عظمى ويستطيع أن يحقق المعجزات بالحفاظ على نظام متهالك وقاتل وفاقد للشرعية، قائلة: ربما كان كل ما سبق خلف القرار الروسي في الشراكة إلى هذا الحد مع الأسد.