جولة شام في الصحافة العربية و العالمية 20-12-2014
• قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما فرضت، الأربعاء، عقوبات على 5 أشخاص و6 شركات لتحديهم العقوبات الأمريكية المفروضة على تزويد نظام بشار الأسد في سوريا بالوقود فضلا عن مساعدتهم "الحكومة السورية" على مهاجمة مواطنيها، حيث أشار مسؤولون بوزارة الخزانة الأمريكية إلى أن تلك الشركات تزود "الحكومة السورية" بالوقود والبترول لاستخدامه في تنفيذ حملتها العسكرية، وأضافت الصحيفة أن العقوبات المالية على تلك الشركات والأفراد تأتي في وقت يواجه فيه الرئيس الأمريكي تساؤلات عما إذا كانت حملته العسكرية ضد مسلحي "الدولة الإسلامية" في سوريا تساعد بشكل غير مباشر نظام الأسد في بلد مشتعل بالحرب الأهلية، وتحدث المسؤولون عن أن شركات في سوريا والإمارات وسويسرا وهولندا زورت في السجلات وغيرت أسماء الشحنات للهروب من العقوبات خاصة أن تلك الشحنات كانت تحتوي على منتجات بترولية مخصصة لـ"النظام السوري"، ونقلت الصحيفة عن ديفيد كوهين وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية أن الولايات المتحدة ستسعى لتفكيك شبكات الدعم العسكري الهامة لنظام الأسد غير الشرعي طالما استمر في هجماته الوحشية ضد شعبه، وشملت العقوبات شركة "ماكسيما ميدل إيست تريدينج كومباني" ومقرها الإمارات العربية المتحدة بسبب مساعدتها في نقل وقود الطائرات إلى سوريا فضلا عن شركة "بانجيتس إنترناشونال كوربوريشن" التي أدرجتها وزارة الخزانة الأمريكية على القائمة السوداء في يوليو/تموز الماضي، وأضافت أن العقوبات شملت كذلك "أحمد برقاوي" المدير العام للشركتين، وذكرت الخزانة الأمريكية أن شركتي "ماكسيما" و"بانجيتس" ومقرهما الإمارات عملا مع شركة غاز ونفط روسية في يونيو/حزيران لشراء النفط بهدف نقله إلى معامل التكرير التي يسيطر عليها نظام الأسد في حمص ودمشق، ونوهت الصحيفة إلى أن العقوبات تجمد أي أصول للشركات أو الأشخاص المدرجين على قائمة العقوبات والتي تخضع للولاية القضائية الأمريكية وتحظر على الأمريكيين كافة أشكال التعامل المالي والتجاري معهم.
• نشرت صحيفة التايمز البريطانية في صفحة الرأي مقالا لماثيو باريس تحت عنوان "هوس الغرب يخدم تنظيم الدولة الاسلامية"، ويقول باريس إنه على مدار العام المنصرم بدأت شكوكه في الازدياد في أن كل الأطراف المتورطة حاليا في الصراع الدائر في العراق وسوريا اختارت بإرادتها دخول تلك الحرب وأن الأخبار التي ملأت شاشات التلفاز وأثارت ذعر الكثيرين كانت بقرار مسبق من المشاركين في ذلك المشهد، وفقا للكاتب، ويؤكد الكاتب أن نظريته تلك التي بناها على متابعته للأحداث عن كثب قد يختلف عليها الكثيرون إلا أنها لا تقلل من فكرة وجود شرور حقيقية ترتكب خلال تلك الحرب وضحاياها في الأغلب من المدنيين، وأضاف أن الافتراض الذي بنى عليه تلك النظرية هو أن الغرب مهووس بإبراز ضحايا ما يسمى بالأعمال الإرهابية على حد قوله أما ملاحظاته فتقول إنه بالرغم من كل الضجة المحيطة بما يسمى "الحرب على الإرهاب" إلا أن عدد ضحايا تلك الحرب ضئيل للغاية على حد قوله والملاحظة الأخرى هي أن الغرب يبدو وكأنه يتوق لصياغة الأحداث السياسية في شكل "حرب" وهو ما يجعل تمييز الحقائق أمرا صعبا، وأشار إلى أن قراءته للأحداث قد لا تكون قائمة على أساس علمي لكنه يرى على سبيل المثال الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" أقرب شبها لمشاهد الحروب الوسطى في الأفلام السينمائية منها للحرب العالمية الثانية من وجهة نظره، وقال إن مقارنة بسيطة لضحايا الأعمال الإرهابية أو تلك المرتبطة بالتشدد الإسلامي في الولايات المتحدة وبريطانيا بضحايا الأمراض أو حوادث الطرق في نفس الفترة قد تثبت وجهة نظره تلك في أن الحرب الحالية أشبه لمشهد مسرحي تم إعداده مسبقا، مشيرا إلى أنه في بريطانيا على سبيل المثال قتل 59 شخصا في عمليات مرتبطة بالحرب "ضد الإرهاب" بينما قتل نحو 33 ألف شخص في حوادث للطرق منذ هجمات سبتمبر، ورجح الكاتب أن تنتهي الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" بلا انتصار أو هزيمة عندما يمل أطرافها أو أن يتحقق الهدف منها من البداية التي يرى أنه يتمثل في إيجاد سبب يوحد الغرب بعد سنوات من الحرب الباردة وهو الأمر الذي تلاقى مع سبب مشابه لدى مجموعة من المتطرفين ومهووسي التعصب الديني في أن يتسبب تدخل طرف آخر في تحقيق بعض المكاسب والتضامن لمجابهة ذلك "الآخر".
• ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، أن الداعية الأردني عمر محمود عثمان (أبو قتادة)، الذي تم ترحيله من بريطانيا العام الماضي، شارك في مفاوضات سرية، لإنقاذ حياة رهينة أمريكي قتله تنظيم "داعش"، وأوضحت الصحيفة، أن محاميا أمريكيا أقنع أبو قتادة "53 عامًا"، وداعية متطرف آخر، ببدء محادثات مع "داعش"، في محاولة لإطلاق سراح عامل الإغاثة الأمريكي بيتر كاسيج، وأضافت، أن مسؤولي مكافحة الإرهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي أيدوا هذه الفكرة، ومع ذلك نفى مسؤول أن المخابرات الأمريكية عرضت أي حصانة لأبو قتادة والداعية الآخر من أعمال انتقامية محتملة، بعد إجراء اتصالات مع "داعش"، وقد عقدت المحادثات مع أبو قتادة، الذي كان يوصف بأنه سفير القاعدة في أوروبا، وأبو محمد المقدسي، وهو إرهابي مدان، في منتصف أكتوبر، واستمرت لعدة أسابيع، بعلم من مكتب التحقيقات الفيدرالي، بهدف إقناع "داعش" بوقف أخذ الرهائن وقتل المدنيين.
• تناولت صحيفة لوفيجارو الفرنسية في افتتاحية عددها الصادر اليوم السبت التعليق على طبيعة الاستراتيجية التي يتبناها التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة في قتاله ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسورية، واستهلت الصحيفة المحافظة تعليقها بالإشارة إلى النجاحات التي حققتها واشنطن وحلفاؤها في الهجمات التي شنتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ بضعة أسابيع، وقالت الصحيفة إن هذه النجاحات العسكرية الأولية ستطرح قريبا السؤال حول أهدافنا وحلفائنا وما نسعى إلى الوصول إليه في العراق وسورية، وتابعت الصحيفة متسائلة: هل سنواصل تقديم الدعم للأكراد حتى لو طالبوا بإقامة دولة مستقلة لهم، وهل يستطيع الغرب أن يضم موسكو وطهران حليفا بشار الأسد إلى التحالف؟ وماذا عن خطر إثارة غضب شركاء الغرب من السنة وعلى رأسهم السعودية؟، واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول إن فرنسا تحاول التقليل من خطورة هذه الأسئلة انتظارا لاستراتيجية تخرج من واشنطن وهو الأمر الذي لا يبدو في الأفق.
• في صحيفة العرب الصادرة من لندن نطالع مقالا لمحمد قواص بعنوان "بوغدانوف - دي ميستورا: هل نضج الحل السوري"، تناول فيه الجولات المكوكية لميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في العواصم مسوّقاً لخطة تتحرى مسارا تسوويا يرث ما أنجز على الورق في جنيف، فيما ستفان دي ميستورا، الدبلوماسي السويدي، يلوح بعلم الأمم المتحدة مدافعا عن مبادرته لتجميد القتال في حلب، موضحا أن لا شيء فوق العادة في السعي الروسي أو الأممي سوى أن الجميع يستمع، ومستعد لأن يستمعَ دون سلبية تحبط مساعي الساعين، وبعد أن اعتبر أن رواج "داعش" أدخل عاملاً عاجلاً يحرّك الأمم المتحدة كما روسيا، أشار الكاتب إلى أن في التقاء التحرّكيْن ما يشبه السعي الواحد على مسارين، ذلك أن مبادرة بوغدانوف، كما مبادرة دي ميستورا، تنطلقُ من شرفة النظام من حيث أن تجميد القتال، والانغماس في نقاش تفصيل ذلك، يلغي نهائياً البحث في العقدة الأساسية التي أجهضت جنيف 1 وجنيف 2 وأي جنيف آخر، وهي موقع بشار الأسد في التسوية النهائية، ورأى الكاتب أن مبادرة بوغدانوف ودي ميستورا خطان متوازيان يلتقيان بإذن واشنطن، منهوها إلى أن روسيا تولت تفكيك الترسانة الكيميائية السورية حين أرادت الولايات المتحدة ذلك، وهي اليوم تتحرك وفق نفس الروح.
• "أنت ثائر إذاً أنت إرهابي!" كان هذا عنوانا لمقال نشرته صحيفة القدس العربي لفيصل القاسم، اعتبر فيه أن الإرهاب أصبح كلمة السر لدى أعداء الشعوب في الداخل والخارج لإجهاض أية مطالب شعبية والقضاء على أية ثورة، موضحا أنهم كما كانوا في الماضي يطلقون صفة "إرهابي" على كل من كان يقاوم الاحتلال ويدافع عن وطنه، ها هم الآن يشهرون سيف الإرهاب في وجه الشعوب الثائرة لإعادتها إلى زريبة الطاعة، ولفت القاسم إلى أننا لو نظرنا إلى التاريخ الحديث لوجدنا أن الطواغيت العرب وأسيادهم في الخارج بدأوا يستخدمون بعبع الإرهاب منذ عقود، وليس فقط الآن لإجهاض الثورات وإعادة الشعوب إلى حظيرة الاستبداد، منوها إلى أن "النظام السوري" وحلفاؤه حاولوا إظهار الثورة السورية منذ أيامها الأولى بأنها مجرد عمليات إرهابية، وقد لجأوا إلى كل الحيل والفبركات والأكاذيب كي يجعلوا الثورة تبدو بأن من قام بها إرهابيون، وبعد أربعة أعوام يبدو أن العالم قد صدّقهم، وراح يتعامل مع الحدث السوري على أنه مجرد إرهاب بعد أن نجح النظام وأعوانه في تحويل الأرض السورية إلى ساحة فوضى ودم ودمار، وأشار القاسم إلى أن أن ضباع العالم الكبار يعرفون الحقيقة كاملة بأن بشار الأسد وغيره من جنرالات الإجرام هم سبب الإرهاب وصانعوه، لكن لا بأس في المتاجرة معهم بسلعة الإرهاب طالما أنها تجهض الثورات، وتقضي على أحلام الشعوب في التحرر من الطغيان، ليبقى الطواغيت في خدمة مشغليهم في موسكو وواشنطن وتل أبيب، مبينا أن القوى الكبرى ترصد دبيب النمل، وتعرف من خلال أقمارها الصناعية كل شاردة وواردة، وتعرف الحقيقة، لكنها تناصر ما يناسب مصالحها، ولا يهمها الدم والدمار والفوضى، طالما أن الطغاة العرب يحققون لها مرادها في الهيمنة والنهب باسم مكافحة الإرهاب.
• "كم مرة تلدغ الثورة السورية من جحر واحد؟" بهذا السؤال عنون أسعد مصطفى مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، تناول فيه مبادرة المبعوث الدولي الخامس ستيفان دي ميستورا الذي يريد وقف القتال في حلب، قلعة الشمال، والتي فيها أكبر التشكيلات العسكرية تماسكا والتزاما ولا يمكن إسقاطها، وهي متصلة مع تركيا التي فتحت قلبها ومرافقها للسوريين وأحاطتهم بحدب واحترام ما عرفوه في وطنهم الأم منذ أكثر من 40 عاما، لافتا إلى أن حجة المبعوث الدولي البدء من الأسفل بعد أن فشل المجتمع الدولي (أو لم يرد) المعالجة من الأعلى (تغيير النظام)، ونوه الكاتب إلى أن دي متسورا يريد وقف القتال في حلب تمهيدا لوقفه في أماكن أخرى، وإقامة مناطق تدار لا مركزيا لم يفصح عنها، ومن ثم الحوار مع النظام، وبعدها تقاتل المعارضة وجيش النظام معا "داعش" الخطر الوحيد، أما جرائم النظام فهي قتل من نظام طائفي يتلحف بالعلمانية والتقدمية مسموح به، وأشار الكاتب إلى أن هناك مجموعة من الحقائق لا يمكن القفز فوقها؛ موضحا بأن أولاها أن الثورة السورية التي قدمت حتى الآن نصف مليون شهيد وأكثر منهم من المصابين والمفقودين والمعتقلين وأكثر من 14 مليون من المهجرين ووطنا دمر أكثر من نصفه لا يمكن أن تتوقف قبل تحرير سوريا من النظام المجرم ورغم محاولات الحصار والتفتيت، ولن يستطيع العالم كله أن يهزم الثورة السورية، وثانيها أن القبول بمشاريع جزئية والحوار مع النظام جعلا البعض من أنصار الثورة يعيدون حساباتهم، وثالثها ليس هناك عاقل في المعارضة يعتقد أن إدارة أوباما بخلاف رأي كبار مسؤوليها ورجالات الحزب الجمهوري وبالتناغم مع روسيا ستبادر بعمل جدي لإنهاء معاناة السوريين وتحقيق حريتهم ما لم تفرض الثورة واقعا يلزمهم بذلك، ورابعها أن القضاء على الإرهاب دون تغيير النظام سوف يخلق إرهابا أعتى لنظام أتقن استخدام هذه التنظيمات، وأن أي حلول تقفز فوق أهداف الثورة وتتجاهل ذوي الشهداء والجرحى والمغتصبات محكوم عليها بالزوال مع أصحابها.
• لفتت صحيفة الشرق السعودية، انتباه القراء، إلى التقرير الذي نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الأسبوع الماضي – وتناقلته صحف عربية- عن الظروف التي نشأ فيها تنظيم "داعش" الإرهابي؛ مبرزة أن التقرير يتطلب تعقيباً من قِبَل واشنطن يفسِّر لماذا ترك الأمريكيون هذا التنظيم يتأسَّس تحت سمعهم وبصرهم دون أن يتحركوا للقضاء عليه في مهده وهم الذين لا تنقصهم الإمكانات اللازمة لذلك، وأبانت، أن "الجارديان" قالت في تقريرها إن "داعش" تأسس داخل سجن بوكا العراقي الذي كانت القوات الأمريكية تشرف عليه وتعتقل فيه عدداً من المشتبه في اعتناقهم أفكاراً متطرفة، وتنقل الصحيفة عن أحد هؤلاء قوله إن فترة الاعتقال في بوكا أفادت التنظيم للغاية فقد تعرفوا على بعضهم بعضاً داخل السجن وزادت قناعتهم بأفكارهم، فكانت هذه الظروف مثالية بالنسبة لهم حتى أنهم اعتبروها فرصة لم تكن لتسنح لهم وهم مطلقو السراح، وخلصت إلى أن ما نُشِرَ في هذا التقرير المطوَّل يتطابق مع شهادات لآخرين أكدوا أن أمريكا مسؤولة بنسبةٍ ما عن نشأة هذا التنظيم الذي يثير الرعب الآن في المنطقة.
• سلطت صحيفة المدينة السعودية، الضوء على "داعش" وما يوجهه هذا التنظيم الإرهابي من هزائم متلاحقة ميدانيًا في كل من سوريا والعراق، وما تتعرض له قياداته من الصف الأول والمتوسط لعمليات، من تصفية على يد قوات التحالف الدولي، كان آخرها ما أعلن عنه رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مارتن ديمبسي من قتل 3 من قادة التنظيم الإرهابي بينهم نائب البغدادي شخصيًا وأمير العسكريين وأمير الموصل، واعتبرت الصحيفة أن هذا الاندحار للتنظيم الظلامي الذي تفوق في الرجعية والإرهاب على نظرائه من القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية، كان متوقعاً، فلا يمكن لمثل هذه الأيدولوجيا الدموية، أن تصمد في وجه عالم كافح بعد حربين عالميتين كبيرتين في القرن العشرين، وما زال يكافح رغم كل مظاهر العنف التي نراها يوميًا في أرجاء العالم، وشددت الصحيفة على أن قطار الإنسانية يسير نحو مزيد من الحرية والإخاء والتقدم لكل شعوب العالم، ولا يمكن لأي قوى ظلامية جاهلة أن توقفه، فلا داعش ولا غيرها من المنظمات الإرهابية التي تشوه صورة ديننا الإسلامي السمح العظيم وهو منها براء، تستطيع أن تختطف العالم وتعود بعجلة الزمان إلى ممارسات لفظها العالم ووضعها خلف ظهره.