جولة شام في الصحافة العربية و العالمية 04-07-2015
• تطرقت مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى وسائل إعلام نظام بشار الأسد، واصفة إياها بأنها تتبع منطق الجنون لتفاؤلها بشكل غريب رغم انهيار النظام وسيطرة المعارضة على أغلب المناطق، وأن اعتماد بشار الأسد على وسائل الإعلام لبقائه ما هو إلا مؤشر ضعف وليس قوة، وأضافت المجلة بأن وسائل إعلام "النظام السوري" تعمل على "التلقين" وهو سلوك نمطي للحكومة الاستبدادية لخداع الناس للاعتقاد بأن النظام أكثر كفاءة مما هو عليه في الواقع وذلك مقابل المال الذي يُدفع لها للدعاية لبشار لأسد الذي يتبع لغة والده التي تعد بالنسبة له بمثابة "حزام الأمان"، وهو ذات النمط الذي اتبعه حافظ الأسد بعد سلسة من الانقلابات الداخلية والذي اشتهر بسحق انتفاضة جماعة الإخوان عام 1982 وقتل الآلاف من الأشخاص في مدينة حماة، وذكرت الصحيفة أن حافظ الأسد استمد شرعيته من الاتحاد السوفيتي وبنائه للسدود ومشاريع الري، وكذلك جاء بشار الأسد واعتبر أنه "النفس النقي" حيث أدخل الإنترنت إلى سوريا وأجرى عدداً من الإصلاحات المحدودة، وأعطى المزيد من الحرية لوسائل الإعلام دون أن تتطرق لشخصه الذي حظي بشعبية في بادئ الأمر، كما قارنت المجلة بين وضع سوريا ومصر وأن اضطرابات الربيع العربي ساعدت على صعود هويات الطائفية في الشرق الأوسط، حيث كانت سوريا الأكثر حضورا للطائفية، وذلك بعد أن لفتت إلى شعارات الثورة المصرية التي رددها المعارضون عند اندلاع الانتفاضة في جنوب مدينة درعا، وانتشرت الثورة في باقي سوريا بعد أن قامت سلطات النظام بالاعتقالات والتعذيب، حيث تحولت شعارات الاحتجاجات إلى رموز سلطة النظام، مشيرة إلى الصدمة التي تلقاها السوريون بعد الخطاب الذي أدلى به بشار الأسد واعداً بالإصلاحات ومدعياً أن ما يحدث في سوريا مؤامرة لتقويض دور البلاد على الساحة الدولية ومنذ ذلك الوقت يعتمد بشار الأسد على وسائل الإعلام ويجري مقابلات صحفية لنفي الجرائم ترتكبها قواته في حق الشعب السوري ومن بينها استخدام السلاح الكيماوي.
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا عن نهب التحف الأثرية من سوريا والعراق، وبيعها في بريطانيا ودول أوروبية أخرى، رافقت الصحيفة في تقريرها خبير الآثار، مارك الطويل، وهو أمريكي من أصل عراقي، في رحلة بحث عن تحف نهبت من سوريا والعراق، فوجدها تباع في أسواق لندن، وتؤكد الصحيفة، على لسان خبير الآثار، أن تحفا وقطعا أثرية مختلفة من بينها تماثيل صغيرة وأواني، وعظام، وجدها في أسواق لندن، لابد أنها من مواقع معينة بسوريا أو العراق، بالنظر لخصوصيتها، وعندما تحدثت الصحيفة رفقة الخبير مع بائعي التحف عن مصدر القطع التي يبيعونها، لم تكن إجاباتهم شافية، وكثيرا ما كانوا يتهربون من الأسئلة، ولا يملكون وثائق تبين كيفية الحصول عليها، وتشير الصحيفة إلى أن صور الأقمار الصناعية تبين انتشار مئات الحفريات غير القانونية في المواقع الأثرية المصنفة تراثا عالميا، كما تفيد تقارير إعلامية بأن تهريب الآثار أصبح مصدر المال الثاني بالنسبة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، بعد بيع النفط، ولكن لا يوجد دليل قطعي على هذه المزاعم، ونقلت الغارديان عن خبير آثار سوري قوله إن تنظيم "الدولة الإسلامية" كان يفرض ضرائب بنسبة 20 بالمئة على الحفريات التي يرخص بها، ولكنه في عام 2014 استقدم خبراء آثار، والقائمين على الحفريات، وهو ما أدى إلى رواج تهريب الآثار، ويضيف الخبير أن تدمير المنشآت النفطية التي كانت تدر الأموال على تنظيم "الدولة الإسلامية، جعلته يركز في نشاطه على الحفريات لتوفير التمويل.
• قالت صحيفة الديلي ميل البريطانية، إن زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، أعدم ثلاثة عشر قيادياً خطّطوا لاغتياله منتصف الشهر الماضي بينهم خمسة قياديين في مجلس شورى التنظيم، وقالت مصادر للصحيفة، إنهم شاهدوا بأعينهم المحكمة العسكرية القصيرة التي عقدها البغدادي في مدينة الموصل لأبو الحسن عثمان، عضو مجلس شورى التنظيم، وأسفرت عن إعدامه مباشرة بتهمة التآمر على دولة الخلافة، وأشارت الصحيفة إلى أن أبو الحسن عثمان، يُعد من أصدقاء أبو بكر البغدادي المقرّبين، إلّا أن خلافات نشبت بينهما مؤخرا أدت إلى تردي العلاقة، كاشفة أن تلك الخلافات كانت حول تزايد نفوذ "المهاجرين" في قيادة التنظيم بالعراق، بالإضافة إلى خلافات بينهما حول أمور عسكرية، مثل التفجير في مساجد الطائفة الشيعية بالسعودية والكويت، وسير المعارك في شمال سوريا، وأردفت المصادر، أن الأشخاص الذين خطّطوا للانقلاب على البغدادي، كانوا ينوون وضع عبوة ناسفة أثناء مرور موكبه في مدينة الرقة، معقل التنظيم في سوريا، إلّا أن أحد أعضاء الخلية أخبر التنظيم بذلك، واقتاد زملاءه للإعدام، وعن جنسيات قادة التنظيم الذين أعدموا بسبب نيتهم الانقلاب على البغدادي، زعمت صحف عراقية أن الأشخاص بعضهم سوريون، وآخرون من دول المغرب العربي واليمن والكويت، بالإضافة إلى وجود شيشاني بينهم.
• أوردت صحيفة أكشام التركية تقريرا صحفيا عن الأوضاع الأخيرة في سوريا، وتحركات الجيش التركي في المنطقة، واحتمالات التدخل، وتوصلت إلى نتيجة أن الجيش التركي سيقف مع الجيش السوري الحر مهما كان الثمن، وجاء في التقرير الذي أعدته الصحيفة أن تركيا وضعت المدافع الثقيلة على التلال المطلة على مدينة تل أبيض الواقعة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردي، ومدينة جرابلس الواقعة تحت حكم تنظيم الدولة "داعش"، وذكر التقرير الذي أعدته الصحيفة بمساعدة من الخبراء المختصين في المنطقة، أن الحكومة التركية أخذت قرارا بمساعدة الجيش السوري الحر أمام أي تهديد محتمل من نظام الأسد أو من تنظيم الدولة، وبيّنت الصحيفة أن الحكومة التركية أصدرت الأوامر إلى القوات المسلحة، بالدعم الكامل لوحدات الجيش السوري الحر أمام تهديدات نظام الأسد وتنظيم الدولة "داعش".
• أجرت صحيفة يني شفق التركية حوارا مع رئيس مجلس التركمان السوريين، عبد الرحمن مصطفى، حول مستقبل الأوضاع في سوريا، وأحوال التركمان هناك، وبّينت الصحيفة أن التركمان في سوريا يعيشون أوضاعا صعبة للغاية، ونقلت عن عبد الرحمن قوله: وصل عدد قتلى التركمان إلى 33 ألفا منذ بداية الصراع في سوريا، وقال عبد الرحمن للصحيفة إن حوالي مليون تركمان هجروا ديارهم منذ بداية الأزمة السورية، مشيرا إلى أن قسما منهم لجأ إلى تركيا، وأن قسما آخر نزح إلى مدينة الرقة، حيث مناطق سيطرة تنظيم الدولة، وفي جوابه عن سؤال الصحيفة حول الادعاءات التي تقول عن حملة تطهير عرقي للتركمان، أفاد عبد الرحمن بأنَّ هناك حملة تطهير تجري من وحدات حماية الشعب الكردي والنظام البعثي وتنظيم الدولة ضد التركمان، مشيرا إلى أنَّ لديه من الوثائق ما يكفي لإثبات هذه الادعاءات، على حد قوله، وأضاف للصحيفة: إنهم يتهمون التركمان بأنّهم موالون لتنظيم الدولة، بينما نحن نقف ضد جميع التنظيمات الإرهابية. يدّعون أنهم يحاربون تنظيم الدولة ليفتحوا الطريق أمام تنظيم وحدات حماية الشعب الكردي.
• في صحيفة القدس العربي يتساءل فيصل القاسم: "هل «داعش» نقمة على النظام السوري أم نعمة؟"، الكاتب أشار إلى أن نظام الأسد نجح حتى الآن هو وحلفاؤه الإيرانيون والروس والعراقيون واللبنانيون في إرهاب العالم بالبعبع الداعشي، ولفت إلى أن النظام كان بارعاً في اللعب على وتر الإرهاب الإسلامي حتى قبل ظهور "داعش" على الساحة بقوة، مبرزا أن هذا النظام ترك ورقة البعبع الإسلامي المتطرف كخيار أخير لابتزاز العالم وجعله يتحالف معه بدل إسقاطه، ونوه الكاتب إلى أن النظام استخدم البعبع الداعشي لتخويف الداخل والخارج، ووضع العالم أمام خيارين: إما أن تقبلوا بسيطرة داعش الرهيبة على سوريا والعراق، أو أن تدعموا النظام، وتتوقفوا عن المطالبة بإسقاطه، مبينا أن العالم بدأ يميل إلى التعاون مع "النظام السوري" وحلفائه العراقيين وغيرهم لمواجهة «الجهاديين» بدل العمل على إسقاط النظام، وأشار الكاتب إلى أن النظام يعلم جيداً أن داعش مفيد له على المدى القريب فقط، لكنه سيكون كارثة عليه لاحقاً، وبالتالي يريد استقدام القوات الدولية إلى سوريا كي تحميه من التنظيم فيما بعد وكي تقضي على ما تبقى من ثورة في سوريا بحجة مواجهة الإرهاب، مؤكدا أن هذا ما يسعى إليه بشار الأسد ومعلموه الروس والإيرانيون بشكل مفضوح من خلال تجارتهم ببعبع الإرهاب.
• نطالع في صحيفة العرب اللندنية مقالا لخطار أبو ذياب بعنوان "الاستعصاء السوري: سيناريوهات التقسيم وإعادة التركيب"، الكاتب أشار إلى أن مراكز أبحاث ووسائل إعلام ومصادر سياسية وجهات رسمية تتسابق في الكلام عن سيناريوهات تقسيم سوريا بعد أربع سنوات على اندلاع الحراك الثوري والحروب التي فتكت بالإنسان والبلاد والدولة، والتي أدت إلى قيام عدة مناطق نفوذ بحكم الأمر الواقع، منوها إلى أن الوقائع المتبدلة يمكن أن تعيد رسم الخرائط ومناطق النفوذ، لأن الحالة السورية ترتبط بالمسألة الشرقية الجديدة بكل تعقيداتها، ولفت الكاتب إلى أنه من الصعب أن تعود سوريا إلى ما كانت عليه قبل مارس 2011، لكن يستحيل التسرع والخلط في الاستنتاج بين تكون مناطق نفوذ مؤقتة نتيجة مسارات التفكك والاهتراء، وبين تركيب دويلات أو دول جديدة بشكل قانوني وقابلة للحياة من حيث الموارد الاقتصادية، مبينا أن الأمر سيتطلب مخاضا يمكن أن يمتد من سوريا إلى ليبيا ويستغرق عدة سنوات، وليس من الضروري أن يسفر عن تقسيم المقسم طبقا لاتفاقية سايكس بيكو التي مضى عليها قرن من الزمن، بل ربما يجري التوافق على أنظمة فدرالية مرنة تحفظ الكيانات القائمة، أو تتبلور دول فدرالية أوسع تسقط معها حدود الكيانات الحالية وتعتمد المناطقية والجهوية كمعايير للتشكيل، واعتبر الكاتب أن المجموعات الإثنية والدينية المختلفة في المنطقة لا تنقسم إلى وحدات متجانسة منفصلة عن بعضها، بل إن المنتمين لكل مجموعة لا يشتركون بالضرورة في رؤية موحدة لماهية الحكومة التي يريدونها، وأوضح أن العرب السنة لا يشكلون كتلة متماسكة بل هي متنوعة في الانتشار الجغرافي والنهج السياسي، مؤكد أن الأهم ليس في ضمانات تعطى من الطرف المنتصر أو من المجموعة الدولية، بل من خلال مسار عدالة انتقالية لا بد لأي مصالحة وطنية أن تمر من خلالها.
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا لمصطفى زبن تحت عنوان "أحلام أردوغان"، الكاتب تطرق إلى الحشود العسكرية التركية على الحدود مع سورية، مبرزا الأنباء التي راجت عن رفض الجيش أوامر أردوغان لاختراقها وإقامة منطقة عازلة تضع حداً لتقدم الأكراد وتعيد "داعش" إلى مواقعه، ولفت الكاتب إلى أنه يتضح من رد فعل أردوغان المتسرع على التقدم الكردي أنه تيقن من فشل مراهناته طوال أكثر من أربع سنوات مضت، موضحا أن الجيش الحر أصبح شراذم، و"داعش" يتراجع أمام الأكراد، و"النصرة" وأخواتها في صراع على المغانم والمكاسب، و"الجهاديون" القادمون من شتى أنحاء العالم موزعو الولاءات، و"المجلس الوطني" لا حول له ولا قوة، و"الائتلاف" ليس لديه تأثير يذكر على الأرض، ورأى الكاتب أن مراهنات الرئيس التركي كانت، وما زالت، مبنية على أيديولوجيا حزب "العدالة والتنمية"، وهي أن المنطقة العربية كانت جزءاً من السلطنة العثمانية طوال أكثر من أربعة قرون، معتبرا أن كل هذا شجع أردوغان على المضي في حلمه بدخول دمشق دخول الفاتحين، وتحقيق بعض من أهدافه على طريق تجديد العثمانية.
• كتبت صحيفة الرياض السعودية تحت عنوان "إهمال سورية ومآلاته"، أن وزراء داخلية دول الخليج الذين اختتموا اجتماعهم الأخير في الكويت يدركون أن دولهم مستهدفة من خلال عمليات إرهابية دموية تطال من حالة الأمن والاستقرار التي ميزت دول التعاون؛ وسط محيط ملتهب يشكو من حالة تضعضع وفوضى تضرب أطنابها هنا وهناك، وأشارت الصحيفة إلى أن الدول الخليجية والعربية التي طالها شرر الإرهاب تدرك أنها ليست بمعزل، وقالت إن إهمال الوضع في سورية لسنوات جعل من هذه الدولة معسكراً تدريبياً ضخماً للجماعات المتطرفة، وعلى رأسها "داعش" الذي مكنها ذلك الإهمال الدولي إلى التخطيط والقدرة على التفكير وشن الهجمات عبر الحدود، وتحقيق انتصارات في الرمادي والموصل وتدمر، ولفتت الصحيفة إلى أن قوات البيشمركة الشرسة استطاعت إلحاق الهزائم بـ"داعش" وكسر عظمها في كوباني وتل أبيض وفي كركوك، وهذا الأمر يعزز من وجهة نظرنا بعدم قدرة هذه الحركة الهجينة من التماسك أمام القوات المنظمة، لكن جدير بنا أن ندرك بأن تقاطع المصالح بين "داعش" و"النظام السوري" يدفعهما إلى مهاجمة المعارضة السورية المعتدلة باعتبارها عدواً مشتركاً.