جولة شام الصحفية ليوم الخميس 4-9-2014
نشرت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية مقالا للكاتبة كلر لوبيز قالت فيه إن تنظيم الدولة يجر الولايات المتحدة إلى معركة "أرمغدون" أو المعركة الفاصلة بين الخير والشر أو إلى الكارثة، وتساءلت: لماذا إذا أشعل تنظيم الدولة هذه المعركة الفاصلة وبدأها دون أن يلقى من يواجهه؟ وأشارت الكاتبة إلى أنه يعتبر من المستحيل تجاهل ما يقصده التنظيم عندما أقدم على ذبح الصحفي الأميركي ستيفن سوتلوف قبل يومين أو في غضون أقل من ثلاثة أسابيع على ذبحه الأول جيمس فولي، وأوضحت الكاتبة أن تنظيم الدولة يريد جر الولايات المتحدة إلى معركة نهاية الزمان، بل يسعى بشكل مباشر لاستدراج الرئيس الأميركي باراك أوباما وحلفاء الولايات المتحدة إلى رد فعل عسكري في الشرق الأوسط، وبالتالي إلى استنهاض السنة في المنطقة والعالم ضد العدو الكافر.
تساءلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية في افتتاحيتها عن الإستراتيجية الواجب اتباعها لمواجهة المخاطر والتهديدات التي يشكلها تنظيم الدولة الذي ذبح صحفيين أميركيين اثنين حتى الآن بشكل مرعب ومؤلم ويبعث على القلق والصدمة، وأشارت إلى أن تهديدات تنظيم الدولة في ازدياد، وأن أوباما لم يصادق بعد على توجيه ضربات جوية ضد التنظيم في سوريا، وأنه لا يزال يعارض نشر قوات أميركية قتالية بشكل أكبر على الأرض في العراق وجارته السورية.
لفتت صحيفة الإندبندنت البريطانية إلى أن خبراء بارزين يرجحون أن تنظيم "داعش" صار يسيطر على مناطق بحجم بريطانيا، ويحقق مكاسب يومية بقيمة ستمئة ألف جنيه استرليني من مبيعات البترول وأموال الفدية إضافة إلى التمويل من بعض الجهات، ويصل عدد مقاتليه إلى عشرة آلاف شخص، وأشارت إلى أن داعش منظمة خطرة للغاية تعمل في جزء من العالم تعمه الفوضى ويرى نفسه الزعيم الجديد للحركة الجهادية العالمية، وأوضحت الصحيفة أنه رغم قوة التنظيم كجماعة لا يمكن اعتبار أنه لا يقهر، لافتة إلى أنه من الممكن إنزال الهزيمة بالتنظيم عبر تحالف يشمل الشركاء الدوليين.
كتبت صحيفة التايمز البريطانية في افتتاحيتها أن ثمن تقاعس الحكومات الغربية وحلفائها الإقليميين الواقعين في دوامة العراق وسوريا أصبح باهظا إلى أبعد مدى، وأنه ينبغي على رؤساء دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) المؤتمرين اليوم الخميس في بريطانيا ألا يشغلهم تحدي روسيا للاستقرار في أوروبا عن "التحدي الجهادي" لحضارة المشرق، وأشارت الصحيفة إلى أنه بدون عمل عسكري منسق وحازم ضد أهداف تنظيم الدولة أينما وجدت فسوف تزيد تكلفة التباطؤ الشديد والعمل القليل، واعتبرت تردد أوباما في التدخل في الحرب الأهلية في سوريا أو في العراق سببا في تفاقم خطر تنظيم الدولة الذي ازدهر نتيجة الفراغ في السلطة، وختمت الصحيفة بأنه يجب على التحالف عبر الأطلسي أن يتوحد بسرعة وراء إستراتيجية تدعم القوات المسلحة العراقية بضربات جوية على أهداف التنظيم في سوريا والعراق وتسلح قوات البشمركة الكردية والمعتدلين داخل الجيش السوري الحر وتقنع الحكومات العربية بأنها لم تعد قادرة على الوقوف موقف المتفرج الأبكم على همجية تنظيم الدولة.
أشار مقال بصحيفة الديلي تلغراف البريطانية إلى أن مقتل الصحفي الأميركي الثاني ستيفن سوتلوف بأيدي تنظيم الدولة سيثير الغضب المبرر للشعب الأميركي، وسيزيد المطالبات بضرورة اتخاذ الرئيس الأميركي باراك أوباما تدابير أكثر وقائية في التعامل مع ما وصفته الصحيفة بالتهديد "الجهادي" في العراق وسوريا، وترى الصحيفة أن الوقت الحالي أحوج ما يكون الآن وبسرعة إلى إستراتيجية واضحة يقدمها أوباما بشأن كيفية التعامل مع تنظيم الدولة، وأضافت أنه أظهر استعداده للعمل في الماضي عندما أمر بمهمة قتل أو اعتقال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، لكن هذه الأزمة تختبر همته بطريقة أعمق من ذلك بكثير، الأمر الذي يشكك في الفعالية الكاملة لسياسته الخارجية التي تقوم على عدم التدخل.
قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن خطر تنظيم الدولة حقيقي إلى حد كبير، وإن بريطانيا لا تستطيع دحره وحدها، وأن الوقت قد حان للتعاون مع الآخرين والتعامل مع ما وصفته بـ"الخلافة الجهادية" كما هي على حقيقتها بأنها تهديد واقعي ومرعب ليس فقط لكل شعوب المنطقة ولكن أيضا لأي دولة وأي شخص يعتقد التنظيم أنه يستطيع مهاجمته وهذا بالتأكيد يشمل بريطانيا، وأشارت الصحيفة إلى أنه بتعاون الدول مع بعضها يمكن ردع وتمزيق تنظيم الدولة، وأن بريطانيا يمكن أن يكون لها دور في هذا بتشديد الإجراءات الوقائية على سفر "الجهاديين البريطانيين" إلى مناطق الصراع في الشرق الأوسط وحال عودتهم إلى الوطن.
تحت عنوان "بشار الأسد قاتل الأطفال أشد إرهابا من داعش" كتب داود البصري مقاله في صحيفة الشرق القطرية، أشار فيه إلى أنه مع اشتداد واحتدام حروب الإرهاب الطائفي في الشرق الأوسط، ودخول تنظيم داعش الإرهابي على خط الأزمات والعمليات العسكرية، بجانب عودة الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي للخوض في الأزمة، يتم عمدا للأسف تجاهل معاناة الشعب السوري التي طالت كثيرا وتعقدت مساربها، وحطمت الأرقام القياسية في المعاناة، ولفت البصري إلى أن الحديث عن ملاحقة داعش وترك نظام بشار يبدو بمثابة هرطقة حقيقية لسياسة دولية متوحشة لا تقيم وزنا للمعاناة الإنسانية، موضحاً أن من يريد التخلص من داعش وإرهابها ودمويتها لابد أن يعمل في وقت واحد ومتزامن من أجل تخليص السوريين من المصنع الذي تم فيه إنتاج داعش، أي "النظام السوري" ذاته الذي تفننت مخابراته الإرهابية في التعامل مع الجماعات الإرهابية وفي إدارة صناعة الموت بشكليه العام أو المؤدلج، وأكد البصري أن إرهاب "النظام السوري" ضد شعبه وهو المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونيف من القتل المستمر والإبادة الشاملة والتدمير المنهجي يفصح عن طبيعة الحالة السادية المحيطة بذلك النظام الذي بات يتوسل الغرب اليوم من أجل إنقاذ رقبته وضمه للحملة الدولية المضادة للإرهاب، متناسيا وغافلا عن حقيقة كونه منبع ومصدر الإرهاب، ومتجاوزا وبصفاقة غريبة عن مسلسل جرائمه المستمرة ضد الشعب السوري والتي للأسف تجد اليوم تجاهلا مرعبا من المجتمع الدولي الذي نقل ميدان المعركة لشمال العراق متجاهلا أصل الداء ومنبع الطاعون الإرهابي.
أشارت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها إلى أن الدول الغربية تعمل الآن على وضع استراتيجية لمواجهة تنظيم (داعش) في المنطقة بعد أن استفحل خطره ولم يعد بالإمكان السكوت عنه أو الانتظار أكثر خوفا من أن يأتي وقت تصبح فيه المواجهة أصعب وأكثر كلفة، وشككت الصحيفة في مدى جدية هذه البلدان في المشاركة بخوض معركة فاصلة مع (داعش) من خلال تحالف دولي أو إقليمي يأخذ في الاعتبار أن الخطر الإرهابي التكفيري واحد ويمتد على مساحة العراق وسوريا ويتناسل في اتجاهات أخرى عابر لكل الحدود بل ويهدد الدول التي جاء منها.
كتبت صحيفة الدستور الأردنية أن الأردن على وشك اتخاذ قرار استراتيجي بشأن المشاركة في تحالف دولي إقليمي للتصدي لخطر تنظيم "داعش"، وهو ربما اقترب من ذلك، وأبرزت أن هذا القرار صعب بالنظر إلى خطورة المرحلة في ظل استمرار الحرب الأهلية في سوريا وتعقد المشهد السياسي في العراق بالإضافة إلى الشحن الطائفي غير المسبوق في الإقليم برمته، لكن تحدي تنظيم داعش، في رأي الصحيفة، يغير أيضا من الأولويات والتوازنات، مؤكدة أن على الأردن دراسة كافة الاحتمالات وتقييم الكلف والأثمان في ضوء متغيرات إقليمية خطيرة ومتسارعة.