جولة شام الصحفية ليوم الخميس 16\10\2014
تحت عنوان "كوباني أضحت مثاراً للمخاوف الغربية إزاء التدخل في سوريا"، أشارت صحيفة الإندبندنت البريطانية إلى أن تركيا وحلفائها يريدون أن تقوم الولايات المتحدة بإنشاء منطقة لحظر الطيران داخل الاراضي السورية، مضيفاً أن ذلك يضع الرئيس الامريكي باراك أوباما أمام خيارين: إما التعاون مع الأسد أو نزع مضادات الطائرات التابعة للحكومة، وأضافت الصحيفة أن تطبيق فكرة الحظر الجوي سيتطلب تدخل الجيش الأمريكي وحلفاؤه، وأوضحت أن إقامة الحظر الجوي سيحد من تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا، كما أنه قد يعطي المعارضة السورية فرصة للتخلص من الأسد، وهو الهدف الذي تدعمه تركيا، وأشارت الصحيفة إلى أن تطبيق فكرة الحظر الجوي على سوريا، يعتبر تحدياً سياسياً أكبر من الضربات الجوية التي شنتها قوات التحالف، مضيفة أن التدخل العسكري المباشر ضد حكومة بشار الأسد سيثير جدلاً حول قانونية التدخل الأمريكي في سوريا بنظر القانون الأمريكي والقانون الدولي، على حد قول الصحيفة.
على صدر الصفحة الأولى لصحيفة الديلي تلغراف البريطانية يتناول توم وايتهيد وجون بنجهام وسارا نابتون ظاهرة سفر صغار السن من البريطانيين المسلمين للانضمام إلى التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق ويعرضون لرأي أسقف كانتربري وآراء أكاديميين في تلك المسألة، تبدأ الصحيفة القول بإنه من المعتقد أن نحو ثلاثين جهاديا بريطانيا قد لقوا مصرعهم في العمليات القتالية في سوريا، ويستطرد التقرير قائلا إن هذا الرقم أكبر مما كان متوقعا، ما يعنى أن فكر وسياسة تنظيم "الدولة الاسلامية" لايزال يجتذب المسلمين البريطانيين للمشاركة في صفوف التنظيم في سوريا والعراق، وتسرد الصحيفة اسماء بعض الشباب الذين التحقوا بصفوف تنظيم النصرة أو "الدولة الاسلامية" في سوريا وأعمارهم التي لا تتجاوز بدايات العشرينات، وتذكر الصحيفة أن أحدهم واسمه عبدا الله الدغيص ويبلغ من العمر 18 عاما قد قتل في المعارك في سوريا ابريل/نيسان الماضي، وأن أباه واسمه أبو بكر وصف ابنه بأنه شهيد وقال إن لديه ابنين أخرين هما عامر وعمره 20 عاما و جعفر وعمره 16 عاما هما أيضا في سوريا، وتنقل الصحيفة القول عن رافايلو بانتوتشي وهو أحد الباحثين في المعهد الملكي للخدمات المتحدة "روسي" إن الحديث عن هؤلاء الشباب الذين خرجوا للمشاركة في "الجهاد" لن يتوقف بموتهم، بل أن موتهم قد يكون مصدر الهام لآخرين، وقال بانتوتشي "إن هؤلاء الصغار لديهم حس عال بمسألة الخلود و لا يأبهون كثيرا بالموت".
تحت عنوان "لا تغيير في العراق و"داعش" باقية ومستمرة!" كتب صالح القلاب مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، أشار فيه إلى أنه عندما يرى العرب السنة بل العرب جميعهم في كل دولهم وأقطارهم أن الولايات المتحدة مستمرة بتواطؤها مع إيران وعندما يرون أن هذه الحرب الجوية التي يشنها هذا التحالف الدولي لا تزال لم تستهدف مقتل تنظيم "داعش" وعندما يرون أنَّ أميركا لا تزال مترددة تجاه مطالب الشعب السوري الملحة بالتخلص من نظام بشار الأسد باعتباره يشكل الوجه الآخر لهذا التنظيم الإرهابي فإنه أمرٌ طبيعي أن نرى أنَّ قوات "داعش" لم تتحول بعد من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع، ونوه القلاب إلى أن هناك قناعة راسخة بأن الأميركيين ما زالوا ملتزمين بمشروع تقسيم العراق الذي وضعه بول بريمر ومعه "المنتصرون" الذين عادوا إلى بلاد الرافدين بعد رحلة المنافي الطويلة، مبينا أن هذا المشروع هدفه تقطيع أواصر هذا البلد وتحويله إلى 3 أجزاء "فيدرالية": الجزء الشيعي والجزء السني (جزء العرب السنة) والجزء الكردي، كما لفت القلاب إلى أن الأميركيين ربما هم منخرطون في مؤامرة سرية لتقسيم دول هذه المنطقة كلها وفي مقدمتها سوريا وفقا لـ"سايكس - بيكو" جديدة ولذلك، مشددا على أن إدارة باراك أوباما مستمرة في ترددها وفي مناوراتها وألاعيبها ومستمرة أيضا في رفضها لاتخاذ موقف جاد وجدي تجاه نظام بشار الأسد ولذلك فإنها، أي هذه الإدارة، مصرة على الاكتفاء بالغارات الجوية على "داعش" ومصرة على عدم استخدام قواتها البرية وقوات غيرها لحسم الأمور بسرعة والقضاء على هذه المنظمة الإرهابية وإطاحة هذا "النظام السوري" الذي إنْ لم تتم إطاحته فإن إيران سوف تثَبِّتُ أقدامها في العراق وفي سوريا وفي اليمن ولبنان وإنها ستحقق تطلعاتها القديمة الجديدة بالتمدد في هذه المنطقة التي من المفترض أنها منطقة عربية!!.
في مقاله بصحيفة الحياة اللندنية والذي جاء تحت عنوان "داعش وإيران يتحكّمان بحرب التحالف على الارهاب"، اعتبر عبد الوهاب بدرخان أن لدى التحالف الدولي ضد "داعش" مشكلتان يمكن اعتبارهما "عضويتين" أو "بنيويتين"، مبينا أنه حتى اللحظة، ووفقاً للمقاربة الأوبامية، لا يزال تحالفاً من أجل "اللاحرب"، ولفت بدرخان إلى أن المشكلة الأولى اسمها "أميركا"، فلا حرب من دون قيادة أميركية، لكن العلّة تكمن في هذه القيادة المكروهة وغير الموثوق بها من طرفي الصراع المباشرين ومجتمعاتهما، أما المشكلة الاخرى فيراها بدرخان في أن الحرب تبدو كأنها مصمّمة لتُخاض بنهج واحد لا غير، ولذا تشعر واشنطن بأن هناك من استدرجها وقيّدها في آن، موضحا أن جوانب كثيرة غامضة في وقائع الانهيار المفاجئ والسريع للجيش العراقي قبيل سقوط الموصل، وفي ظروف إصدار الأوامر للانسحاب من دون قتال، وفي مسارعة حكومة نوري المالكي وهي في ذروة التعبئة الشيعية إلى طلب تدخل الولايات المتحدة (لا الأمم المتحدة) تفعيلاً للاتفاق الأمني والاستراتيجي بين البلدين (2008)، وكذلك في مبادرة إيران إلى إبداء رغبتها في مؤازرة أميركا، ونوه بدرخان إلى أن ذبح الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف جاء بمثابة محاصرة أخيرة لأوباما، لكنه طلب تحالفاً واسعاً وحافظ على أحد أبرز الشروط، وهو استمالة المجتمع السنّي والحصول على تأييده، وأكد بدرخان أن في ذلك "فيتو" مبطناً على مشاركة قوات إيرانية أو قوات الأسد أو "جيش المالكي"، ولذلك يقول بدرخان فإن إيران قد وضعت "فيتو" غير معلن على أي تدخل تركي أو عربي، وفي المقابل، حصلت طهران ودمشق على تعهّد أميركي بعدّم تعرّض الضربات الجوية لقوات الأسد، مضيفا أنه عندما ردّت أنقرة بربط مشاركتها في "التحالف" بشرطين هما "اقامة منطقة عازلة" و "إسقاط نظام الأسد"، اتخذ الـ "فيتو" الإيراني لهجة شديدة وواكبته تصريحات حكومية من دمشق وأخرى من حيدر العبادي في ما اعتبر أول تجاهل من جانبه لأعضاء سنّة في حكومته لا يعارضون دوراً تركياً، ما يعني ثباتاً على "نهج المالكي" أظهره العبادي أيضاً في استغرابه "اعتذار" نائب الرئيس الأميركي من تركيا والسعودية والإمارات بشأن اتهامه لها بدعم الارهاب.
أعادت صحيفة اليوم السعودية إلى الأذهان، ما روج في دمشق بعيد اندلاع الثورة السورية في شهر مارس 2011م حيث كانت أغلبية الشعب السوري تترقب سقوط النظام بين عشية وضحاها في الوقت الذي لم يركن بشار فيه إلى تصديق الثورة العارمة ضد نظامه، وأوضحت الصحيفة أن إيران تعود اليوم لتعزف على نفس المنغومة، حينما تربط سقوط بشار بسقوط إسرائيل كما جاء في تصريح نائب وزير الخارجية الإيراني، مبرزة أن التشابه في العزف يعود كما هو معروف للتحالف الواضح بين طهران ودمشق منذ اندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد، وشددت الصحيفة على أن فشل طهران في معاضدتها للإرهاب في المنطقة يبدو واضحاً للغاية، مشيرة إلى أن الايرانيين لم يتمكنوا من الهيمنة على مقدرات الشعب العراقي من الناحيتين السياسية والأمنية، ولم يتمكنوا من بسط أذرعتهم على الأراضي اليمنية، بل انهم عجزوا عن إثبات وجودهم في البحرين رغم دعمهم لكل أشكال الشغب والمظاهرات وترويع الآمنين التي باءت كلها بفشل ذريع، وها هي طهران اليوم تحاول أن تلعب أدوارا سياسية مكشوفة لتوقف موجة التحالف الدولي المتصاعدة ضد المتطرفين في سوريا، وهي موجة لاشك أنها سوف ترهق الارهابيين ومن يقف خلفهم.
كتبت صحيفة الشرق السعودية، أن حكام طهران باتوا مدركين أن نظام الأسد لابد أنه سينتهي عاجلاً أم آجلاً، وأن مصالحهم في سوريا التي مثلها نظام الأسد الابن باتت في خطر، وأوضحت أن هذا ما دفع بمسؤول إيراني إلى القول إن سقوط نظام بشار الأسد يمثل تهديداً لأمن إسرائيل، ولفتت الصحيفة إلى أن تصريح المسؤول الإيراني يناقض ما دأب عليه حكام طهران طوال 35 عاما في إعلانهم أنهم في حالة عداء مع إسرائيل، وإذا كان نظام الأسد حامياً لإسرائيل ولأمنها كما يقول المسؤول الإيراني فلماذا تدعمه إيران؟ وأشارت إلى أن تقديم إيران مزيداً من الدعم العسكري لنظام الأسد ربما يصل إلى إدخال قوات عسكرية؛ للحفاظ على مصالحها وضمان دخولها عملية سياسية لحل الأزمة (دون الأسد)، وتنوه الصحيفة إلى ماقاله المسؤول الإيراني "نحن لا نريد أن يبقى الأسد إلى الأبد، لكننا لن نسمح بإطاحة الحكومة السورية"، متسائلة: هل تخلت إيران عن الأسد؟ وأنهت الصحيفة مقالها قائلة إن بيان "وزارة الخارجية السورية" أمس يقول إن دمشق "ستتخذ بالتشاور مع أصدقائها كل الإجراءات الضرورية لحماية سيادتها الوطنية ووحدة وسلامة أراضيها"، مشددة على أن هذا ما يعزز فرضية استقدام قوات إيرانية بطلب رسمي من حكومة الأسد.