في يوم واحد.. نظام الأسد يختزل حياة الشاب صدام نذير موسى باعتقال ثم قتل
في يوم واحد.. نظام الأسد يختزل حياة الشاب صدام نذير موسى باعتقال ثم قتل
● تقارير إنسانية ١٥ أبريل ٢٠٢٥

في يوم واحد.. نظام الأسد يختزل حياة الشاب صدام نذير موسى باعتقال ثم قتل

تواصل عائلات المعتقلين في سوريا البحث عن مصير أبنائها المغيبين قسرياً، ممن لم يُفرج عنهم بعد تحرير البلاد في 8 كانون الثاني/يناير 2024، ولم ترد أسماؤهم ضمن قوائم الوفيات المسربة من معتقلات النظام المخلوع. وفي هذا السياق، نشرت "زمان الوصل" اليوم الثلاثاء، 15 نيسان/أبريل، عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، قصة مأساوية تروي مصير أحد أبناء مدينة اللاذقية، الشاب صدام نذير موسى، الذي اختُزلت حياته في ورقة واحدة صادرة عن أجهزة النظام.

وبحسب الرواية المنشورة، اعتُقل صدام موسى في 14 تموز/يوليو 2012، أثناء مروره في منطقة جسر الثورة وسط العاصمة دمشق، على يد عناصر فرع الخطيب التابع لإدارة أمن الدولة. وتشير معلومات العائلة إلى أن الحملة الأمنية التي طالت صدام كانت تحت إشراف العميد حافظ مخلوف، أحد أبرز قادة أجهزة النظام آنذاك.

ورقة واحدة ثم اختفاء تام
بعد مرور شهرين فقط على اعتقاله، تسلّمت العائلة شهادة وفاة رسمية صادرة بنفس تاريخ الاعتقال، دون أي تفاصيل إضافية. لم يُسلم لهم جثمانه، ولم توضح الوثيقة سبب الوفاة أو مكانها. مجرد ورقة رسمية واحدة اختصر بها النظام السابق حياة شاب، يرجّح أنه أُعدم ميدانياً أو قضى تحت التعذيب، كما حدث مع آلاف المعتقلين.

مصير صدام، الذي كان يعيش حياة طبيعية بين أهله وأصدقائه، تحول إلى رقم مجهول في سجل طويل من ضحايا التعذيب والاختفاء القسري. حتى اليوم، لم يظهر اسمه في قوائم الموتى التي تم الكشف عنها، ولم تتسلم عائلته رفاته، ولا تتوفر أية معلومات موثقة حول مكان دفنه.

نداء أب.. ووجع لا ينتهي
وفي سياق متصل، نشرت "زمان الوصل" قبل أيام نداء استغاثة مؤثر وجهه والد الشاب محمد الحمصي، المعتقل لدى عناصر الأمن العسكري في حلب منذ 6 آب/أغسطس 2024. محمد، البالغ من العمر 21 عاماً، طالب جامعي من مواليد دمشق، انقطعت أخباره كلياً منذ لحظة اعتقاله.

وفي مناشدته، قال والده: "إذا في أي اسم، أي وثيقة، أي مكان دفن، تساعدني أعرف مصير ابني، أرجو المساعدة"، في مشهد يلخص معاناة آلاف العائلات السورية التي لا تزال تنتظر خبراً أو أثراً عن أبنائها المغيبين.

أكثر من 112 ألف معتقل لا يُعرف مصيرهم
وعقب فتح السجون عقب سقوط النظام، خرج رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، في لقاء مع تلفزيون سوريا، حيث اعتذر لأهالي المعتقلين الذين لم يُعثر على ذويهم، ولم يتمالك نفسه وانهمرت دموعه على الهواء مباشرة. ووفقاً لما قاله، لا يزال هناك أكثر من 112 ألف معتقل مختفٍ قسرياً، يُرجّح أن أغلبيتهم قد تمّت تصفيتهم داخل أقبية النظام.

قصة صدام موسى ليست استثناء، بل واحدة من آلاف المآسي التي لا تزال مفتوحة في ذاكرة السوريين، والتي تنتظر العدالة والإنصاف.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ