التقرير الأسبوعي لشهداء ثورة الكرامة من 4 إلى 10 تشرين الأول 2014
التقرير الأسبوعي لشهداء ثورة الكرامة
من 4 إلى 10 تشرين الأول 2014
وتغطية خاصة لمجزرة عربين، ريف دمشق
مركز توثيق الإنتهاكات في سوريا
مقدمة وتنويه:
يغطي هذه التقرير الأسبوعي الفترة الواقعة ما بين يومي السبت 4-10-2014 إلى نهاية يوم الجمعة 10-10-2014 ومن الأهمية بمكان التنويه إلى النقاط التالية:
1 – لا يتضمن هذا التقرير قتلى الجيش النظامي السوري ومن يقوم بالقتال إلى جانبه من عناصر الشبيحة أو ما يسمّى "جيش الدفاع الوطني" أو العناصر الخارجية مثل حزب الله اللبناني أو الميليشيات العراقية أو الإيرانية.
2 – لا تعتبر هذه الإحصائيات نهائية بأي حال من الأحول، فهي تخضع لعملية التدقيق الدوري والمستمر من قبل نشطاء المركز أولاً ومدخلي البيانات وفريق الرصد الميداني في الداخل السوري ثانياً.
3 – إن اختلاف الأرقام من تقرير إلى آخر – حتى بالنسبة إلى المنطقة الواحدة – يعود سببه إلى التدقيق المستمر من قبل نشطاء الرصد الميداني، والذي يتدارك مواضع النقص والخطأ، فضلاً عن متابعة الضحايا مجهولي الهوية حيث يتم توثيقهم بالاسم عند التعرف على هويتهم.
شهداء الأسبوع:
استطاع مركز توثيق الانتهاكات في سوريا خلال هذا الأسبوع توثيق مقتل (407) شخصاً، توزعوا على المحافظات السورية، حيث تمّ توثيق (375) شهيداً بالاسم الكامل من مجموع الشهداء، بينما استطاع المركز توثيق (32) شهيداً كمجهولي الهوية بسبب عدم القدرة على التعرف عليهم وخاصة في حالات تحوّل الجثة إلى أشلاء متناثرة وكانت نسبتهم (8 %) من مجموع عدد الشهداء، من ضمنهم شهيد واحد تم توثيقه بالصورة و (31) شهداء مجهولو الهوية تم توثيقهم فقط بالخبر.
أولاً: توزع الشهداء حسب المحافظات:
شهدت محافظة ريف دمشق سقوط العدد الأكبر من الضحايا، حيث بلغ عدد الشهداء فيها (118) شهيداً أي بنسبة (29 %) من مجموع عدد الضحايا، تلتها محافظة درعا بعدد الضحايا الذين بلغ عددهم (108) شهداء أي بنسبة (27 %) فيما بلغ عدد الضحايا في محافظة ادلب (66) شهيداً، وبلغ عدد الضحايا في محافظة حلب (57) شهيداً.
ثانياً: توزع الشهداء حسب أسباب الوفاة:
بلغت نسبة الشهداء الذي قضوا نتيجة إطلاق النار ونيران القناصة (52 %) حيث بلغ عددهم (210) شهداء، وبلغت نسبة الضحايا بسبب القصف الجوي بالطيران الحربي والبراميل المتفجرة (28.5 %) حيث بلغ عدد الضحايا (116) شهيداً، وبلغ عدد الشهداء الذين قضوا نتيجة القصف بقذائف الهاون والمدافع والقصف بالدبابات (51) أي بنسبة (13%) وقد استطاع المركز توثيق سقوط (16) معتقلاً تمّ تعذيبهم حتى الموت في أقبية أجهزة الأمن.
ثالثاً: توزع الشهداء حسب أيام الأسبوع:
كان يوم السبت المصادف 4-10-2014 اليوم الأكثر دموية في هذا الأسبوع حيث سقط فيه (75) شهيداً أي بنسبة (18.5 %) من مجموع عدد الشهداء، تلاه يوم الأحد 5-10-2014 من حيث عدد الشهداء حيث سقط في ذلك اليوم (72) شهيداً أي بنسبة (17.5 %) تلاه يوم الجمعة المصادف 10-10-2014 من حيث عدد الشهداء حيث سقط فيه (61) شهيداً.
رابعاً: توزع الشهداء بحسب الجنس:
بلغ عدد الشهداء من الذكور البالغين (330) شهيداً أي بنسبة (81 %) من مجموع عدد الضحايا، وبلغ عدد الضحايا من الأطفال الذكور (33) شهيداً طفلاً أي بنسبة (8 %)، وبلغ عدد الضحايا من الإناث البالغات (29) شهيدة أي بنسبة (7%) كما وبلغ عدد الضحايا من الإناث الأطفال (15) طفلة أي بنسبة (4 %).
خامساً: توزع الشهداء بحب الفئة (مدني –غير مدني)
بلغ عدد الضحايا من المدنيين (210) مدنياً أي بنسبة (52 %) من مجموع عدد الضحايا، وبلغت عدد الضحايا من المقاتلين (197) مقاتلاً أي بنسبة (48 %) من مجموع عدد الشهداء بينهم طفل مقاتل ما دون سنّ الثامنة عشرة.
سادساً: إحصائيات أخرى:
استطاع مركز توثيق الانتهاكات في سوريا خلال هذا الأسبوع توثيق مقتل ما لا يقل عن (7) شهداء على يد عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) منهم ثلاثة شهداء مدنيين وأربعة شهداء من كتائب الجيش الحر وكتائب مقاتلة أخرى.
سابعاً: مجزرة عربين – ريف دمشق، الغوطة الشرقية.
تشهد مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة مجازر شبه يومية، وارتفعت نسبة هذه المجازر بشكل مضطرد بعد اشتداد الضربات الجوية التي تقوم بها طائرات النظام، فلا يكاد يمرّ يوم على سكان هذه المدن والبلدات إلاّ ويقوم فيه الطيران الحربي باستهداف التجمعات المدنية ومنازل السكان المدنيين، وعادة ما يكون هذا الاستهداف في ساعات الذروة بالنسبة للسكان الغوطة الشرقية مما يؤدي إلى وقوع عدد كبير من الضحايا والمصابين، ناهيك عن مئات القذائف الأخرى التي تسقط في هذه المدن والبلدات، حيث لا يمرّ يوم دون سقوط ضحايا من المدنيين تقوم قوات النظام باستهدافهم، والمنطقة أصلاً تعيش حالة حصار من شهور عديدة، حيث ارتفعت الأسعار بشكل جنوني، وأصبحت المواد الأساسية شبه معدومة، وتأثرت المنظومة الطبية بشكل كبير مع نقص في الكوادر والمواد الطبية، وقد استطاع مركز توثيق الانتهاكات في سوريا ومنذ انطلاقة الثورة السورية توثيق استشهاد أكثر من (24.000) شخصاً قتلوا على يد قوات النظام في عموم محافظة ريف دمشق، بينهم أكثر من (17800) مدني، سقط في مدينة دوما وحدها أكثر من (4000) شخص، وتم توثيق استشهاد أكثر من (1100) شخص في مدينة عربين.
بتاريخ 9-10-2014 المصادف يوم الخميس، وفي حوالي الساعة الثالثة عصراً قامت طائرات النظام باستهداف مباشر لأحد الأسواق الشعبية المكتظة بالسكان عادة في مدينة عربين بريف دمشق، إحدى مدن الغوطة الشرقية، أطلقت خلالها طائرات الميغ صاروخين موجهين، سقطا بشكل مباشر ضمن إحدى التجمعات البشرية وأدى إلى حدوث مجزرة مروّعة راح ضحيتها العشرات ما بين شهداء وجرحى، وقد بلغت الحصيلة النهائية للضحايا أكثر من (25) شهيداً جميعهم من المدنيين بدون استثناء، كان من بينهم أربعة أطفال وستة نساء، وقد أسفر هذا القصف أيضاً عن إحداث دمار كبير في الأبنية التي تم تدمير معظمها تدميراً شبه كاملاً.
هون حط صورة القمر الاصطناعي لعربين مع الغوطة
قام الباحث الميداني (ثائر حجازي) أحد أعضاء فريق الرصد الميداني في ريف دمشق، بالتوجه في اليوم التالي إلى مدينة عربين، وقام بإجراء العديد من المقابلات، وعاين مكان المجزرة، وكان من بين الذين التقي بهم أحد شهود العيان ويدعى أبو أحمد، من سكان مدينة عربين، وهو أخ الشهيد (دياب الهابط) الذي قضى في هذه المجزرة، يقول أبو أحمد في شهادته:
"أنا أعمل بائعاً في سوق الخضرة منذ حوالي السنة، البارحة وبعد أدائي لصلاة العصر خرجت من المسجد باتجاه السوق وفي الوقت الذي وصلت فيه حدث انفجار ضخم اتضح لاحقاً أنّه كان بواسطة صاروخين موجهين سقطا أحدهم مقابل سوق الخضار والثاني خلف الكنيسة، ومن المعروف أنّ منطقة السوق منطقة شعبية مكتظة جداً يوجد فيها باعة متجولين يبيعون المواد الغذائية مثل الرز والسكر ومواد أخرى، وقد سقط الصاروخ على مكان تجمعهم تماماً، وقد شاهدت تقريباً حوالي أربعين جريحاً وسبع شهداء من ضمنهم امرأة، وشاهدت أحد الأشخاص وقد اخترقت إحدى الشظايا كتفه وشظية ثانية بترت قدمه، وبعد مرور عدة دقائق جاءت سيارات الاسعاف وبدأت بنقل المصابين إلى النقاط الطبية وقاموا بنقل الشهداء وأتذكر منظر أحد الأطفال الذين قاموا بحمله بدون قدميه اللتان بترتا على الفور، وقد حدثت حالة فزع رهيبة لإنّ السكان لم يسمعوا صوتاً للطائرة وكان مكان سقوط الصاروخ صادماً، وكان من بين الشهداء أخي الذي استشهد أمامي حيث توقف قلبه على الفور من شدّة الضغط وكانت الإصابات الأخرى متنوعة بعضها في الرأس وبعدها في أنحاء أخرى من الجسم".
وقد أجرى مراسلنا لقاءً آخراً مع أحد المسؤولين الإداريين في إحدى المشافي الميدانية في مدينة عربين واسمه أبو أكرم والذي أفادنا بالتالي:
"تبعد مدينة عربين عن العاصمة دمشق حوالي أربعة كيلومترات ولها مدخل استراتيجي إلى الغوطة الشرقية وهو الواقع على الطريق الواصل إلى دمشق مقابل مبنى المخابرات الجوية وهو مدخل استراتيجي هام جداً، والمجزرة التي حدث لت تكن الأولى فقد شهدت المدينة عدّة مجازر وتحديداً في أيام عيد الأضحى (اليوم الأول والثاني والثالث).
وقد استطعنا توثيق (215) جريح من جراء الغارة و (28) شهيداً، تمّ التعرف عليهم جميعاً ولم يتم تسجيل أيّ شهيد مجهول الهوية، وعدد الشهداء مرشح للزيادة بشكل كبير بسبب وجود العديد من الإصابات الحرجة وعددها ثماني إصابات، وكانت معظم إصابات الذين قضوا إصابات في الدماغ، استشهد منهم ثلاثة على الفور، أمّا الإصابات الأخرى فقد أصيب أصحابها بشظايا في جميع أنحاء جسمهم، والمنطقة التي استهدفت سوق شعبي وقد تمّ الاستهداف حوالي الساعة الثالثة عصراً بصاروخين موجهين ألقيا من طائرة مما أدى الى دمار هائل بالمنطقة وتضرر عدد كبير من المحلات الموجودة بالمنطقة، وكان التحدي الأكبر بالنسبة لنا هو العدد الكبير للمصابين في ظل الإمكانات الطبيّة الشبه معدومة التي نعاني منها، فهنالك نفص حاد بالسيرومات وأكياس الدم، ونقص في عدد الأطباء المختصين، ونقص بالأدوية وقد استنفذنا كامل المخزون بسبب هذه المجزرة الكبيرة."
بعض الصور التي توضح حجم الدمار الحاصل:
بعض الصور التي حصل عليها مركز توثيق الانتهاكات من النقطة الطبية التي قامت باستقبال المصابين والشهداء: