تقرير شام الاقتصادي 10-11-2022
شهدت الليرة السورية خلال إغلاق الأسبوع اليوم الخميس، حالة من التخبط والتذبذب تزامنا مع تدهور الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعار المتصاعد في عموم البلاد، وفقا لما رصدته شبكة شام الإخبارية نقلا عن مواقع ومصادر اقتصادية متطابقة.
وتراجع الدولار الأمريكي في العاصمة السورية دمشق بقيمة 10 ليرات، ليصبح ما بين 5200 ليرة شراءً، و5250 ليرة مبيعاً، وسجل أسعارا ضمن هامش فرق لا يتجاوز الـ 10 ليرات في محافظات حلب وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس ودرعا.
وفي دمشق أيضا تراجع اليورو، بوسطي 40 ليرة، إلى ما بين 5175 ليرة شراءً، و5225 ليرة مبيعاً، وبقيت التركية في دمشق، ما بين 272 ليرة سورية للشراء، و 282 ليرة سورية للمبيع، وفق موقع اقتصاد المحلي.
وفي شمال غربي سوريا بقي الدولار مستقراً، ما بين 5350 ليرة شراءً، و5400 ليرة مبيعاً، وسجل الدولار في كلٍ من الباب وعفرين وإعزاز، أسعاراً أقل من نظيره في إدلب، بهامش 10 إلى 15 ليرة سورية.
كما بقيت التركية في إدلب، ما بين 282 ليرة سورية للشراء، و292 ليرة سورية للمبيع، وتراوح سعر صرف التركية مقابل الدولار في إدلب، ما بين 18.50 ليرة تركية للشراء، و18.60 ليرة تركية للمبيع.
وكان رفع مصرف النظام المركزي سعر الدولار إلى 3015 واليورو 3012.29، بعد أن كان سعر الدولار 2814 ليرة، واليورو 2818.22 ليرة، كما ارتفع سعر دولار البدل العسكري، إلى 2800 ليرة للدولار، بعد أن كان 2525 ليرة سورية.
ويسجل غرام الذهب عيار 21 سعر مبيع 243 ألف ليرة سورية 21، وسعر شراء 242500 ألف ليرة، بينما سعر غرام الذهب عيار 18 سعر مبيع 208286 ليرة وسعر شراء 207786 ألف ليرة سورية.
وحسب الخبير الاقتصادي "شفيق عربش"، فإنّ اللجوء إلى الادخار بواسطة الذهب هو أمر خاطئ على المستوى المحلي، وذلك بسبب الفروقات بين أسعار المبيع والشراء في محلات الصاغة، مع عدم الالتزام بالتسعيرة الصادرة عن الجمعية عند المبيع لأنها غير مطابقة للواقع ويتابع الصائغ في محله تغيرات سعر الأونصة عالمياً كل لحظة ويبيع وفقاً لهذه الأسعار.
ووفقا لـ "عربش"، فالمفروض عند احتساب السعر الحقيقي لغرام الذهب أن يتم إجراء عملية حسابية بسيطة وهي سعر صرف الدولار بالسوق السوداء مضروباً بسعر الأونصة عالمياً مقسوماً على 35.55، وهو وزن الأونصة عيار 21، ولفت إلى أن سعر تداول غرام الذهب الحقيقي بدمشق اليوم هو 255 ألف ليرة للمبيع، وقد يتم وضع السعر النظامي على الفاتورة ويؤخذ الفرق على أنه أجرة صياغة وما إلى ذلك.
وأضاف، وأما إذا أراد المواطن بيع الذهب الذي ادّخره فيتم الشراء منه وفقاً للسعر الرسمي الصادر عن الجمعية، لذا فإن من أراد أن يدّخر بالذهب فيجب عليه أن يشتري ما يسمى بــ "الذهب الكسر" وليس ذهب الزينة والليرات والأونصات التي يتم إضافة أجور صياغة مرتفعة عليها.
بالمقابل قررت وزارة الاقتصاد التابعة لنظام الأسد السعر الأعلى المسموح به لتصدير منتجات السجاد بسعر 4 دولارات للكيلوغرام الواحد، وفق بيان رسمي صادر عن الوزارة يحدد السعر التأشيري للصادرات من السجاد والموكيت السوري.
في حين أعلنت وزارة التجارة الداخلية في حكومة نظام الأسد ضبط محطة محروقات في حماه بمخالفة الإتجار بالمازوت بكمية 5624 لتراً، ونقص الكيل بمقدار 0.9 لتر في كل 20 لتر بنزين، وتغريم المخالف بمبلغ 50 مليون ليرة سورية.
وأشارت مصادر إعلامية موالية إلى أن يومية المتسول في سوريا تصل لـ 50 ألف ليرة دون أن تذكر هذه المصادر أن رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد" هو السبب الرئيسي في تفاقم هذه الظواهر السلبية التي يضاف لها عمالة الأطفال وسط تجاهل تردي الأوضاع المعيشية.
وقدرت مواقع تابعة لإعلام النظام ارتفاع أسعار التحاليل الطبية، في العاصمة دمشق بشكل كبير في مخابر القطاع الخاص بظل عدم وجود عدد من التحاليل الطبية في المشافي الحكومية وغياب تسعيرة محددة من وزارة الصحة.
وقالت صحيفة موالية للنظام في تقرير لها، إن تكاليف تحاليل الدم في دمشق يتراوح بين الـ5 آلاف ليرة والـ10 آلاف ليرة سورية، وتحاليل الغدة بين الـ30 ألفاً إلى 40 ألفاً، فيما تتجاوز تكلفة التحاليل الهرمونية الـ 60 ألف ليرة والفيتامينات الـ200 ألف.
وذكر عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق، "محمد الحلاق"، أن عدد الجمعيات الفاعلة في دمشق وريفها يبلغ بحسب إحصائيات عام 2021 نحو 400 جمعية في دمشق وريفها من أصل 658 جمعية، منها نحو 180 متوقف لأسباب مختلفة.
وقدر أن هناك نحو 150 ألف أسرة مستفيدة ويتفاوت تعدادها بالجمعيات حسب إمكانيات الجمعية وتتفاوت إيرادات الجمعية من عشرة ملايين سنوياً ويمكن أن تصل إلى أكثر من مليار، ويقوم على رعاية أغلب الجمعيات الخيرية رجال وسيدات أعمال.
فيما ارتفعت أسعار البيض إلى مستويات كبيرة في السوق السورية، متجاوزة تسعيرة وزارة التموين بنحو 40 بالمئة، والتي حددث ثمن الصحن بـ 12500 ليرة، بينما يباع في الأسواق بأكثر من 18 ألف ليرة للصحن، والبيضة بـ 700 ليرة.
وذكرت صحيفة موالية للنظام، أن البيض بات من المفقودات على موائد السوريين، بعد أن كان من الأكلات الشعبية الرخيصة الثمن، حيث بات صحن المفركة يكلف أكثر من 12 ألف ليرة سورية، أي نحو 10 بالمئة من راتب الموظف.
وأضافت أن الكثير من السوريين توقفوا عن شراء البيض، رغم أنه مادة أساسية لتغذية الأطفال، إذ تحتاج الأسرة المتوسطة إلى طبقي بيض في الشهر، وهو ما يكلف نحو 36 ألف ليرة، أي نحو ثلث الدخل الشهري، ولفتت إلى أن سعر البيضة قبل العام 2011 كان 2 ليرة فقط، أي أن سعرها ارتفع بمعدل أكثر من 3 آلاف ضعف في غضون عشر سنوات.
ويبرر التجار ارتفاع أسعار المواد التموينية لحوالي الضعف تقريباً بشكلها المغلف عن الفرط، مع وضع حجج لها علاقة بمواد التغليف وارتفاع التكاليف وما شابهها، وعلى سبيل المثال فقد وصل سعر كيلو البرغل في أفضل حالاته بشكله الفرط إلى ما يتراوح بين 5 لـ 6 آلاف ليرة سورية، في حين أن سعره بالشكل المغلف بلغ نحو 9000 آلاف ليرة سورية.
بينما بلغ سعر كيلو الفول حب عريض بشكله الفرط نحو 4 آلاف ليرة سورية ، وأما في حال التغليف فقد وصل سعره إلى 8800 ليرة سورية أي ما يزيد على الضعف بـ 800 ليرة سورية، فيما لا يزال الرز على سعره البالغ 5700 للأرز المصري في حين بقي سعر الكبسة مستقراً على سعره البالغ 11 ألف ليرة سورية للمغلف.
وبلغ سعر كيلو السكر نحو 6000 ليرة سورية، ووصل سعر كيلو الفريكة إلى 16 الف ليرة سورية مغلفاً ، و10 آلاف فرط، واما كيلو الحمص فقد وصل إلى 9000 ليرة سورية للمغلف و5600 ليرة سورية للفرط، بينما سجل العدس سعراً قدره حوالي 10 آلاف ليرة سورية للمغلف و6000 ليرة سورية للفرط، وأما زيت الزيتون فقد وصل سعر الليتر منه إلى حوالي 17 الف ليرة سورية.
وفي أسعار السمون، فقد بلغ سعر عبوة السمن النباتي زنة 2 كيلو غرام حوالي 25 الف ليرة سورية، بينما قد تصل عبوة السمن البقري زنة 2 كيلو غرام إلى حوالي 50 ألف ليرة سورية، وفي جولة على عدد من أسواق الخضار في المحافظة سجل سعر البندورة بين 1000 و1500 ليرة للكيلو، مرتفعاً من 500 ليرة كان سجلها قبل أقل من أسبوعين.
ووصل سعر كيلو البطاطا إلى 3000 ليرة، والكوسا 2500 ليرة، و السبانخ 2500، والملفوف البلدي 2000 والليمون 3200 ليرة، وصولاً إلى البصل الذي تخطى حاجز 3000 ليرة مسجلاً ارتفاعاً وصل إلى 100% تقريباً، وهو رقم يفوق سعر التفاح بثلاثة أضعاف، نقلا عن مواقع ومصادر اقتصادية.
وصرح "سامر الدبس"، رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها بأن صناعة الألبسة تعاني اليوم بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار الذي انعكس بشكل سلبي على الأسواق، وخاصة أسعار الألبسة الشتوية نتيجة ارتفاع تكلفة الاستيراد من حيث تمويل المستوردات، وارتفاع سعر الكهرباء بشكل كبير، وسعر مادة المازوت والفيول وغيرها.
وذكر عدد من أصحاب معاصر الزيتون في حماة أنهم يأخذون من المزارعين أجرة 50 أو 100 ليرة أو 150 مقابل عصر كل كيلو، أو حصة من الزيت. كما ينقلون إنتاج المزارعين من الحقول للمعاصر، ومن المعاصر لبيوت المنتجين، تشجيعاً لهم على العصر في معاصرهم، لكون الإنتاج قليلاً في هذا الموسم والمعاصر كثيرة، بسبب الجفاف وقلة الأمطار.
وأشاروا إلى أن معظم كميات الزيت تعبأ في غالونات بلاستيكية، وذكر بعضهم أنهم يبيعون الغالون وزن 16 كيلو بنحو 250 ألف ليرة من أرض المعصرة، فيما بيّن المواطنون أن لا قدرة لهم على تموين الزيت، لا في هذا الموسم ولا قبله ولا بعده! وأنهم يشترون ما يحتاجونه منه بالكيلو أو بنصف الكيلو وبسعر بين 18 – 20 ألف ليرة للكيلو
ولا يقتصر ارتفاع الأسعار على الخدمات الطبية والألبسة والمواد الغذائية والمحروقات بل يصل إلى مواد البناء والإكساء حيث قفز سعر طن الحديد ووصل إلى 4225000 ليرة بعد أن كان يباع بـ3725000 ليرة سورية الشهر الماضي، بينما انخفضت أسعار الأسمنت إلى 525000 ليرة سورية للطن الواحد، بعد وصوله إلى 625000 ليرة سورية الشهر الماضي.
هذا وشهدت الليرة السورية هبوطاً متسارعاً بقيمتها وسعر صرفها أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية خلال تعاملات الأيام والأسابيع القليلة الماضية، الأمر الذي طرح العديد من إشارات الاستفهام حول أسباب ذلك ومدى قدرة مصرف النظام المركزي على التدخل وفقاً للتقارير وحسب العديد من المحللين والخبراء الاقتصاديين.