الأخبار أخبار سورية أخبار عربية أخبار دولية
٢٨ مايو ٢٠٢٥
أمسية "نصرٌ يليقُ بنا" في دار الأوبرا: الشعر يحتفي بالوطن والانتماء

في مشهد ثقافي استثنائي، وتحت رعاية وزارة الثقافة السورية، شهدت دار الأوبرا أمسية شعرية بعنوان "نصرٌ يليقُ بنا"، بحضور وزير الثقافة محمد ياسين صالح، وجمع من المثقفين ومحبي الأدب. الأمسية التي أحياها الشاعران "حذيفة العرجي وأنس الدغيم"، جاءت لتؤكد مجدداً أن الكلمة ما زالت قادرة على أن تضيء العتمة، وتعبّر عن ضمير الناس وتطلعاتهم، رغم ما مرّ به الوطن من محن.

الشاعران، المعروفان بمناصرتهما للثورة السورية، قدّما باقة من القصائد التي عبّرت عن حب الوطن، ولامست وجدان الحاضرين بما حملته من صدق وعاطفة، تنوّعت النصوص بين تمجيد الحرية وتكريم الإنسان، وبين استحضار الأمل في مستقبل أفضل، ليحمل كل بيت شعري رسالةً تؤكد على استمرار الانتماء، وعلى دور الأدب في بناء الوعي وصون الهوية الوطنية. 

وفي كلمته خلال الأمسية، أكد وزير الثقافة أن هذا اللقاء الشعري ليس مجرد فعالية فنية، بل هو مساحة وجدانية خالصة، جمعت بين الكلمة الحرة والوطن الجريح، لتجدد الإيمان بأن الشعر الصادق قادر على لملمة الشتات وبعث الأمل من جديد.

وقد شهدت الأمسية تفاعلاً لافتاً من الجمهور، الذي تجاوب بحرارة مع القصائد، في مشهد يعكس الحضور المتجذر للشعر في الوجدان السوري، ويبرز الحاجة المستمرة إلى الفن كوسيلة للتعبير عن المشاعر الجماعية والهمّ الوطني. يُذكر أن هذه الأمسية تأتي ضمن سلسلة من النشاطات التي تقيمها وزارة الثقافة بهدف تعزيز دور الفنون في ترميم الذاكرة السورية، وترسيخ القيم الوطنية والإنسانية في أذهان الأجيال.

وزارة الثقافة السورية تبحث مع اليونسكو سبل تعزيز التعاون لحماية التراث الثقافي

في سياق متصل يعكس رؤية وزارة الثقافة السورية المتكاملة في تعزيز الهوية الوطنية وصون التراث، وزير الثقافة محمد ياسين صالح استقبل وفدًا من منظمة اليونسكو برئاسة مارغو بيرجون-دارس، مديرة مكتب المديرة العامة للمنظمة، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى صون الهوية الثقافية السورية.

وتناول اللقاء سُبل التعاون بين الجانبين للحفاظ على التراث الثقافي السوري بمكونيه المادي وغير المادي، وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مجالات الترميم والتوثيق، خصوصًا في المواقع الأثرية والمعالم التاريخية المعرضة للخطر. 

وأكد الوزير أن حماية التراث تمثل أولوية وطنية واستراتيجية، بوصفها حجر الأساس في مشروع النهوض السوري، مشيرًا إلى جهود الوزارة في تأهيل الكوادر الوطنية وتطوير آليات التوثيق بما يواكب المعايير الدولية. من جانبها، أعربت بيرجون-دارس عن تقدير منظمة اليونسكو للغنى الثقافي السوري وتنوعه الفريد، مؤكدة التزام المنظمة بكل ما من شأنه حفظ وتعزيز الذاكرة الثقافية للشعب السوري. 

وناقش الطرفان آليات توثيق التراث غير المادي وتسجيل عناصره في قوائم اليونسكو، بالإضافة إلى إعداد خارطة طريق مشتركة للحماية الطارئة وبناء القدرات الوطنية في مجالات إدارة التراث والتوثيق الرقمي. واختُتم اللقاء بالتأكيد على أهمية استمرار التعاون البنّاء بين وزارة الثقافة السورية ومنظمة اليونسكو، بما يحقق شراكة مستدامة تُسهم في صون ماضي سوريا وخدمة مستقبلها الثقافي.

اقرأ المزيد
٢٨ مايو ٢٠٢٥
الخطوط الجوية تعلن استكمال رديات التذاكر القديمة خلال شهرين وتوسّع في وجهاتها الإقليمية

أكد مدير عام الخطوط الجوية السورية، سامح عرابي، أن عملية تسديد الرديات المتعلقة بالحجوزات القديمة ستكون مكتملة بالكامل خلال مدة أقصاها 60 يوماً، في خطوة تستهدف معالجة الملفات العالقة وتعزيز ثقة المسافرين.

وأوضح عرابي في تصريح لوكالة "سانا" أن المؤسسة أعادت حتى الآن أكثر من 6 مليارات ليرة سورية إلى المسافرين، وهو ما يمثل نحو 22 بالمئة من إجمالي المبالغ المستحقة، مشيراً إلى أن مبلغاً إضافياً قدره 4.8 مليارات ليرة سيُعاد خلال الفترة القريبة المقبلة.

وبيّن أن الخطوط الجوية السورية تعمل على زيادة عدد الطائرات الموضوعة بالخدمة إلى خمس خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مشيراً إلى أن الشركة تسير حالياً أربع رحلات يومية تغطي وجهات عربية رئيسية، تشمل الشارقة، دبي، أبو ظبي، الرياض، جدة، الدمام، الدوحة، والكويت، إضافة إلى الاستعداد لإطلاق رحلات إلى ليبيا، بينما يُدرس استئناف الرحلات إلى مصر في ظل بعض التحديات الخارجة عن سيطرة المؤسسة.

وفي هذا السياق، سبق أن أعلنت الخطوط الجوية السورية عن زيادة عدد رحلاتها إلى دبي والشارقة اعتباراً من الأول من حزيران، استجابةً للطلب المتزايد من المسافرين، في خطوة تعكس تنامي الحراك الجوي وتوسع شبكة الرحلات بعد سنوات من الانكماش بفعل الحرب والعقوبات.

ويأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه قطاع الطيران السوري انتعاشاً تدريجياً، مع عودة شركات عربية وأجنبية لتسيير رحلات منتظمة إلى العاصمة دمشق، حيث أعلنت شركة "فلاي دبي" الإماراتية، بتاريخ 22 أيار 2025، عن استئناف رحلاتها المباشرة إلى سوريا بدءاً من حزيران المقبل، بعد انقطاع دام أكثر من 12 عاماً.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، غيث الغيث، إن استئناف الرحلات يعكس التزام الشركة بإعادة ربط دمشق بشبكتها الإقليمية، مشيراً إلى أن العاصمة السورية تعد وجهة تاريخية وثقافية مهمة ضمن أولى وجهات "فلاي دبي" منذ تأسيسها في 2009، لافتاً إلى أن القرار جاء بعد موافقة هيئة الطيران المدني الإماراتية ضمن رؤية تهدف إلى إعادة الروابط الجوية والتجارية مع سوريا.

من جانبها، أعلنت شركة "دان إير" الرومانية عن بدء تشغيل رحلات مباشرة إلى دمشق اعتباراً من 15 حزيران، عبر مسارات تشمل بوخارست، فرانكفورت، برلين، وستوكهولم، وذلك ضمن اتفاقيات ثنائية أُبرمت مؤخراً مع الحكومة السورية.

وفي خطوة لافتة أوروبياً، قامت بعثة فنية من شركة "لوفتهانزا" الألمانية بجولة ميدانية في مطار دمشق الدولي بتاريخ 21 أيار 2025، لتقييم جاهزية المطار من حيث معايير السلامة والتشغيل والبنية التحتية، كما جرى اجتماع موسّع مع هيئة الطيران المدني لمناقشة إمكانية استئناف الرحلات بين سوريا وألمانيا وفق المعايير الأوروبية.

ويواكب هذا الحراك أيضاً عودة عدد من شركات الطيران العربية إلى الأجواء السورية، في مقدمتها الخطوط القطرية التي استأنفت رحلاتها في مطلع العام الحالي، تبعتها الخطوط الجوية التركية، والملكية الأردنية، ما يشير إلى حالة انفتاح تدريجي إقليمي ودولي على السوق السورية، مدفوعاً بتغيّرات سياسية ورفع جزئي للعقوبات المفروضة على البلاد.

وتواصل الخطوط الجوية السورية تسيير رحلات إلى عواصم عدة، من بينها الكويت، الدوحة، بيروت، ودبي، وتسعى إلى توسيع شبكتها الإقليمية تلبيةً لاحتياجات الجاليات السورية في الخارج، واستجابة للتسهيلات الجديدة في قطاع النقل الجوي.

ويُنظر إلى هذا الانتعاش المتسارع في حركة الطيران على أنه خطوة محورية لاستعادة موقع سوريا على خارطة النقل الجوي الإقليمي والدولي، في ظل جهود حكومية لتأهيل المطارات وتحديث البنية التحتية وتدريب الكوادر، بما يعيد لهذا القطاع دوره كأحد روافع الاقتصاد الوطني في مرحلة التعافي القادمة.

اقرأ المزيد
٢٨ مايو ٢٠٢٥
وزارتا "الطورائ والتعليم" تُعدان خطة شاملة لتأمين امتحانات 730 ألف طالب في سوريا

عقد وزير الطوارئ والكوارث، في الحكومة السورية السيد "رائد الصالح"، ووزير التربية، الدكتور "محمد عبدالرحمن تركو"، اجتماعًا تنسيقيًا موسعًا في دمشق، في خطوة تهدف إلى تأمين سير الامتحانات العامة للمرحلتين الإعدادية والثانوية.

وجاء ذلك استعدادًا لاحتضان أكثر من 730 ألف طالب وطالبة ضمن 2450 مركزًا امتحانيًا على مستوى البلاد، وخلال الاجتماع، أُقرّت محاور خطة الطوارئ المشتركة والحملة التوعوية الوطنية التي وضعت لضمان السلامة الصحية والأمنية خلال فترة الامتحانات.

حيث تم التركيز على ضبط عملية نقل أوراق الأسئلة بالتنسيق مع غرف العمليات، وتخصيص فرق إسعافية وطبية للمراكز، إلى جانب تنفيذ تعقيم شامل للمواقع الامتحانية، وتعزيز آليات التنسيق السريع للاستجابة لأي طارئ محتمل.

كما شملت الخطة تدريب الكوادر التعليمية على الإسعافات الأولية، وتعزيز الوعي بإجراءات الإخلاء والسلامة المدرسية، إلى جانب رفع الجاهزية للتعامل مع كوارث محتملة مثل الزلازل، والتوعية بالمخاطر المتعلقة بمخلفات الحرب التي لا تزال تمثل تهديدًا في بعض المناطق.

في ختام الاجتماع، شدد الوزيران على أهمية التنسيق المستمر بين الوزارتين لضمان بيئة تعليمية آمنة ومستقرة، وأكدا أن العمل المشترك سيستمر بما يعزز ثقافة الأمان في المدارس ويضمن نجاح العملية الامتحانية في جميع مراحلها.

وكانت أعلنت وزارة التربية والتعليم، إطلاق خطة الاستجابة السريعة والمسار الاستراتيجي لمستقبل التعليم في سوريا، متضمنة تدابير طارئة للعام الحالي، واستراتيجية طويلة الأمد للسنوات المقبلة، بهدف تطوير التعليم وتحسين جودة المخرجات التعليمية.

وتركز الخطة على ثمانية محاور رئيسية: الطالب، المعلم، المناهج، البنية التحتية، التعليم المهني، التحول الرقمي، الهيكل الإداري، والمراكز البحثية، إلى جانب التعليم الخاص والافتراضي.

وتنص الخطة على دعم الطلاب من خلال ضمان استمرارية الوصول إلى التعليم، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وحماية الطفل، وتقليل التسرب، وتعزيز المهارات الرقمية والقيادية، إلى جانب التمكين المعرفي والتنافسية الدولية.

وتتضمن الخطة تحسين أوضاع المعلمين مادياً ومعنوياً، وتوفير التدريب والتأهيل، وتعزيز مكانتهم الوظيفية، وتطوير مساراتهم المهنية، والانفتاح على الخبرات العالمية، وتهدف إلى تحديث المرافق التعليمية، ودمج التكنولوجيا في العملية التربوية، وتعزيز التعليم المهني والخاص من خلال تطوير برامج متخصصة، ودعم التعليم الافتراضي.

اقرأ المزيد
٢٨ مايو ٢٠٢٥
مباحثات سورية أردنية لتعزيز التعاون الاقتصادي وتوسيع آفاق الاستثمار المشترك

عقد نائب وزير الاقتصاد والصناعة، المهندس باسل عبد الحنان، اليوم لقاءً مع رئيس غرفة تجارة الأردن، خليل محمد الحاج توفيق، لبحث سبل تطوير التعاون الاقتصادي بين سوريا والأردن، وفتح آفاق جديدة للشراكات الصناعية والتجارية، وتحفيز الاستثمارات المشتركة في مختلف القطاعات.

وأكد المهندس عبد الحنان خلال اللقاء، الذي عُقد في مقر الوزارة، أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الأردن، مشيرًا إلى ضرورة الانتقال نحو اقتصاد حر قادر على الاندماج مع الأسواق الدولية وجذب الاستثمارات الخارجية، بما يسهم في تنشيط الحركة التجارية وخلق بيئة أعمال أكثر انفتاحًا وفعالية.

وأشار إلى أن مراجعة اتفاقية التجارة المشتركة بين البلدين تمثل أولوية في المرحلة القادمة، لافتًا إلى أن اجتماعات اللجان الأردنية السورية المشتركة المقررة في شهر تموز المقبل تهدف إلى وضع خريطة طريق للتعاون المستقبلي وتنسيق الجهود في المجالات الاقتصادية والتجارية.

كما أوضح عبد الحنان أن جزءًا كبيرًا من المواد المرتبطة بعملية إعادة الإعمار تمر عبر الأراضي الأردنية، إلى جانب حركة الترانزيت، ما من شأنه رفع حجم التبادل التجاري بين الجانبين، مضيفًا أن الحكومة تعمل على تحسين البنية التحتية في معبري نصيب وباب الهوى، لتسهيل الحركة التجارية وتوسيع نطاق التبادل الاقتصادي.

من جانبه، أعرب رئيس غرفتي تجارة عمّان والأردن، خليل الحاج توفيق، عن استعداد الغرف التجارية الأردنية، بما تمتلكه من خبرات وإمكانات، للمساهمة في عملية إعادة إعمار سوريا، لا سيما في قطاعات البناء، وتكنولوجيا المعلومات، والتعليم، مؤكداً على أهمية الشراكة الاقتصادية بين البلدين في تحقيق استقرار ونمو مشترك.

وشارك في اللقاء كل من رئيس اتحاد غرف التجارة السورية، علاء العلي، ورئيس غرفة تجارة دمشق، عصام غريواتي، إلى جانب عدد من أعضاء الوفد التجاري الأردني، وذلك ضمن مساعي تعزيز العلاقات الاقتصادية وتوسيع قاعدة التعاون بين القطاعين العام والخاص في البلدين.

اقرأ المزيد
٢٨ مايو ٢٠٢٥
رابطة الصحفيين تبحث مع الاتحاد الأوروبي دعم حرية الإعلام وتأسيس بيئة صحفية مستقلة

عقد وفد من رابطة الصحفيين السوريين اجتماعًا مع القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي في سوريا، السيد مايكل أونماخت، بحضور نائبته، لبحث سبل التعاون المشترك في دعم حرية الإعلام وتعزيز بيئة مهنية مستقلة للعمل الصحفي داخل سوريا.

وضم وفد الرابطة كلًا من لمى راجح، عضو المكتب التنفيذي، ومحمد الصطوف، رئيس قسم الرصد والتوثيق في مركز الحريات التابع للرابطة، حيث قدّما خلال اللقاء عرضًا حول مسيرة الرابطة منذ تأسيسها، وأهدافها الحالية، إضافة إلى مشاريعها المتعلقة بالتمكين المهني، والدعم القانوني والإداري للصحفيين، سواء المنتسبين للرابطة أو خارجها.

وأوضح الوفد أن الرابطة، التي تحتضن أكثر من 800 صحفي وصحفية، تسعى إلى تعزيز حضورها داخل سوريا عبر التحول إلى كيان نقابي مستقل يعنى بالدفاع عن المهنة وضمان حقوق العاملين في قطاع الإعلام، مشددًا على أهمية الدور الذي تلعبه الرابطة في توثيق الانتهاكات المرتكبة بحق الإعلاميين، من خلال تقارير دورية صادرة عن مركز الحريات، تكرّس مبدأ المساءلة وتعكس واقع الصحافة بمهنية وشفافية.

كما ناقش الجانبان الدراسة البحثية التي أطلقتها الرابطة مؤخرًا حول الصحافة الأخلاقية والتشريعات الناظمة للإعلام، والتي تسعى إلى مواءمة القوانين السورية مع المعايير الدولية لحرية الصحافة، ومكافحة خطاب الكراهية، خصوصًا عبر المنصات الرقمية.

وأبدت بعثة الاتحاد الأوروبي اهتمامًا بالغًا بنتائج الدراسة، وتم التباحث في آليات دعم جهود الرابطة ومناصرة الصحفيين السوريين، لا سيما في ظل المرحلة السياسية الحالية، كما جرى التأكيد على ضرورة الاستثمار في برامج التدريب والتأهيل، وردم الفجوة المهنية بين الصحفيين في مختلف المناطق، من أجل بناء بيئة إعلامية أكثر أمانًا وفعالية.

واختُتم اللقاء بتأكيد مشترك على أهمية تعزيز الشراكات مع المؤسسات الدولية المعنية بدعم الإعلام المستقل، حيث أعربت الرابطة عن رغبتها بالاستفادة من التجربة الأوروبية في بناء مؤسسات إعلامية حرة، تساهم في ترسيخ دور الصحافة كسلطة رقابية رابعة في سوريا المستقبل.

اقرأ المزيد
٢٨ مايو ٢٠٢٥
اكتشاف أثري يعيد معرة النعمان إلى خارطة الذاكرة التاريخية

أعلن مدير آثار محافظة إدلب، حسان إسماعيل، من خلال لقاء مصور، عن اكتشاف مقبرة أثرية في مدينة معرة النعمان تعود للعهد البيزنطي، ويُقدّر عمرها بأكثر من 1500 عام، تم العثور على المقبرة في الحارة الشمالية للمدينة أثناء عمليات حفر قام بها أحد المتعهدين، حيث بادر الأهالي بالتواصل مع إدارة الآثار، التي تحركت سريعاً إلى الموقع برفقة كامل طاقمها الفني.

المقبرة المكتشفة تضم مدفنين، ويحتوي كل مدفن على ستة معازب وهي أماكن مخصصة لوضع الجثامين، وتم تشييدها بطريقة معمارية فنية تدل على دقة وتطور العمارة البيزنطية. وأوضح إسماعيل أن وجود الصليب المحفور على أحد الجدران يؤكد الانتماء الزمني للمقبرة إلى القرن الرابع أو الخامس الميلادي، أي العهد البيزنطي. كما تظهر أقواس نصف دائرية وأعمدة وتيجان حجرية منحوتة بدقة، رغم تعرض بعض أجزاء المدفن للتخريب نتيجة الحفر العشوائي.

القيمة التاريخية لمعرة النعمان
هذا الاكتشاف ليس حدثاً عابراً، بل يعيد تسليط الضوء على الغنى الحضاري والتاريخي لمعرة النعمان، المدينة التي طالما كانت مفترق طرق للحضارات، ومسرحاً لتفاعل ثقافات متعددة عبر العصور. تقع المدينة في موقع استراتيجي بين دمشق وحلب، بالقرب من حماة، وشهدت مرور جيوش وتجار وشعراء وفلاسفة.

تُعرف معرة النعمان بكونها مسقط رأس الشاعر والفيلسوف الكبير أبو العلاء المعري، أحد أبرز أعلام الفكر في التاريخ الإسلامي. كما تعددت أسماؤها التاريخية؛ ففي العصر البيزنطي كانت تُعرف بـ"مار"، وفي العصر الروماني بـ"أرا"، وسُميت "العواصم" في العهد العباسي، ونُسبت لاحقاً إلى "النعمان"، الذي يُحتمل أن يكون إما النعمان بن بشير أو النعمان بن المنذر.

ردود فعل المتابعين: دهشة، فخر، ومطالبة بالحماية
أثار الخبر تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الكثيرون من أبناء المدينة والمهتمين بالآثار عن دهشتهم وإعجابهم بهذا الكشف التاريخي، ورأوا فيه بارقة أمل في ظل الواقع الصعب الذي تعيشه المدينة. كما انتشرت مطالبات بضرورة حماية الموقع من أي تخريب إضافي، وتسليط مزيد من الضوء على آثار معرة النعمان، التي ظُلمت كثيراً نتيجة الحرب والإهمال.

واعتبر البعض أن هذا الاكتشاف هو رسالة رمزية قوية: فحتى تحت الركام، ما تزال المدينة تنبض بالحياة وتحمل في طياتها ملامح حضارات سادت وأثرت في مسار التاريخ الإنساني. معرة النعمان اليوم، كما في الأمس، تثبت أنها ليست مجرد مدينة، بل شاهدة على صراع الحياة والموت، وعلى قدرة الإنسان على الصمود واستعادة جذوره مهما بلغت التحديات.

اقرأ المزيد
٢٨ مايو ٢٠٢٥
وزير التربية يبحث مع بيدرسون دعم التعليم في سوريا وخطة الاستجابة التربوية للمرحلة المقبلة

بحث وزير التربية والتعليم، الدكتور محمد عبد الرحمن تركو، اليوم مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، السيد غير بيدرسون، مستجدات القطاع التربوي والتحديات الراهنة التي تواجه العملية التعليمية في البلاد.

وأكد الطرفان خلال اللقاء أهمية توسيع آفاق التعاون بين الحكومة السورية ومنظومة الأمم المتحدة في المجال التربوي، بهدف تحسين جودة التعليم وتوفير بيئة تعليمية آمنة وداعمة لكل من الطلاب والمعلمين.

وتناول اللقاء عددًا من القضايا الجوهرية، من بينها تطوير المناهج الدراسية، وإعادة هيكلة الإدارة التربوية، وتحسين أوضاع المعلمين، بما يضمن تحقيق مبدأ التعليم للجميع، وضمان الحق الأساسي لكل طفل في التعلّم ضمن بيئة مناسبة.

وقدّم الوزير تركو خلال الاجتماع عرضًا مفصلًا حول خطة الاستجابة السريعة التي تنفذها الوزارة للعام الحالي، إلى جانب المسار الاستراتيجي للتعليم في سوريا خلال السنوات المقبلة، والذي يتضمن رؤية شاملة لإصلاح المنظومة التعليمية بما يتماشى مع متطلبات المرحلة الجديدة، مؤكدًا تقديره لجهود بيدرسون في دعم رفع العقوبات عن سوريا، ولدور المنظمات الدولية في مساندة وزارة التربية لإعادة تأهيل المدارس المتضررة ودعم العملية التعليمية.

وأشار الوزير إلى أن الوزارة واصلت، منذ تحرير المناطق، العمل على إعادة ترميم المدارس المدمرة، إلى جانب إطلاق خطط لتطوير التعليم المهني والتقني، وافتتاح مراكز للإبداع والابتكار التربوي في كل محافظة، لاستقطاب الطاقات الطلابية والتعليمية، وتنظيم الأولمبيادات العلمية والثقافية والرياضية.

كما أوضح أن الوزارة خصصت في خطتها إنشاء غرف للأنشطة المدرسية في جميع المدارس، تُعنى بتعليم الطلاب المهارات والقيم الأخلاقية، مثل السلم الأهلي، تقبّل الآخر، المساواة، والمواطنة، كمكوّن أساسي في بناء وعي تربوي واجتماعي متوازن.

من جانبه، أعرب المبعوث الأممي غير بيدرسون عن تقديره لخطة الاستجابة الطارئة التي أعلنت عنها وزارة التربية، مشيدًا بتكاملها وتوجهاتها، وأكد استعداد الأمم المتحدة لتعزيز التعاون في القطاع التربوي بما يخدم مستقبل التعليم في سوريا.

اقرأ المزيد
٢٨ مايو ٢٠٢٥
وزير المالية يبحث مع رئيس هيئة المنافذ آليات التنسيق الجمركي والمالي لتحفيز النمو الاقتصادي

أجرى وزير المالية، الأستاذ محمد يسر برنية، زيارة رسمية إلى مقر الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، حيث كان في استقباله رئيس الهيئة، الأستاذ قتيبة بدوي، في إطار تعزيز التنسيق بين المؤسسات الحكومية المعنية بالملف المالي والجمركي.

وتركّز اللقاء على مناقشة عدد من الملفات المحورية، أبرزها آليات تحديد الرسوم الجمركية ومراجعة معايير احتسابها، بما يحقق توازناً دقيقاً بين دعم حركة التجارة والحفاظ على موارد الدولة، إضافة إلى مناقشة سبل تحسين الأداء المالي وتعزيز كفاءة إدارة الموارد، لاسيما في ما يتعلّق بإعداد الموازنات الشهرية والسنوية الخاصة بالهيئة.

كما شدد الجانبان على أهمية تعميق التنسيق في الجوانب المالية والإدارية، وخاصة في ما يخص السياسات الجمركية وتسهيل الإجراءات في المنافذ البرية والبحرية، بما يتماشى مع التوجهات الحكومية الرامية إلى تحفيز النمو الاقتصادي وتحقيق الانضباط المالي.

من جانبه، أشاد الأستاذ قتيبة بدوي بمستوى التعاون القائم مع وزارة المالية، مؤكداً على التزام الهيئة الكامل بمواصلة تطوير آليات العمل المشترك، وتعزيز كفاءة المنظومة الجمركية بما يخدم المصالح الوطنية.

وتأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة اللقاءات الحكومية الدورية التي تستهدف تعزيز التكامل المؤسسي بين الجهات المعنية، وتطوير التنسيق في إدارة الملفات الاقتصادية والمالية في الجمهورية العربية السورية.

اقرأ المزيد
٢٨ مايو ٢٠٢٥
"دمشق وعمّان" تبحثان دعم التعاون في النقل وتعزيز التبادل التجاري الإقليمي

بحث وزير النقل السوري، الدكتور يعرب بدر، في دمشق، مع وفد صناعي أردني رفيع المستوى يمثّل غرفتي صناعة الأردن وعمان، برئاسة المهندس فتحي الجغبير، سبل تعزيز التعاون في قطاع النقل وتسهيل حركة الصادرات الأردنية عبر الأراضي السورية.

وأكد الوزير بدر، خلال الاجتماع الذي عُقد في مقر الوزارة، أن العلاقات الاقتصادية السورية الأردنية تُعد ركيزةً محورية في إطار تحقيق التكامل الإقليمي، مشيراً إلى استعداد الحكومة السورية لإزالة كافة المعوّقات التي تعترض حركة الشحن والترانزيت، بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، ويعزز انسيابية حركة البضائع والسلع عبر المعابر الحدودية.

من جانبه، ثمّن المهندس فتحي الجغبير جهود الحكومة السورية في دعم قطاع النقل وتيسير عمليات التبادل التجاري، مؤكداً أهمية تطوير التعاون في مجالي النقل البري والسككي لما له من دور حاسم في تقليل كلفة الإنتاج، ورفع مستوى تنافسية الصناعات الأردنية في الأسواق المحيطة.

وشمل اللقاء مناقشة عدد من الملفات الفنية، أبرزها تبسيط إجراءات العبور في المعابر الحدودية، وإعادة تقييم الاتفاقيات الثنائية في مجال النقل، إلى جانب مناقشة آليات الربط اللوجستي بين البلدين، لتعزيز كفاءة سلسلة التوريد وتحسين تدفق البضائع.

وحضر الاجتماع معاون وزير النقل محمد رحال، ورئيس غرفة صناعة دمشق وريفها المهندس أيمن مولوي، وعدد من الصناعيين السوريين، حيث أكّد المجتمعون على أهمية تعزيز العمل الاقتصادي المشترك وتفعيل قطاع النقل كأداة استراتيجية لدعم التجارة والاستثمار في المنطقة.

وفي سياق متصل، كان الوزير بدر قد التقى مؤخراً القائم بأعمال السفارة الإيطالية في دمشق، السفير ستيفانو رافانيان، ووفداً أكاديمياً من جامعة البندقية الإيطالية، وذلك في إطار توسيع التعاون الدولي في مجال النقل.

وجرى خلال اللقاء بحث آفاق التعاون الثنائي بين سوريا وإيطاليا، لا سيما في مجالات تطوير البنية التحتية للنقل البري وشبكات السكك الحديدية، كما ناقش الطرفان إمكانية الاستفادة من الخبرات الإيطالية في مشاريع إعادة تأهيل الطرق السريعة بين المحافظات السورية، ودعم جهود الربط الإقليمي من خلال تطوير شبكات السكك بما يخدم الاقتصاد المحلي والتبادل مع دول الجوار.

اقرأ المزيد
٢٨ مايو ٢٠٢٥
"الشهباء" تُتوج كعروس التحرير .... لماذا حلب مفتاح النصر ..؟

شارك رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع"، خلال زيارة إلى مدينة حلب، في فعالية "حلب مفتاح النصر"، في زيارة هي الثالثة للمحافظة، كانت الأولى عقب تحرير المدينة مباشرة من حكم نظام الأسد في يوم الأربعاء 4 كانون الأول/ ديسمبر 2024، تلاها بزيارة عقب جولة أجراها بعد تسلمه رئاسة الجمهورية شملت  الساحل السوري وإدلب وحلب.


أجرى "الشرع" أول زيارة للمدينة يوم الأربعاء 4 كانون الأول/ ديسمبر، كانت الأولى إلى مدينة حلب، وجال مصحوباً بمرافقة كبيرة بين المدنيين، ونشرت صور له في "قلعة مدينة حلب الأثرية"، لتكون أول زيارة له إلى المدينة  بعد تحريرها من قبضة النظام ضمن عملية "ردع العدوان".

وكان حقق مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية"، يوم الجمعة 29 تشرين الثاني 2024، تقدماً نوعياً ومفاجئاً في معركة "ردع العدوان"، بدخول أحياء مدينة حلب، في مشهد يُعيد أمجاد معارك التحرير لسنوات طويلة مضت، ليتم ذلك في اليوم الثالث من بدء المعركة، مع تحقيق إنجازات كبيرة على جبهات جنوبي حلب وريف إدلب الشرقي بتحرير عشرات المناطق واغتنام دبابات ومدافع وراجمات بالعشرات، قبل التوسع منها كبداية التحرير باتجاه تحرير سوريا كاملة.

وكانت أظهرت إدارة المعركة سواء العسكرية أو السياسية تفوقاً ووعياً كاملاً في طبيعة المرحلة والمواقف الدولية، وأصدرت بيانات طمأنة لكل المكونات والأقليات الكردية - المسيحية - الشيعية وربما لاحقاً العلوية) وبعثت برسالات أظهرت ارتياحاً دولياً من سير العمليات وعدم التعرض لتلك الأقليات، وهذا ماسيكون في بلدات السلمية ومحردة بريف حماة رغم مشاركة أبنائها من الطائفة المسيحية بقيادة "نابل العبد الله" في جرائم الحرب ضد المدنيين، وماينتظر مدينة حماة هو سيناريوا حلب تماماً، ولكن يحتاج لوقت وصبر لا أكثر.

وشكل دخول الفصائل مدينة حلب، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة "ردع العدوان" لترسم خارجة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.

رمزية مدينة حلب في الثورة السورية: بين المجد والتضحيات والانتصار
تُعدّ مدينة حلب من أكثر المدن السورية التي حملت رمزية ثورية مركبة، جمعت بين الثقل الاستراتيجي والرمزية الشعبية والنضال العسكري والسياسي والإنساني، ما جعلها محوراً أساسياً في سردية الثورة السورية منذ بدايتها وحتى لحظة التحرير وما بعدها. ويمكن تلخيص رمزية حلب في الثورة من خلال الجوانب التالية:

حلب، كبرى المدن السورية من حيث الكثافة السكانية والثقل الصناعي، كانت لعقود ركيزة النظام اقتصادياً، لكن انضمامها للثورة منتصف عام 2012 شكّل نقطة تحوّل استراتيجية، إذ كسرت مقولة أن المدن الكبرى ترفض الثورة، وأعادت التوازن للميدان الشعبي والعسكري.

مهدٌ للقادة والمقاومة الشعبية
قدّمت حلب قادة ميدانيين وشخصيات رمزية أصبحت أيقونات للثورة، مثل: (عبد القادر الصالح (أبو صالح) قائد لواء التوحيد، أبو فرات القائد الذي استشهد بعد تحرير مدرسة المشاة، أحمد سندة، وعشرات القادة المحليين، وآلاف الشهداء من أبناء المدينة وأريافها. وتحولت أحياؤها مثل "صلاح الدين" و"الأنصاري" إلى ساحات مواجهة تُذكر في كل رواية ثورية.

كانت حلب عنواناً للمعاناة تحت الحصار والقصف، وخاصة خلال السنوات 2015-2016، حين نفّذ النظام وحلفاؤه (خاصة روسيا) حملة عسكرية شرسة استهدفت المشافي والأسواق والأحياء المدنية، ما جعل المدينة **رمزاً للمأساة السورية** في الإعلام الدولي، ومحرّكاً للرأي العام العالمي.

رمز للخذلان الدولي والمقاومة المتواصلة
مثّلت حلب إحدى أكثر لحظات الثورة إيلاماً حين سقطت بيد قوات النظام في كانون الأول 2016، وسط صمت دولي واكتفاء بالمواقف. لكن هذا لم يُلغِ رمزية المدينة كعنوان للصمود، بل زادها قداسة ثورية لأنها دفعت الثمن الأكبر.

نقطة تحوّل في المعادلة الوطنية بعد التحرير
مع سقوط نظام الأسد في 2024، عادت حلب لتكون العاصمة المعنوية للثورة المنتصرة. احتضنت الفعاليات الوطنية الكبرى مثل "حلب مفتاح النصر"، وأصبحت رمزاً لبداية بناء الدولة المدنية الجديدة، خصوصاً لما تمثله من تنوع سكاني وثقافي، ومن ثقل صناعي يؤهلها لقيادة مرحلة إعادة الإعمار.

رمزٌ للوحدة الوطنية والعيش المشترك
تُعرف حلب بتنوّعها الديني والطائفي والمجتمعي، إذ يعيش فيها المسلمون والمسيحيون، السنة والشيعة، العرب والأكراد، وغيرهم. هذا التنوع جعل من حلب نموذجاً حقيقياً للتعايش السوري، ما منحها موقعاً رمزياً في سردية الثورة باعتبارها الردّ الأقوى على محاولات الطائفية والتقسيم.


بوابة النصر السياسي والشعبي
كان تحرير حلب بداية النهاية الفعلية للنظام، ومنها أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع انطلاق مرحلة الدولة الجديدة. فالمدينة لم تكن فقط ساحة مواجهة، بل أصبحت مفتاح مشروع الدولة الوطنية البديلة، ومنصة انطلاق لمرحلة التغيير المؤسساتي والسياسي.

حلب ليست مجرد مدينة سورية، بل مفصلٌ تاريخي في مسار الثورة، حملت معاناة الناس، صمدت، قاومت، ودفعت الثمن، ثم نهضت مجدداً لتقود مرحلة التحرير والبناء. ومن هنا، كانت وستبقى رمزاً خالداً للثورة السورية، ولإرادة السوريين في الحرية والكرامة والسيادة الوطنية.

اقرأ المزيد
٢٨ مايو ٢٠٢٥
معبر نصيب يُعلن إحباط محاولة لتهريب شحنة كبيرة من المواد المخدرة باتجاه السعودية

أحبطت الكوادر العاملة في معبر نصيب الحدودي محاولة لتهريب شحنة كبيرة من المواد المخدرة، كانت مخبأةً بعناية داخل إحدى الشحنات التجارية المتجهة إلى المملكة العربية السعودية.

وجاء ضبط الشحنة نتيجة اليقظة الشديدة وعمليات التفتيش الدقيقة التي تنفذها فرق الجمارك والأمن في المعبر بشكل مستمر، في إطار جهودها لمكافحة التهريب وتأمين حركة العبور والحفاظ على سلامة وأمن الحدود، فيما سيتم نشر التفاصيل الكاملة مع الصور فور الانتهاء من التحقيقات اللازمة.

في سياقٍ متصل، أكدت مصادر محلية في ريف السويداء أن طيراناً حربياً يُعتقد أنه أردني، نفذ مساء أمس غارة جوية استهدفت منزلًا قيد الإنشاء في قرية الشعاب الواقعة جنوب شرقي المحافظة، قرب الحدود السورية الأردنية.

وبحسب المعلومات الأولية، فإن الغارة استهدفت منزل المدعو محمد عيد الرمثان، أحد أبرز المتهمين بإدارة شبكات تهريب المخدرات جنوب سوريا، والمنتمي إلى إحدى العشائر البدوية المحلية، فيما لم تُعرف بعد الحصيلة الدقيقة للخسائر البشرية أو المادية.

وأشارت المصادر إلى أن القصف تسبّب بانفجار قوي سُمع صداه في المناطق المجاورة، وسط تحليق مستمر للطيران الحربي في المنطقة، وتأتي هذه الغارة في إطار سياسة أردنية باتت واضحة مؤخراً تعتمد على الضربات الاستباقية لاستهداف شبكات التهريب، وخصوصاً شبكات الكبتاغون والأسلحة القادمة من الجنوب السوري.

الأردن يعتمد استراتيجية الضربات الاستباقية:
ويأتي هذا التصعيد استكمالاً للنهج الأردني الذي بدأ منذ سنوات، في استهداف ما تسميه عمّان بـ"بؤر التهريب الخطرة" على حدودها الشمالية، خاصة مع ارتفاع معدلات التسلل وتهريب المخدرات من الأراضي السورية عبر محافظة السويداء إلى الأردن.

وقد نفّذ الأردن في الأعوام الأخيرة سلسلة غارات جوية داخل الأراضي السورية استهدفت منازل ومستودعات يُعتقد أنها تُستخدم لتخزين وتهريب المواد المخدرة، لا سيما حبوب الكبتاغون.

ورغم عدم صدور بيان رسمي من عمّان أو دمشق بشأن الغارة الأخيرة، إلا أن السلطات الأردنية لطالما أكدت في بيانات سابقة تصميمها على اتخاذ كافة الإجراءات العسكرية والاستخباراتية اللازمة لمنع عمليات التسلل والتهريب وحماية حدودها وأمن مواطنيها.

عمليات أمنية متواصلة على الحدود الأردنية:
وكان الجيش الأردني أعلن فجر الأربعاء 7 أيار، عن إحباط محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة من الأراضي السورية إلى المملكة، مشدداً على استمرار القوات المسلحة الأردنية في استخدام جميع إمكانياتها للتصدي لهذه العمليات.

وأوضح مصدر عسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن قوات حرس الحدود في المنطقة العسكرية الشرقية وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية وإدارة مكافحة المخدرات تمكنت من إحباط المحاولة بعد رصد مجموعة من المهربين أثناء محاولتهم عبور الحدود بطرق غير شرعية، ما استدعى تحريك دوريات رد الفعل السريع وتطبيق قواعد الاشتباك وإجبار المهربين على الفرار نحو العمق السوري، لافتاً إلى أن عمليات البحث اللاحقة أسفرت عن ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة.

وفي حادثة مشابهة، أعلنت القوات المسلحة الأردنية مساء الأحد 4 أيار، عن إفشال محاولة تهريب وتسلل أخرى من سوريا، وذلك عبر تطبيق قواعد الاشتباك أيضاً وإجبار المهربين على الانسحاب إلى داخل الأراضي السورية، وضبط كميات كبيرة من المخدرات.

وتثير هذه التطورات المتكررة تساؤلات حول مستوى التنسيق الأمني بين دمشق وعمّان، خصوصاً مع تكثيف الأردن إجراءاتها الحدودية منذ بداية عام 2025، نتيجة ارتفاع عدد محاولات تهريب المخدرات والأسلحة القادمة من الأراضي السورية.

وتُعتبر منطقة حوض اليرموك وقرية كويا من أبرز المناطق الحدودية الحساسة التي شهدت توترات أمنية متعددة، كان آخرها محاولة إسرائيلية للتوغل في المنطقة، ما أدى لوقوع مواجهات مع المدنيين أسفرت عن شهداء وجرحى.

اقرأ المزيد
٢٨ مايو ٢٠٢٥
الدالاتي ينفي قيامه بأي مفاوضات مباشرة مع إسرائيل 

نفى العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، بشكل قاطع الأنباء التي تداولتها وكالة “رويترز” عن مشاركته في لقاءات تفاوضية مباشرة مع مسؤولين إسرائيليين، مؤكدًا أن هذه الادعاءات “لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى الدقة والمصداقية”.

وقال الدالاتي، في تصريح لقناة الإخبارية السورية مساء الثلاثاء 27 أيار/مايو، إنه ينفي بشكل قاطع مشاركته في أي جلسات تفاوضية مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، وأضاف: “القيادة السورية تواصل القيام بكافة الإجراءات الضرورية لحماية الشعب السوري والدفاع عن سيادة ووحدة أراضي الجمهورية، وذلك باستخدام جميع الوسائل المشروعة”.

وجاء نفي الدالاتي عقب تقرير نشرته وكالة “رويترز” في اليوم ذاته، ذكرت فيه، نقلاً عن خمسة مصادر لم تُسمّها، أن مسؤولين سوريين وإسرائيليين أجروا اجتماعات مباشرة خلال الأسابيع الماضية في مناطق حدودية، بهدف تخفيف التوتر الأمني، ومنع التصعيد في الجولان ومحيطه.

وبحسب تقرير الوكالة، فإن العميد أحمد الدالاتي كان يقود هذه الاتصالات من الجانب السوري، استنادًا إلى ما وصفته بـ”مصادر سورية وغربية واستخباراتية إقليمية”. وزعمت الوكالة أن اللقاءات تضمنت عدة جولات وجهاً لوجه، جرت في مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية، دون تحديد أسماء المشاركين من الطرف الإسرائيلي.

ووفق رواية “رويترز”، فإن هذه اللقاءات جاءت استكمالاً لقنوات اتصال غير مباشرة بدأت بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي، مدفوعة بدعم أميركي لمقاربة جديدة تشجّع على التواصل بين دمشق وتل أبيب.

وأضافت الوكالة أن الدالاتي، الذي كان يشغل منصب محافظ القنيطرة، تولّى الملف الأمني في المنطقة الجنوبية، بما فيها السويداء، بعد تعيينه مؤخراً من قبل الحكومة السورية الجديدة، مشيرةً إلى أن ذلك أتاح له – بحسب زعمهم – لعب دور في الاتصالات الأمنية الجارية.

كما ادّعت أن هذه المحادثات تهدف إلى تهدئة الجبهة الجنوبية، وقد تُمهد لاحقاً لـ”تفاهمات سياسية أوسع”، لكنها لا ترقى حتى الآن إلى “تطبيع” أو علاقات علنية.

تصريحات الدالاتي أعادت تأكيد الموقف الرسمي السوري الرافض لأي تواصل مباشر مع إسرائيل خارج إطار قرارات الشرعية الدولية. ويأتي هذا النفي في وقت سبق فيه للرئيس السوري أحمد الشرع أن تحدث في 14 أيار الجاري عن وجود “اتصالات غير مباشرة تهدف إلى تهدئة التوتر”، دون أن يربطها بأي مفاوضات سياسية مباشرة.

وكانت وكالة “رويترز” قد ربطت هذه الاتصالات غير المباشرة بدعم أميركي لمسار تقارب أمني في الجبهة الجنوبية، خاصة بعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض، وهو اللقاء الذي وُصف بأنه “نقطة تحول” في السياسة الأميركية تجاه سوريا بعد سقوط النظام السابق.

 

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
١١ ديسمبر ٢٠٢٥
الحق ينتصر والباطل ينهار: مفارقة "المذهان" وداعمي الأسد أمام العدالة
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٤ ديسمبر ٢٠٢٥
سوريا الجديدة تستقبل مجلس الأمن: سيادة كاملة واعتراف دولي متزايد
أحمد نور الرسلان
● مقالات رأي
١ ديسمبر ٢٠٢٥
من يكتب رواية السقوط؟ معركة “ردع العدوان” بين وهم التوجيه الدولي وحقيقة القرار السوري
أحمد ابازيد - رئيس تحرير شبكة شام
● مقالات رأي
٢٦ نوفمبر ٢٠٢٥
قراءة في مواقف "الهجري وغزال" وتأثيرها على وحدة سوريا
أحمد نور الرسلان
● مقالات رأي
٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥
بين القمع الدموي في 2011 وحماية التظاهرات في 2025: قراءة في التحول السياسي والأمني
أحمد نور الرسلان
● مقالات رأي
٦ نوفمبر ٢٠٢٥
"أنا استخبارات ولاك".. حادثة اختبار مبكر لهيبة القانون في مرحلة ما بعد الأسد
أحمد نور الرسلان
● مقالات رأي
٣ نوفمبر ٢٠٢٥
فضل عبد الغني: عزل المتورطين أساس للتحول الديمقراطي في سوريا
فضل عبد الغني