
“المنجنيق” الإعلامي توقف … تنظيم الدولة يعلن عن مقتل “أبي محمد العدناني” في حلب
“استشهاد الشيخ أبي محمد العدناني المتحدث باسم الدولة الإسلامية أثناء تفقّده لصد الحملات العسكرية على حلب”، بهذه الكلمات أعلن تنظيم الدولة عن فقدانه “المنجنيق" وهو أحد أبرز وجوه الظاهرة على الملئ ، و الفاعلين بشكل كبير في صفوفه التنظيمية و الادارية و العسكرية ، لتكون الضربة الأقسى للتنظيم بعد شهور طويلة من الانكسارات الميدانية ، المترافقة مع خسارات كبيرة في الأرض و العتاد و المقاتلين.
قتل أبي محمد العدناني، في المنطقة التي توعد فيها كثير الثوار بالهزيمة و الانكسار ، واصفاً اياهم بـ”المرتدين” و “الصحوات” ، معتبرهم الخطر الأكبر على التنظيم من كل الدول التي تحاربه، قتل في المكان الذي ينتظر فيه أن يشهد الموقعة الأبرز لتنظيمه “دابق” التي لطالما تغنى بها .
طه صبحي فلاحة، هو الاسم الحقيقي لـ”أبي محمد العدناني” ولد في سوريا عام 1977، في بلدة بنش في محافظة إدلب، تم اعتقاله من قبل جهاز أمن الدولة التابع لنظام الأسد مراراً وخضع للتحقيق، وسجن ثلاث مرات بسوريا "على خلفيات دعوية وجهادية".
باشر العدناني العمل القتالي التنظيمي ضمن “القاعدة” في عام 2000، وبايع الزعيم السابق للقاعدة بالعراق أبو مصعب الزرقاوي، وبعد دخول الأميركيين العراق حيث اتجه إليها، و اختفى هناك طوال سنوات ليعود و يظهر بعد أن أرسله البغدادي إلى هناك أواخر عام 2011 على رأس مجموعة من عناصر التنظيم إلى سوريا لقتال ، برفقة أبو محمد الجولاني، تحت مسمى "جبهة النصرة لأهل الشام”.
عاد العدناني للظهور على الساحة مرة أخرى عندما أعلن مبايعته البغدادي أميرا "لدولة الخلافة الإسلامية"، وظهر في مقطع فيديو على الشريط الحدودي بين سوريا والعراق في الثلاثين من حزيران 2014 أعلن فيه قيام "دولة الخلافة" على الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.
يطلق تنظيم الدولة على العدناني لقب "المنجنيق"، كونه المصدر الرئيسي لنشر الرسائل الرسمية، بما في ذلك إعلان إنشاء الخلافة الإسلامية، كما يصدر تسجيلات صوتية وبيانات مكتوبة، تتناول عمليات التنظيم في العراق وسوريا، واشتهر بتهديداته وتصريحاته التي طالت العديد من دول العالم، والتي من أبرزها "إننا نريد باريس قبل روما، ونريد كابول، وكراتشي، والرياض، وعمّان، وأبوظبي وغيرها".
اكتشفت المخابرات الأميركية أنها اعتقلت العدناني وزجت به في سجن "بوكا" المخصص للمعتقلين الإسلاميين المتشددين، وذلك في 31 مايو/أيار 2005 في محافظة الأنبار العراقية، لكنه نجح في خديعة القوات باستخدامه اسما مزوراً، وهو ياسر خلف حسين نزال الراوي، ولعدم إدراك قوات التحالف أهميته قامت بالإفراج عنه عام 2010.
وصفته الولايات المتحدة لاحقا بأنه "إرهابي عالمي"، وقالت إنه أحد المقاتلين الأجانب الأوائل، الذين يعارضون قوات التحالف الذي تقوده في العراق منذ عام 2003، وكشفت الاستخبارات الأميركية أن اعتداءات باريس التي وقعت في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 وتفجيرات برج البراجنة في ضاحية بيروت، خضعت لإشراف أبو محمد العدناني.
وفي الخامس من مايو/أيار 2015، أعلنت الخارجية الأميركية أنها ستمنح مكافأة يبلغ قدرها خمسة ملايين دولار مقابل معلومات عن العدناني.
قبل حلول شهر رمضان عام 2016 -وهو الشهر الذي وقع فيه هجوم أورلاندو- دعا تسجيل صوتي منسوب للمتحدث باسم تنظيم الدولة أنصارَ التنظيم إلى شن هجمات على الولايات المتحدة وأوروبا خلال الشهر الفضيل.
وقال العدناني إن "رمضان شهر الغزو والجهاد"، وأضاف "اجعلوا هذا الشهر بمشيئة الله شهر المصائب على الكفار في كل مكان، هذه (الدعوة) موجهة خصيصا إلى أنصار الخلافة الإسلامية في أوروبا وأميركا".
لينتهي به المطالف اليوم قتيلاً في حلب، دون أن يحدد التنظيم مكان مقتله على وجه الدقة و على أي جبهة.