"يونيسف" تتفقد أطفال "داعش" في سجن الصناعة بمدينة الحسكة
بعد يوم من توجيه منظمة "هيومن رايتس ووتش" انتقادات لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" على خلفية تعاملها مع المعتقلين الأطفال في سجن الصناعة بحي غويران بمدينة الحسكة، خلال المواجهات الأخيرة مع تنظيم "داعش"، زار وفد من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" السجن المذكور الذي يحتجز فيه عناصر من التنظيم مع أطفالهم.
وذكرت "قسد"، على موقعها الإلكتروني الرسمي، أنّ زيارة وفد "يونيسف" تركّزت على المهاجع الخاصة بالمراهقين المرتبطين بـ"داعش"، بعد أن تم فرزهم من العناصر البالغين داخل السجن والاطلاع على أوضاعهم، مشيرة إلى أنّ وفد "يونيسف" كان برئاسة مدير مكتب "يونيسف" في سوريا بو فيكتور نيولاند، إلى جانب مديرة مكتب "يونيسف" في القامشلي ناتاشا ستويكوفسكا.
وأضافت أنّ ضباطاً من "قسد" قدّموا للوفد شرحاً عن الوضع الميداني وتداعيات الهجوم الذي تعرض له السجن من الخارج، والعصيان الذي رافقه داخل السجن من قبل السجناء، كما تم تزويد مسؤولي "يونيسف" بالمعلومات المتعلقة بوضع المراهقين المرتبطين بـ"داعش".
و"يونيسف" هي الجهة الأممية الوحيدة التي سمح لها بالوصول إلى سجن الصناعة، منذ الهجوم الذي تعرّض له السجن الشهر الماضي.
وكانت "قسد" نقلت قسماً من عناصر "داعش" ممن كانوا محتجزين في سجن الصناعة إلى سجن الصناعة الجديد، المحاذي للجهة الشرقية للسجن القديم، كونه لم يتعرض لأضرار فادحة، وهو يتكون من 8 أبنية ومحصّن بدرجة أكبر.
كما نقلت "قسد" سجناء آخرين إلى سجون القامشلي وسجن الشدادي جنوبي الحسكة.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد أعربت، أول من أمس الجمعة، عن قلقها حيال مصير مئات الأطفال ممن كانوا محتجزين في سجن الصناعة بحي غويران، بعد الأحداث الأخيرة التي أعقبت هجوم تنظيم "داعش" على السجن، مشيرة إلى إجلاء هؤلاء الأطفال إلى مكان آخر، ومقتل العديد منهم خلال اقتحام قوات سورية الديمقراطية "قسد" السجن.
وطالبت المنظمة، في بيان لها، "قسد"، المسيطرة على مناطق شمال شرقي سوريا، بـ "ضمان المعاملة الإنسانية لجميع الرجال والصبية الذين تم إجلاؤهم واستعادتهم من سجن الصناعة".
وحثت القوات الأميركية والبريطانية على "تقييم ما إذا كانت قسد قد امتثلت لقوانين الحرب في أثناء عمليات استعادة السجن، واتخذت الإجراءات الممكنة في أثناء عمليات البحث عن أعضاء داعش الفارين والمحتجزين".
ووفق "هيومن رايتس ووتش"، فإنّ معركة استعادة السيطرة على السجن، الذي كان يضم نحو 4000 من الذكور المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم "داعش"، ومن بينهم 700 فتى، خلّفت أكثر من 500 قتيل، معظمهم من سوريا والعراق والبقية من عشرات الدول الأخرى، وما زالوا محتجزين بشكل غير قانوني في ظروف مزرية لما يقرب من ثلاث سنوات، وفق المنظمة.