
وفاة موقوف في مشفى إزرع تثير جدلاً واسعاً.. و"الأمن العام" يوضح ملابسات القضية
أوضح مصدر أمني في محافظة درعا أن الموقوف "محمد محمود الرفاعي" توفي نتيجة احتشاء في عضلة القلب، وذلك عقب تدهور حالته الصحية أثناء احتجازه في مفرزة الأمن العام بمدينة إزرع. وأكد المصدر أن وفاة الرفاعي وقعت داخل مشفى المدينة، بعد سلسلة من الفحوصات والإجراءات الطبية.
وبيّن المصدر أن توقيف الرفاعي تم بتاريخ 3 نيسان الجاري من قبل مفرزة الأمن في بلدة المسيفرة، بتهمة الانتماء إلى مجموعة مسلحة متورطة بجرائم قتل وانتهاكات، قبل أن يُنقل إلى مفرزة إزرع. وأثناء احتجازه هناك، حاول الفرار ما تسبب بإصابته بجروح سطحية في الوجه واليدين.
وأضاف أن حالته الصحية تدهورت في اليوم التالي، ما استدعى نقله إلى مشفى إزرع لتلقي العلاج الإسعافي، حيث أجريت له الفحوصات اللازمة، ثم أعيد إلى المفرزة. إلا أن حالته ساءت مجددًا بعد ساعات، ليُنقل مرة أخرى إلى المشفى، حيث تقرر إبقاؤه تحت المراقبة الطبية قبل أن يُعلن عن وفاته لاحقًا نتيجة نوبة قلبية، بحسب تقرير الطبيب الشرعي. وأشار التقرير إلى أن العلامات الزرقاء الظاهرة على جسده ناجمة عن الوفاة، وليست آثار تعذيب.
وأكد المصدر أن وزارة الداخلية أوقفت عددًا من العناصر المسؤولين عن عملية التوقيف، وفتحت تحقيقًا رسميًا في القضية تمهيدًا لإحالتها إلى النيابة العامة لكشف جميع الملابسات ومحاسبة أي طرف يثبت تقصيره.
اتهامات وتعليقات متباينة بعد انتشار صور الجثمان
وتناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لجثمان الرفاعي، أظهرت كدمات وعلامات زرقاء، رُجّح أنها نتيجة تعرضه للتعذيب، ما أثار موجة من الانتقادات واتهامات مباشرة لجهاز الأمن العام، لا سيما في ظل الغموض الذي أحاط بظروف الوفاة.
وكانت عائلة الرفاعي قد أبلغت، باستلام جثمانه من مشفى بصرى الشام، بعد انتهاء الكشف الطبي عليه من قبل الطبيب الشرعي، في حين شددت عدة جهات محلية على ضرورة الكشف العلني عن نتائج التحقيق وضمان محاسبة المسؤولين.
خلفية أمنية مثيرة للجدل وماضي مثقل بالاتهامات
ووفق معلومات نشرها "تجمع أحرار حوران"، فإن الرفاعي كان سابقًا عنصراً في مجموعة مسلحة يقودها "محمد علي الرفاعي" المعروف بلقب "أبو علي اللحام"، وهو قيادي مرتبط سابقًا بجهاز المخابرات الجوية، وتُتهم مجموعته بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك الاغتيالات والاعتقالات لصالح أجهزة النظام البائد.
كما تداول ناشطون صورة حديثة للشاب "محمد الحشيش"، وهو يرتدي زي الشرطة السورية الجديدة، قيل إنه التحق بجهاز الشرطة في محافظة إدلب قبل أيام من توقيفه، ما أثار تساؤلات حول آلية قبول بعض الأفراد المتورطين بانتهاكات سابقة في المؤسسات الأمنية.
وأشار نشطاء إلى أن الحشيش كان أحد عناصر مجموعة اللحام، والتي وُجهت لها اتهامات بالخطف والتصفية الميدانية والابتزاز وتجارة المخدرات، وفق تقارير حقوقية، ما جعل خلفيته الأمنية محل جدل واسع.
دعوات للمحاسبة ومطالب بالكشف عن الحقائق
وطالب حقوقيون وناشطون محليون بفتح تحقيق مستقل وشفاف في ملابسات وفاة محمد الرفاعي، مؤكدين أن المساءلة والمحاسبة تمثل حجر الأساس في بناء جهاز أمني يحترم الحقوق، ويستعيد ثقة المواطنين بعد عقود من الانتهاكات في عهد النظام السابق.