
وزير الاتصالات السوري يختتم زيارة للرياض مؤكداً انطلاق شراكة رقمية مع السعودية
اختتم وزير الاتصالات وتقانة المعلومات السوري عبدالسلام هيكل زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية استمرت أسبوعًا، وشهدت لقاءات مع مسؤولين حكوميين وقادة شركات كبرى، ركزت على تعزيز التعاون في مجالات الاتصالات والتحول الرقمي وريادة الأعمال والصحة الإلكترونية.
وقال هيكل، في بيان صدر بدمشق اليوم السبت (7 سبتمبر/أيلول)، إن الزيارة شكّلت “خطوة استراتيجية نحو تكامل رقمي” بين البلدين، مشيرًا إلى أن الرؤية المشتركة التي يدعمها الرئيس السوري أحمد الشرع وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ستُترجم قريبًا إلى مشروعات ملموسة تخدم شعبي البلدين.
لقاءات رفيعة
بدأت الزيارة في 30 أغسطس/آب، حيث شارك الوفد السوري في “الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات” بالرياض، بدعوة من وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبدالله السواحة. وعقد الوزيران اجتماعًا موسعًا بحضور قادة منظومة الاقتصاد الرقمي والفضاء والابتكار في المملكة ورئيس مجلس الأعمال السوري–السعودي محمد أبو نيان، ناقشوا فيه سبل تمكين البنية التحتية الرقمية ودعم الابتكار وريادة الأعمال.
وزار الوزير السوري مركز ريادة الأعمال الرقمية “كود” التابع لوزارة الاتصالات السعودية، واطّلع على برامجه الداعمة لرواد الأعمال، فيما عُقدت جلسات نقاشية لبحث الفرص الاستثمارية المشتركة وتبادل الخبرات في تنمية الاقتصاد الرقمي.
تعاون مع القطاع الخاص
وفي إطار الانفتاح على الشركات الكبرى، زار هيكل مقر شركة الاتصالات السعودية STC، وبحث آفاق التعاون في تطوير البنية التحتية الرقمية والخدمات ونقل الخبرات وبناء القدرات الوطنية. وأكد خلال اللقاء أهمية الاستفادة من تجربة الشركة في مسار إعادة تأسيس البنية التكنولوجية بسوريا.
كما شملت الجولة لقاءً مع وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل لبحث التعاون في مجال الصحة الرقمية، حيث اطلع الوفد السوري على مستشفى صحة الافتراضي ومركز القيادة والتحكم، ضمن تجربة المملكة في التحول الرقمي الصحي.
التحول الحكومي
إلى جانب ذلك، زار الوفد هيئة الحكومة الرقمية ومركز الابتكار السعودي بالرياض، حيث شدد هيكل على أن التحول الرقمي الحكومي يُعد من أولويات المرحلة الراهنة في سوريا، وأن تبادل الخبرات والمنهجيات الحديثة سيساعد على بناء مؤسسات ذكية تقدم خدمات شفافة وفعالة للمواطنين.
دلالات الزيارة
تأتي هذه الزيارة في سياق متسارع من تقارب اقتصادي سوري–سعودي، شهد خلال الأشهر الماضية توقيع عشرات الاتفاقيات في قطاعات الطاقة والاستثمار. ويؤكد مراقبون أن التركيز هذه المرة على الاتصالات والتحول الرقمي يعكس توجه البلدين إلى بناء شراكات طويلة الأمد في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد المعرفي، باعتبارها رافعة أساسية لإعادة إعمار سوريا وبناء اقتصاد متنوع ومستدام.