
هيومن رايتس ويتش تطالب نظام الأسد بالتوقف عن عرقلة وصول المساعدات للمناطق المحاصرة
طالبت منظمة هيومن رايتس ويتش نظام الأسد الوفاء بالتزاماته وأن يتوقف عن العرقلة غير القانونية لوصول المساعدات الغذائية والطبية في جميع أنحاء سوريا.
قال نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "رغم أن تسليم المساعدات تحسّن الشهر الماضي، فإنه ما يزال يكاد لا يكفي. كثير من السوريين ما يزالون لا يتلقون المساعدات التي يحتاجون إليها. على الحكومة السورية التوقف عن استخدام المساعدات كوسيلة ضغط والسماح فورا بوصولها إلى المدنيين المحاصرين جميعا".
و نقل تقرير المنظمة عن محمد شحادة، العضو في المجلس المحلي بداريّا، قوله إن الحصار حرم المدينة من الماء والكهرباء. وقال شحادة من داخل داريّا إن "الطعام شحيح جدا هنا. اعتدنا الاعتماد على المدّخرات وجلب المواد الغذائية من مدينة مجاورة، ولكن منذ شدّدت الحكومة الحصار لا نستطيع جلب أي طعام أو دواء". أضاف شحادة أن معظم الناس زرعوا محاصيل غذائية مثل السبانخ والبقول في حدائقهم للبقاء على قيد الحياة.
قال شحادة إن الوضع الطبي يزداد سوءا يوما بعد يوم: " نعوز الأدوية، واضطررنا لاستخدام الأدوية منتهية الصلاحية عدة مرات". أضاف: "هناك مشفى ميداني واحد فقط يخدم المدينة بأكملها، ولا يمكن تنفيذ عديد من العمليات الجراحية بسبب نقص المعدات".
أماعبد الله الشامي، عامل الإغاثة المحلي، قال لـ هيومن رايتس ووتش من داخل دوما إن أحد الخيارات هو شراء المواد الغذائية التي دخلت عبر طرق التهريب، ولكن لا يمكن لمعظم السكان ذلك بسبب ارتفاع سعرها.
قال الشامي إن "مستوى الفقر في دوما مدمّر". أضاف: "الناس في دوما غير قادرين على شراء الأساسيات مثل الخبز والأرز لأننا لا نستطيع تحمل الأسعار. الأدوية أيضا نادرة وإيجاد العلاج المناسب للمرضى يكاد يكون من المستحيل لأنه لا توجد مستشفيات هنا".
و اتهمت المنظة الأسد بعرقلة قوافل المساعدات عبر نظام بيروقراطي يحتاج لثمان مراحل نعقدة و طويلة ، مؤكدة أن المساعدات لم تصل إلى نحو ٧٠٪ من المناطق المحاصرة
و أكدت هيومن رايتس ووتش إن إخلاء الجرحى المدنيين من المناطق المحاصرة ما يزال إشكاليا. قال عامل إغاثة إنه تم إخلاء 15 شخصا فقط لأسباب طبية الأسبوع الماضي من الزبداني ومعرة مصرين اللتين تحاصرهما الحكومة، ومن الفوعة وكفريا اللتين تحاصرهما جماعات مسلحة مناهضة للحكومة. كانت هناك بعض عمليات الإخلاء الطبي في مارس/آذار من مضايا، وهي البلدة التي تحاصرها الحكومة ولفتت انتباه العالم في وقت سابق من هذا العام لأن أهلها عانوا المجاعة. قال عامل إغاثة إن 300 مدنيا يحتاجون إلى الإخلاء الطبي العاجل ما يزالون عالقين في مضايا.
قالت هيومن رايتس ووتش إن على "المجموعة الدولية لدعم سوريا" التي تضمّ الولايات المتحدة وروسيا، استخدام نفوذها للضغط على الحكومة السورية وأطراف النزاع الأخرى من أجل السماح للمساعدات بالوصول دون عراقيل، لا سيما إلى جميع المناطق التي يصعب الوصول إليها والمحاصرة في البلاد.
قال نديم حوري: "لا يمكن للحكومة السورية تبرير تكتيك التجويع المستمر التي تستخدمه في مناطق حول دمشق، أو تبرير إزالتها الأدوية الأساسية من قوافل المساعدات. يجب ألا يتطلب الأمر ضجة إعلامية كبيرة كتلك التي سلطت الضوء على مضايا، لتذكير العالم ودفع الحكومة إلى الامتثال لالتزاماتها".