نهر العاصي يختنق بالعطش.. أسوأ جفاف منذ أكثر من نصف قرن
نهر العاصي يختنق بالعطش.. أسوأ جفاف منذ أكثر من نصف قرن
● أخبار سورية ١ سبتمبر ٢٠٢٥

نهر العاصي يختنق بالعطش.. أسوأ جفاف منذ أكثر من نصف قرن

يشهد نهر العاصي في سهل الغاب شمال غرب سوريا أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من نصف قرن، وفق ما رصد تقرير رسمي حيث تحوّل شريان الحياة إلى أرض متشققة وبرك راكدة، في مشهد ينذر بأزمة بيئية ومعيشية غير مسبوقة.

وأفاد المواطن "باسم حبابة"، وهو صياد من بلدة التمانعة، أن منسوب المياه انخفض بشكل خطير، ما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الأسماك بفعل الجفاف وارتفاع الحرارة، إضافة إلى تراجع معدلات الأمطار إلى أقل من ربع المستوى السنوي.

وأوضح أن أنواعاً مثل الكرب والسلور المحلي والمشط والعاشب تضررت بشكل واسع، بينما زادت الأزمة مع انتشار السللور الإفريقي الغازي الذي يفترس بيوض الأسماك المحلية ويهدد التنوع البيئي.

وأما الصياد "ماجد عبدو"، من جسر بيت الراس قال: "لم يعد هناك ما نصطاده كنا نبيع السمك لنعيش، أما اليوم فنصطاد لنأكل فقط"، فيما أشار محمد ضاهر من العمقية إلى أن المزارع السمكية انهارت تقريباً.

حيث انخفض إنتاجها من 40% إلى أقل من 10%، وسط تكاليف مرتفعة لضخ المياه من الآبار الجوفية، إضافة إلى تضرر المحاصيل الزراعية وتقليص المساحات المزروعة أو ترك الأراضي بوراً.

واعتبر الصياد "عبد المعين المصري"، أن "الجفاف ليس مجرد نقص ماء.. هو موت لنمط حياة كامل"، ودعا إلى مشاريع طوارئ لضخ المياه من السدود القريبة إلى سرير العاصي، وإنقاذ ما تبقى من الأسماك، إلى جانب إطلاق حملات توعية بيئية تحد من التلوث والصيد الجائر.

وتشهد مناطق الجزيرة السورية هذا العام واحدة من أشد موجات الجفاف منذ عام 1989، ما أدى إلى انخفاض كبير جداً في إنتاج القمح والحبوب، وفاقم أزمة الأمن الغذائي، حيث تعتبر الجزيرة السلة الغذائية الأهم في سوريا.

أراضٍ زراعية خارج الخدمة... وانخفاض قياسي بالإنتاج

ضرب الجفاف هذا العام مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، حيث خرجت نحو مليونَي هكتار من الأراضي البعلية عن الخدمة، فيما لم يتجاوز إنتاج الأراضي المروية من الآبار الجوفية 30 كغ للدونم الواحد، وهو أدنى مستوى إنتاجي منذ سنوات.

ويعزو الخبراء في قطاع الزراعة هذا التراجع الكبير إلى التغير المناخي وشح الأمطار، حيث لم يتجاوز معدل الهطولات الشتوية في بعض المناطق 200 ملم، مقارنة بـ600 ملم في الأعوام الطبيعية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ