نسوة تطرق الأبواب بحثاً عن لقمة العيش في إدلب
نسوة تطرق الأبواب بحثاً عن لقمة العيش في إدلب
● أخبار سورية ١٢ أغسطس ٢٠٢٥

نسوة تطرق الأبواب بحثاً عن لقمة العيش في إدلب

يُعدّ التسول من الظواهر السلبية المنتشرة في معظم مناطق سوريا، بما فيها إدلب، نتيجة عوامل متعددة، أبرزها الفقر المدقع، الحاجة، وغياب مصادر دخل بديلة. في السنوات الأخيرة، لاحظ سكان إدلب وريفها أسلوباً جديداً تتبعه بعض المتسولات، حيث أصبحن يطرقن أبواب المنازل مباشرةً لضمان الحصول على المساعدة.

طلب أي شيء يُستفاد منه
باتت المتسولات يطلبن أي شيء يمكن الاستفادة منه، مثل المواد الغذائية كالزيت والسكر والأرز، أو النقود، أو حتى طعام جاهز لتناوله. وأكد أهالي استقبلوهن أن بعضهن يتمتعن بمظهر لائق لا يوحي بكونهن متسولات، لكنهن غالباً يروين لأصحاب المنازل قصصاً عن ظروف طارئة أجبرتهن على التسول، ومن بينهن أخريات بحالة يُرثى لها.

تروي أم محمد، وهي مقيمة في قرية دير حسان بريف إدلب الشمالي: "زارتني امرأة غريبة في منزلي، وطلبت مني مساعدتها لتأمين علاج لابنتها المصابة بالضمور الدماغي. كان مظهرها الخارجي لائقاً، فلم أتوقع للوهلة الأولى أنها ستطلب المال. لاحقاً، اكتشفتُ بعد تواصلي مع الجارات أنها زارت معظم المنازل المجاورة، لكنها كانت تغيّر تفاصيل القصة التي ترويها كمبرر للتسول".

وفقاً لروايات سيدات استقبلن مثل هذه الحالات، تتعدد القصص التي ترويها المتسولات، فمنهن من تذكر أنها أم لأيتام بعد وفاة زوجها، أو أن لديها فرداً من عائلتها مصاباً بمرض خطير يحتاج إلى علاج، أو أنها تعاني من فقر مدقع لا يتوفر معه ما يسد جوع أسرتها. هذه القصص المؤثرة تدفع الكثيرين، خاصة سيدات المنازل، إلى تقديم المساعدة رغم الشكوك التي قد تنتابهن.

الفقر سبب رئيسي للتسول
التسول ليس ظاهرة جديدة، لكن الحرب وتداعياتها ساهمت في تفاقمها بشكل كبير. فقد أدى الفقر المدقع، تدهور الأوضاع المعيشية، وغياب فرص العمل أو البدائل الكافية إلى دفع آلاف الأسر إلى اللجوء للتسول كوسيلة للبقاء. وبرغم المواقف المحرجة والمخاطر التي قد تواجهها النساء اللواتي بتن يطرقن أبواب المنازل، يستمرن في هذا الأسلوب بحثاً عن المساعدة.

المخاطر التي تواجهها المتسولات
لا تخلو هذه الظاهرة من المخاطر، خاصة عندما تدخل النساء إلى منازل مجهولة لا يعرفن أصحابها. فقد يتعرضن للاستغلال الجسدي أو المادي، أو حتى للسرقة أو الاعتداء. كما أن التنقل بين المنازل يعرضهن لمخاطر الطرقات وانعدام الأمان.  

مخاوف صاحبات المنازل
من ناحية أخرى، تعاني ربات المنازل من الخوف وعدم الثقة، فبعضهن يتساءلن عن صدق نوايا المتسولات، خاصة مع تكرار القصص وتشابهها. كما أن فتح الباب لشخص غريب قد يشكل تهديداً لأمن العائلة، خاصة في ظل الظروف الأمنية غير المستقرة.  

حلول مقترحة
يقترح باحثون مجموعة من الحلول للحد من هذه الظاهرة، مثل: توفير فرص عمل أو مشاريع صغيرة للنساء المعيلات، بالإضافة إلى تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي وتقديم مساعدات منتظمة للأسر الفقيرة، وتوجيه حملات توعوية حول مخاطر التسول، تقديم الجهات المعنية الدعم لهؤلاء الفئات، إلى جانب تفعيل دور الجمعيات الخيرية والمؤسسات المحلية لتقديم الدعم لهم.

ظاهرة تسول النسوة تعكس معاناة إنسانية عميقة تحتاج إلى حلول جذرية، عبر معالجة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع إليه. التكاتف المجتمعي والدعم المنظم يمكن أن يخفف من هذه الظاهرة ويوفر حياة كريمة لمن اضطررن إلى هذا الخيار المُرّ

الكاتب: فريق العمل - سيرين المصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ