![نداء أوجلان المرتقب والسلام مع تركيا.. هل يستجيب حزب العمال الكردستاني؟](/imgs/posts/2025/2/1739095346105.webp)
نداء أوجلان المرتقب والسلام مع تركيا.. هل يستجيب حزب العمال الكردستاني؟
تترقب الأوساط السياسية التركية بحذر نداءً متوقعًا من زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK)، عبد الله أوجلان، منتصف فبراير الجاري، يدعو فيه حزبه إلى التخلي عن السلاح. هذه الخطوة تأتي بعد تحركات سياسية مكثفة شملت لقاءات نواب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب “ديم” مع أوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي، إلى جانب تصريحات متزايدة من مسؤولين أتراك تدعو إلى حل سلمي مع الحزب.
انقسام داخل “العمال الكردستاني” حول الاستجابة للسلام
يرى باكير أتاجان، مدير مركز إسطنبول للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن حزب العمال الكردستاني لن يكون أمامه خيار سوى التفاهم مع تركيا في هذه المرحلة، لكنه يشير إلى وجود أجنحة داخل الحزب لا تدين بالولاء لأوجلان، وأبرزها الجناح المدعوم من إيران، الذي ينشط في العراق وسوريا وتركيا وإيران، ويرفض أي مبادرة سلام.
وفي حديثه لموقع “الحرة”، أوضح أتاجان أن بعض الأجنحة، خاصة في جبال قنديل شمال العراق وشرق سوريا وأوروبا، لن تستجيب بسهولة لنداء أوجلان، لكنها تمثل نحو 30% فقط من القوة العسكرية للحزب.
أما المراقب السياسي محمد بنجويني، فيرى، خلال حديثه لموقع “الحرة”، أن الحزب لن يوافق على التخلي عن السلاح بمجرد كلمة من أوجلان دون ضمانات دولية قوية، تشمل حماية قادته وإيجاد حل شامل للقضية الكردية، وهو أمر تطالب به بعض الأوساط الكردية منذ عقود.
دور إيران وتأثيرها على الحزب
يشير تقرير نشرته صحيفة “يني شفق” التركية، واطلع عليه موقع “الحرة”، إلى أن إيران زودت حزب العمال الكردستاني بأكثر من 50 طائرة مسيرة انتحارية، إلى جانب أنظمة دفاع جوي متطورة وصواريخ حرارية، وهو ما يعزز جناح الحزب الموالي لها.
كما يؤكد محمد زنكنة، عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، لموقع “الحرة”، أن حزب العمال منقسم داخليًا، خاصة مع وجود جناح “جميل بايك” الموالي لإيران، الذي يعارض أي مبادرة سلام مع تركيا.
هل هناك فرصة حقيقية للسلام؟
يرى المراقبون أن أي تسوية سياسية ستحتاج إلى إصلاحات دستورية تركية تعترف بالحقوق الكردية، وهو ما أشار إليه المراقب فائق كولبي، في حديثه لموقع “الحرة”، الذي شدد على ضرورة تقديم ضمانات دولية لجعل عملية السلام مستدامة.
ورغم ذلك، فإن الواقع السياسي والعسكري الإقليمي، وخاصة بعد سقوط نظام الأسد، جعل الظروف غير مواتية لاستمرار الحزب في العمل العسكري، حيث فقد الحزب العديد من داعميه الإقليميين، وتراجعت قدرته على المناورة في سوريا والعراق.
يبقى السؤال الأهم، وفق ما نقله موقع “الحرة” عن الخبراء والمراقبين: هل سيفتح نداء أوجلان الباب أمام تسوية سياسية حقيقية، أم أن الانقسامات الداخلية والضغوط الخارجية ستعرقل أي اتفاق؟ الأيام المقبلة قد تحمل الإجابة.