ملف خاص لـ"شبكة شام".. تركيا و تنظيم الدولة  ... البدايات نفسها فهل سيكون الصراع قد بدأ !!؟
ملف خاص لـ"شبكة شام".. تركيا و تنظيم الدولة ... البدايات نفسها فهل سيكون الصراع قد بدأ !!؟
● أخبار سورية ٢٥ يوليو ٢٠١٥

ملف خاص لـ"شبكة شام".. تركيا و تنظيم الدولة ... البدايات نفسها فهل سيكون الصراع قد بدأ !!؟

 

 بدأ "الجيش الإلكتروني الداعشي" ، وهو أقوى سلاح لدى تنظيم الدولة و أكثره تنظيماً و إنضباطاً ، بعملية تمهيد أو ما يعرف بـ"بدأ الصراع نفسياً" لدى أنصار تنظيم الدولة ضد تركيا ، في خطوة تأخذنا إلى صراعات سابقة بدأها التنظيم ضد خصومه الكثر جداً ، و بتنا اليوم أمام تسمية "المرتد" من جديد على جيش جيد وعلى بلد جديد ، يبدو أن الأمور تتجه نحو المجهول ، و المجهول من النوع الخطر ، بالمقدمات تتشابة مع غيرها  ، فهل ستكون مسيرتها و نتائجها متاشبه أيضاً .

طوال السنة التي مضت على إعلان "دولة الخلافة" وفق مفهوم تنظيم الدولة ، لم يأتي مغردي تنظيم الدولة على توتير بأي ذكر لتركيا دولة أو شعباً ، اللهم بعض النفي بين الحين و الآخر عن وجود علاقات عضوية بينهما  ، ولكن منذ فترة بدأت الأمور تأخذ منحى آخر سيما مع تقلص المساحة التي تسيطر عليها تنظيم الدولة على حدود مع تركيا ، بعد سيطرة القوات الكردية على تل أبيض و قبلها عين عرب "كوباني" ، و لم يبق إلا المناطق التي تمثل "جرابلس" مركزاً لها .

هذا التقلص ضيّق الخناق على تنظيم الدولة كثيراً من جهة الإمداد و طرق التجارة ، والتسويق ، والأهم وصول العناصر الجدد ، الذين يشكلون مصدراً رئيساً للعنصر البشري ، و المادي ، فالملتحقين الجدد يأتون محملين بالأموال .

الضغط و الحصار و التضيق ، يعتبر جزء من المشكلة ، و لكن الأمر المفاجئ كان مع كشف الدكتور حذيفة عزام ،هو نجل عبدالله عزام هو شخصية إسلامية يوصف بأنه رائد الجهاد الأفغاني تم اغتياله في 22/11/1989 في بيشاور الأفغانية ، كشف حذيفة عزام في تغريدات له على توتير ما وصفه بمعلومات تكشف لأول مرة ، وتمثل المعلومات هو طلب أبي بكر البغدادي "زعيم تنظيم الدولة " من زعيم جبهة النصرة "أبي محمد الجولاني" الذي تم إيفاده لسوريا بناء على أمر الأول و تكليف من زعيم تنظيم القاعد أيمن الظاهري ، وقال حذيفة عزام :" سر سأكشفه للمرة الأولى وهو أن البغدادي حين انتدب الشيخ الفاتح أبا محمد الجوﻻني إلى سوريا كلفه بمهمتين وطلب إليه وضعهما على رأس أولوياته" ، و أولى المهام : "هي قتل الشيخ الدكتور العالم الرباني المجاهد(أبي السعيد العراقي)أمير جيش المجاهدين في العراق (وهو شيخ و أستاذ البغدادي ) الذي كان يقيم في دمشق قبيل الثورة".

و الأمر الأهم كان المهمة الثانية و التي قال عنها حذيفة عزام:"إرسال السيارات المفخخة إلى اﻷراضي التركية والضرب في قلب تركيا وإرسال اﻹنتحاريين إلى تركيا بسياراتهم وأحزمتهم الناسفة للتفجير في تركيا" .

و يمضي حذيفة عزام بالقول :"وكما لم يطع الجوﻻني البغدادي في اﻷولى لم يطعه في الثانية ".

كلام حذيفة عزام كان له صدى واسع ، و استتبع تدخل من أبوصالح حماه و المعروف على توتير بـ"أس الصراع في الشام" ، و عرف عن أبو صالح مواقفه المنتقدة لجبهة النصرة الأمر الذي أدى لفصله من النصرة ، و قال أبو صالح في تأكيده "أرسل العدناني ( أبي محمد العدناني  و هو المتحث الرسمي باسم داعش و أحد الأذرع الهامة للبغدادي ) لسوريا أواخر عام 2012‏، بدا العدناني يرتب لعمل في تركيا لتفجير قاعة الإئتلاف في أحد الفنادق وكان هناك قائد لأحد الفصائل‏ في الشرقية يدخل لتركيا وله علاقات جيدة هناك فطلب العدناني منه ذلك فقال له ذالك القائد أنا لا أعمل شيء‏ بفتوى من أبي ماريا ( أبي ماريا القحطاني و هو أحد أبرز شرعيي تنظيم الدولة في العراق و الشام و تم إيفاده عند تأسيس جبهة النصرة لأهل الشام ، و بقي في صفوف الجبهة عند حدوث الخلاف مع تنظيم دولة العراق و الشام ، عرف عنه حدة في التعامل مع التنظيم و هو أول من وصفهم بـ"الخوارج" ، تم فصله هو الآخر من جبهة النصرة بسبب إنتقاده تقاعسها عن قتال تنظيم الدولة)  فذهب القائد لأبي ماريا في الدير وأخبره بطلب العدناني فغضب أبي ماريا وقال له أعوذ بالله ، لا يجوز لا شرعاً ولا عقلاً ولا عرفاً ولا تنظيماً فالتنظيم بامر من الدكتور أيمن مانع أي عمل في تركيا‏ ، وتركيا هي حاضنة لأهلنا السوريين وكل دعم الثورة عن طريق الأراضي التركية فلا يجوز شرعاً ذلك ".

و تابع أبي صالح كلامه قائلاً :"وهنا كان ‏ البغدادي قد دخل لسورية وكرر الطلب في احد الاجتماعات ورفض الشيخ الجولاني ذلك قطعاً وقال هنا العدناني إن رفضتم‏ سنضرب لوحدنا وهنا صرخ أبي ماريا في وجه العدناني ثم طلب البغدادي أبي ماريا وقال له العدناني هو من زكاك ، لأضعك أميراً على سوريا فكيف تصرخ بوجهه فقال له لو تنظيم القاعدة أمر بذلك لرفضنا أمره لأنه شرعاً لا يجوز‏، وبعدها بأيام زاد الخلاف جداً مع العدناني والانباري والبغدادي ثم أعلنوا دولتهم المشؤومة".

انتهى كلام أبي صالح " أس الصراع في الشام" ، و استتبعه أبو مارية القحطاني مؤكداً بالقول  :"أشهد الله تعالى أن كل ما ذكره الأخ أس الصراع بتعقيبه على تغريدات الشيخ حذيفة عزام كلام دقيق وحسبنا الله ونعم الوكيل".

هذه الأمور التي كشفت جعلت من أن أمر الصدام التركي مع تنظيم الدولة بات مسألة وقت ، فالأحديث ما إن تمت على العلن فهذا يعني أن الأمور يجب أن يتم تعجيلها و الحشد للمواجهة مع دولة جديدة ، بعد أن اعتاد تنظيم الدولة على فتح أكبر قدر ممكن من الجبهات و خلق أكبر عدد ممكن من الأعداء من أقسى الشمال حتى أبعد من الجنوب .

في هذا الوقت كانت تركيا بادئة بعمليات الحشد على الحدود ، لسببين ، الأول تمدد القوات الكردية و كثرة الحديث عن الدخول بمرحلة تنفيذ "دولة كردية" ، والثاني اقتراب إنفجار تنظيم الدولة في وجهها ، و الحقيقة المشكلة الأخيرة كانت أكثر طفواً على السطح سيما مع اغلاق المعابر الحدودية النظامية بين تركيا و سوريا منذ أشهر ، و تركيا تؤكد مراراً و تكراراً أن الغاية منها هو الخوف من عمليات تخريبية و ودخول عناصر ترغب في زعزعة الأمن القومي التركي .

ما حدث منذ أيام على الحدود التركية أرى أنه الشرارة التي يبحث عنها الطرفان ، و إن كانت جاءت بشكل مفاجئ مما أدى إلى ارتباك لدى الجانبين " تنظيم الدولة و تركيا" ، فحادثة اطلاق نار اختلفت الروايات حولها فمنهم من قال أنه تم بعد إطلاق النارعلى عائلة تعبر الحدود بطريقة غير شرعية ، يتحدث آخرون عن نقل مصاب إلى الجانب التركي الأمر الذي رفضه الجيش و طالباً الدخول من المعابر الرسمية فهي متاحة للمصابين ، و تدخل عنصر من التنظيم و أطلق النار ليسقط ضابط من الجيش التركي و خمسة من العناصر ، و بدأ الرد المدفعي مع دخول مؤقت لتدمير مصادر قوة داعش من الآليات و من ثم الإنسحاب ، دون الإعلان عن حدوث ذلك ريثما يتم الحصول على الموافقات الدولية ، أو على الأقل الإبلاغ بنية الدخول ، و هذا ماتم بالفعل أمس ، و أعلن عنه اليوم من قصف طائرات التركية لمواقع داعش في سوريا ، الأمر الذي نفاه أمس الأول رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أغلو.

في المقابل ، بدأ "الجيش الإلكتروني الداعشي" ، وهو أقوى سلاح لدى تنظيم الدولة و أكثره تنظيماً و إنضباطاً ، بعملية تمهيد أو ما يعرف بـ"بدأ الصراع نفسياً" لدى أنصار تنظيم الدولة ، وبدأنا نشهد في تغريدات أبرز الناشطين على توتير ، وهو الساحة الرئيسية للنشاط الإعلامي الداعشي ،  ظهور تسميات سبق و أن ألحقت بالجيش المصري قبل بدأ بإستهدافه و كذلك بالشرطة ، و هي تتشابه مع التسمية التي تلحق بالثوار السوريين الذين لم يبايعوا البغدادي ، و التسمية هي "المرتد" ، فبات النشاط حالياً مركز على نقل ما يقوله الإعلام العالمي و التركي حول التدخل التركي و الإذن الذي حصلت عليه أمريكا باستخدام القواعد التركية لضرب معاقل تنظيم الدولة ، و سبقها بمصطلحات  "هؤلاء المرتدين " و "أردوغان المرتد" ووصف التفجيرات التي تحدث في تركيا و تصيب الشرطة "تفجير يستهدف الشرطة التركية المرتدة".

إذا اللغة ذاتها بدأت اليوم مع تركيا حكومة و دولة ، و لكن هذا التمهيد يرافقه العادة عمليات تحضير ميدانية لمن يسمون رسمياً بـ"الخلايا النائمة" و المعروفين داعشياً بـ"الذئاب المنفردة" .

يبدو أن الأمور تتجه نحو المجهول ، و المجهول من النوع الخطر ، بالمقدمات تتشابة مع غيرها  ، فهل ستكون مسيرتها و نتائجها متاشبه أيضاً .

و الحديث يطول .. لذا سيكون هناك بقية 

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ