
مقتل طفل بقصف لميليشيا "قسد" على قرية رسم الحرمل شرقي حلب
قُتل الطفل عمر يوسف عبد الرحمن (10 أعوام)، من أبناء قرية رسم الحرمل / الإمام، جراء قصف نفذته قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على قريته، الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية بريف دير حافر الشمالي شرقي حلب.
وبحسب مصادر ميدانية، جاء القصف بعد اشتباكات اندلعت بين الجيش السوري وقوات "قسد"، إثر محاولة تسلل نفذتها الأخيرة على محور ريف دير حافر الشمالي.
وتمكن الجيش من إحباط التسلل، لتندلع على إثرها اشتباكات بالأسلحة الرشاشة استمرت لساعات وعقب الاشتباكات، استهدفت قوات قسد قريتي رسم الحرمل / الإمام ورسم الكروم بقذائف الهاون، ما أسفر عن مقتل الطفل وتسبّب في أضرار مادية، من بينها تدمير جزئي لعدد من منازل المدنيين.
وتخضع قرية رسم الحرمل لسيطرة الحكومة السورية، في حين تسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" على أجزاء واسعة من منطقة دير حافر المجاورة، ما يجعل المنطقة بؤرة توتر مستمرة مع تنفيذ تسلل.
وفي حزيران الماضي قتلت سيدة تدعى "حاجه أحمد العبّيد" وجرح طفلها (10) سنوات، بالإضافة لمدنيين آخرين، بقصف من قبل قسد على قرية رسم الحرمل الإمام الواقعة شمال مدينة دير حافر شرقي حلب، عقب تجدد الاشتباكات اليوم شمال المدينة بين الجيش السوري و"قسد".
وشهدت مناطق الجزيرة السورية، خاصة دير الزور والرقة، ارتفاعاً مقلقاً في وتيرة استهداف الأطفال خلال الأشهر الماضية، تمثلت بعدة جرائم منها القتل والخطف والتجنيد القسري، وسط حالة من الاحتقان الشعبي المتزايد.
ولا تزال تعيش مدينة الرقة على وقع صدمة جديدة بعد إقدام عنصر من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على إعدام الطفل علي عباس العوني، البالغ من العمر 13 عاماً، قرب معمل السكر شمال المدينة.
لم يقتصر المشهد على الجريمة فحسب، بل امتد وليشمل إجبار ذويه على دفنه ليلاً تحت حراسة أمنية مشددة، دون السماح بأي مراسم تشييع، ما فجّر موجة غضب بين سكان المدينة، ودعوات للتظاهر ضد هذه الممارسات.
ووصف الناشط الحقوقي "محمد عثمان" الحادثة بأنها "جريمة ممنهجة"، مشيراً إلى أن القاتل لا يزال طليقاً، في وقت تتكرر فيه الانتهاكات دون رادع، ضمن سلسلة جرائم تُرتكب ضد الأطفال والمدنيين في مناطق سيطرة "قسد".
ظاهرة تصاعدية لاستهداف الأطفال
بتاريخ 26 حزيران، قُتل الطفل فريد الهريش في بلدة أبو حردوب برصاص عنصر من "قسد"، وفي 2 تموز، لقي الطفل علي العوني حتفه أثناء جمعه للقمح قرب حاجز عسكري.
ووجّه الناشطون انتقادات حادة لوسائل الإعلام المحلية والدولية التي قالوا إنها تجاهلت الحادثة، معتبرين أن الطفل "فريد" لم يحظَ بتغطية "لائقة" بسبب خلفيته الاجتماعية وموقعه الجغرافي المهمّش، وقارنوا ذلك بما وصفوه بـ"التحيّز الإعلامي" حين يتعلق الأمر بضحايا آخرين من مناطق أكثر حضوراً على الساحة السياسية أو الإعلامية.
وفي تجاهل معتاد، لم تصدر "قسد" أي تعليق رسمي على الحادثة، في حين تتزايد الاتهامات الموجهة لها بارتكاب انتهاكات ممنهجة في شرق الفرات، خاصة في المناطق ذات الغالبية العربية، ويقول سكان محليون إن مثل هذه الحوادث ليست نادرة، بل تأتي في سياق أوسع من "سوء إدارة النقاط العسكرية" و"استخدام مفرط للقوة ضد مدنيين لا علاقة لهم بأي نشاط مسلح".
هذا وتطالب عائلات الضحايا ومنظمات حقوقية محلية بفتح تحقيق عاجل وشفاف في مقتل الطفل "فريد"، وتقديم المسؤولين عن الحادثة إلى القضاء، كما يدعو نشطاء إلى إعادة تقييم سياسات "قسد" الأمنية في مناطق سيطرتها، والتوقف عن تحويل المرافق الخدمية إلى نقاط عسكرية تهدد حياة المدنيين.
ورغم تكرار هذه الحوادث، لم تُتخذ أي إجراءات رادعة بحق الجناة، في ظل تبريرات إعلامية تتحدث عن "تصرفات فردية"، في حين يرى الأهالي أنها سياسة ممنهجة.