مصابيح النصر: احتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة ورسائل دمج وإلهام بإدلب
أقامت جمعية نبض بلا حدود فعالية إنسانية بعنوان "مصابيح النصر"، وذلك برعاية وإشراف إدارة منطقة إدلب، تزامناً مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يصادف الثالث من كانون الأول من كل عام.
وفي تصريح خاص لشبكة شام الإخبارية، قال أحمد زيدان، مسؤول العلاقات العامة في جمعية نبض بلا حدود، إن تسمية الفعالية "مصابيح النصر" ارتبطت بذكرى انتصار الثورة السورية وتحرير سوريا.
وأضاف أن المبادرة هدفت إلى إيصال رسائل متعددة إلى الجهات المعنية، أبرزها أهمية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، واعتماد أساليب صحيحة في التعامل معهم، إلى جانب إبراز قدراتهم وقصص نجاحهم.
وأشار إلى أن الفعالية اشتملت على فقرات متنوعة، استُهلّت بتلاوة من القرآن الكريم، تلتها كلمة لمديرة الجمعية، الآنسة ندى قنطار، وهي من ذوي الإعاقة البصرية، ثم كلمة لإدارة منطقة إدلب ألقاها الأستاذ محمود رمضان، وأخرى للعقيد رياض الأسعد، مؤسس الجيش السوري الحر، وهو أيضاً من الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتضمّنت الفعالية عرضاً مسرحياً يوضح أساليب التعامل مع ذوي الإعاقة البصرية، إضافة إلى فقرة قدمها مخيم الكشافة لرفع همّة الأشخاص ذوي الإعاقة. وشملت كذلك فقرات إنشادية، وعرض قصة نجاح لمنسق الجمعية أحمد عمر الذي تمكن من تجاوز التحديات التي رافقت إصابته المؤدية إلى إعاقة حركية. كما قُدمت فقرة شعرية للأستاذ حسين الطه، مسؤول المكتب التعليمي في الجمعية، وهو أيضاً من ذوي الإعاقة البصرية.
ونوّه إلى أن إقامة الفعالية جاءت استناداً إلى عدة دوافع، أبرزها تزامنها مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، والتأكيد على مسؤولية الجهات المجتمعية والمحلية والرسمية في تحقيق الدمج، وتوفير بيئة مناسبة وسهلة الوصول لهم.
كما شدّد على أهمية وجود الأشخاص ذوي الإعاقة في مواقع صنع القرار وفي المؤسسات الحكومية، ليكون لهم دور فاعل وأساسي في بناء البلد.
وأكد أن الفعالية أحدثت آثاراً إيجابية على المستويات المجتمعية والمحلية والرسمية، وقدمت صورة مميزة عن قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة وإمكاناتهم في مواجهة الصعوبات والتحديات. كما أسهمت في تعزيز وعي المجتمع بأهميتهم، وفي الوقت نفسه لفتت نظر الجهات المعنية إلى حجم التقصير الواقع على هذه الفئة وضرورة الارتقاء بخدماتها تجاههم.
وحظيت فعالية "مصابيح النصر" بحضور جهات رسمية ومحلية، مثل إدارة الشؤون السياسية، إدارة منطقة إدلب، مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، العقيد رياض الأسعد، وبعض أعضاء مجلس الشعب في المحافظة، بالإضافة إلى ممثلي الفرق التطوعية والجمعيات، وعدد كبير من الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف أنواعهم.
أشار أحمد زيدان، إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة في سوريا يواجهون تحديات كبيرة، بدءاً من غياب بيئة تعليمية مناسبة لهم وصعوبة متابعة تعليمهم في ظل نقص المؤسسات الصديقة لاحتياجاتهم الخاصة. كما يعانون من صعوبات حقيقية في التنقل والوصول بسبب عدم توافر بنية تحتية تلائم إعاقاتهم.
وأضاف زيدان أن هناك نظرة سلبية سائدة في المجتمع تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، معتبرينهم على الهامش، مع تجاهل قدراتهم وإمكانياتهم في المشاركة الفاعلة في بناء المجتمع. وأشار أيضا إلى غياب تمثيلهم في مواقع صنع القرار داخل المؤسسات الحكومية والوزارات، وعدم تفعيل مجلس وطني لهم.
ولفت إلى أن معاناتهم تفاقمت خلال سنوات الثورة، حيث دُمرت البنية التحتية، وهُجّر العديد منهم، وفقدوا التواصل مع أقاربهم وبيئتهم، كما حُرموا من التعليم وفرص العمل، ما أدى إلى حياة مليئة بالصعوبات والفقر والمعاناة