
"مخيم الركبان" التخاذل الدولي الفاضح ... تكرار المأساة السورية والتجويع سلاح للتركيع
تتكرر المأساة بكامل تفاصيلها في المناطق السورية التي تعرضت للحصار والحرمان على مدار سنوات طويلة، ومنع عنها الغذاء والدواء للوصول لفرض التسوية أو التركيع، من مضايا إلى داريا والغوطة الشرقية وريف حمص وصولاً للركبان، معاناة لشعب واحد تتعدد وتتكرر فصولها وسط تعامي المجتمع الدولي المنادي بحقوق الإنسان عن حق آلاف مؤلفة من المدنيين في العيش بسلام.
وتتواصل معاناة آلاف المدنيين في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية العراقية، مع استمرار منع وصول القوافل الغذائية والتموينية للمخيم من قبل حواجز النظام وروسيا والتي مضى على توقفها أكثر من شهر في وقت يصم العالم آذانه عن سماع مناشدات ونداءات المعذبين في تلك المخيمات.
ووفق مصادر من المخيم فإن نقص الدواء والعلاء وقلة المواد الغذائية بدأت تفتك بقاطني المخيم، مع وفاة العديد من المدنيين بسبب نقص الغذاء وضعف الرعاية الصحية، في وقت لم تستجب أي من منظمات المجتمع الدولي لنداءات قاطني المخيم، ولم تتحرك أي جهات من طرف الأردن لسد احتياجات المخيم حتى اليوم.
ويواجه قاطني المخيم "الموت جوعاً" حيث يستخدم الغذاء والدواء كسلاح لتركيع آلاف المدنيين ودفعهم على القبول بالتسوية المفروضة عليهم من قبل النظام وروسيا، وسط تواطئ أمريكي واضح وعجز لفصائل التنف في تقديم المساعدة علما أن المخيم يتواجد ضمن منطقة الـ 55 التي تشرف عليها واشنطن.
وكانت وجهت "الإدارة المدنية في مخيم الركبان" على الحدود السورية العراقية الأردنية، نداء استغاثة وجهته للمملكة الأردنية لإنقاذ قاطني المخيم، في ظل منع قوات الأسد وصول المواد الغذائية إلى المخيم، معتبرة أن هذا يندرج في سياق الضغط على مئات الألاف من العائلات للقبول بالتسوية المفروضة عليهم من قبل النظام وحلفائه.
يأتي ذلك في وقت تواصل روسيا الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية للخروج من منطقة التنف شرقي سوريا، وسط تسريبات تتحدث عن عراقيل عدة تعيق تطبيق بنود اتفاق سري وقع بين الطرفين أبرز هذه العراقيل الوجهة التي ستسلكها الفصائل التابعة للجيش الحر العاملة في المنطقة.
وكان قال فريق منسقو استجابة سوريا، إن السكان المدنيون في مخيم الركبان في منطقة البادية السورية على الحدود الأردنية يتعرضون لحملة حصار خانقة تمارسها قوات النظام وروسيا من الطرف الروسي، إضافة إلى إغلاق الأردن للمعابر المتواجدة في المنطقة ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى المخيم.
ودعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" في بيان سابق أطراف النزاع في سوريا إلى السماح بوصول الخدمات الصحية لعشرات آلاف السوريين العالقين في منطقة الركبان على الحدود الأردنية السورية، محذرة من تدهور أوضاعهم.
من جهته، حمّل المجلس الإسلامي السوري، نظام الأسد والأمم المتحدة مسؤولية معاناة النازحين في مخيم الركبان لافتاً إلى أن النظام يمنعهم من العودة إلى مدنهم وقراهم، وكذلك للأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذي يترك هؤلاء النازحين يواجهون الموت جوعاً ومرضاً.
ودعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة لضغط مباشر على نظام الأسد لوقف حصاره والسماح بدخول المساعدات دون أي شروط إلى مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية.
كما وجه نشطاء وفعاليات مدنية في مخيم الركبان، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش، ورئيس الحكومة الأردنية عمر الرزاز، والأمين العام لليونيسف، يطالبون بالنظر في حال آلاف المدنيين في المخيم بشكل عاجل مع تفاقم الوضع الصحي والمعيشي للمدنيين هناك.
وسبق أن أكد "رائد الصالح" مدير مؤسسة الدفاع المدني السوري اليوم، جاهزية الدفاع المدني للتدخل ومساعدة المدنيين المنكوبين في مخيم الركبان على الحدود السورية العراقية، في الوقت الذي تتفاقم فيه معاناة آلاف المدنيين هناك جراء منع وصول الغذاء والدواء للمخيم.
وفي آخر التصريحات، كشف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بحسب بيان صحفي صادر عن الخارجية الأردنية، عن وجود محادثات أردنية أمريكية روسية لإيجاد حل جذري لمشكلة الركبان عبر توفير شروط العودة الطوعية لقاطني الركبان إلى مدنهم وبلداتهم التي تم طرد تنظيم الدولة منها.