ما بعد حماة .. "ردع العدوان" باتجاه حمص فماذا ينتظرهم من عقبات لإتمام التحرير..؟
ما إن سيطرت فصائل “إدارة العمليات العسكرية” في معركة “ردع العدوان” على مدينة حماة وريفها الشمالي، وتوسعت في ريفها الشرقي حتى عقيربات، بعد تقهقر قوات النظام باتجاه مناطق ريف حماة الغربي، وتحييد مدينتي محردة والسلمية، بسبب طبيعة سكانها وانتمائهم الديني، بدأت الأنظار تتجه إلى محافظة حمص، وذلك في سياق مواصلة عمليات التحرير، واستثمار حالة الانهيار التي يعيشها جيش النظام للمرة الأولى في تاريخ الثورة السورية بهذا الشكل.
ووفق مصادر حصلت عليها شبكة “شام” فإن التحضيرات تتم منذ أيام للتوجه إلى محافظة حمص من عدة محاور، ضمن خطة محكمة تتبعها “إدارة العمليات العسكرية”، بالتوازي مع حراك الثوار المتواجدين في مناطق (تلبيسة والرستن)، والذين استبقوا وصول الثوار إليهم وقاموا بحراكهم بطرد حواجز النظام وشبيحته من داخل المدينتين، إضافة لضرب بعض الأرتال على أوتوستراد حلب - دمشق.
ومع طول أمد المعركة التي كانت الأعنف والأشد على مشارف مدينة حماة، بسبب القلاع الحصينة التي بناها النظام طيلة سنوات مضت في “مدرسة المجنزرات وجبل زين العابدين وقمحانة”، بات السؤال عن طبيعة القوات والنقاط العسكرية التي تنتظر الفصائل في طريقهم إلى ريف حمص الشمالي، ومن ثم إلى مركز محافظة حمص، والتي ستكون هدف العملية القادم.
وللوصول إلى محافظة حمص التي يبعد مركزها عن قوات “ردع العدوان” حالياً حوالي 35 كيلومتراً، يتوجب على الفصائل السيطرة على اللواء 47 جنوبي مدينة حماة، مع معلومات تشير إلى أن الفصائل وصلت للمنطقة وبدأت العمل فعلياً للسيطرة عليه، يلي ذلك منطقة “معامل البحوث العلمية” على جبل تقسيس وجبل أبو وردة بريف حماة الجنوبي.
بمجرد السيطرة على النقطتين واللتين لا تعدان ذات قوة وفاعلية عالية، يمكن أن تصل طلائع الفصائل إلى حدود محافظة حمص، والبدء بالدخول إلى مدينة الرستن الخالية أساساً من جيش النظام، ويبقى السيطرة على “كلية الهندسة” شمال مدينة الرستن بريف محافظة حمص، ومواصلة الزحف على طريق “حمص - حماة” وصولاً إلى مدينة تلبيسة شمال المحافظة.
وتعد مدن الرستن وتلبيسة من كبرى المدن في شمال حمص، وتم طرد ميليشيات الأسد منها خلال الساعات الماضية جراء استهداف أرتال عسكرية تابعة لنظام الأسد خلال انسحابها من حماة باتجاه حمص والساحل السوري، وذلك بعد تشكيل مجموعات من أهالي المنطقة تحت مسمى أحرار ريف حمص الشمالي.
ومن المنتظر أن تتم السيطرة على أجزاء واسعة من شمال حمص، لتكون قوات “ردع العدوان” في مواجهة مباشرة مع “الكلية الحربية” قرب حي الوعر عند المدخل الشمالي للمدينة، وكذلك الفرقة 27 دفاع جوي قرب قرية تيرمعلة، وكذلك ثكنة الهجانة التي تقع شمال حمص.
وفي المحور الشرقي يعد من أبرز المواقع التي على الثوار السيطرة عليها للوصول إلى تخوم حمص وهي كتيبة المشرفة، وكذلك تطهير مناطق الكم التي يتواجد بها مقرات عسكرية للميليشيات الإيرانية وسط سوريا، وهو المحور الذي يرجح التركيز عليه من خلال السيطرة على السلمية شرقي حماة ومواصلة الزحف نحو حمص.
وكانت “إدارة العمليات العسكرية” قد دخلت إلى مدينة السلمية بريف حماة الشرقي، عقب الانتهاء من تحرير مدينة حماة والريف المحيط بمدينة السلمية، والتي تعتبر موطن الطائفة الإسماعيلية في سوريا، حيث تشكل 65% من سكان المدينة، بشكل سلمي ودون أي اشتباكات، وسط استقبال كبير من أهالي المدينة ووجهائها.
وجاء دخول “إدارة العمليات العسكرية” لمدينة السلمية، في سياق تحييد المدينة إضافة لتحييد مدينة محردة بريف حماة الغربي، وذلك لاعتبارات تتعلق بطبيعة التركيبة السكانية للمدينتين المسيحيتين في ريف حماة، منعاً لإثارة النعرات الدينية واستثمار ذلك من قبل النظام في استغلال ورقة الأقليات، وتم ذلك بالاتفاق والتفاهم مع وجهاء المدينتين منذ بدء العمليات العسكرية، مقابل إخلائها من أي وجود للنظام أو شبيحته من قادة الميليشيات وعناصرها.
ويُشكل دخول الفصائل مدينة حلب ومن ثم مدينة حماة، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.