
كخلية النحل .. فعاليات إدلب تستنفر لاستقبال الوافدين من الغوطة وتأمين احتياجاتهم
تتوالى عمليات التهجير القسري من المدن والبلدات الثائرة في عموم سوريا باتجاه الشمال السوري المحرر لاسيما محافظة إدلب التي باتت موطناً جديداً لألاف المهجرين بعيداً عن منازلهم وديارهم بسبب خذلان العالم والمجتمع الدولي لهم، والسكوت عن كل الجرائم التي ارتكبت بحقهم وأوصلتهم لقبول التهجير أعزاء بدلاً من العودة لأحضان الأسد وميليشياته.
عشرات الألاف من المهجرين وصلوا بضع منها خلال عملية التهجير الأخيرة والتي لاتزال مستمرة من بلدات الغوطة الشرقية مع وصول الدفعة الخامسة من القطاع الأوسط فجر اليوم، سبقها دفعات من حرستا وستليها استكمال باقي الدفعات التي تصل إلى قلعة المضيق بريف حماة ومنها إلى إدلب.
كخلية النحل التي لاتهدأ يمكن وصف الحال في محافظة إدلب التي استنفرت بكامل قطاعاتها المدنية والأهلية من مجالس محلية وفعاليات مدنية ومنظمات إنسانية ودفاع مدني ومؤسسات طبية، جميعها هدفها السعي الجاد والحثيث لتأمين وصول العائلات ومستلزماتهم العاجلة من مسكن وكل ماتحتاجه.
حجم التفاعل الأهلي لأبناء المحافظة في غالبية المدن والبلدات والقرى كبير جداً بحسب مايسجل من استقبال حافل للوافدين المحاصرين لسنين طويلة في ظل أوضاع إنسانية مأساوية، حيث تعمل جل الفعاليات على استقبال العائلات التي تصل للمساجد ومراكز الاستقبال وتقوم بتأمينها ضمن منازل سكنية وتأمين مستلزماتهم العاجلة الضرورية.
أما المنظمات الإنسانية والطبية والدفاع المدني فتقوم عبر عمل منظم يقوده منسقو الاستجابة في الشمال السوري بتأمين العائلات وإيصالهم للمناطق المحررة في ريف المحافظة، لتتولى الفعاليات المدينة والأهلية والمجالس المحلية بتسلمهم، في وقت يتم فيه نقل باقي العائلات إلى مخيمات مؤقتة في ريفي حلب وإدلب جهزت على عجل لاستقبالهم ومن ثم توزيعهم على البلدات والمدن كلاً بحسب ماتأمن من مسكن.
ولايغيب عن المشهد بعض الاستغلال من تجار الأزمات والتي يحاول النشطاء جاهدين تسليط الضوء عليهم وفضح ممارساتهم من خلال استغلال حاجة البعض لاستئجار المنازل وطرحها بأسعار كبيرة والتي باتت مسؤولية الجهات الأمنية المسيطرة لكبح هذه الظاهرة ومتابعتها، في وقت تبقى الصورة المضيئة لأهل إدلب في إكرام الضيف وبذل كل الجهود لتأمين المغادرين لأرضهم الوافدين إلى بلدهم الثاني ضمن بقاع الأرض السورية المحررة.