
قصص السوريين بين الأنقاض والخيام بعد سنوات النزوح
بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، بدأت آلاف العائلات السورية العودة إلى قراها ومدنها بعد سنوات من النزوح الطويل، لاستعادة جزء من حياتها السابقة، لكن تجربة العودة اختلفت من شخص لآخر بحسب القدرة على إعادة بناء الحياة.
بعض العائدين تمكنوا من ترميم منازلهم وبدء حياتهم من جديد، بينما واجه آخرون صعوبات اقتصادية حالت دون تحقيق أي تقدم ملموس، فعاشوا في مساكن مؤقتة غير صالحة، أما الفئات الأكثر هشاشة، مثل كبار السن والأرامل والفقراء، فوجدوا أنفسهم بلا موارد كافية، يعيشون ظروفاً صعبة تجعل من السكن حقاً بعيد المنال، في ظل غياب دعم فوري يتيح لهم إعادة بناء منازلهم بشكل آمن.
في هذا السياق، نشرت صفحة الإعلامي جميل الحسن على فيس بوك عدة قصص لعائدين إلى ريف إدلب الجنوبي. من بين هذه القصص، سيدة مريضة بالقلب عادت إلى قريتها في الشيخ مصطفى، واشتكت من ظروف المعيشة داخل خيمة لا تحميها من حرارة الصيف أو برد الشتاء.
وأكدت أن موجة الحرّ الأخيرة أثرت على صحتها، وأوضحت أن أقصى طموحها هو بناء غرفة تؤويها مع ابنتها قبل حلول الشتاء. في فيديو آخر، ظهرت امرأة كانت نازحة سابقاً في خيمة، وعند عودتها إلى قريتها، عادت للعيش في الخيمة مُجدداً لعدم قدرتها على بناء منزل جديد.
كما انتشر مقطع لسيدة تجلس بالقرب من أنقاض منزلها، مشيرة إلى فقدان زوجها الذاكرة بسبب مآسي الحرب، واستشهاد أبنائها، وتدمير مصادر رزقهم، مؤكدة صعوبة الوضع المعيشي الذي تواجهه أسرتها.
تمثل هذه القصص جزءاً من واقع يعيشه آلاف السوريين بعد عودتهم إلى قراهم ومدنهم، حيث يفتقر الكثير منهم للقدرة على بناء منازلهم. بعض العائدين اضطروا للعيش في خيم أو كرفانات، بينما سكن آخرون منازل متضررة أُجريت لها إصلاحات محدودة بحسب إمكانياتهم المادية.
بعد سنوات من النزوح والحرب والفقر، عاد هؤلاء إلى بيئات مدمرة، وأصبح أبرز ما يطمحون إليه الحصول على مسكن آمن وخدمات أساسية تتيح لهم حياة مستقرة وكريمة بعيدة عن العقبات والتحديات.