
"قسد" تتبع سياسة الحديد والنار ضد السكان العرب في مناطق سيطرتها شرقي الفرات
يعاني السكان في مناطق شرق الفرات، لا سيما في القرى الواقعة بالقرب من خطوط الاشتباك مع الجيش الوطني، أوضاعًا مأساوية نتيجة لسياسة القتل والتهجير والاعتقال التي تنتهجها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضدهم. وتتهم قسد هؤلاء السكان بالتعاون مع الجيش الوطني، وهو ما يجعلهم عرضة للاضطهاد والملاحقة المستمرة.
تخضع العديد من القرى والبلدات، مثل جسر قره قوزاق شرقي منبج، ومنطقة صرين جنوبي عين العرب، ومنطقة سد تشرين، لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وهي تشهد مواجهات مستمرة بين الجيش الوطني وقسد.
يقول أبو علي، أحد سكان قرية بير حسو الواقعة بالقرب من جسر قره قوزاق شرقي منبج، إنهم يتعرضون يوميًا للقصف من قبل الجيش الوطني بعد أن تقوم قسد باستهدافهم من بين منازلهم. وأوضح أبو علي أن هذا القصف أسفر عن تدمير العديد من المنازل وسقوط العديد من الضحايا المدنيين منذ تحرير مدينة منبج في ديسمبر 2024.
تابع أبو علي أن السكان يتبعون روتينًا يوميًا من مغادرة منازلهم في الليل والعودة إليها في النهار، حيث يتم نقل العوائل إلى القرى القريبة أو إلى مدينة منبج بسبب الخوف المستمر من القصف. ولفت إلى أن التهمة الجاهزة من قبل قسد لأي شخص يشتبه بتعامله مع الجيش الوطني هي "التعامل مع الجيش الوطني"، مما يزيد من معاناة المدنيين في هذه المناطق.
من جهة أخرى، أكد محمد الفراتي، أحد سكان منطقة صرين، أن قسد اعتمدت في الآونة الأخيرة سياسة القمع والتخويف ضد السكان، حيث يتم اعتبار الشخص الذي يظهر أي دعم للثورة السورية أو يشارك في مواقع التواصل الاجتماعي كخائن ومتعاون مع الجيش الوطني.
كما نقل الفراتي حادثة تعرض أحد الشبان، المدعو حسين الدناوي، للمطاردة والاعتقال من قبل دوريات قسد بسبب إجراء مكالمة هاتفية قرب أحد المقرات، حيث انتهت المطاردة بصدمه بسيارة دورية قسد، مما أدى إلى إصابته بنزيف في الدماغ.
وفيما يخص المناطق القريبة من سد تشرين، قال خليل الحاج حسين، أحد السكان في المنطقة، إنهم اضطروا للنزوح بسبب القصف العشوائي من قبل قسد. وأضاف أن القصف أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة عشرين آخرين في الهجمات التي استهدفت تجمعات المدنيين بالقرب من سد تشرين.
تستمر معاناة المدنيين في هذه المناطق، حيث يواجهون تحديات أمنية وإنسانية كبيرة في ظل القصف المستمر وسياسة القمع التي تنتهجها قسد. وفي الوقت ذاته، لا يبدو أن هناك أي تحرك حكومي أو من قبل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان للتعامل مع تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في هذه المناطق.