"قرتاي": "قسد" كانت على دراية أن سجن الصناعة سيصبح هدفاً لهجوم "دا-عش"
أكد "هفال قرتاي"، قائد وحدة القوات الخاصة في قوات سوريا الديمقراطية، والذي قاد عمليات مواجهة التمرد في سجن الصناعة بحي غويران، إن "قسد" كانت على دراية منذ فترة ملموسة أن سجن الصناعة سيصبح هدفا لهجوم "داعشي".
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن القيادي قوله إن "السبب الرئيسي لتفعيل وتقوية خلايا "داعش" النائمة هو الصمت الدولي وضعف الدعم لـ"قسد" في مواجهتها للإرهاب"، محذراً من أن تنظيم "داعش" قد يشن اعتداءات جديدة على سجن الصناعة في مدينة الحسكة، بعد الهجوم الدموي الأخير.
وأضاف: " نحن نعتمد على الموارد غير الكافية لخوض الصراع"، وتلقت تقارير استخباراتية عن ارتفاع عدد خلايا التنظيم في المنطقة، مشيرا إلى أن بعض الإرهابيين يعبرون نقاط التفتيش تحت قناع مدنيين دون مواجهة أي مشاكل.
وأوضح قرتاي بأن "قسد" تسيطر حاليا على سجن الصناعة بالكامل، غير أنه يتوقع هجمات جديدة عليه، وخلفت أحداث سجن الحسكة، حسب بيانات "أسوشيتد برس"، 121 قتيلا في صفوف "قسد" وحرس السجن، و380 آخرين في صفوف "داعش".
وكانت قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير لها، إن تنظيم داعش خطط للعودة لنشاطاته قبل وقت طويل من الهجوم على سجن الحسكة شمال شرقي سوريا، لافتة إلى أن الجماعة تظهر مؤشرات على أنها قادرة على التكيف بعد القضاء على "دولة الخلافة" ومقتل زعيمها السابق أبو بكر البغدادي في 2019.
وكشفت الصحيفة عن أن التنظيم كان يستعد ببطء للعودة إلى الأراضي السورية والعراقية التي فقدها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، ونقلت عن شهود عيان القول إن "أعلام الدولة الإسلامية السوداء ظهرت في شمال شرق سوريا في الأشهر الأخيرة".
واستغلت قوات "قسد"، المشهد الذي تحول إلى حدث يشغل وسائل الإعلام العربية والعالمية وخلال الساعات الأولى من الهجوم، أنكرت تمكن أي من معتقلي التنظيم من الهروب من السجن، وقالت في بيان إن قواتها أنهت الاستعصاء داخل السجن سريعاً بعد الأنباء عن هجوم بصهريج مفخخ.
وكشفت أحداث سجن الصناعة في حي غويران في مدينة الحسكة، والخاص باحتجاز مقاتلي تنظيم داعش، تحت إشراف التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، عن حالة الوهن التي تعيشها الميليشيا، والتي طالما تغنت بالقوة التي تتمتع بها، وما أسمته "الانتصار" على التنظيم في سوريا.
وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم "داعش" أعلن عن شن هجوم على سجن الصناعة في حي غويران بالحسكة، بهدف "تحرير الأسرى المحتجزين بداخله"، وأفادت مصادر عن انحسار المواجهات مؤخراً وسط استمرار ضبابية المشهد، فيما يتخوف ناشطون من مواصلة "قسد"، استغلال الأحداث وتثبيت نفوذها وإحكام قبضتها بحصد الدعم إضافة إلى استمرار تهجير لأهالي المناطق والتغيير الديمغرافي وسط أنباء عن تجريف منازل لمدنيين تطل على السجن بدعوة عدم تسجيل هجوم جديد عليه.