
في عيدها العالمي ... الأم السورية لوعات وأحزان وجراح لاتداويها الأيام
يصادف اليوم 21 من شهر أذار من كل عام عيداً للأم في شتى بقاع العالم، يحتفل الأبناء بأمهاتهم ويقدموا لهن الهدايا والزهور تعبيراً عن حبهم ومحبتهم وإخلاصهم لتلك الأم التي ربتهم وحملتهم في أحشائها لأشهر طويلة وتحملت وكابدت لأجلهم الكثير، إلا أن للعيد في سوريا طعم وشكل أخر.
عيد الأم في سوريا منذ تسع سنوات مضت حوله الأسد وحلفائه لمأتم تبكي الأم من فقدت من أبنائها ويبكي الأبناء الذين فقدوا أمهاتهم بقصف أو قتل أو غيبهن باعتقال في غياهب السجون والمعتقلات لايعلم مايواجهن من تعنيف وعذاب.
تتجسد الصورة الكلية لحال عيد الأم في سوريا بصورة تلك الأم المعذبة المكلومة، إما لمفارقتها أباً أو أخاً أو طفلاً، أو المنتظرات على عتبات الدار عودة مفقود أو غائب في سجون الأسد أو الجهات الأخرى، يتفطر قلبها ألماً ولوعة في يوم عيدها، ليكمل طيران الأسد وروسيا المأساة ويقتلون المزيد من الأطفال متسببين بمزيد من اللوعات والحرمان والفقد والثكل لأمهات جدد.
في عيد الأم تجتمع الذكريات وتضيق الانفاس، فلكل أم سورية وجع وألم وذكريات تستعيدها وتستذكرها لمن فقدت شهيداً أو ودعت مهاجراً أو بيتاً أو أرضا ترعرت فيها وربت صغارها هناك، ولكل أم سورية جرح عميق سببته آلة الأسد الحربية وتركت في نفسها جروحاً يصعب أن تلتئم.
وكانت قدمت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في آخر تقرير لها، إحصائية تتحدث عم مقتل 28316 أنثى في سوريا خلال سنوات الحرب الماضية، قتل منهن النظام السوري 21933، في وقت قتلت القوات الروسية 1578، وقتل التحالف الدولي 959، وقتلت قوات سوريا الديمقراطية 250، وقتل تنظيم داعش 980 امرأة.