"فرَّ النمر حافياً".. هكذا فرَّ "سهيل الحسن" من مقر قيادته في "مدرسة المجنزرات" بحماة
ما إن أعلنت "إدارة العمليات العسكرية"، عن تحرير "مدرسة المجنزرات" التي تعتبر المقر الرئيسي للمجرم "سهيل الحسن" بريف حماة الشرقي، وهي المرة الأولى التي تخضع فيها المدرسة لسيطرة الثوار، إذ أنها كانت تشكل مصدر رعب ومنطلق للقتل اليومي عبر مروحيات البراميل، وكونها مقر قيادة "سهيل الحسن" حتى بدأت تنهال التعليقات الساخرة المتعلقة بمصيره وكيفيه فراره من مقره الرئيس.
وتداول ناشطون صورة تظهر بسطاراً عسكرياً، أمام مدخل مدرسة المجنزرات بعد تحريرها، عبرمواقع التواصل الاجتماعي، انهالت التعليقات الساخرة التي ترجح بأن هذا الحذاء العسكري يعود لما يطلق عليه لقب "النمر" الذي فر حافي القدمين، حسب التعليقات المتهكمة.
سيناريوهات أخرى طرحت عبر تطبيقات الدردشة الفورية ومواقع التواصل، تتمثل بأن "النمر" الذي يسخر منه بلفظ "الهر" لم يستطيع أن يقود إحدى سياراته الفارهة التي تركها خلفه ضمن المقر الرئيسي له في مدرسة المجنزرات قرب حماة.
وطرحت الكثير من التساؤلات حول مصير متزعم ميليشيات "النمر"، ولم يظهر بحالة جيدة سوى الحذاء الذي ترك أمام مقر قيادة الفرقة 25 قوات خاصة، وسط تصاعد السخرية من محاولات إظهاره كقيادي بعيون شبيحة الأسد، ومنقذ لحماة وحلب التي روجت الكثير من مواقع النظام عن وصوله إليها قبل تحريرها لكن لم يظهر فيها أبداً وفر هارباً منها.
ونشر مصور وزارة الداخلية التابعة لنظام الأسد، يوم الأربعاء 4 كانون الأول/ ديسمبر، صورة تظهر المجرم اللواء "سهيل الحسن"، ويكشف الظهور الجديد عن إصابته ما يؤكد إعلان "إدارة العمليات العسكرية"، استهدافه وإصابته عبر مسيرة "شاهين" قبل يومين.
وروجت صفحات إخبارية موالية لنظام الأسد خبر تعيين اللواء "سهيل الحسن" قائداً عاماً للعمليات العسكرية تارة، ورئيساً للجنة الأمنية والعسكرية في حلب تارة أخرى، يضاف إلى ذلك عودته إلى قيادة الفرقة 25 ضمن ميليشيات الأسد.
وزعمت وزارة الدفاع في حكومة نظام الأسد، يوم الاثنين الماضي، أنه لا صحة لاستهداف اجتماع عسكري أو أي قادة عسكريين في إحدى النقاط بريف حماة الشمالي"، وفق زعمها.
وادعت أن "جميع هذه الأخبار تندرج في إطار حملة التضليل والكذب التي تمارسها التنظيمات الإرهابية المسلحة لرفع معنويات أفرادها والتأثير على صمود أبناء شعبنا الأبي"، وفق نص البيان الذي أتضح أنه كاذب.
ونشرت "إدارة العمليات العسكرية" يوم الأربعاء 4 كانون الثاني/ ديسمبر، صورا من داخل مقر الفرقة 25 في مدرسة المجنزرات قرب مدينة حماة وسط سوريا، ويظهر من بين الغنائم رادار روسي متطور.
وبذلك تؤكد الغرفة سيطرتها الكاملة على مدرسة المجنزرات حيث يتواجد مكتب وعمليات المجرم العقيد "سهيل الحسن"، ويظهر فيه سيارات فارهة استحوذ عليها المجرم وكانت تظهر ضمن مواكبه التي تجوب مناطق سيطرة نظام الأسد.
وكانت أعلنت "إدارة العمليات العسكرية"، يوم الاثنين 2/ كانون الأول 2024، استهداف تجمع كبير لضباط النظام في قمة جبل زين العابدين شمال حماة، وسط أنباء عن تواجد المجرم "سهيل الحسن" وإصابته بالاستهداف، في سياق اليوم السادس من عملية "ردع العدوان" المستمرة في ريف حماة الشمالي.
والمجرم "سهيل الحسن" من مواليد عام 1970 في إحدى قرى مدينة جبلة على الساحل السوري، وهو من أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، تخرج في أكاديمية القوات الجوية في حمص عام 1991، وعمل في سلاح الجو السوري، وانضم إلى دائرة الاستخبارات التابعة للقوات الجوية، وشارك في معركة ضد تنظيم القاعدة بين عامي 2005 و2006.
في بدايات الثورة السورية عام 2011 تولى الحسن مسؤولية تدريب أفراد قسم العمليات الخاصة، وكلف بقيادة عمليات عسكرية في العديد من المحافظات السورية، حيث قام بقمع المتظاهرين خاصة في اللاذقية، وفي عام 2013 نقل لقيادة وحدة خاصة تدعى "قوات النمر".
وطيلة السنوات الماضية، عمل الإعلام الرسمي على تلميع صورة "النمر" الذي تمت ترقيته، وذلك لحاجة النظام لرمز معنوي في الميدان يلتف حوله أنصاره، وكان الضابط الوحيد الذي رافق الأسد حين التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم الجوية نهاية عام 2017.
وظهر الحسن حينها في صور بثتها وسائل إعلام روسية من قاعدة حميميم بمظهر الجندي التابع للقيادات العسكرية الروسية، مما أثار سخرية السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي، وكان أول ظهور له في الإعلام في ربيع 2014 في مقطع بُث على شبكة الإنترنت وهو يقوم بزيارة وحدات تابعة للنظام في حلب.
حرص النظام السوري على ربط اسم الحسن بما يعتبرها انتصارات عسكرية على امتداد الجغرافيا السورية، لا سيما في اللاذقية وحلب وحمص والبادية وإدلبوالغوطة الشرقية، ورغم ما يعرف عنه من حبه للشعر، فإن اسم الحسن ارتبط بمجازر كبرى وأحداث دامية في مناطق مختلفة من سوريا، أبرزها تهجير كامل سكان مدينة حلب الشرقية، وهو نفسه الذي ابتدع البراميل المتفجرة التي قتلت آلاف المدنيين في مختلف المناطق السورية.
كما يعرف الحسن باتباع سياسة الأرض المحروقة لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، حيث يعتمد فيها على فائض القوة الجوية قبل أي تدخل بري، وبرزت دموية الحسن في الغوطة الشرقية التي أسندت له مهمة قيادة الحملة العسكرية التي شنتها قوات النظام والحليف الروسي في فبراير/شباط 2018، لتطهيرها من الجماعات المسلحة، وهي الحملة التي خلفت سقوط مئات القتلى المدنيين.
وظهر الحسن في مقطع انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مجموعة من المليشيات المتوجهة لاقتحام المنطقة قائلاً "لن تجدوا لكم مغيثاً، وإن استغثتم ستغاثون بالزيت المغلي، ستغاثون بالدم".
هذا ووصفت مجلة دير شبيغل الألمانية في تقرير سابق لها الحسن -المدرج على قائمة العقوبات الأوروبية- بأنه مجرم حرب، وأشارت إلى أن الرئيس الروسي بوتين يحاول بناء خلَف محتمل للأسد في حال كان مضطرا لإسقاطه كجزء من تسوية تتم في سوريا.
وروجت صفحات إخبارية موالية لنظام الأسد خبر تعيين اللواء سهيل الحسن قائداً عاماً للعمليات العسكرية تارة، ورئيساً للجنة الأمنية والعسكرية في حلب تارة أخرى، يضاف إلى ذلك عودته إلى قيادة الفرقة 25 ضمن ميليشيات الأسد.
وحقق مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية"، يوم الثلاثاء 3 كانون الأول 2024، تقدماً واسعاً على حساب قوات النظام في مناطق استراتيجية بريف حماة، معلنين تحرير "مدرسة المجنزرات" إحدى أكبر القواعد العسكرية للنظام شرقي حماة، إضافة إلى بلدة "معرشحور الاستراتيجية" قرب مدينة حماة، في إطار اليوم السابع لعملية "ردع العدوان".
وتشكل سيطرة غرفة عمليات "رد العدوان" في يومها السابع على هذه الثكنة الاستراتيجية تقدماً مهماً في سير المعارك لا سيما على المحور الشرقي لمدينة حماة وسط سوريا، وتضم المدرسة مقرات ومراكز لوجستية للميليشيات الإيرانية.
وكانت تتخذ ميليشيات "الفرقة 25 مهام خاصة" من مدرسة المزنجرات التي يطلق عليها "المجنزرات"، بريف محافظة حماة الشرقي مكاناً لإجراء تدريبات عسكرية بعضها بإشراف روسي حيث تضم المدرسة حقل رماية ومهبط مروحيات والعديد من الأبنية والتحصينات.