فتى طهران المدلل.. مقتل متزعم ميليشيا إيرانية باشتباكات بديرالزور.. فمن هو؟
أكدت مصادر متطابقة في المنطقة الشرقية، مقتل "عدنان عباس السعود"، الملقب بـ"الزوزو" متزعم ميليشيا "أبو الفصل العباس" التابعة لـ"الحرس الثوري الإيراني"، جراء اشتباكات مع مجموعات محلية من أبناء مدينة الميادين شرقي دير الزور.
ولم تتوضح ملابسات مصرع القيادي العسكري البارز في الميليشيات الإيرانية، إلا أن هذه المعلومات وردت في وقت تتخبط فيه الميليشيات بالمنطقة الشرقية مع انسحاب عدد منها باتجاه العراق وأخرى باتجاه دمشق وحمص.
وذكرت مصادر أن القيادي قتل على يد مجموعات محلية تلاحق قادة الميليشيات الإيرانية في مدينة الميادين شرقي دير الزور، وسط تسجيل انسحابات كبيرة لميليشيات إيران من المنطقة.
ويعرف "السعود"، أبرز قائد ميليشيات محلية تابعة لإيران في الشرق السوري، ينحدر من مدينة الميادين شرقي دير الزور وعمل سابقاً بائع خضار، وعند اندلاع الثورة السورية هرب إلى العاصمة دمشق وعمل في تهريب النفط الخام من مناطق سيطرة "داعش" في دير الزور إلى العاصمة.
وانضم "الزوزو" بعدها إلى صفوف "الحرس الثوري" الإيراني وتزوج من ابنة ضابطٍ مقربٍ من ساسة إيران بوساطة خاله "عبد الرزاق العيفان" الموالي لنظام الأسد.
وكُلف حينها بمهام التنسيق بين قيادات إيرانية وخلايا تابعة له ضمن صفوف "داعش" للعمل لصالح "الحرس الثوري" الإيراني من نقل معلومات هامة عن قادة وتحركات "داعش" في دير الزور.
بعد سيطرة قوات النظام بدعم من ميليشيات "الحرس الثوري" الإيراني على مدينة الميادين آواخر عام 2017 ظهر "عدنان السعود" كأحد القياديين البارزين ضمن صفوف الميليشيات الإيرانية والذي يتمتع بمكانة كبيرة وصاحب أموال كثيرة لا يُعرف مصدرُها.
وفي عام 2018 بدأ عدنان بتشكيل ميليشيا "أبو الفضل العباس" بدعمٍ مالي وعسكري من طهران، وجند الكثير من أقاربه وآخرين من أبناء المنطقة وقراها عبر الإغراء بالمال والنفوذ، وقدم ضمانات لعشرات آخرين بعدم ملاحقتهم أمنياً مقابل إجراء تسوية ومصالحة مع نظام الأسد والانتساب للميليشيات الإيرانية حتى بلغ عدد عناصره حوالي ألف عنصر أغلبهم ينتشر حالياً في بادية الميادين وعلى أطراف المدينة.
وكان "السعود" لا يخرج إلا وسط حراسة مشددة ويمتلك عدة سيارات فخمة، ويقطن حالياً بالقرب من المركز الثقافي الذي يعتبر مركزًا للميليشيات الإيرانية على طريق جسر الميادين، ويمتلك حالياً مزرعة للخيول والجمال وفيها مقر لـ "الحرس الثوري" الإيراني بداية طريق الميادين.
ومشاريع تجارية أخرى أبرزها معمل للثلج ومطعم للوجبات السريعة ويشرف على عمليات تهريب النفط والمواد الغذائية والمواشي من مناطق سيطرة "قسد" إلى مناطق نظام الأسد لصالح الميليشيات الإيرانية وبالتعاون مع ميليشيات "الفرقة الرابعة" التابعة لماهر الأسد.
ويعد من المقربين من قائد الميليشيات الإيرانية في سوريا سابقاً "جواد الغفاري" الذي اصطحبهُ إلى إيران عدة مرات لإخضاعه لدورات خاصة، ليتم منحه هناك الجنسية الإيرانية ولقب حاج وهو أبرز ألقاب ميليشيات "الحرس الثوري" الإيراني.
وكذلك يرتبط بعلاقات وثيقة مع "الحاج مهدي" المشرف العام على الميليشيات الإيرانية حالياً في سوريا، و"الحاج كميل" قائد ميليشيات المنطقة الشرقية، حيث كُلف مؤخراً بالإشراف الكامل عن القرى الواقعة من بلدة الصالحية غربي البوكمال وصولاً إلى مدينة الميادين.
ولعب دورا كبيرا في مساعدة الميليشيات الإيرانية في التغلغل ضمن النسيج الاجتماعي لعشائر حوض الفرات الأوسط، وسهلوا شراء العقارات لصالح أشخاص محسوبين على إيران في مسعى واضح وصريح لتغيير ديمغرافية المنطقة ذات الغالبية العشائرية السنية بهدف تحويلها إلى ما يشبه الجنوب اللبناني، وتنفيذ الحلم الإيراني بإنشاء هلال شيعي يربط طهران بالمتوسط.
وأفادت وسائل إعلام محلية في المنطقة الشرقية، بأن ميليشيات مدعومة من إيران غادرت الأراضي السورية عبر معبر "البوكمال - القائم" بريف ديرالزور الشرقي.
ويذكر أن عددا من قادة الميليشيات العراقية، دعوا إلى إرسال مقاتلين لدعم نظام الأسد في سوريا، في وقت نفى رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقية فالح الفياض، دخول قوات الحشد إلى مناطق في سوريا، وقال إن "الحشد الشعبي لا يعمل خارج العراق، والخطوط الدفاعية مع سوريا حصينة، وفق تعبيره.