على طريقة هوليود.. النظام يحشر أنفه بقضية تحرير الطفل فواز القطيفان.. وشبكة شام تكشف كذبه
حشر النظام السوري أنفه بقضية تحرير الطفل فواز القطيفان يوم أمس، ونسج عليها قصة لا تصلح حتى لقصص الأطفال قبل النوم، لما فيها من كذب واضح وصريح، حيث جعل من شرطته التي يعرفها السوريون جيدا بقمعها وقتلها لهم، المخلص والمحرر للطفل فواز.
وكانت العصابة الخاطفة قد أفرجت يوم أمس عن فواز ابن بلدة ابطع بريف درعا الأوسط، بعدما قام ذويه بدفع الفدية المالية لهم، والتي بلغت 500 مليون ليرة سورية، حيث قام الخاطفون بوضع الطفل أمام إحدى الصيدليات في مدينة نوى بريف درعا الغربي، وهو بصحة جيدة.
بدوره تبنى قائد شرطة محافظة درعا العميد ضرار الدندل عبر تصريحات صحفية، دوره الرئيسي في عملية "تحرير" الطفل، وقال أنها تمت بالتنسيق مع إدارة الأمن الجنائي و الإنتربول حيث تم رصد الرقم الدولي الذي تواصل عبره الخاطفـون، وتم تحديد الأشخاص المرتبطين بالرقم.
وأشار الدندل إلى قيام قواته بإعتقال أربعة أشخاص في قرية الكتيبة قبل أربعة ايام، بينهم الشخص الاساسي في عصابة الخطف والذي ارتبط رقمه برقم الخاطفين، حسب زعمه، ولكن مصادر شبكة شام قد أكدت أن النظام السوري اعتقل أربعة اخوة من عائلة "ذيب الزعبي"، وحميعهم عناصر في اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا، وقبل يومين أفرج النظام عن ثلاثة منهم، وتحفظت على شخص واحد وهو "محمد ذيب الزعبي".
ويبدو أن النظام كان يجهز لروايته الهوليودية، إذ يبدو أنه تحفظ على شخص واحد كي يتم توجيه الاتهام له وتلبيسه القضية، وأنه يقوم بعمله على أكمل وجه في قضية البحث عن العصابة الخاطفة للطفل، حيث اشار النظام أنه بعد اعتقال هذا الشخص قامت العصابة بقطع التواصل ليوم واحد فقط، تحسبا لأي اعترافات قد يقولها هذا الشخص.
ويعلم السوريون أن النظام له القدرة على إخراج الاعترافات من أي شخص كان، تحت التعذيب العنيف والشديد.
وأشار الدندل أنه لم يصرح بما اعترف به الشخص المعتقل لديها، لذلك اعتقدت العصابة أن الشرطة لم تصل أي نتيجة معه فعادت التواصل مرة أخرى مع العائلة، وتم الاتفاق على مكان لتسليم الفدية وإطلاق سراح الطفل.
تصريحات الدندل هذه، وضعت علامات استفهام كبيرة، وهي لماذا صرح أن الشخص المعتقل فرد من أفراد العصابة ورقمه مرتبط بها، إليس هذا يعطي العصابة معلومة إضافية للتحوط أكثر، وتغيير خططها، أم أن ما يهم الدندل هو نسج رواية بوليسية غبية فقط، ألم يكن من الأفضل الإحتفاظ بهذه المعلومات لحين القبض على العصابة كاملة.
واضاف الدندل في تصريحاته أن الاتفاق الأول لم ينجح، إذ أخل الخاطفون بالموعد، والسبب يعود بذلك لتصريحات الدندل نفسه، حيث أشار أنه قام بنشر عناصره على الطرقات، وهو ما أدى لحذر العصابة وإلغاء عملية التبادل، حيث كان تصرف الشرطة متهورا وغير مدروس، ويعطي صورة واضحة عن غباء وفشل الشرطة السورية في أي شيء سواء قمع وقتل السوريين.
وفي الاتفاق الثاني، قال الدندل أن الشرطة لم تتدخل في العملية للحفاظ على حياة الطفل، وتمت عملية التبادل بنجاح، حيث قامت عائلة الطفل بإعطاء العصابة الفدية، بدورها قامت الأخيرة بوضع الطفل أمام صيدلية في مدينة نوى، وهو بحالة صحية جيدة.
الدندل أدان نفسه مرة أخرى في التصريحات حين قال أن المنطقة التي تمت فيها عملية التبادل تنتشر فيها ما أسماه "مجموعات مسلحة"، وهذا يعني فعليا أن النظام لا يسيطر على محافظة درعا بتاتا وتقع العديد من المناطق خارج سيطرته، والتي ادعى أكثر من مرة عودة درعا لحضنه وعودة الأمن فيها.
وكان نشطاء أشاروا أكثر من مرة أن معظم عمليات الخطف والقتل تتم بتسهيل من قبل ضباط تابعين للنظام السوري، حيث تتجول العصابات الخاطفة بين المدن والقرى بشكل سلس وسهل جدا بين عشرات الحواجز المنتشرة، والتي تجعل حياة المدنيين صعبة للغاية من خلال التفتيش والتدقيق التي تقوم بها هذه الحواجز، ولكنها بنفس الوقت تتعمى عن عصابات الخطف التي تتجول بين المدن والقرى.
حيث تعرض الطفل فواز للخطف من بلدته في إبطع، وأفرج عنه في مدينة نوى، وبينهما عشرات الحواجز المنتشرة على الطرقات وداخل الأحياء، ولكنها ولسبب ما لم تتمكن من وقف هذه العصابة وغيرها، وتجدر الإشارة أن الاتفاق الأول كان من المفترض أن يكون في بلدة نصيب، ما يعني قدرة العصابة على التحرك بأريحية في المحافظة ودون أي عوائق.
وأشار نشطاء أن ما قامت بها الشرطة في الاتفاق الأول ونشرها لعناصرها بالطرقات، ما هو إلا تمثيلية لتظهر نفسها أنها تحاول عمل شيء في هذه القضية، إلا أن الجميع يعلم أنها مشاركة اصلا بالخطف، وتعلم أصلا من هي العصابة ومن يقف وراءها.
وبخصوص ظهور عائلة الطفل وعمه في وسائل إعلام النظام السوري، وشكرهم لشرطة النظام والمجرم والإرهابي الاول بشار الأسد، قال نشطاء أن العائلة مجبورة أن تقوم بذلك، ولا تستطيع اصلا أن تقول غير ذلك، لأنها بالتأكيد قد تعرضت لتهديدات مباشرة من قبل ضباط النظام وعناصره.
وفي النهاية اقتصر عمل النظام في قضية الإفراج عن الطفل فواز، هو قيامه بنقله من الصيدلية في مدينة نوى مكان الإفراج عنه، إلى مركز الشرطة، ومن ثم تسليمه لأهله فقط، دون قيامه بأي شيء آخر، ولم يقم بمتابعة الخاطفين وملاحقتهم ولم يقم بأي شيء.
وأثبت النظام مرة أخرى أنه فاشل في حماية المواطنين وإحلال الأمن والأمان في أي منقطة بسوريا، ولكنه سريع في اعتقال المعارضين ومن يتفوه بأي كلمة ضده حتى لو كان من الموالين له، كما حدث مع الإعلامي الموالي كنان وقاف مؤخرا، وأيضا يونس سليمان الناشط المعروف في طرطوس، واللذان انتقدا سياسة النظام السوري بشكل خفيف جدا.