
على أنقاض ما دمرته طائراتهم من مدن ومساجد وعذابات من قتل وشرد من أهلها.. يصلون لله ...!!
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي بالأمس، صورة لاثنين من عناصر الشرطة الروسية في الجنوب السوري منطقة درعا، "يصلون لله" على حافة أحد الطرقات، تعطي الصورة التي انتشرت كالنار في الهشيم جانباً مغايراً تماماً لماهية الوجود الروسي المدعي تبنيه للسلام والأمن والحب والتسامح.
روسيا التي قتلت الألاف من المدنيين بصواريخ طائراتها وساندة نظام الأسد ودعمته في قتل عشرات الألاف أيضاَ واعتقال مثلهم وتدمير بلد بأكمله جربت فيه صواريخها وترسانتها العسكرية، تظهر اليوم في هذه الصورة أو أن البعض حاول إظهارها بموقع "حماة السلام" والتسامح الديني وووو ... كثير من الأفكار التي تحاول روسيا جاهدة لتسويق سبب وجودها في سوريا.
يصلون لله تقرباً عن ماذا .. وفي الجانب الآخر من الصورة مشهد العذاب الذي لم يتوقف منذ سبع سنوات مضت، تهجير وقتل وتدمير وإبعاد عن الأرض وقتل دون تمييز بين طفل وكبير وامرأة، جانب يحمل في جوانه هموم وأوجاع الشعب السوري المهجر المسلوب الأرض، المرغم على الرضوخ لتسويات روسيا والقبول بها طرفاً ضامناً لدمائه وهي التي دعمت قاتلهم ورعته وساندته سياسياً وعسكرياً وشاركته في قتل أبناء الشعب السوري.
صورة تحمل من الألم والوجع الكثير بدلالاتها وتعابيرها وماتعطيه من تلميحات مغايرة كلياً للوجود الروسي الذي احتل سوريا ومكن قبضته من رقاب أهلها ودمر وشرد وقتل واستباح بدون اعتبار لحرمة أرض ودين وإنسانية، ليصلي جنوده على أرض طهرتها أجساد الشهداء وروتها دمائهم الذكية، يصلون لله تقرباً بعد قتلنا وتهجيرنا ...
قتلت روسيا خلال سنوات قليلة من تدخلها رسمياً في 30 أيلول / 2015 قرابة 6187 مدنياً، بينهم 1771 طفلاً، و670 سيدة، ووثق 939 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية بينها 167 على منشآت طبية، و140 على مساجد، و55 على أسواق، كما شنت ما لا يقل عن 223 هجوما بذخائر عنقودية، إضافة إلى 122 هجومية بأسلحة حارقة، وساندت القوات الروسية قوات النظام في 3 هجمات كيميائية على المدنيين حسب توثيقات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
يصلون اليوم ومساجدنا مدمرة ومنازلنا ركام وبلداتنا تغيرت معالمها فلم يعد سكانها يعرفونها لشدة ما أحدثته صواريخ طائرتها، يصلون ومساجدنا دمرت وقرآننا تمزق، وأجساد أطفالنا ونسائنا حولوها لأشلاء، وعذابات أهلنا مستمرة في المخيمات بعد أن سلبوا واحتلوا أرضهم ومنازلهم، وبعد أن اعانوا الظالم على ظلمه ومكتوا يد القاتل في رقاب الضحية، يصلون نعم ويصلون....