austin_tice
صفقات سرية مع "داعش".. تحقيق حول الأنفاق والتجنيد والنفط والتغيير الديمغرافي بمناطق "قسد"
صفقات سرية مع "داعش".. تحقيق حول الأنفاق والتجنيد والنفط والتغيير الديمغرافي بمناطق "قسد"
● أخبار سورية ٦ يوليو ٢٠٢١

صفقات سرية مع "داعش".. تحقيق حول الأنفاق والتجنيد والنفط والتغيير الديمغرافي بمناطق "قسد"

بث موقع قناة الجزيرة تحقيقاً عبر البرنامج الوثائقي "المسافة صفر"، تضمن الحديث عن واقع الحال بمناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، (قسد) ومنها الأنفاق والتجنيد الإجباري واستخراج النفط وتداعياته، ونقل شهادات عن شخصية منشقة عن الإدارة الذاتية أشار فيها إلى عقد صفقات سرية مع داعش وحوادث التغيير الديمغرافي بمناطق "قسد".

وتناول التحقيق الذي عرض ضمن فيلم وثائقي شهادة "طلال سلو" أحد مؤسسي "قوات سوريا الديمقراطية" قبل أن ينشق عنها بقوله إن "الخطوات الأولى لتأسيس هذه القوات عام 2015، عبر دعم أميركي ومن التحالف الدولي لمحاربة "داعش" بهدف القضاء على التنظيم، لكن الهدف الحقيقي كان تغييرا ديموغرافيا وتصفية حسب الهوية وتحول العمل لصالح حزب العمال الكردستاني، وهو الأمر الذي دفعه لترك هذه القوات، حسب قوله.

وأشار "سلو"، إلى وجود (صفقات سرية) بين قيادات تنظيم الدولة وقيادات "قوات سوريا الديمقراطية" من أجل السيطرة على المدن، وتركهم يغادرون دون التعرض لهم، كما أكد أن "مصطفى عبدي" قائد "قوات لسوريا الديمقراطية" كان في صفوف قوات حزب العمال الكردستاني، حسبما جاء في تحقيق "المسافة صفر".

وفي تشرين الثاني من عام 2017 قالت "قسد"، في أول تعليق لها حينها على انشقاق العقيد "طلال سلو" الناطق باسمها إن الرأي العام تابع قضية اختفاء أثر العميد الناطق الرسمي لقواتها وأصبح عنواناً للكثير من وسائل الإعلام، واعتبرت أن اختفاءه هو"نتيجة عملية خاصة للاستخبارات التركية بالتعاون و طالتواطئ مع بعض أفراد أسرته".

وكان أكد قيادي في الجيش الحر بريف حلب الشمالي لـ "شام" وقتذاك أن العقيد "طلال سلو"، الناطق باسم قوات "قسد"، نسق مع المخابرات التركية بشكل سري ومباشر لعملية انشقاقه، وأن المخابرات التركية دخلت فجراً إلى أحد المعابر مع مناطق سيطرة قوات قسد واستقبلت "سلو"، وقامت بنقله على الفور باتجاه الأراضي التركية، مؤكداً عدم وجود أي دور للفصائل في عملية الانشقاق.

وبالعودة إلى التحقيق الأخير الذي كشف عن تطورات الوضع العسكري والإنساني بمناطق شمال وشرق والخاضعة لسيطرة "قسد"، حيث عرض مقطع فيديو لأحد المجندين التابعين يؤكد فيه التقائهم بعناصر تركية من تنظيم (بي كي كي) قادمين من جبال قنديل رفقة مترجمين لتدريبهم.

وأشار إلى وجود أنفاق أرضية بالقرب من الحدود التركية، حيث تتركز أعمال الحفر في المناطق ذات الكثافة السكانية المحاذية للحدود، كما تربط بعضها بين المدن السورية، ورصد نحو 140 فتحة نفق بمدينة الميلان وحدها، ويقدر طول الأنفاق بين المدن السورية بأكثر من 113 كيلومترا لديها 1500 فتحة موزعة داخل المدن.

ونُشرت هذه المعلومات بعد رصد المشهد الميداني على مدار أشهر من قبل فريق التحقيق، وقال إن مدينة القامشلي وحدها تحوي على حوالي 1200 فتحة نفق، ويقدر طول شبكة الأنفاق في المدينة بنحو 90 كلم، وقد تم رصد 20 فتحة نفق قرب الحدود التركية، كما يعتقد أن بعضها يتجه نحو مدينة نصيبين التركية.

ولفت التحقيق إلى رفض المتحدث الرسمي للإدارة الذاتية الكردية بسوريا "عامر مراد" التعليق على وجود الإنفاق باعتبار الأمر "يخص الجانب العسكري" ولأنه ليس مخولا بالحديث عنها، إلا أنه في موضع آخر يقول إن الحديث عن وجود إخفاء قسري يجب أن يستند إلى معلومات صحيحة توثق ذلك، مؤكدا في ذات الوقت أن من جرى اعتقالهم متهمون بالإرهاب وأن توقيفهم تم بالتعاون مع التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش وفق تعبيره.

وجاء ذلك بعد أن وثق تحقيق "المسافة صفر" حالات الإخفاء القسري عبر الحديث إلى العديد من العوائل التي تعرض أحد أفرادها على الأقل للإخفاء قسرا، وقد رفض أغلبهم الظهور أمام الكاميرا خوفا على حياتهم وحياة أقاربهم، ما ينافي مزاعم المتحدث الرسمي للإدارة الذاتية الكردية بسوريا، رغم وجود تقارير حقوقية ودولية تكشف حالات تجنيد الأطفال والإخفاء القسري الذي تمارسه "قسد"، وجهاز الاستخبارات التابع لها.

ومن بين الشهادات التي تضمنها التحقيق حالات لعدد من السكان، بعد أن قررت "دلال" -التي أخفي زوجها- الحديث للكاميرا عن معاناتها وأطفالها الثمانية في البحث عن زوجها دون الحصول على معلومة تشير إلى مكان وجوده، كما تحدث أحد السكان -رفض الإفصاح عن اسمه أو التحدث أمام الكاميرا وتم التقاط حديثه عبر الكاميرات السرية- عن إجبار إثنين من أبنائه على التجنيد لصالح "قوات سوريا الديمقراطية".

في حين نقل التحقيق ذاته شكاوى أهالي القرى التي بها عمليات التكرير النفطية في الحسكة من الأمراض التي تصيبهم وأطفالهم، بالإضافة إلى تعرض المواليد والرضع لتشوهات خلقية جراء التلوث، فضلا عن تلوث مياه الأنهار بمخلفات النفط وعمليات التكرير ومخلفات المصانع، مما نتج عنه تلوث بيئي حاد وروائح كريهة يمكن تميزها من مسافة بعيدة.

وقد رصد فريق بيئي متخصص استعان به برنامج "المسافة صفر" عبر الأقمار الاصطناعية نحو 10.5 ملايين متر مربع من الأراضي الزراعية تعرضت للتلوث الحاد جراء المخلفات، ولم تعد صالحة للزارعة، وقد امتد التسرب عبر الأنهار بحوالي 93 كلم، ويعود التلوث إلى بداية إعلان الحكم الذاتي عام 2014، كما رصد الفريق الفني وجود أكثر من 1500 ماكينة لاستخراج وحرق النفط.

وتحتوي محافظة الحسكة على أكبر مخزون للنفط في سوريا، حيث يوجد فيها نحو 400 بئر نفطية، وبعد سيطرة "سوريا الديمقراطية" عليها انتشرت الآبار البدائية والمصافي المحلية المسماة بالحراقات، وهي تستخدم في تكرير النفط الخام وإنتاج المشتقات البترولية منخفضة الجودة.

وكانت نشرت وكالة الأبناء "فرانس برس"، تسجيلاً مصوراً ظهر خلاله عدد من المدنيين في الحسكة الخاضعة لـ"قسد"، وهم يبحثون عن قوت يومهم في مكبّ للنفايات، في مشهد يعكس مدى تدهور الأوضاع المعيشية فيما تستحوذ الميليشيات على أهم الموارد في المنطقة وتحرم سكانها منها.

وذكرت "أ ف ب"، أن أسعار المواد الغذائية تضاعفت وفق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ثلاث مرات في وقت يعاني نحو 9,3 ملايين سوري من انعدام الأمن الغذائي، وفي عام 2019، وقبل تسجيل الارتفاع الهائل في الأسعار، أفاد البرنامج عن أنّ أكثر من 60 % من سكان المناطق الواقعة تحت سيطرة "قسد" يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وتشكل المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد"، بالشمال الشرقي لسوريا أكثر من 40% من مساحة البلاد، في حين تسيطر ما تُسمى "قوات سوريا الديمقراطية" على نحو ربع مساحة سوريا، وقد أُعلن الحكم الذاتي لتلك المناطق للمرة الأولى عام 2014 تحت اسم "الإدارة الذاتية" وتزامن ذلك مع إعلانها من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي) كامتداد لحزب العمال الكردستاني التركي (بي كي كي) والمصنف على قوائم الإرهاب التركية والأوروبية والأميركية، وقد أعلن الحكم الذاتي للمرة الثانية أواخر العام 2018.

هذا ويعرف أن برنامج "المسافة الصفر"، هو برنامج وثائقي يعرض على قناة الجزيرة، مدة عرضه عادة 50 دقيقة، يستعرض القضايا الشائكة في العالم، وتقدمه سلام هنداوي من خلال تواجدها على مقربة من الشخصيات والأحداث بهدف إعطاء إجابات حول إشكاليات معينة، وكانت الحلقة الأولى بعنوان "بين المقاتلين في سوريا" في عام 2016 العام الخامس من عمر الثورة السورية، قبل أن يعرض التحقيق الأخير حول مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، في حيث كشف عن تطورات الأوضاع هناك.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 
austin_tice

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ