شبيحة النظام يطالبون بـ"حماية دولية".. من يقف خلف محاولات الإفلات من العقاب؟
تداولت شخصيات تشبيحية وموالون لنظام الأسد المخلوع، دعوات تنص على طلب "حماية دولية"، بحجة وجود انتهاكات بحق الأقليات بحمص والساحل السوري ويفند هذا التقرير الذي أعدته شبكة شام الإخبارية، هذه الشخصيات التي لها تاريخ طويل من التشبيح للنظام الساقط.
وخلص التقرير إلى معلومات تشير إلى أنّ هدف هذه الشخصيات التي كانت من أبرز الأبواق الداعمة لنظام الأسد الساقط، هو محاولات الإفلات من العقاب، كما تبين أن داعمي هذا المطلب هم من أزلام النظام المخلوع وأتباعه.
وعلى قائمة هذه الشخصيات الإعلامي الذي دعم نظام الأسد لسنوات طويلة "كنان وقاف"، الذي كرس حسابه في فيسبوك على التحريض والتجييش ضد الثوار والقوة الأمنية بعد سنوات طويلة من تلميع جرائم الحرب والدعاية لنظام الأسد الساقط.
ونسب "وقاف" حتى الجرائم الجنائية إلى الإدارة السورية الجديدة، علما بأنه هذه الشخصيات التي فشلت في تسلق انتصار الثورة السورية من خلال تبديل المواقف والولاءات، ما دفعها إلى اللجوء إلى مهاجمة الحكومة الانتقالية والتحريض علیها.
ودعا "وقاف"، إلى "حماية دولية" ووصف الإدارة الجديدة للبلاد "إرهابية"، وكان ورد "وقاف"، الصحفي السابق في جريدة "تشرين" الذي دعم نظام الأسد لسنوات طويلة في تقرير لشبكة "شام" عام 2021، يرصد شخصيات موالية نشرت تهديدات علنية بالقتل وتباهي بنشر الإرهاب في لبنان.
ولاحظ الكثير من المتابعين هذا الخطاب المشبوه وهذه الدعوات التي أصبحت مثيرة للسخرية، حيث استنكر الدكتور "عبدو الحمود"، اختصاصي في جراحة القلب بدمشق، منشورات "كنان وقاف"، وسخر بأن الحماية الدولية لم يطلبها حين قصف الشعب السوري بالأسلحة الكيميائية.
وإلى جانب "وقاف" برز اسم "أمجد بدران" أحد أشد المحرضين على سفك دم السوريين، وشكل مجموعة تتبع لميليشيات النظام في بداية الثورة السورية، ثم انتقل للنشاط على مواقع التواصل الاجتماعي بوصفه "باحث"، وله تاريخ تشبيحي واسع وأيد نظام الأسد حتى ساعات سقطوه.
ونشط "بدران" على مواقع التواصل الاجتماعي الموالية في حوادث عدة إذ تم توقيفه من قبل مخابرات الأسد البائد على خلفية صراع بينه وبين مديرة البحوث الزراعية التي رفضت تعيينه رئيساً لمركز البحوث العلمية الزراعية في "اللاذقية".
وكان يتابع الموالين للنظام حساب "أمجد حسن بدران"، وغالباً ما تحتوي منشوراته عبر فايسبوك على انتقادات لاذعة، فيما يصف نفسه بأنه "دكتور" إلا أن "بدران" لن يزاول مهنة الطب ولم يحصل على شهادة الدكتوراه في أيّ اختصاص آخر إذ يعمل في مركز اللاذقية التابع للهيئة كباحث زراعي.
وفي كانون الأول الماضي، كشف عن نيته تشكيا ما قال إنه "تيار سياسي مدني"، مؤلف من "شخصيات مؤثرة" -وفق زعمه- إلا أن هذه الشخصيات تبين أنها شخصيات تشبيحية وموالون لنظام الأسد المخلوع وهم "غسان جديد، عمار عجيب، رضا الباشا"، وفق منشور له على حسابه في فيسبوك.
وزعم الإعلامي "رئيف سلامة" أن مايجري في حمص هو تهجير قسري على خلفية طائفية أخذ السلاح من المدنيين وتركهم عرضة لعصابات القتل والاجرام الممنهج دون حمايتهم ليس له سوى تفسير واحد وهو التهجير"، ويذكر أن "سلامة" إعلامي حربي لدى النظام المخلوع وهو خارج سوريا حالياً.
إلى ذلك أسس الإعلامي الحربي لدى نظام الأسد الساقط "وحيد يزبك"، مركزاً بغطاء الوطنية وتوثيق الانتهاكات ولفق الكثير من الحوادث، إلى جانب نشر معلومات مضللة للحوادث الجنائية التي تحدث في كل مكان وزمان وحاول لصقها بإدارة العمليات العسكرية وإدارة الأمن العام بحمص.
وأثار تصاعد الأصوات المشبوهة المطالبة بتحديد هوية الدولة عقب سقوط نظام بشار الأسد البائد، ترددات واسعة في الأوساط السورية، لمن يريد البت في مصير سوريا بمظاهرة حضرها العشرات، تبين أن محركيها لم يكن لديهم أي باع أو عمل أو حراك مناهض للنظام، متجاهلين حق الشعوب التي ثارت وقدمت الغالي والنفيس في تقرير مصيرها وهوية الدولة التي دفعوا لأجلها كل ثمن بما فيه النفس والدماء.
وفي تتبع ورصد لقادة هذا الحراك المفاجئ وجد أن غالبيتهم من داعمي النظام السابق، وليس ذلك فحسب بل من مروجي الإبادة والقتل بحق السوريين، مايؤكد بشكل لايقبل التشكيك أن خلف هذا الحراك تقف أطراف من نظام الأسد السابق، تريد خلق حالة من الفوضى، لاسيما قبل إعداد دستور للدولة واستفتاء الشعب على هوية ومستقبل سوريا.
وتصدرت القائمة المديرة السابقة في تلفزيون النظام الساقط "ديانا جبور"، من أبرز المروجين لرفع علم النظام المخلوع والاعتصام للمطالبة بعلمانية الدولة، وورد اسمها في تسريب قائمة المجتمع المدني باللجنة الدستورية عام 2019 كونها ممثلة للنظام الساقط.
وكان من اللافت بأن الشخصيات التي تحاول استثمار ورقة الأقليات وطلب الحماية الدولية هي ذاتها التي دعت إلى تحديد شكل الدولة بخطاب مشبوه، وكانت "غالية طباع" إلى المشاركة في تجمعات ساحة الأمويين والمطالبة بدولة علمانية وأصرت على استخدام علم النظام المخلوع، و"طباع" هي إحدى رؤوس الشبيحة في إعلام النظام البائد.
ويرى مراقبون أن فلول نظام الأسد البائد خلف هذه الدعوات في وقت اعتبروا أن هناك أهداف غير معلنة خلف هذه الدعوات وهي محاولة قادة هذا الحراك التنصل من المسائلة والمحاسبة نظرا إلى ضلوعهم المباشر بالتحريض على سف الدم السوري، والمساواة بين الضحية والجلاد.
وبدأت رواسب نظام الأسد الساقط، تطفو على سطح الحراك الشعبي السلمي في سوريا، برزوا ضمن تكتلات جديدة باتت تحاول فرض نفسها في التظاهرات الشعبية في ساحة الأمويين في دمشق، تنادي بـ"الدولة العلمانية" وترفض علم الثورة السورية، كان هؤلاء إلى وقت قريب يمجدون الأسد ودولة القتل والبراميل ويدعون لسفك الدم وقمع الحريات.