
رشاوى وطوابير انتظار .. فساد من إرث الأسد في دائرة الامتحانات بحلب
يطمحُ الناسُ في سوريا لأن يعيشوا حياةً أفضلَ من التي عاشوها في عهد ٱل الأسد، الذي امتد لأكثر من نصف قرن، امتلأتْ البلاد خلالها بمظاهر الفساد الذي طافَ إلى السطح، ولم يجرؤ أحد على انتقاده سوى أشخاص لتصبح المعتقلات والتهجير القسري مصيرهم. حتى اندلعت الثورة في آذار/مارس عام 2011، التي نادت بإسقاط كل وجوه الفساد وأشكالها في وطنهم.
بعد 14 عاماً من التضحيات والصبر والإصرار انتصرت الثورة، وفرَّ ما كان يسمي نفسه أسداً مع عائلته بعد أن نهبَ ثروات البلاد التي كانت بالنسبة له أثمن من الشعب وحريته وحقوقه. هذه المرحلة التي انتظرناها، من أجل سقوط كل الواسطات والمحسوبيات المستشرية في البلاد. إلا أنها ما تزال موجودة وبشكل علني، فتتعب الناس وتدخلهم في حالة من الإحباط.
ولاحظنا ذلك مع اقتراب موعد انتهاء التسجيل للامتحانات، إذ شهدتْ دائرة الامتحانات في مدينة حلب حالة من الازدحام التي لا يمكن تحملها، واشتكى طلاب من وجود مظاهر سلبية فيها، إذ يعانون من مشاكل خلال عملية التسجيل فيها. ويصطدم الطالب عند قدومه إليها بعشرات الطلاب الآخرين الموجودين بطريقة عشوائية بدون وجود تنظيم لعملية التسجيل أو الانتظار.
وكتبَ أحد الطلاب في مواقع التواصل الاجتماعي مشيراً إلى مدى سوء الوضع في تلك الدائرة: " ما يحدثُ أمام دائرة الامتحانات بحلب إهانة حقيقية لمستقبل هذا البلد! طلاب الشهادتين واقفون في طوابير مُذلّة منذ ساعات الفجر، والموظفون داخل المكاتب يتعاملون ببرود قاتل وكأنهم فوق المحاسبة، أين مدير التربية؟ أين الرقابة؟ إذا كانت هذه هي طريقة التعامل مع طلابنا في أهم مراحل حياتهم، فلا تستغربوا حين يهاجر الكفاءات أو ينفجر الغضب في وجه الظلم والإهمال".
وبحسب متابعتنا للموضوع، كشف البعض عن تعامل خالي من اللباقة لموظفين يعملون في دائرة الامتحانات، إذ يتكبرون على الطلاب، ويأخذون رشاوى كي يسجلون لهم، فيضطر الشخص المحتاج لعملية التسجيل والذي انتظرَ لساعات طويلة وتعب من الوقوف طويلاً للقبول بالوضع الراهن ودفع المال. خاصة أن قسم من الطلاب قادمون من أماكن بعيدة، ولا يوجد لديهم مكان في حلب كي ينامون فيه للتسجيل في يوم ٱخر، عدا عن تكاليف المواصلات التي دفعوها.
وسعى أشخاص تأذوا من مظاهر الفساد في دائرة الامتحانات بحلب لأن يفضحوهم في منصات التواصل الاجتماعي، ومن أبرز المناشير التي وردت في هذا السياق: "ياريت تسلطوا الضوء على مشكلة الازدحام الشديد والفوضى والبطىء في دائرة الامتحانات بحلب مشان تسجيل الطلاب الأحرار. يعني لاتاخذني نحن من ريف حلب صار تلت تيام عم نروح مشان التسجيل ما عم صحلنا دور لانو في فوضى .ولكم جزيل الشكر".
وطالبَ طلاب الجهات المعنية بوضع حل لمشكلة الازدحام، وبمراقبة الموظفين العاملين في دائرة الامتحانات، عدا عن ضرورة تقديم تسهيلات خلال عملية التسجيل وخاصة للطلاب القادمين من أماكن بعيدة.
وفي وقت لاحق، أعلنت مديرية التربية بحلب عن اعتماد خمسة مراكز إضافية لتسجيل طلاب البكالوريا والتاسع، وذلك نظراً للضغط الكبير الذي شهدته دائرة الامتحان في حلب، وستتاح مراكز التسجيل الجديدة في المناطق التالية: جرابلس، منبج، اعزاز، الباب، وعفرين، ووجهت المديرية المواطنين بانتظار تفاصيل آلية التسجيل والأوراق المطلوبة.