دعوات لإيقاف متابعة المحتوى الفارغ على منصات التواصل الاجتماعي
دعوات لإيقاف متابعة المحتوى الفارغ على منصات التواصل الاجتماعي
● أخبار سورية ١٩ أغسطس ٢٠٢٥

دعوات لإيقاف متابعة المحتوى الفارغ على منصات التواصل الاجتماعي

مع التطور السريع للتكنولوجيا، تحولت منصات التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة إلى مسرح مفتوح لحياة الأفراد اليومية. وبرز ما يُعرف بـ”اليوتيوبرز”، الذين يسعون لجذب المشاهدات من خلال محتوى يركّز على نشاطاتهم الشخصية؛ من زيارات المطاعم، إلى الهدايا، والحب، والخطوبة، والزواج، والمقالب، وغيرها.

ورغم الانتشار الكبير لهذا النوع من المحتوى وحصده آلاف المشاهدات، إلا أن كثيرين وجّهوا له انتقادات حادة، معتبرينه “محتوى فارغاً” لا يحمل أي قيمة معرفية أو إنسانية، بل يكرّس سطحية الحياة ويُلهي الجمهور عن القضايا الأهم، في وقت تعاني فيه مجتمعاتنا من تحديات اقتصادية وإنسانية حقيقية.

نجح العديد من هؤلاء “اليوتيوبرز” في جذب آلاف الشباب عبر مشاركة تفاصيل حياتهم اليومية، حتى أصبح بعضهم قدوة بدلاً من العلماء والمبدعين. هذا التحوّل أضعف مفاهيم الطموح الحقيقي، وأدى إلى إحباط لدى الطلاب الذين يرون أن هؤلاء المشاهير، رغم نقص تعليمهم، يحققون أرباحاً طائلة بمحتوى سطحي. ومع تزايد الهوس بالشهرة، أصبح البعض مستعداً لفعل أي شيء من أجل الظهور، حتى لو كان ذلك على حساب الأخلاق والعادات والتقاليد.

تزايد التأثر بهؤلاء “اليوتيوبرز”، خصوصاً من يفرطون في مشاركة تفاصيل حياتهم الخاصة، وأصبح مصدر قلق حقيقي للأهالي، الذين يخشون أن ينجرف أبناؤهم وراء هذا النمط، فيتخلّون عن التعليم والطموح، ويسلكون طريق الشهرة السهلة على حساب القيم والعادات.

ورغم وجود قنوات تقدّم محتوى علمياً وتعليمياً مفيداً، فإن الانتشار الأكبر غالباً ما يذهب إلى هذا المحتوى الفارغ، وهو ما دفع بعض الشباب إلى تقليد تصرفات غير مألوفة لجذب الانتباه، ما دفع الأُسر إلى اتخاذ موقف حازم من هذا النوع من المحتوى، سعياً لحماية أبنائهم من التأثيرات السلبية على مستقبلهم وسلوكهم.

وقد تناول الناشطون هذا الموضوع على منصات التواصل الاجتماعي، محذرين من خطورته، وأطلقوا دعوات للجمهور بوقف متابعة المحتوى الفارغ. وتزداد خطورة هذا المحتوى حين يتجاهل أزمات المنطقة وقضاياها الكبرى، وأشاروا إلى أن هذا النوع يستهين بمعاناة المجتمعات العربية التي تعاني من فقر واحتلال، سواء في فلسطين أو غيرها، خصوصاً مع ما يجري في غزة من قتل وتشريد وحرب.

وشجّع هؤلاء الناشطون الشباب على الانتباه لمحتوى مفيد يرتبط بالتعليم وتطوير المهارات، مثل تعلم اللغات، والممارسات اليومية المفيدة، والتدريبات العملية التي تضيف قيمة لحياتهم. كما حثّوا على استخدام وسائل التواصل بشكل إيجابي وبنّاء، بدلاً من الانغماس في الترفيه السطحي، مؤكدين أن الاستثمار الذكي للوقت على هذه المنصات يمكن أن يُحدث فرقاً حقيقياً في المستقبل.

وانتقد البعض محاولات إظهار مظاهر الترف والبذخ دون مراعاة الطبقات الفقيرة، معتبرين أن هذا السلوك يعكس عدم احترام للقيم الاجتماعية. ولهذا السبب دعت هذه الصفحات إلى وقف متابعة هذا المحتوى، وتشجيع الجمهور على البحث عن بدائل هادفة وواقعية.

المحتوى الفارغ لا يؤثر على الفرد فحسب، بل يشكّل جيلاً كاملاً بعيداً عن العادات والقيم. خاصة في مناطق الصراع. لذلك، استبدال هذا المحتوى بمحتوى هادف مسؤولية جماعية، تتطلب تعاون الفرد وعائلتهم والناشطين والمجتمع لتشجيع الجمهور على البحث عن بدائل هادفة وواقعية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ