دعمت الأسد وهاجمت الثورة .. وفد من بيلاروسيا يلتقي "الشرع" في دمشق
استقبل قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة، أنس خطاب، اليوم الخميس 23 كانون الثاني، وفدًا من جمهورية بيلاروسيا برئاسة وزير الخارجية البيلاروسي السيد رجينكوف مكسيم فلاديمير وفيتش، في قصر الشعب بدمشق، بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية، بالإضافة إلى قضايا إقليمية ودولية تهم الجانبين.
وأكد وزير الخارجية البيلاروسي "مكسيم ريجينكوف"، دعم بلاده لسيادة واستقلال وسلامة أراضي سوريا، ولفت إلى أنه ناقش في دمشق مع قائد الإدارة السورية الجديدة "أحمد الشرع" بالتفصيل الوضع الدولي والصراعات الإقليمية، وأكدنا على المصلحة المشتركة لتسويتها في وقت مبكر.
وقال إن بيلاروس تدافع عن سيادة واستقلال وسلامة أراضي سوريا داخل الحدود المعترف بها دولياً ومستعدون لدعم الجانب السوري في المنظمات الدولية لحماية هذه المبادئ ولرفع العقوبات عن سوريا.
ووعد بتقديم 50 حافلة من نوع MAZ إلى سوريا قريباً، كهدية من رئيس وشعب بيلاروس إلى الشعب السوري، وسيتم تصنيعها وإنتاجها وتسليمها إلى سوريا خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
موقف مؤكد للأسد المخلوع
كان موقف بيلاروسيا من النظام السوري خلال سنوات الأزمة داعمًا بشكل عام، وكانت الحكومة البيلاروسية، بقيادة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، من بين الدول التي قدمت دعمًا سياسيًا لنظام بشار الأسد في مواجهة الثورة السورية.
دعمت بيلاروسيا، نظام الأسد في إطار السياسة المعتمدة لديها في دعم الأنظمة الاستبدادية والحفاظ على استقرار الدول الحليفة، وقد وقفت إلى جانب نظام الأسد في العديد من المحافل الدولية، وأعربت عن رفضها التدخلات الخارجية في الشؤون السورية، وخاصة التدخل العسكري من قبل الغرب أو حلف الناتو.
دعم اقتصادي للأسد
وسعت بيلاروسيا لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع سوريا، حيث كانت تقدم الدعم الفني والمساعدات الاقتصادية في المجالات المختلفة مثل الصناعة والزراعة. هذا الدعم جاء في إطار تعزيز العلاقات الثنائية في ظل العقوبات الغربية المفروضة على سوريا.
انتقاد الربيع العربي
وانتقدت بيلاروسيا الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري واعتبرتها مؤامرة غربية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، في هذا السياق، كانت الحكومة البيلاروسية ترى أن الاحتجاجات الشعبية في سوريا هي جزء من "الربيع العربي" الذي كان يُنظر إليه كمؤامرة دولية ضد الحكومات المستبدة في العالم العربي.
بينما كانت العديد من الدول الغربية تدعم المعارضة السورية وتدعو إلى الإطاحة بنظام الأسد، فإن بيلاروسيا كانت ترفض الاعتراف بالمعارضة السورية باعتبارها بديلًا شرعيًا للنظام، وتمسكت بالحل السياسي في إطار الحفاظ على وحدة سوريا تحت قيادة الأسد.
ويمكن القول إن بيلاروسيا كانت داعمة لنظام الأسد في مواجهة الاحتجاجات الشعبية والثورة السورية، وكانت ترى أن أي تغيير في سوريا يجب أن يتم عبر عملية سياسية داخلية بدلاً من التدخل الخارجي.
وفي آب 2023، قالت وسائل إعلام روسية، إن رئيس بيلاروس "ألكسندر لوكاشينكو"، وعد الإرهابي "بشار الأسد" بمواصلة دعم بلاده للشعب السوري بمرحلة إعادة الإعمار، جاء ذلك ضمن برقية تهنئة لـ "بشار" بمناسبة الذكرى الـ30 للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وكانت عملت وزارة التعليم البيلاروسية على استقطاب الأطفال السوريين، وأعلنت عدة مرات عن وصول دفعات من "طلاب متفوقين" بمدارس ضمن مناطق تخضع لسيطرة نظام الأسد إلى العاصمة مينسك، للمشاركة في مخيم زوبرونك للترفيه الصحي، وزعم نظام الأسد حينها بأن النشاطات المقدمة للطلاب هي "ترفيهية وتشمل الأطفال الذين عانوا من الحرب والعقوبات والزلزال".