
خلافا لكل الادعاءات .. حركات نزوح حلب كانت باتجاه الأحياء المحررة التي ضاقت على ساكينها
أكد ناشطون في مدينة حلب المحاصرة، وجود حركة نزوح داخلية كبيرة في المدينة، منها باتجاه القسم المحرر، وأخرى كانت باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد والقوات الكردية في حي الشيخ مقصود والأحياء الغربية من المدينة، وذلك بعد توغل قوات الأسد وحلفائها لعدة أحياء محررة في الأجزاء الشمالية الشرقية من حلب.
حركة النزوح وبحسب المصدر شملت أحياء مساكن هنانوا والصاخور بالدرجة الأولى، بينما اضطرت عدد من العائلات للبقاء في مساكنها في حي مساكن هنانوا بعد توغل قوات الأسد، ومنها الانتقال للأحياء الخاضعة لسيطرة قوات الأسد، فيما فضلت باقي العائلات التي استطاعت الهرب الى التوجه للأحياء الجنوبية المحررة جراء شدة القصف الذي تعرضت له الاحياء التي يقطنونها.
أيضاً شهدت أحياء بعيدين، حي بستان الباشا، الحيدرية، عين التل، الهلك، الشيخ فارس، حي الزيتونات والخاضعة الأن لسيطرة الوحدات الكردية حركة نزوح كبيرة باتجاه الأحياء الجنوبية، قبل قطع طريق العبور من حي الصاخور، فيما بقي آلاف المدنيين من أهالي تلك الأحياء ضمن منازلهم، ومنهم من فضل النزوح باتجاه حي الصاخور والأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة قوات الأسد، في حين ذكر ناشطون أن العدد الأكبر من النازحين والفارين من هول المعارك قد توجهوا الى مناطق الوحدات الكردية وذلك عقب اتفاق بينهم وبين الثوار يقضي بتسليم الأحياء لهم شريطة حماية المدنيين من قصف الطائرات الروسية والأسدية.
وبالمجمل بين من فضل البقاء ضمن مساكنه في الأحياء التي خرجت عن سيطرة الثوار، وبين من فضل النزوح باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد والقوات الكردية في حي الشيخ مقصود، فهم يشكلون وبحسب إحصائيات شبه دقيقة ما يقارب العشرة آلاف مدني، من أصل 350 ألف مدني، أن أي أكثر من 340 ألف مدني ما زالوا ضمن الأحياء الشرقية المحررة، والتي تحاصرها قوات الأسد وحلفائها، وتمارس ضدها حملة تصعيد كبيرة من القصف والحصار ضمن بقعة جغرافية صغيرة.
وروجت صفحات موالية للأسد عن دخول مئات العائلات للأحياء الغربية بمدينة حلب والخاضعة لسيطرته عبر حي الشيخ مقصود وحي سليمان الحلبي، ولكن دون توضيح الوجهة التي سمح للمدنيين بالتوجه إليها، او مصير الشباب والرجال وحتى النساء بعد دخولهم لمناطق سيطرة قوات الأسد، مع انباء عن قيام القوات الكردية بإعدام ثلاثة شبان من حي بعيدين، واعتقالات طالت العشرات من الشباب.
ووسط القصف المتواصل من الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة على الاحياء المحررة في الجهة الشرقية من حلب، باتت حياة الآلاف من المدنيين المحاصرين في بقعة جغرافية صغيرة مهددة بكارثة إنسانية كبيرة، بعد خروج غالبية المشافي الطبية ومراكز الدفاع المدني والمرافق الخدمية عن الخدمة، والنقص الكبير في المواد الغذائية والطبية و انعدام غالبية هذه المواد، ما يتطلب تحرك دولي كبير للضغط على قوات الأسد وحلفائها لوقف عمليات الزحف باتجاه المناطق المحررة، وسعي عسكري من خارج المدينة لتخفيف الضغط على الثوار في الداخل المحاصر.