"خطف الطفولة".. انتهاكات "الشبيبة الثورية" سياسة ممنهجة وصرخات الأهالي تُقابل بالصمت
"خطف الطفولة".. انتهاكات "الشبيبة الثورية" سياسة ممنهجة وصرخات الأهالي تُقابل بالصمت
● أخبار سورية ٧ أبريل ٢٠٢٥

"خطف الطفولة".. انتهاكات "الشبيبة الثورية" سياسة ممنهجة وصرخات الأهالي تُقابل بالصمت

ناشد المواطن السوري "يوسف سليمان"، المساعدة بإعادة ابنتيه الطفلات "مريانا وسيلا"، بعد تعرضهما الاختطاف ببداية شهر ٱذار/مارس، من داخل المنزل بريف القامشلي من قبل تنظيم "الشبيبة الثورية". 


ويظهر الابُ ضمن فيديو بعد شهر من الحادثة، مناشداً المجتمع الدولي وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، وذكرَ أن التنظيم الخاطف اقتحم بيته في منتصف الليل وسرق البنات. وصار سليمان يهدد بحرق نفسه في حال لم يعيدوهما له، خاصة بعد أن لم تجدي مراجعته لكافة الجهات الرسمية أي نفع.

يعيشُ الأهالي القاطنين في مناطق شمال شرقي سوريا حالة من الذعر، بسبب انتشار ظاهرة اختطاف الأطفال من ذويهم، وتجنيدهم الإجباري، بالرغم من سنهم الصغير الذي لا يؤهلهم لحمل البنادق، وحمل هذه المسؤولية التي تعتبر ثقيلة مقارنة مع وضعهم. 


وفي سياق متصل ذكر والد البنات المخطوفات أن أعمارهنَّ 12و 13 عاماً، وحجم السلاح أكبر من حجمهنَّ، عدا عن كونهن ما يزلنَّ طفلات لا يعرفنَّ عن الحياة سوى اللعب والسكاكر والحلوى". 

عشرات الأطفال ضحية التجنيد الإجباري
وبحسب طالشبكة السورية لحقوق الإنسان" فإن حوالي 413 طفلاً مجندين بشكل إجباري في المعسكرات التابعة لقوات سوريا الديمقراطية. مما دفعَ الأهالي لمناشدة مظلوم عبدي. وأدى يأس الٱباء وحالة الأحباط التي سيطرت عليهم بعد غياب أبنائهم، وفشلهم باستعادتهم إلى أن يفكرون بالتهديد بأذية أنفسهم في حال لم تسعى الجهات المعنية لإرجاعهم إلى بيوتهم. فسبق وهددت شمسة عيسى، سيدة تنحدر من مدينة عين العرب، بإلحاق الضرر بنفسها في حال لم يعيدوا لها ابنتها رحاب، والتي تبلغ من العمر 13 عاماً، واختطفها ذات التنظيم وجندها قسراً.

خطف من داخل المدرسة 
وقبل أيام قليلة لاقت الفتاة خناف عبد الله شيخو (15 عاماً) ذات المصير، إذ كانت تتلقى دروسها بشكل طبيعي من مدرسة "ذات النطاقين" في حي الناصرة بمدينة الحسكة. ليغلبَ الظن عند البعض بأن الكادر التعليمي في المدرسة، والذي هو بالأساس تابع للإدارة الذاتية، يحملُ مسؤولية مساعدة تنظيم الشبيبة بعملية الخطف.

وفيما يتعلق بهذا التنظيم، المعروف بـ "جوانن شورشكر"، هو عبارة عن مجموعة تتألف من الفتيان والفتيات الذين أعمارهم تحت الـ 18 عاماً، يتحكم قادة عسكريين بمصيرهم، يقال إنهم يعملون لصالح حزب "العمال الكردستاني"، ويُشار إلى أن الشبيبة الثورية لا يتبعون لأي من مؤسسات "الإدارة الذاتية"، وحوادث الخطف التي حصلت تثبت ضلوعها في عمليات تجنيد القاصرين بشكل إجباري عنهم ودون أخذ موافقة أهاليهم.

خطف قبل شهر رمضان والعيد 
ويفتقرُ هذا التنظيم لأي إحساس بالإنسانية، خاصة أنه عدد من حالات الاختطاف قبل وخلال شهر رمضان الكريم، ولم يعطوا أي اعتبار لهذه المناسبة الدينية المميزة، وأفسدوا فرحة عائلات فيها، وتمنَّت عدد من العائلات أن يعود أبنائها إلى أحضانها قبل العيد، لكن دون جدوى، وفي سياق متصل ناشد محمد قواص عبدي، لإعادة ابنته المختطفة روسيل (16 عاماً)، وقال في فيديو تم نشره في مواقع التواصل الاجتماعي: "إذا لم تعود لي طفلتي في يوم العيد، فسأؤذي نفسي في هذا المكان".

الأطفال المخطوفون في خطر
وحذّرَت منظمات إنسانية من ظاهرة تجنيد الأطفال الإجباري في مناطق شمال شرقي سوريا، لما فيه من خطورة جسدية ونفسية على الأطفال وعلى عائلاتهم في نفس الوقت، كما أنهم معرضون لإصابات خطيرة ممكن أن تودي بحياتهم وذلك خلال الأنشطة العسكرية التي من الطبيعي أن يقوموا بها ضمن التنظيم مثل التدريبات العسكري أو حتى المشاركة في معارك أو قتالات. عدا عن حرمهم من التعليم الذي هو أهم شيء لهم في المرحلة الحالية من عمرهم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ