
حـ ـزب الله الإرهـ ـابـ ـي ينفي الاتهامات حول تورطه في أحداث الساحل السوري
أصدر حزب الله الإرهابي بيانًا رسميًا، مساء السبت، ينفي فيه بشكل قاطع أي تورط له في الأحداث الدامية التي يشهدها الساحل السوري، معتبرًا أن هذه الاتهامات ادعاءات لا أساس لها من الصحة.
وجاء في بيان الحزب “دأبت بعض الجهات على الزج باسم حزب الله فيما يجري من أحداث في سوريا واتهامه بأنه طرف في الصراع القائم هناك. ينفي حزب الله بشكل واضح وقاطع هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة”.
كما دعا وسائل الإعلام إلى توخي الدقة في نقل الأخبار، محذرًا من الانجرار وراء حملات التضليل التي قال إنها “تخدم أهدافًا سياسية وأجندات خارجية مشبوهة”.
تصاعدت وتيرة العنف في الساحل السوري منذ يوم الخميس الماضي، حيث اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن السورية وعناصر مسلحة تابعة للنظام السابق، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية، يوم الجمعة، أنها وضعت خطة لضبط الأوضاع ومنع توسيع العمليات داخل المدن حفاظًا على سلامة السكان، مشيرةً إلى أن قواتها أوقفت العملية العسكرية مؤقتًا بهدف إخراج العناصر غير المنتمين إلى المؤسسة الأمنية والعسكرية.
وكانت كشفت مصادر أمنية خاصة للجزيرة عن تحركات نشطة لخلايا تابعة للنظام السابق نفذت عمليات في ريف اللاذقية، شمال غربي سوريا، وسط تصعيد أمني متواصل.
وأفاد مصدر أمني بأن المجلس العسكري الذي شكّله العميد غياث دلا بدأ في توسيع نفوذه ميدانيًا، حيث أنشأ تحالفات مع قيادات عسكرية بارزة كانت جزءًا من النظام المخلوع، من بينهم محمد محرز جابر، قائد قوات “صقور الصحراء” سابقًا، المقيم حاليًا بين روسيا والعراق، بالإضافة إلى ياسر رمضان الحجل، الذي كان قائدًا ميدانيًا في مجموعات سهيل الحسن.
وأشار المصدر إلى أن دلا هو اليد التنفيذية لماهر الأسد، القائد السابق للفرقة الرابعة، في العمليات الجارية حاليًا بمنطقة الساحل السوري. كما أكد أن ماهر الأسد ورئيف قوتلي غادرا العراق يوم الأربعاء متجهين إلى روسيا لمقابلة بشار الأسد، ما يعكس تنسيقًا دوليًا محتملاً حول التطورات في سوريا.
وبحسب المصدر، فإن بشار الأسد نفسه على علم بعمليات التنسيق بين مختلف المجموعات المسلحة، والتي تتم بدعم وإشراف دولة خارجية. وأضاف أن المجلس العسكري الذي يقوده غياث دلا تلقى دعمًا ماليًا من حزب الله اللبناني والمليشيات العراقية، إلى جانب تسهيلات لوجستية من قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وأكد المصدر اعتقال اللواء إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية السابق، الذي كان ينسق مع تلك الخلايا بشكل مباشر، مما يشير إلى جهود أمنية مكثفة للقضاء على هذه التحركات.
وفي سياق متصل قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تصريح للتلفزيون العربي، أنهم تمكنوا من رصد مقتل أكثر من 50 مدنيا نتيجة إعدامات دون أي محاكمة، ومقتل قرابة 125 مدنيا على يد قوات الأمن في أرياف اللاذقية وطرطوس وحماة، وأكدت انتهاكات خطيرة خلال العمليات الأمنية.
واشارت الشبكة أن عصابات موالية لنظام الأسد البائد قتلت 100 من قوات الأمن و 15 مدنيا.
وشهدت عشرات القرى والبلدات والمدن في مناطق الساحل السوري بريفي اللاذقية وطرطوس، عمليات قتل وسلب وانتهاكات مورست بحق الأهالي، من قبل مجموعات مسلحة غير منضبطة دخلت ضمن الحملة العسكرية لملاحقة فلول نظام بشار الأسد، عقب الأحداث الدامية بحق الأجهزة الأمنية ، علاوة عن دخول مجموعات مسلحة من "النور والبدو" من أبناء المنطقة، والتي ارتكبت فظائع كبيرة.
وفق المصادر، ونتيجة الوضع الأمني الذي رافق سيطرة فلول نظام بشار الأسد على عشرات المواقع والانتشار في القرى والبلدات الساحلية، واستخدام المدنيين كدروع بشرية وتعريض حياتهم للخطر، فقط شهدت تلك المناطق حملات تمشيط غير منظمة في ظل كمائن عدة واجهت تلك الفصائل والقوى الأمنية التي استجابت بشكل عاجل ودون تنسيق، بالتوازي مع استغلال الوضع من قبل مجموعات مسلحة مارست القتل والسلب وانتهاكات عديدة بحق أهالي تلك المناطق.
ترد معلومات متواترة عن ارتكاب عشرات التعديات والانتهاكات من عمليات قتل وسلب ومصادرة أملاك في مناطق جبلة وريفها، وريف طرطوس، علاوة عن حالات قتل منظمة نفذتها مجموعات مسلحة بشكل عشوائي طالت المدنيين منهم نساء وأطفال ورجال، دون التمييز بين العناصر المسلحة المنتمية لفلول النظام، لاسيما في القرى التي شهدت كمائن أو مواجهات مسلحة، كان الأهالي ضحية بين الطرفين وسقط العشرات منهم جراء الرصاص العشوائي أو عمليات تصفية لايمكن تحديد الجهات التي نفذتها.