حرائق ريف اللاذقية: الدفاع المدني يوحّد قلوب السوريين على البطولة والتضحية
حرائق ريف اللاذقية: الدفاع المدني يوحّد قلوب السوريين على البطولة والتضحية
● أخبار سورية ١٣ يوليو ٢٠٢٥

حرائق ريف اللاذقية: الخوذ البيضاء توحّد قلوب السوريين على البطولة والتضحية

في ظل الكارثة البيئية والإنسانية التي ضربت ريف اللاذقية مؤخرًا، كان لمؤسسة الدفاع المدني السوري – المعروفة بـ"الخوذ البيضاء" – الدور الأبرز في مكافحة الحرائق، وسط ظروف ميدانية خطيرة وصعبة. جهود فرق الإطفاء وحضورهم الشجاع أعاد التأكيد على مكانة هذه المؤسسة في قلوب السوريين، وأثبت أن نبل الرسالة الإنسانية لا يعرف المناطق أو الانتماءات.

 من خطوط الجبهات إلى جبال اللاذقية
منذ تأسيسها، رسّخت فرق الدفاع المدني وجودها في الشمال السوري من خلال آلاف المهمات التي أنقذت فيها أرواحًا وانتشلت جرحى وشاركت في دعم الحياة اليومية للناس في خضم الحرب. من إسعاف المصابين وإخلاء المدنيين تحت الأنقاض، إلى دعم شبكات الصرف والكهرباء، ومواجهة الزلازل والأوبئة، أثبتت المؤسسة أنها الأقرب إلى الناس في كل محنة.

ومع كل أزمة، كانت الخوذ البيضاء تسجّل حضورها اللافت، حتى في اللحظات التي دفعت فيها أثمانًا غالية من دماء المتطوعين الذين قضوا خلال أداء واجبهم الإنساني.

معركة النار.. ووحدة القلوب
اندلاع حرائق اللاذقية، التي التهمت أكثر من 15 ألف هكتار من الأحراش والغابات، مثّل اختبارًا جديدًا لجهوزية الدفاع المدني، الذي لبّى النداء، وسارع لإرسال فرقه للمشاركة في عمليات الإطفاء.

ورغم التضاريس الصعبة وارتفاع درجات الحرارة ونقص الأوكسجين في مواقع النيران، أظهر المتطوعون شجاعة استثنائية، لا تقل عن تضحياتهم أيام الحرب. فكانت الصور الواردة من الميدان تعبّر عن مشهد جديد يوحّد السوريين: مروحية تُسقط الماء فوق اللهب، ورجال بوجوه مغبرة وعيون ساهرة يتسابقون لإنقاذ غابة أو منزل.

 تضامن شعبي واسع
خلال الأيام الماضية، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بصور وأشرطة توثق العمل البطولي للخوذ البيضاء في اللاذقية. دعوات وصلوات وتدوينات من سوريين من مختلف المحافظات والطوائف، امتزجت بفخر وامتنان لهؤلاء الرجال الذين كانوا في الخطوط الأمامية، كما كانوا دومًا.

فمشاهد التعب على ملامحهم، وحرصهم على مؤازرة بعضهم بعضًا في قلب النار، أعادت للأذهان معنى الأخوّة الحقيقية والالتزام الصادق، وأحيت مشاعر وطنية جامعة افتقدها السوريون في ظل أزمنة الانقسام.

 الدفاع المدني: مؤسسة لكل السوريين
بعد سنوات من الحرب، لم تتغير عقيدة الدفاع المدني، بل اتسعت رقعة عمله ليصل إلى مناطق جديدة، ويلبّي نداءات لم يكن معنيًا بها سابقًا. ومع كل مهمة، يُعاد التأكيد على أن هذه المؤسسة لا تمثل منطقة أو طرفًا سياسيًا، بل تمثل ضميرًا حيًا يخدم الإنسان السوري أينما كان.

وتبقى الخوذ البيضاء واحدة من أنبل التجارب الإنسانية التي عرفتها سوريا في العقود الأخيرة، مثالًا على أن العطاء لا يحتاج لقرار سياسي، بل لقلب كبير، وشجاعة لا تلين.

 

الكاتب: فريق العمل - سيرين المصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ